النظام الإيراني: بين الحرب والاستسلام، لا طريق ثالث

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النظام الإيراني، بقيادة خامنئي، يمضي قُدماً في استراتيجيته المدمرة في المنطقة، حيث كان يروج لفكرة "محاربة الأعداء خارج الحدود" لمنع وصول الحرب إلى الداخل الإيراني. النظام قد استثمر موارد هائلة في دعم جماعات مسلحة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وفلسطين، بدعوى "حماية الأمن القومي". ومع مرور الوقت، يجد النظام نفسه الآن في موقف لا يحسد عليه؛ إما أن يدخل في مواجهة عسكرية شاملة، أو يرضخ لشروط الاستسلام.
الموقف الحالي لا يتيح للنظام خياراً ثالثاً بين الحرب والتسليم. كل محاولات المسؤولين الإيرانيين، بما فيهم عراقجي، للتوسط عبر زيارات متكررة لدول الخليج العربي ومصر وسوريا ولبنان، قد باءت بالفشل. مطالبات النظام بوقف إطلاق النار ما هي إلا محاولة للعودة إلى وضع ما قبل أكتوبر، حيث كان يسيطر على أدوات نفوذ في المنطقة. لكن، القوى الإقليمية والدولية لم تعد تقبل بهذه الشروط. فالمطلوب الآن هو نظام إيراني منزوع الأسلحة، بلا جماعات مسلحة ولا صواريخ، وهذا يعني بالنسبة للنظام الإيراني استسلاماً غير معلن.
التهديدات التي أطلقها النظام بضرب المنشآت الخليجية في حال اندلاع الحرب، تُظهر يأسه وتفكيره في تصعيد الأوضاع لتوريط القوى الدولية. لكن هذه التهديدات لن تنقذ النظام من تداعيات الحرب المحتملة، حيث أن أي هجوم على دول الخليج سيستدعي رداً عنيفاً من إسرائيل والقوى الغربية، ما سيجعل النظام في مواجهة عسكرية شاملة مع تحالفات إقليمية ودولية قوية.
في هذه المعادلة المعقدة، يقف النظام الإيراني وحيداً. لا روسيا ولا الصين مستعدتان لدعمه عسكرياً، والقوى الإقليمية قد اتخذت مواقف ضد مغامراته العسكرية. حتى حلفاءه التقليديون، كـ"حزب الله" في لبنان، يواجهون ضغوطاً داخلية ودولية تجبرهم على اتخاذ مواقف أكثر حذراً. لبنان، مثلاً، أصبح يميل إلى تنفيذ قرارات دولية تقضي بنزع سلاح الجماعات المسلحة، ما يعزل النظام الإيراني أكثر.
علاوة على ذلك، يجد النظام صعوبة كبيرة في تحشيد القوى الداخلية للحرب. الشعب الإيراني غير مستعد لخوض حرب جديدة لا تخدم مصالحه حیث کان یطلق شعار “لاغزه لا لبنان روحی فداء إیران” ... رجال الدين أنفسهم بدأوا يعبرون عن تذمرهم من التدخل في نزاعات إقليمية ليست ذات صلة مباشرة بالشعب الإيراني، ما يضيف مزيداً من الصعوبات على قدرة النظام على تعبئة الشعب لهذه المغامرة.
بالتالي، أصبح واضحاً أن النظام الإيراني يقف الآن أمام خيارين: إما الدخول في حرب مكلفة ستؤدي إلى انهياره الحتمي، أو الاستسلام لشروط المجتمع الدولي والإقليمي و تجرع کأس السم کما تجرع خمیني عام 1988... هذا ما يعني فعلياً فقدان نفوذه وإضعافه داخلياً وخارجياً.
ختاماً، يمكن القول أن أي محاولة للنظام الإيراني للتهرب من هذا المصير محكومة بالفشل، فالقوى الإقليمية والدولية لن تسمح بعودته إلى ما كان عليه. الأيام القادمة تحمل في طياتها تحولات كبرى، وقد تكون الفرصة التي ينتظرها الشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام الذي جلب لهم المعاناة والفوضى.

#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات