أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس ولد القابلة - صراع الحضارات لا الفلسفات















المزيد.....


صراع الحضارات لا الفلسفات


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 11:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صلة بالجدل الذي دار بسبب الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد،والذي انصب على اشكالية صراع خفي أكيد ألقى الفيلسوف الفرنسي الراحل- أندري لوكسمان-1 André Glucksmann- محاضرة تم الارتكاز على فحواها لاعداد هذه الورقة.

1- ولد عام 1937 وتوفى عام 2015 هو فيلسوف مناهض للاستبداد حتى النخاع، انفصل بشكل مذهل عن الماركسية في عام 1975 من خلال نشر كتاب "الطاهي وآكل البشر". ناشط ماوي سابق، ثم مدافع عن المنشقين في أوروبا الشرقية والشعب الشيشاني وهو أحد أصوات الفلاسفة الجدد، وناشط أممي

بدأت الحملة المناهضة للرسوم الكاريكاتورية ضد إحدى الصحف، ثم استهدفت الدنمارك التي تدعي أنها تتمتع بحرية الصحافة، ثم استهدفت أوروبا، التي اتهمت بممارسة معايير مزدوجة، والاتحاد الأوروبي الذي لا يسمح بالإساءة إلى النبي دون عقاب بينما يحظر ويدين ممارسات أخرى مشينة، مثل النازية وإنكار الهولوكوست، وتساءل البعض
لماذا يُسمح بالنكتة عن النبي محمد وليس عن الإبادة الجماعية لليهود،
آنذاك نظمت جماعة من الأصوليين علنيا مسابقة رسوم كاريكاتورية حول أوشفيتز- Auschwitz ؟

كان الرد بالمثل إذ إما أن يكون كل شيء مرخصًا باسم حرية التعبير (حرية التعبير)، وإلا فلنفرض رقابة عادلة على ما يصدم البعض وما يثير غضب الآخرين. وشعر العديد من المدافعين عن الحق في رسم الكاريكاتير بأنهم محاصرون باسم حرية التعبير هل سينشرون نكتة عن غرف الغاز؟
كان افراد تلك الجماعة يستشهدون فيما بينهم بما ورد في القران و السنة :
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45].

عدم احترام لعدم احترام؟ تعدي كرد على تعدي

فهل من السديد اعتبار إنكار أوشفيتز وتدنيس محمد على نفس المستوى؟ هذا هو الحيز الذي تتعارض فيه فلسفتان بشكل لا يمكن اختزاله. يقول البعض، نعم إنهما "معتقدان" متساويان، ويتم الاستهزاء بهما بنفس القدر؛ لا يوجد فرق بين الحقيقة الواقعية وإعلان الإيمان؛ فالاقتناع بحدوث الإبادة الجماعية واليقين بأن محمد قد استنار بالملاك جبريل هما من نفس العيار. ويقول اخرون يقول لا، فحقيقة وجود معسكرات الموت هي تصرف تمت ملاحظته ومعاينته، ولا سلة لهذا بقدسية الأنبياء، التي تعد مسألة التزام وايمان .

إن مثل هذا التمييز بين الحقيقة والاعتقاد هو أساس الفكر الغربي.
لقد فصل أرسطو ، من ناحية، الخطاب الإرشادي الذي من المحتمل أن تتم مناقشته من أجل التوصل إلى إثبات أو نفي، و والخطاب العقائدي من ناحية أخرى. وأصحاب هذاالاخير غالبا ما يتهربون من المناقشة لأنهم لا يراعون، إنهم يتوسلون، يعدون، يقسمون، ويأمرون؛ إنهم لا يهدفون إلى الحصول على المعلومات، بل إلى حسن أداء ما يؤمنون به.
فحين يقول الإسلامي المتعصب أن الأوروبيين يتعاملون مع "عقيدة المحرقة"، مثلما يتعاملون مع الاسلام ، فإنه يلغي التمييز بين الحقيقة والاعتقاد؛ بالنسبة له، لا يوجد سوى معتقدات، وبالتالي فإن أوروبا تفضل أحدهما على الآخر.
إما الخطاب المتحضر، بعيد عن التمييز على أساس العرق أو المذهب، وإنمايحلل ويحدد الحقائق العلمية والحقائق التاريخية والحالات التي لا تتعلق بالإيمان، بل بالمعرفة.
يمكن اعتبارهم دنيئين ومنخفضي الكرامة، لكن لا يتم الخلط بينهم وبين حقائق الدين. إن كوكبنا ليس فريسة لصراع الحضارات أو الثقافات، بل هو محور معركة حاسمة بين طريقتين في الفكر و التفكير و الرؤية. هناك من يقرر أنه لا توجد حقائق، بل مجرد تفسيرات تمثل عددًا كبيرًا من أعمال الإيمان. هؤلاء الناس إما يقعون في التعصب ("امتلاك الحقيقة") أو يقعون في العدمية ("لا شيء صحيح، ولا شيء باطل")
ومن ناحية أخرى، هناك من يعتبر أن النقاش الحر بهدف فصل الباطل عن الحقيقة ذا معنى، بحيث يمكن أن تقوم السياسة وكذلك العلوم والأحكام البسيطة على بيانات دنيوية مستقلة تماما عن الآراء الاعتباطية والمحددة مسبقًا.

لا يمكن الطعن في التفكير الشمولي فهو لا يتحمل النقد، إنه يدمج السياسة والدين. على العكس من ذلك، فإن التفكير المناهض للشمولية يأخذ الحقائق على أنها حقائق ويتعرف حتى على أبشع الحقائق، تلك التي يراد إخفاءها والتستر عليها أو إنكارها يسبب القلق والحرج اللذان تحدثهما.

فتسليط الضوء على معسكرات العمل القسري الشاق- goulag- 2 سمح بانتقاد وفحص وتمحيص وتقييم "الاشتراكية الحقيقية كما هي فعلا على أرض الواقع".

2 – لفظة روسية ترمز إلى وكالة مركزية كانت تدير معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفيتي. قامت الشرطة السياسية التي كانت مكلفة بالنظام الجزائي والعقابي والتي قامت بتطوير معسكرات العمل القسري كأداة للإرهاب والترهيب والتوسع الصناعي.

كما أن النظر آلمُمَحِّص في للفظائع النازية والانفتاح الحقيقي لمعسكرات الإبادة ساهم بشكل كبيرفي تحويل أوروبا إلى الديمقراطية بعد عام 1945.

ولكن في المقابل ، فإن رفض التاريخ لأقسى وأشنع حقائقه ووقائعه من شأنه عودة إلى إعادة القسوة و الشنائع.

وبالرغم ما يقولونه الاسلامويون- - Islamistsمع كل الاحترام الواجب لهم ـ والذين هم بعيدون كل البعد عن تمثيل المسلمين حقا ـ فلا يوجد مقياس مشترك بين إنكار الحقائق المثبتة على هذا النحو، وبين الانتقاد اللفظي أو التصويري للمعتقدات المتعددة التي يحق لكل أوروبي أن يرعاها أو يسخر منها .

لعدة قرون مضت، عانى جبتير أو زوس أو المسيح ويهوه والله من العديد من النكات وعلامات عدم الاحترام. و في هذه اللعبة، يعتبر اليهود هم أفضل منتقدي إلاههم يهوه.
وهذا لم يمنع قط المؤمن الحقيقي لأي دين من الإيمان والموافقة على السماح لأولئك الذين لا يؤمنون مثله بأن يعيشوا بجانبه. لأنه لن يتم تأسيس السلام أو السلم الديني إلا بهذا الثمن.
3_ جبتير رب الآلهة في الأساطير الرومانية القديمة. - زوس عند اليونان و الفراعنة
يهوه هو إله شرقي قديم، والإله القومي لمملكتي إسرائيل ويهوذا الإسرائيليتين وكان قدماء بني إسرائيل متعددي الآلهة، وعبدوا يهوه إلى جانب مجموعة متنوعة من الآلهة الكنعانية، بما في ذلك إيل وعشيرة وبعل. في القرون اللاحقة، اندمج إيل مع يهوه، وأصبحت الصفات المرتبطة بإيل مثل إيل شداي تنطبق على يهوه وحده، وخلال فترة الهيكل الثاني، أصبح التحدث باسم يهوه علنًا من المحرمات،


قبل فوات الاوان على الديمقراطيون و الانسانيين ودعاة السلم في المجتمعات المدنين أن يستعيدوا روحهم، وأن تستعيد دول القانون مبادئها ومرتكزاتها؛ لأنه ليس هناك نقاش أو جدال حول ديانة واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أيديولوجيات أو أكثر تقرر ما يحق للمواطنين في مجتمع مدني قوله أو التفكير فيه وما لا يحق له قوله أو التفكير فيه.

ولا يتعلق الأمر بحرية الصحافة أوالتعبير أو الرأي الت فحسب، بل – بكل بساطة السماح بتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية مهما كانت معتقداتنا. هذا هو مبدأ كل الأخلاق: على هذه الأرض، يبدأ الاحترام الواجب لكل فرد من خلال تسليط الضوء والرفض المشترك لأشد الأمثلة الصارخة على اللاإنسانية. هذا هو الجوهر

إن صراع الفلسفات عند غلوكسمان- André Glucksmann -هو أكثر بكثير من مجرد صراع حضارات. أو بالأحرى، هذه الصدمة – تصادم الفلسفات- هي أكثر جذرية، وأكثر تجزئة من صراع الحضارات.

لكن في الواقع، هل يمكن للحضارات وتاريخياتها أن تتصادم؟

إن الحضارات والثقافات تتمازج وتتزاوج، في حين أن صراع الفلسفات الذي قدمه غلوكسمان هو صراع أساليب. هو الذي يميز الحقائق والمعتقدات والذي يجمعها.
إلا أن هذا الخلط يختزل الحقيقة، التي هي الحليفة الذاتية للحرية، إلى مرتبة الرأي. لقد فضلت الماركسية بالفعل تفسير الحقائق على بيانها، لكن المنهج الإسلاموي، يمنع المنهج العلمي والتفكير النقدي والحرية والتقدم كتلة واحدة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم اليوم فوضى دائمة مستدامة مفكر فيها سلفا – مجرد تأملات ح ...
- تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة ...
- تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة ...
- تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة ...
- القضية العربية -الإسرائيلية والانقسامات داخل الجامعة العربية
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -12 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -11 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -10 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -8 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -9 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -7 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -6 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي – 5
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي - - 4
- -مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي--3
- -مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي--2
- -مجلة أنفاس المغربية: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي-
- سيمون دو بوفوار : من فيلسوفة مع إيقاف الاعتراف إلى فيلسوفة ك ...
- سيمون دو بوفوار : من فيلسوفة مع إيقاف الاعتراف إلى فيلسوفة ك ...
- التطبيع في المغرب : موقفان متعارضان موقف رسمي مخزي وموقف شعب ...


المزيد.....




- زيلينسكي يعلن وفاة جنود كوريين شماليين أسرتهم أوكرانيا متأثر ...
- ترامب يحث المحكمة العليا على وقف حظر تيك توك.. ويوضح السبب
- خبير تغذية: صفاء الذهن يعتمد بنسبة 50 بالمئة على صحة الأمعاء ...
- علماء الفلك الروس يبحثون عن -نجوم مضادة- في مجرة درب التبانة ...
- أزمة المناخ عرضت سكان العالم لـ6 أسابيع إضافية من الحرارة ال ...
- -بيرانيا-.. روبوتات تنقل حقائب المسافرين في مطار -بولكوفو- ب ...
- ابتلاع كندا يحطم الصورة النمطية للسياسة الدولية
- التوقعات حول إبرام سلام في أوكرانيا سنة 2025
- نائبة أمريكية تدعو الديمقراطيين إلى التوقف عن تمويل الصراعات ...
- بيدرسن: التصعيد في عدد من المناطق السورية مثير للقلق


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس ولد القابلة - صراع الحضارات لا الفلسفات