بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 02:23
المحور:
كتابات ساخرة
في ظهور غير معتاد، بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكأنه بطل سينمائي في البرلمان المغربي، حيث جاءت تصريحاته بمثابة مفاجأة أثارت ردود فعل غاضبة في الشارع المغربي والعربي. فقد استخدم ماكرون تعبيرات أثارت الاستفزاز، وكأنه طعن المغاربة بخنجرهم الخاص.
وصف ماكرون هجوم "طوفان الأقصى" بأنه "همجي"، مما يثير تساؤلات حول حساسية التصريحات التي تتناول أحداثا دامية أسفرت عن مقتل العديد من الأبرياء. وبالإضافة إلى ذلك، أضاف ماكرون بأن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، مما يثير انتقادات حول تجاهله لعواقب هذا "الحق" على المدنيين. كيف يعقل أن تعتبر أرواح الأبرياء أرقاما في سياق سياسي؟
في الوقت الذي كان فيه الشارع المغربي يتوقع دعما من رئيس دولة يفترض أنها صديقة، تفاجأ بكلمات تضرب في عمق مشاعرهم. هذا التوجه لم يكن بعيدا عن الإهداء الرمزي الذي تمثل في الخنجر المغربي الذي قدم لماكرون، والذي بات رمزا للطعن في عمق الهوية والمقاومة المغربية. إن الخنجر، الذي يحمل دلالات تاريخية وثقافية عميقة، أصبح الآن يمثل عدم التقدير للمواقف التي تعكس مشاعر الشعب المغربي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تصريحات ماكرون تأتي في سياق تاريخ طويل من السياسات الغربية التي غالبا ما تتجاهل حقوق الفلسطينيين وتفقد مصداقيتها في العالم العربي. في وقت تعاني فيه القضية الفلسطينية من تجاهل وتعثر، كان من المتوقع أن يقف زعيم دولة كفرنسا مع العدالة، لكن بدلا من ذلك، اختار ماكرون الطريق الذي يعزز الانقسام، مما يضعف إمكانية الحوار البناء.
من المهم أيضا تسليط الضوء على تأثير هذه التصريحات على العلاقات المغربية الفرنسية. فالخطاب غير المدروس يمكن أن يهدد الصداقة التاريخية بين البلدين، ويعكس عدم الفهم لخصوصيات المجتمع المغربي وتطلعاته. إن الاستجابة لمشاعر الشارع المغربي ليست مجرد خيار دبلوماسي، بل هي ضرورة لضمان استقرار العلاقات الثنائية وتعزيز التفاهم المتبادل.
في النهاية، إن ماكرون قد طعن المغاربة بخنجرهم الذي أهدوه له، لكنهم لن يسمحوا له بكتابة سرديتهم أو تقليل شأن مقاومتهم. المغاربة يدركون كيف يقاومون ويدافعون عن حقوقهم، ولن يكونوا مجرد أرقام في معادلة سياسية يتلاعب بها الآخرون. في النهاية، يبقى السؤال: هل سيتعلم القادة الغربيون من تجارب الشعوب، أم سيستمرون في تكرار نفس الأخطاء؟
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟