أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته














المزيد.....


محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


عن دار نوفل في بيروت صدرت مؤخرا رواية "منزل الذكريات" للأديب الكبير محمود شقير. وتقع الرواية في ١٧٦ صفحة من الحجم المتوسّط.
محمود شقير: أديب كبير غنيّ عن التّعريف٫ صدر له أكثر من ثمانين كتابا في القصّة القصيرة والأقصوصة، الرواية للكبار ولليافعين، قصص الأطفال، أدب الرّحلات، اليوميّات، المراثي، أدب السيرة الشخصيّة والغيريّة، المسرحية والمسلسلات التّلفزيونيّة.
والأديب محمود شقير تخطّى السّاحتين المحلّّيّة والعربيّة إلى السّاحة العالميّة، فبعض أعماله الأدبيّة ترجمت إلى اثنتي عشرة لغة عالميّة، وروايته للفتيات والفتيان:" أنا وصديقي والحمار" اختيرت ضمن أفضل مئة كتاب من العالم عام ٢٠١٨. وحاز الأديب شقير على جوائز عديدة أبرزها جائزة محمود درويش للحرّيّة والإبداع.
رواية منزل الذّكريات: يستحضر الأديب شقير روايتين من الأدب العالمي هما رواية "الجميلات النائمات" للكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا، ورواية "ذكريات عن عاهراتي الحزينات" للكاتب الكولومبي غابريئيل غارثيا ماركيز، ويقارن بين شيخوخة بطلي الروايتين المذكورتين وشيخوخة محمد الصّغير بطل روايته "منزل الذّكريات".
مع الفوارق الكثيرة بين هذه الرّوايات بسبب اختلاف الثّقافا،٫ فإذا كان بطل رواية كاوباتا وبطل رواية ماركيز يعيشون حياتهم كما يريدون دون أن يتدخّل بهم أو ينغّص أحد حياة أيّ منهما، فإنّ حياة محمد الصغير بطل رواية شقير يخضع لضغوطات كبيرة منها العادات والتّقاليد والأعراف العائليّة والمجتمعيّة من جانب، وضغوطات المحتلّين من جانب آخر.
وإذا كانت الشّيخوخة أمرا حتميّا لمن يمتدّ بهم العمر حتّى يبلغوها، وما يصاحب مرحلة الشّيخوخة من ضعف جسدي وضعف في القدرات، فإنّ ثقافتنا الاجتماعيّة تحرم المسنّين من حقوقهم الجسديّة ومن أحلامهم، فكثيرون منّا لا يدركون أنّه إذا هرم الجسد وشاخ فإنّ النّفس لا تهرم ولا تشيخ، ومعروف أنّ من يتحلّون بالوعي الكافي -ومنهم الأديب شقير- لمفهوم الحياة والموت يحرصون على العيش بروح شبابيّة حتّى آخر يوم في حياتهم، بالتّالي فإنّهم لا يتخلّون عن متطلّباتهم وأحلامهم وإن كانوا لا يستطيعون تأديتها، وليس من حقّ كائن من كان أن يحرمهم من هذا الحقّ.
وفي تقديري أنّ الأديب شقير الّذي أبدع في وصف الشّيخوخة ومشاعر المسنّين والشّيوخ ومتطلّباتهم ما كان يستطيع فعل ذلك قبل أن يدخل مرحلة الشّيخوخة، وهو المولود في شهر مارس ١٩٤١. وما كان يستطيع وصف موبقات الاحتلال لو أنه لم يعش في وطن محتل وعانى من ويلات هذا الاحتلال.
ملاحظة: استعمل الكاتب في روايته هذه نفس الأسماء ونفس الأمكنة الّتي وردت في ثلاثيّته الرّوائيّة:" فرس العائلة، نساء العائلة وظلال العائلة."
بين الرّواية والسّيرة: يقول النّقّاد أنّ الكاتب يكتب في كتاباته شيئا من سيرته الذّّاتيّة دون أن يقصد ذلك. وفي تقديري أنّ شقير كتب شيئا من سيرته في روايته هذه "منزل الذّكريات" دون أن ينتبه لذلك، فقد ورد في نهاية ص١٦٢ وبداية ص١٦٣:" ثمّ انتبهت إلى حقيقة سارّة؛ وهي أنّ أخي محمود لن يسطو على هذا الكتاب الّذي أنا بصدده الآن، ولن يدّعيه لنفسه" لأنّه لا يقرّ بأنّه دخل مرحلة الشّيخوخة، فهو يصغرني بخمسة أعوام" مواليد ١٥ ٠٣١٩٤١" وقد وصل إلى الثّمانين وتعدّاها بعامين." ومعروف أنّ هذا التّاريخ هو تاريخ هو تاريخ ميلاد أديبنا محمود شقير.
التّجريب: من يتابع إصدارات أديبنا محمود شقير والّتي تزيد على الثّمانين إصدارا، سيلاحظ -خصوصا في العقدين الأخيرين- أنّه يلجأ ٌللتّجريب٫ فيأتينا كلّ مرّة بجديد يدهشنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر في مجموعتيه القصصيّتين "القدس وحدها هناك" وسقوف الرغبة" وهما من القصّ الوجيز فإنّ من يقرأ كلّ مجموعة قراءة متسلسلة سيجد نفسه أمام رواية، مع أنّها أقاصيص.
وفي هذه الرّواية "منزل الذّكريات" والتي جاءت في أكثر من ٧٠ فصلا لا يتجاوز بعضها الصفحة الواحدة أو صفحة وبضعة أسطر، ولكل فصل في الرّواية عنوان٫ وهو في الوقت نفسه قصّة، وكأنّ بأديبنا قد استغل قدراته الأدبيّة لكتابة هذه الرّواية وهذه القصص في آن واحد، ونجح بشكل لافت، وهذا ليس غريبا على الأديب شقير الّذي عرفناه مبدعا متميّزا منذ بداياته قبل ستّة عقود.
الأسلوب: لجأ الأديب شقير في هذه الرّواية إلى السّرد الرّوائيّ البعيد عن السّرد الحكائي الّذي تورّط ويتورّط فيه العديد من الرّوائيّين٫ وعنصر التّشويق في هذه الرّواية طاغ جدّا.
التّجريب مرّة أخرى: أثناء قراءتي لهذه الرّواية" منزل الذّكريات" ألحّت على ذاكرتي رواية " الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النّحس المتشائل" للرّاحل الكببير إميل حبيبي، وما رافقها من نقد اعتبرها تجديدا في الرّواية العربيّة، وفي تقديري أنّ أسلوب محمود شقير في هذه الرّواية قد جاءنا بجديد على الرّواية العربيّة والحديث يطول.
شخصيّة جميحان: وردت هذه الشّخصيّة في الرّواية وهي شخصيّة إنسان "بلطجيّ" سلب بيت وأرض محمد الصغير عنوة مستغلّا شيخوخة الصّغير وضعفه. وهذه الشّخصيّة موجودة في مجتمعاتنا مع الأسف.

٣١اكتوبر ٢٠٢٤م



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -فلفل وجدهّ الأسمر- تحارب العنصريّة
- حسناء د. روز اليوسف شعبان والفروسية
- الزّمن الجميل والأصالة
- قصة -حزمة نور- والحلم بالسّلام
- فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
- قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
- د. محمود صبيح قدوة يقتدى
- الرّومانسيّة والحبّ المتعثّر في رواية- في قلبي..- لرضوان صند ...
- رواية -ذاكرة في الحجْر- والعقول المتحجّرة
- قصّة الكوكب الأحمر والاكتشافات الحديثة
- بدون مؤاخذة-بلاد العرب أوطاني
- الثقافة العربية لا تزال بخير
- الخلط بين التّاريخ والخرافة في -وجه آخر للهويّة-
- بدون مؤاخذة- قطع التّمويل عن وكالة الغوث له أهدافه
- جميل السلحوت يكتب سيرة شقيقه داود
- قراءة في رواية -كان لي- لأفنان الجولاني
- بدون مؤاخذة-الإرهاب العربي الإسلامي
- الشّاعر محمد الشحات والإبداع اللافت
- صدور-شقيقي داود-سيرة غيرية- لجميل السلحوت
- رواية دموع الشّمس والواقع المعاش


المزيد.....




- شاهدة على تحولات تاريخية ـ عواصم الثقافة الأوروبية عام 2025 ...
- -عباسيون وبيزنطيون رجال ونساء-.. تحولات الحكم في قصور الخلفا ...
- 50 عامًا من الإبداع.. رحيل الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد ...
- حقوق المؤلف سقطت في أميركا عن تان تان وباباي وأعمال همنغواي ...
- وفاة الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
- المخرجون السينمائيون الروس الأكثر ربحا في عام 2024
- تردد قناة روتانا سينما 2025 نايل سات وعرب سات لمتابعة أحدث ا ...
- أبرز اتجاهات الأدب الروسي للعام الجديد
- مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلا ...
- فيلم -الهنا اللي أنا فيه-.. محاولة ضعيفة لاقتناص ضحكات الجمه ...


المزيد.....

- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته