خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 20:47
المحور:
الادب والفن
في حوافِّ الليلِ المتكسِّر،
تنزلقُ أرواحُ النجومِ كأسرارٍ قديمة،
تحملُ بين جفونها
همسَ الصباحاتِ التي لم تُولدْ بعد.
أرى صوتي يترددُ في أعماقِكَ
كظلٍِّ بلا أقدام،
يمشي فوق ماءِ حلمٍ غارقٍ
في غيمةِ الشوق.
لا تسألني عن الطريق،
فالخريطةُ قُدّتْ من ضبابِ الغياب.
ها هنا،
حيثُ يلتقي الناي بالغناءِ المنسي،
يبدأ الفضاءُ بالحديث.
تتكاثرُ الأسئلةُ كفراشاتٍ هائمة،
تحترقُ في نارِ يقينٍ هشّ.
في قلبِكَ تنمو أشجارُ الحزنِ
كأنهارٍ بلا ضفاف،
تعانقُ السماءَ التي نسيها الضوء.
هناك، في البعيد،
تتفتحُ أزهارُ الحقيقة ببطءٍ
كابتسامةِ قمرٍ يعبرُ
فوقَ بحيرةٍ منسوجةٍ من الحنين.
أيُّها العابرُ بين نوافذِ الليلِ والأمل،
أخبرني:
كيف تحيا العيون
حين يُغلقُ الزمان
أبوابَ الذاكرة؟
كيف ينكسرُ الصدى
في جسدِ الرغبة؟
لا تجبني.
فكلُّ الكلماتِ عبثٌ
وكلُّ الأحلامِ سفرٌ
نحو مجهولٍ لن نصلَهُ أبدًا.
لكنك حين تلمسني بنظرتك،
كأنك مسواكٌ على قلبٍ مسجور،
توقظُ شريانَ النبضِ من سباته،
وتعيد ترتيب فوضى الوجع في داخلي.
ها نحن نمشي،
نبحثُ في الرمادِ عن شرارةٍ
وفي الرموزِ عن نغمةٍ
تُعيد ترتيبَ الفوضى التي نسجَتْنا.
وهناك، عند ملتقى النور بالعدم
،
سنكتشفُ أنَّ المسافةَ بين الحلمِ والحقيقة
ليست إلا إيماءةً لم تُفهم بعد.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟