أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - الناس البشريون و الحيوانات البشرية !














المزيد.....


الناس البشريون و الحيوانات البشرية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 19:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



عندما تطلق القيادة الصهيونية جيشها لتدمير منزلي و قتل أطفالي ، استباقا لحكمهم عليها عندما يكبرون ، فإنها تقتلني أيضا ، لأنني لن أحيا و قد قطعت جذوري و فروعي . كيف و لماذا أحيا ؟
يعلم الإسرائيليون جميعا ، كما يعلم حلفاؤهم على رأس الدول الغربية ، محترفة حروب الإبادة في هذا العالم ، أن قتلاهم خلال عملية المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 ، سقطوا أيضا ، ربما في معظمهم ، أثناء الهجوم المضاد للجيش الإسرائيلي بواسطة المدرعات و الطائرات الحربية تنفيذا لقانون هانيبال الذي يتبناه هذا الجيش ، يجيز " قتل الرهائن و مختطفيهم " في زمن الحرب .
لا جدال قي أن السلوك الذي اتبعته القيادة الصهيونية يدل على أن هذه الأخيرة اعتبرت أنه ينطبق على عمل المقاومة مبدأ المسؤولية الجماعية ، أي أن كل فلسطيني في قطاع غزة و خارجه مسؤول عما جرى ، مهما كان عمره أو جنسه أو دوره و موقفه سواء كان ملتزما أو حياديا أو مستسلما . مجمل القول أن هذه القيادة أصدرت على الأرجح حكما على كل فلسطيني بانه إرهابي و مختطفا ، في الوقت الراهن أو سيصير فبما بعده ، مستقبلا .
في الحقيقة إن هذا الميل لدى القيادة المذكورة ، ليس جديدا . حيث كنا نسمع طوال العقود الماضية ، بأن عائلة كل فلسطيني يقوم بعمل مقاومة تتعرض لعقاب كان يتجسد غالبا بهدم منزلها و التنكيل باهله و أقاربه " احترازيا " و عسفا ُ . تعامى "الناس البشريون " عن هذه المعاملة التي تلقاها " الحيوانات البشرية " . ليس الأمر جديدا ، ولكننا نرى ببساطة أنه يتكرر بوتيرة متصاعدة !
و ما يدهش إلى حد الذهول في مداورة هذه الأمور في الذهن هو تلفيع القيادة الصهيونية فريقا من اللبنانيين بالمسؤولية " الجماعية " عن عملية المقاومة الفلسطينية بذريعة أن نفرا منهم هب للدفاع عن سكان قطاع غزة .فأغارت الطائرات الحربية ، واستخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي و النظم السبريانية في تعقب الأفراد و ترويع الجماعات ، و وفرت دول القطب الأميركي الخمس ، الولايات المتحدة الأميركية ، بريطانيا ، ألمانيا ، فرنسا و إسرائيل ، ، احدث الأسلحة و أكثرا فتكا و دمارا . نجم عنه محو البلدات و أحياء المدن من الوجود ، في مناطق الجنوب و البقاع اللبنانية ، أما الناس فقتل منهم من قتل و نزح الباقون ، ففي لبنان كما في قطاع غزة ، و في الضفة الغربية ، لا تمييز بين مقاتل و مدني رجلا كان أم امرأة ، طفلا أم كهلا .
كل الدلائل تشير إلى أن آلة القتل و الجرف الإسرائيلية المستمرة في العمل منذ عام و نيف ، بالرغم من الجهد و التضحيات التي تبذلها فصائل المقاومة في فلسطين و لبنان ، لن تتوقف ما لم يقرر مشغلوها إيقافها .
يضعنا مثل هذا الاستنتاج في الواقع أمام إشكال كبير لا يتسع المجال هنا لمقاربته ، فنكتفي بالإشارة إلى بعض الملاحظات التي يمكن استخلاصها من متابعة المتبدلات و المتغيرات التي طرأت على بلداننا ، بعد حرب أكتوبر /تشرين أول 1973 ، التي فرضت حصيلتها الإيجابية علينا فرضا ، على عكس الحقيقة ،تدشينا لحقبة سياسة يمكننا نعتها بالدجل و الاستبداد مارسها النظام الرسمي العربي و الأحزاب و المنظمات السياسية الرسمية و غير الرسمية في الدول العربية :
ـ لا نتردد في القول أنه كان لهذه السياسة تأثيرا ملموسا في قطاعات واسعة من مختلف الأوساط الشعبية ، و نزعم أيضا بهذا الصدد أن السيادة الفعلية على الدول التي شاركت أو ساهمت ، مباشرة أو بشكل غير مباشر ، في حرب 1973 ،آلت للولايات المتحدة الأميركية و لأعوانها في أوروبا و عملائها الخليجيين ، بمشيئة هذه الدول أو رغما عنها .
ـ تجدر الملاحظة في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة الأميركية و أعوانها و عملاءها ، شاركوا جميعا تحت إشرافها ، بما سمي " ثورات الربيع العربي " ، انطلاقا من الجزائر و العراق ، مرورا بالسودان و اليمن ، و وصولا إلى ليبيا و و سورية .
ـ كما نزعم أيضا في السياق نفسه أن هذه الثورات استفادت من خدمات إعلامية و دعائية ذات مستوى متقدم جدا ، يحاكي قدرات دول القطب الأميركي في الحرب النفسية ، المعلنة حاليا ضد فصائل المقاومة ضد إسرائيل . ناهيك من أنها اجتذبت كما هو معروف ، المرتزقة من كل حدب و صوب في حين أن زعماءها و المرشحين لتبوء المناصب في " دولة الثورة " كانوا يقيمون في غالبيتهم في الخارج ، في ربوع الدول الغربية الصديقة.
ـ و أخيرا ، تحسن الإشارة إلى أن ورقة الإملاءات التي تقدم بها المبعوث الأميركي إلى السلطات اللبنانية ، نصت في أحد بنودها على طلب الموافقة على تدعيم القوات الدولية في جنوب لبنان بضم عديد أكبر من جيوش بريطانيا و المانيا و فرنسا إليها !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات المفككة
- حرب هتلرية !
- مقاليع داوود و القرابات الإبراهيمية !
- التوافق على سحق غزة
- انتفاضة السابع من اكتوبر ضد قطاع الطرق
- آخر حلقات الحرب في لبنان !
- الكتابة في زمن الحرب !
- الحرب بالنقاط و الحرب بالضربة القاضية !
- التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية 2
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية
- المستعمر العنصري إستئصالي !
- القيادة الصهيونية و الفرد - العربي- في فلسطين !
- النزوع عن النازية !
- تلازم الحربين في أوكرانيا و فلسطين
- سينكرون ما يفعلون !
- اضمحلال الدولة العربية !
- الطوفان الفلسطيني و الطوفان الأوكراني
- عن الوقت و العدد و إقصاء الملك
- العقبة الإيرانية


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - الناس البشريون و الحيوانات البشرية !