|
((التاريخ يبدأ من 7 أكتوبر)) ... (1) خلفية 7 اكتوبر؟
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 14:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكي تعرف الاجيال العربية الحالية والتي تم تضليلها وتجهيلها بنضال فلسطين وشعبها، والذي شوهته الدعايات الصهيونية ورديفتها الرجعيات العربية. ولكي تعرف مدى أهمية [7أكتوبر/تشرين1] ومفصليته وتاريخيته للقضية الفلسطينية وللعرب جميعهم، وجب علينا الرجوع قليلاً إلى الخلفية ـ أي تاريخ النضال الفلسطيني ـ التي صنعت 7 اكتوبر، وجعلت منه حدثاً استثنائياً سيؤرخ به، لتاريخ جديد وفصل مصيري جديد لفلسطين وللعرب وربما لإقليم الشرق الأوسط بأكمله! لأن (7 اكتوبر/تشرين2) شكل ـ وإن كانت بثمن باهض جداً ـ قــــمـــة توج بها نضال الشعب الفلسطيني، الذي استمر على مدى قرن كامل بأشكاله نضالية مختلفة. قمة تلخصت فيها تراكمية وخبرة ورمزية ذلك النضال الفلسطيني العنيد الممتد لأجيال وأجيال! فلقد بدأت مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لمشروع "الوطن القومي اليهودي" البريطاني مبكراً جداً، وأخذت خلاله أشكالاً ووجوهاً ومراحل نضالية متعددة ضد الاستعمار البريطاني أولاً، وضد الكيان الصهيوني فيما بعد قبل وبعد قيامه، ومنذ "وعد بلفور" 1917 وصولاً إلى 7اكتوبر/تشرين2) 2023!! **** وتجسد ذلك النضال بقيام ثورات شعبية فلسطينية متتالية: ابتدأت بثورة 1920 ثم ثورة 1921وبعدها ثورة البراق 1929وانتفاضات واضطرابات 1933ثم الثورة الفلسطينية الكبرى في العام 1936....الخ وقد شاركت بتلك الثورات والانتفاضات جميع فئات الشعب الفلسطيني، من جماهير شعبية وزعماء دين وسياسيون وعسكريون وشخصيات فلسطينية بارزة: كعز الدين القسام وأمين الحسيني (مفتي القدس) وتالياً عبد القادر الحسيني وشخصيات فلسطينية كثيرة أخرى غير هذه الشخصيات البارزة، كما تشكلت عدة هيئات في تواريخ مختلفة لقيادة النضال الفلسطيني قبل وبعد قيام الكيان الصهيوني، كــ "الهيئة العربية العليا" و "جيش الانقاذ" وكتائب المجاهدين.....الخ، وكان ذلك الجهاد الفلسطيني بين مد وجزر على مدى عقود متتالية! ففي احدى مراحل الجزر حاولت "الجامعة العربية" تشكيل "كيان فلسطيني" كممثل للشعب الفلسطيني وقيادة نضاله، وفي العام 1962 حددت لجنة من خبراء الجامعة العربية شكلاً لذلك الكيان الفلسطيني الموعود، يقوم على: [الدعوة إلى مجلس وطني فلسطيني يضم التجمعات الفلسطينية المختلف، وتنبثق عنه جبهة وطنية تقود نضال الشعب الفلسطيني، وتكون لها لجان عسكرية وسياسية وتنظيمية وإعلامية ومالية متخصصة] إلا أن معارضة بعض الأنظمة العربية حالت دون تنفيذ أو تقديم ذلك المشروع إلى مجلس الجامعة، وبدلاً منه شكلت حكومة صورية باسم "حكومة عموم فلسطين"، رأسها ممثل فلسطين لدى الجامعة العربية أنذك (أحمد حلمي)، وعند وفاة (أحمد حلمي) اختير المرحوم (أحمد الشقيري) لشغل منصبه! **** وعند تبني الجامعة العربية لقضية فلسطين، تم احتجاز القضية في محطة ضبابية اجباري، وتوقف قطارها فيها طويلاً، وبقيت معلقة بين سماء الصهاينة الممطرة رصاصاً، وأرض الأنظمة العربية المجدبة! وبهذه الطريقة سحبت القضية من يد صاحبها الشرعي الشعب الفلسطيني، وتلاقفتها أيدي الأنظمة العربية والتي استغلتها لمصالحها الخاصة أسوأ استغلال: فبذريعتها ارتكبت كل الجرائم والخطايا والموبقات ضد فلسطين والشعب العربي بأكمله، وباسمها قامت كل الانقلابات العسكرية، وبحجتها وئدت الديمقراطية وتغولت الدكتاتوريات العربية، ولأجلها تبخرت الثروات العربية، وتحت يافطتها أجلت التنمية والاعمار وبناء وتكامل مقومات الدولة الوطنية العربية والوحدة العربية. فكل هذا قد تم فعلاً، سواءً عن عمالة أو تآمر أو جهل أو سوء تقدير أو قصور ذاتي.....الخ!
وعند تلك المحطة الاجبارية ـ محطة الأنظمة العربية ـ توقف قطار القضية الفلسطينية وخمد صوتها، ولم يعد يسمع منه إلا صوت المرحوم (أحمد الشقيري) الجهوري (يلعلع) من بعض الاذاعات العربية، واستمرت الحال على هذا المنوال إلى أن ظهرت إلى الوجود "حركة فتح" عام 1965 ـ البعض يرجع نشأتها إلى عام 1956 ـ واطلقت رصاصتها الأولى، فدوت في السماء العربية وبددت ظلامها الدامس وسكونها المريب، الذي خيم على العرب وعلى الأرض العربية والقضية الفلسطينية طويلاً!! **** في العام 1967 وقعت هزيمة حزيران المدوية وفاجعتها الكبرى، فتغيرت تبعاً لعمقها ومرارتها جميع الاوضاع والقناعات السياسية والفكرية والإيديولوجية العربية السابقة لوقوعها. ومن ركامها برز "الفدائيون الفلسطينيون" كملائكة انقاذ من عار الهزيمة، واضطرت الأنظمة العربية وجميع محطاتها التلفازية والاذاعية إلى تخصيص ساعات "للفدائيين الفلسطينيين" يبثون من على أثيرها افكارهم واناشيدهم ورموزهم العملياتية السرية، وتحول (ياسر عرفات) ـ قائد ومؤسس حركة فتح ـ إلى أسطورة ومعجزة إلهية في نظر اغلب الجماهير العربية، فأخذت تسمي ولاداتها الجديدة على اسم ذلك البطل المغوار، وعلى غرار حركة فتح ولدت عشرات "الحركات الفدائية الفلسطينية" في ساحات النضال الفلسطيني والعربي! ومن جهة ثانية وبفعل هزيمة حزيران 1967 المهينة تلك، تشضت بعض التنظيمات الحزبية العربية على أسس فكرية وإيديولوجية جديدة مغايرة لأيديولوجياتها القديمة وتغيرت تبعاً لها، قناعات الكثير منها كحركة القوميين العرب مثلاً: والتي تحولت بدورها إلى "منظمات فدائية" متعددة، كـ "الجبهة الشعبية" و "الجبهة الشعبية/القيادة العامة " و "الجبهة الشعبية الديمقراطية" وغيرها من الجبهات! **** وكانت اغلب تلك الفصائل الفلسطينية المسلحة تنطلق في عملياتها ضد الصهاينة، من الأردن ومن جنوب لبنان احياناً، مما أدى إلى صراعات فلسطينية داخلية ومع نظاميّ الأردن ولبنان! ففي الأردن تمت تصفية الوجود الفلسطيني المسلح على يد جيش الأردني 1970، في "مذبحة دموية مروعة عرفت باسم "أيلول الأسود"، وعلى إثر تلك المذبحة وبسبب ضغطها الهائل، رحل عن دنيانا الزعيم جمال عبد الناصر، مخلفاً ورائه جيشاً مهيأ للحرب تماماً ومنتظراً القرار السياسي للبدء بخوضها فوراً!
أما لبنان ـ وبسبب العمليات الفدائية ـ فقد تم غزوه من قبل الكيان الصهيوني عام 1982م واحتلاله للعاصمة بيروت، وارتكابه مع عملائه ـ هم انفسهم عملاء اليوم ـ لمذبحة "صبرا وشاتيلا"، واجبرت "منظمة التحرير الفلسطينية" بكل فصائلها المسلحة وبقوة النار الصهيونية على الرحيل إلى تونس، في محاولة لتصفية المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية التي تساندها وتقاتل معها كتفاً لكتف، كما هي اليوم! وقد تسارعت الاحداث في لبنان بعد الغزو الصهيوني لها، وحدث لها ما يشبه ما يحدث فيها اليوم، فولدت من رحم ذلك الغزو الصهيوني مقاومة وطنية لبنانية، أكثر جذرية ووعياً وامكانات قتالية ومادية نوعية، غيرت كل موازين القوى في لبنان والمنطقة، وتمكنت من تحرير جنوب لبنان عام 2000م على يد حزب الله واطراف وطنية أخرى، وهي نفس القوى التي ساندت فلسطين بالأمس وتساندها اليوم، وتقاتل العدو الصهيوني بكل صمود وبسالة، ومنذ أكثر من عام كامل!! فهل ستلد الأحداث الرهيبة الجارية على أرض غـــزة وأرض لبنان اليوم، وتتبلور بصورة حركة مقاومة وطنية عربية ـ أي لبنانية فلسطينية ـ أكثر جذرية وشمولية وقدرة نوعية مما نراه اليوم، من مقاومة فلسطينية لبنانية ولدت من رحم حرب الصهاينة على لبنان عام 1982؟؟ [يــتـــبــــــــــــع]
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
7% بالمائة من شعب غزة وقع بين شهيد وجريح!! .. فما هي ((الإبا
...
-
((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والص
...
-
((هولوكوست غزة))..هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون))
...
-
((هولوكوست غزة)).. هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون)
...
-
هل عرفتم الآن: بأن -إسرائيل- ليست هي هذا الكيان الصغير القائ
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!.....
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!.....
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!......
...
-
المليشيات: إذا نفعت بلد ما في يوم .. فأضرارها له ستدوم لألف
...
-
اضطرابات ((اسرائيل)) و -هاجس الزوال-؟؟!!.... (ج1) اضطرابات ن
...
-
لوكنت ((إسرائيلياً)) لكنت أشد تطرفاً ويمينية من نتنياهو وبن
...
-
المذاهب الدينية : هي احزاب العصور القديمة؟! ..... (1).الوجه
...
-
السودان بلد اللاءات الثلاث والعساكر المنحرفة؟!
-
خليجي البصرة25 كان استفتاءً!! .. لكن على ماذا؟؟
-
هل أن الرأسمالية مؤمنة؟؟ .. وأن الشيوعية وحدها الملحدة؟؟
-
البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟
-
مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!
-
إيران والصدر:.. و (وشركة المنتفعين؟!
-
(نبش) الماضي وفتح دفاتره القديمة: دفتر(حركة الاحياء والتنوير
...
-
(نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: دفتر (حركة الاحياء والتنوي
...
المزيد.....
-
هل رصدت أمريكا وجود توجيه أجنبي في هجوم نيو أورليانز؟.. مصدر
...
-
وثائق حصلت عليها CNN تكشف عن تحذير حديث من احتمال وقوع حوادث
...
-
لفهم ضجة المناهج الدراسية بالإدارة السورية الجديدة.. إليكم ب
...
-
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن وإصابة العشرات أ
...
-
عاجل | الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تنطلق في
...
-
حسام أبو صفية.. الفصل الأخير في سيرة مشافي الشمال
-
أمريكا.. الكشف عن صور جديدة لشمس الدين جبار قبل وقوع هجوم ني
...
-
سلطات كوريا الجنوبية تنفذ مذكرة توقيف بحق الرئيس المعزول، وا
...
-
مفاوضات غزة.. المحادثات مستمرة وشرطان جديدان لإسرائيل
-
-إف بي آي-: لا صلة بين حادث نيو أورليانز وانفجار لاس فيغاس
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|