بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 07:23
المحور:
كتابات ساخرة
في زيارة تحمل طابعا من الفخامة والجدية، يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، وكأنما هو ضيف شرف في حفل غنائي يدعو فيه الجميع للرقص حول طاولة الطاجين. هل هي زيارة دولة أم مجرد جولة لاستكشاف النكهات المغربية؟ يبدو أن هذا اللغز سيظل بلا حل، لكن ما هو مؤكد أن ماكرون سيجد نفسه محاطا بأطباق الطاجين اللذيذة، محاولا مزج المكونات السياسية بدقة كما يخلط الطباخ المغربي التوابل.
تأتي هذه الزيارة بعد سنوات من العلاقات المتوترة، وكأن فرنسا والمغرب كانا بحاجة إلى "تسخين" خاص، تماما كما يتم طهي الطاجين على نار هادئة. وفي الوقت الذي يشدد فيه ماكرون على ضرورة مكافحة الهجرة غير النظامية، يبقى السؤال: كيف يمكنه معالجة "الهجرة السياسية" التي قد تثير القلق في العلاقة بين البلدين؟ هل سينجح في تحقيق توازن بين قضايا الهجرة وملف الصحراء، أم سيكون النقاش مجرد مباراة دبلوماسية تشبه مباراة كرة قدم بلا هدف؟
وبينما يتناول ماكرون الطاجين، عليه أن يتذكر أن المكونات السياسية تتطلب توازنا دقيقا. هل سيتقبل ماكرون نصائح الطهاة المغاربة في كيفية تحسين نكهة الحوار، أم سيكتفي بإلقاء بعض التصريحات الطازجة التي قد تذبل سريعا؟
تحت سطح هذا الطاجين السياسي، هناك أيضا قضايا اقتصادية تنتظر المناقشة. فرنسا تمثل أحد الشركاء الرئيسيين للمغرب في مجالات الاستثمار والتجارة، وماكرون مطالب بتقديم خطط فعالة لتعزيز هذه الشراكة. فهل سيستطيع تقديم مشاريع ملموسة تساهم في تنمية المغرب، أم ستحظى الكلمات الجميلة بأولوية على الأفعال؟
كذلك، تعتبر الثقافة والفنون جزءا أساسيا من الحوار بين البلدين. فقد يكون ماكرون مدعوا لاستكشاف هذه الأبعاد الثقافية، مما قد يساهم في تعزيز العلاقات الشعبية بين فرنسا والمغرب. فالفن والموسيقى يمكن أن يكونا جسرا للتفاهم بين الشعوب، وقد يتيحان للزعيمين التفاعل بصورة أكثر إنسانية بعيدا عن الرسمية.
ومع اقتراب نهاية زيارته، قد يجد ماكرون نفسه محاطا بأصدقاء جدد، لكن هل سيعود إلى باريس مع وصفات سياسية فعلية، أم سيكتفي بذكريات طاجين معد بحب، والخنجر الذهبي في جيبه؟ لننتظر ونرى، لكن المؤكد أن المغرب سيظل "بلد الطاجين" الذي يجمع بين النكهات السياسية والفكاهة الاجتماعية، ومرحبا بماكرون في هذا العرس الثقافي حيث تتداخل الطموحات السياسية مع فنون الطهي.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟