الجزائر ودول الجوار

محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

زيارة الرئيس الجزائري لمصر ،هل حضرت قضية الصحراء ؟
من خلال الندوة الصحافية المنظمة على هامش الزيارة والتي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد العزيز تبون الأحد 27 اكتوبر 2024 تم التطرق للقضية الفلسطينية وحرب الاخوة السودانيين والازمة الليبية .الرئيس المصري قل في تصريحاته فيما انجر ضيفه للازمة السودانية مؤكدا رفض الجزائر التدخل في الشأن السوداني .طبعا هذا الموقف يحمد للجزائر لو كانت فعلا تبتعد عن التدخلات والرغبة في حشر نفسها في الكثير من القضايا ولاسيما دول الجوار .
تعرف العلاقات بين الجزائر وجارتها الجنوبية مالي احتقاناً حاداً منذ إلغاء باماكو بشكل أحادي الجانب «اتفاق المصالحة والسلام»، الذي وقعته مع المعارضة عام 2015، متهمة الجزائر، راعية الاتفاق، بـ«التدخل في شؤون مالي الداخلية».
والمعروف أن «اتفاق السلام» وقعه الطرفان المتنازعان عام 2015 في الجزائر، إذ قادت الجزائر وساطة بينهما، لكنها لم ترى النور على أرض الواقع .بل تغيرت موازين القوى في البلاد بعد انقلاب 21 ماي2021 ، الذي قاده العقيد عاصيمي غويتا والذي تمكن من الاستيلاء على السلطة. وقد اعلن رفضه التفاوض مع المعارضة،واصفا إياها بـ«الإرهاب»، واتهم الجزائر بـ«إيواء إرهابيين والتعامل معهم »، بسبب استقبال رئيسها للمعارض محمود ديكو وهو رجل دين مالي معروف بإنتقاده لسلطة الرئيس الجديد.
تدعم الجزائر حركة " أزواد" واعتبرها حركة تحرير وطنية في إشارة دائمة أن التدخل الجزائري يجد تبريره في سعيها لدعم مطالب الازواديين. لكن النظام الجزائري يبحث دائما عن تبريرات " شرعية" للتدخل في شؤون الجيران .فالطموح التوسعي لقصر المرادية لا يتوقف عند الحدود المالية ،بل يسعى حكام الجزائر إلى التواجد بشكل كبير في موريتانيا والعمل على مواجهة التحركات الاقتصادية والسياسية للمملكة المغربية.
الصحراء المغربية جانب من التدخل الجزائري.
عندما يصرح الرئيس الجزائري عبد العزيز تبون أمام المصريين برفض بلاده التدخل في الشأن الداخلي للبلدان الشقيقة ،فهو بذلك يخرج عن الإطار العسكري التوسعي الذي يسعى إلى جعل الجزائر قوة إقليمية تتدخل في كل " الأماكن " .ولكن استراتيجية الإطار العسكري تصطدم مع إرادة دول تسعى لحماية مصالحها والدفاع عن وحدتها الترابية .
ليبيا مثلا، لم تسقط في أيادي التوسع الجزائري وهي تراهن على البقاء بعيدا عن تسلط قصر المرادية .أما المغرب الذي يؤمن بعدم التدخل في شؤون الجيران وينأى بنفسه عن دعم طرف ضد طرف ،بل يذهب لدعم شرعية ديمقراطية حقيقية في ليبيا أو دعم الاستقرار في السودان. ولن تجد في الخطاب السياسي المغربي ما يجعل البلد يحشر نفسه في وضعية " الطرف المتدخل " اللهم إلا في حالة دبلوماسية استراتيجية تسعى الرباط من خلالها لحل المشكلة ووضع حد للاقتتال أو الصراع .
دفاع المغرب عن أرضه مكنه من إكتساب قدرات دبلوماسية تجعل الكثير من البلدان العربية تحجم عن الحديث عنها في زيارات المسؤولين الجزائريين .مما يفقد الدبلوماسية الجزائرية قدرات على دعم رؤيتها التوسعية وبذلك تفقد قدراتها على رفع راية وشعار " عدم التدخل في الشأن الداخلي " .
الاتهامات الأخيرة للجزائر بأنها حاضنة وداعمة للإرهاب تصدر هذه المرة من دولة ملاصقة ومجاورة وأمام سفراء العالم يشدد ممثل مالي على وجوب وقف التدخل والإرهاب الجزائري .
محمد الاغظف بوية.
كاتب رأي من المغرب .

#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات