أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تذاكر 2005(عباس كيارومستاني): فيلم عن التذكرة التي نحجزها في الحياة في موقف لايمكن ان ينسى














المزيد.....

تذاكر 2005(عباس كيارومستاني): فيلم عن التذكرة التي نحجزها في الحياة في موقف لايمكن ان ينسى


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


في فيلم انساني حتى الأعماق،ينتهج مسار السينما المستقلة التي نعرف طريقتها وأسلوبها بقوة،بحيث يبدو الموضوع كشذرة انسيابية تفتح الطالع لمواضيع وآفاق متعددة.
فالنظرة الأولى لها نقول أنها تتمحور حول موضوع واحد مركزي،ولكن الشذرة ليست إلا جزءا خالصا وان كان مركزا ولكنه ايضا ينتمي الى الحياة برمتها.
تعاون على تحقيق الفيلم ثلاثة مخرجين،منهم مخرجنا موضوع نقدنا،والفيلم يبدو انسانيا في الصميم،فالقصة الولى تبدو انسانية خاصة حتى الأعماق،والثانية ذات بعد اجتماعي أكبر ولكنها تنكص الى الخاص والفردانية....الى الذات التي ينكشف كل ضعفها الانساني من خلف مظهر محاط بالقوة،اما الثالثة وهي الابسط،فهي تحفر في العمق الحضاري للعلاقة بالآخر....
القصة الأولى للمخرج الايطالي(أرمانو أولمي)،عن عالم عقاقير يريد العودة الى موطنه الأصلي بالطائرة،ولكنه يضطر للسفر بالقطار بتدبير من مشرفة العلاقات العامة (سابين)،وهو القطار الذي ستتقاطع فيه كل مسارات قصتنا من عمق أوروبا...حتى روما
هناك تبلور لقصة حب بين عالم عقاقير وسابينا حدثت في الماضي القريب،والسرد في هذا الفيلم يسير من غير ترتيب،يخلط بين الزمن أحيانا والواقع المتخيل أحيانا أخرى...والتفصيل في هذه الجزئية يحتاج قليلا الى تتبع الحوار الشاعري والمونولوج الداخلي ايضا.
أنا اتساءل،إذا كنت معتادة على العزرف على البيانو في فرصة كانت...؟!
سابينا:لا لسوء الحظ...أنا لا افعل ذلك...ولكن لماذا سألتني عن ذلك...؟
عندما كنت طفلا،بالعادة كنت انتهي لوحدي في غرفتي وفي بعض الأحيان،في الصيف،كنت اسمع عزف على البيانو بعد الظهر....حقا(تقول سابينا)
هذه الموسيقى كانت تأتي من نافذة مفتوحة...كانت مظلمة من الداخل ولا تستطيع ان ترى من كان يعزف...كنت أجلس هناك في يوم كامل من الحلم....
من هذا الحوار تنبثق قصة حب غير خارجة عن المألوف،في القطار يحاول ان يكتب رسالة لسابينا،ومن هذه الرسالة تنطلق الذاكرة لترتب المشاهد التي الكثير منها لا يمكن ان تكون سوى حلما.
هل هو يعود الآن في الخلم،أم في الذاكرة....؟
كلاهما مرتبطان،متشابهان ومختلفان في نفس الوقت
الذاكرة تستعيد ذكرى لايمكن طمسها
الحلم هو رغبة في الذكرى لايمكن ان تنسى
وهنا أختلطت الأمور..زهل يعود في الحلم ام في الذكرى...؟!
لنتابع المونولوج الداخلي:
لكني لا اريد ان ادع مخيلتي تخيفني وبدء يوم حلمي مثلما كنت صغيرا،في احلامك اي شيء تريده أن يحدث من الممكن ان يحدث،وفي احلامك ليس من الداعي ان تفسر كل شيء...لا احد يسأل لماذا لأنه ليس هناك جواب،الشيخوخة ليست موجودة في الحلم فنحن دائما في سن الشباب،نحن نتمنى مشاعر محدودة لذلك لن نشعر بالخزي منها،نحن خائفين بان نكون محط للسخرية....
لكني اعرف الأن ان زمني تقريبا انتهى...احيانا اتفاجا بهذا الرابط القوي الذي يربطني بالحياة،توقع السعادة قليلا مثل اني لازلت املك الحق في الوقوع في الحب....
يقرر صديقنا عدم حفظ الرسالة...ينتهي الحلم المختلط بالواقع....يتوقف البيانو عن العزف ويعود بقوة الى الواقع،الى رابطه القوي مع الحياة الذي يقول له:لست في عمر يسمح لك بالوقوع في الحب
من هنا،من هذه الشذرة نستطيع ان ننشأ حفرا تاريخيا في القصة برمتها..زما هو المختفي وما هو الموجود وهل كانت سابينا فعلا تبادله هذا الاهتمام....ام كل هذا كان امنية حب ليس إلا...؟!
في القصة الثانية التي يقودها عباس كيارومستاني نتابع ايضا مسار إمرأة في اواخر العمر توفي زوجها منذ عام تقريلا وهي ذاهبة لروما لحضور احتفال ذكرى وفاته برفقة الشاب فيليب الذي يعمل في الخدمة الاجتماعية.
فيليب يلتقي بفتاتين يعدن اليه سرد الماضي،بحيث بدا بأنهما كانا يعرفانه معرفة عرضية او معرفة سطحية،او معرفة منذ زمن ماضي.
هناك ارتباطات عصبية خفية بين البشر....انه الشيء المدعو بالقدر
هي تتعامل بفظاظة شديدة مع الآخرين ومن ضمنهم فيليب أيضا الذي يفضل ان يهجرها،وهنا تبحث عنه بجنون،بجنون سببه الاعتراف بالضعف وليس اكتشافه...انه اعتراف بالاضمحلال وبأن الحياة الماضية قد ولت من غير رجعة...هي بكل بساطة إمرأة وحيدة،ومشهد وقوف هذه المرأة في محطة القطار بعد الوصول وحيدة مع امتعتها ومن ناحية انسانية هو اجمل مشهد في الفيلم واكثرها اثارة للتساؤل ليس عن مستقبل هذه المرأة،بل عن علاقة الانسان بهذا الكون نفسه،وكيف عليه ان يتقبل حقائق اختلاف الزمن وتقلباته الى درجة من الممكن ان تجعله يفكر في الانتحار.
المشهد الأخير يشي بقوة بسينما انتونيوني وسينما أنغمار بيرغمان من بعد....
سينما بيرغمان التي رسمت الهشاشة العاطفية للمرأة ذات مرة،وسينما أنتونيوني التي قالت الكثير من خلال مشهد واحد...
القصة الثالثة من أخراج- كين لوش -هي الأكثر عمومية عن ثلاثة مراهقين قادمين لروما لمشاهدة مباراة كرة قدم وتشجيع بلدهم اسكتلندا.
يلتقون بعائلة البانية مهاجرة ويعملون على مساعدتها وقبول سرقتها لتذاكر سفرهم حيث يتغلب دافهم الانساني على كل شيء.
فيلم تذاكر هو فيلم عن التذكرة التي نحجزها في الحياة في موقف لايمكن ان ينسى،وافضل جزئية في هذه الثلاثية ومن دون تحيز هي التي حققها عباس كيارومستاني،وتغلبت على القصة الأولى من حيث قوة ابعادها وتعددها،بينما القصة الأولى كانت عن شيء واحد غارقة في عاطفية ربما كانت في حاجة الى وقفة أطول من ذلك.
17/5/2024



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعن ...
- البجعة السوداء(دارين آرنوفسكي) 2010 : اوبرا تشايكوفسكي تحولت ...
- حياتي في ذلك الزمن الذي قضيته مع انتونين ارتو 1993:مسرح القس ...
- تجربة 1973(عباس كيارستمي):اللقطة هي الحياة
- أليس 1990(وودي ألن):صراع
- سبتمبر 1987(وودي ألن): .اليد الالهية واضحة جدا
- وردة القاهرة الارجوانية 1985(وودي ألن):السينما مثل المخدر... ...
- الدخان المقدس 1999(جين كامبيون):على نمط شذرات أميل سيوران ول ...
- رومانسية الكهولة-تأصيل حلم
- مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمك ...
- السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق
- داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه ...
- أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا ...
- ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق ...
- نرسيس وغولدمند 2020:غولدمند الذي ظل طوال حياته أسيرا لصورته ...
- ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ...
- مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...


المزيد.....




- مسلسل تل الرياح الموسم الثاني الحلقة 148 مترجمة قصة عشق
- المغرب: فيلم -عصابات- يتوج بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطن ...
- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...
- تونس تحيي الذكرى المئوية لانتهاء مهمة السرب البحري الروسي
- مصر.. نجمات -جريئات- يثرن جدلا في مهرجان الجونة السينمائية ( ...
- منصة ايكس تعلق حساب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية
- -مصور العراة- يجرد الآلاف من المتطوعين من ملابسهم لالتقاط صو ...
- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تذاكر 2005(عباس كيارومستاني): فيلم عن التذكرة التي نحجزها في الحياة في موقف لايمكن ان ينسى