أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة















المزيد.....



الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


(نص المحاضرة التي ألقيت في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب بتاريخ 27/10/2024)
تعاني بلادنا مختلف أنواع الصراعات، والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية البنيوية العميقة، في ظلّ هيمنة بنى سياسية واقتصادية راكدة، وغياب عملية التنمية، وانتشار الفقر، وتعمّق الفوارق الطبقية الحادة بين الفقراء والأغنياء، وضعف الشعور بالكرامة الشخصية، وتعميم الجهل والطائفية والتخلف، وتردي أحوال أغلبية النساء، وانسداد الأفق أمام الشبّان، وازدياد ميل بعضهم إلى التطرف، وتوق أغلبهم إلى الهجرة بهدف امتلاك جنسية ثانية، نتيجة فقدان الأمل بالمستقبل المرافق لعدم وضوح الرؤيا، وانتشار اليأس والضياع في الوعي العام، وعدم الثقة بالمستقبل بسبب ويلات الحرب، فالحرب تشوه البلاد والعباد؛ إنّها تعادل الانتحار، وتهدد وجود البلدان، ويضاف إلى ذلك خطر المشاريع الإقليمية الخارجية المناوئة لتطور وتقدم بلادنا، ما يزيد من تفاقم تلك الأزمات، وتعمق حالة الاغتراب الاجتماعي والسياسي، وخيبة الأمل من المؤسسات الحكومية، مع انتشار الفساد في أغلب مفاصلها، وظهور النزعات الانفصالية في بعض مناطق البلاد، تلك النزعات التي ستستمر وتتعمق مع غياب الحلّ السياسي للأزمة العامة التي تعانيها بلادنا، ما يجعل السعي إلى الاتفاق على هذا الحلّ وتطبيقه مهمة وطنية وإنسانية، إذ يؤمل منه فتح الأفاق لبناء دولة المواطنة العلمانية المتحضرة، علماً أنّ عملية بناء هذه الدولة تتطلب معرفة واقع بلادنا، وتقدير إمكاناتنا الذاتية، والإقرار بهشاشة بنية مجتمعنا، وضعفنا الثقافي، ومعرفة مختلف أنواع النواقص في مجتمعنا، التي تتجلى في كثيرٍ من المظاهر، منها:
- تدهور اقتصادي شامل، وتوقف عملية التنمية، وانتشار الفقر والبطالة وتفاقم معاناة أبناء شعبنا في مختلف المجالات، وتراجع معايير العدالة الاجتماعية، كما ذكرنا سابقاً، ما ينعكس على حياة النّاس وثقافتهم ووعيهم، ويضعف إسهامهم في بناء الدولة مع غياب برامج التنمية والتنوير والإصلاح...
- من المفارقات اللافتة للانتباه، أنّ من ينادي بالإصلاح والتغيير، وبناء دولة المواطنة العلمانية المتحضرة يبدو كأنّه يواجه ذلك الوضع بمفرده تقريباً، ويحسّ أن حياته مهددة بالخطر، نظراً لعدم نضج التربة الاجتماعية الملائمة لذلك، فضلاً عن أنّ حياة الإنسان عموماً ما تزال رخيصة في تقدير كثيرٍ من المتعصبين طائفياً، ومن متنفذين مستفيدين من بنية الفساد المناوئة لدولة المواطنة، متجاهلين أنّ الإنسان أجمل وأثمن مخلوق في الطبيعة، وأفضل ما هو موجود في الكون.
- ما تزال حّرّية التعبير تلاقي قيوداً سياسية واجتماعية ودينية متنوعة، إنّه لأمر فظيع ألا يستطيع الإنسان أن يعبّر عن رأيه بحرية، وأن يخاف أن يدفع ثمن رأيه ويزجّ به في السجن، أو يُكفّر، أو يُقتل. هذه هي تبعات سياسة التسلط، والعجز، والترهيب، والقسوة اللاإنسانية، التي تخلق عدواً للحرية داخل الإنسان نفسه؛ وتعزز الغباء، وفظاظة وفوضى المشاعر المظلمة في أرواح النّاس وتشوهها.
- لقد أثبتت أعمال العنف طوال العقد الماضي أنّ جذور الجهل، والهمجية، والغباء، والنزعة العدوانية ماتزال كامنة في رؤوس كثيرين من أبناء مجتمعنا، وهي مصدر خوف حقيقي لأنّها تهدد بالفتك بأرواح النّاس، لا سيّما، أنّها ترتكز على جوانب من التراث، وتضفي عليها بطابع القداسة لتعزيز هذه النزعة، ما يثبت أن التراث أنواع ومستويات؛ تستدعي الاستفادة منه التعامل معه بنظرة نقدية، والتحذير من أنّ عملية التركيز على جوانب التفرقة، والجوانب المظلمة فيه، وطرق تسويقها، وهدر المبالغ الضخمة للترويج لثقافة الجهل والغباء تحت مسمى التراث المقدّس، التي تحارب الخير، والجمال، والحرية، والإبداع، عملية خطرة، وهي في حاجة إلى معالجة عبر نشر ثقافة المحبّة، ورفع مستوى الوعي الثقافي والوطني والسياسي لدى أبناء المجتمع...
- كم هو مؤسف أن نقابل في حالة الانهيار الاقتصادي، التي تُفاقم التفكك الاجتماعي وتداعياته كثيراً من الأميين والسلبيين سياسياً، والسطحيين غير المصقولين فكرياً ولا اجتماعياً؛ الذين لا يعرفون ما يريدون، وقد نشأوا وترعرعوا في أجواء بائسة اضطرتهم إلى العيش في حالة تشبه "النشاط السري الانعزالي"، وما تتركه من تبعات سلبية على نفسية الإنسان ووعيه وسلوكه، وتسمم روحه، فأنتجت قوى بائسة وضحلة فكرياً تستخدم ما ترى أنّه مقدس سلاحاً لعرقلة الثقافة التنويرية والتفكير العقلاني، وتبثّ ثقافة النفاق، والديماغوجية، والضحالة الفكرية وكيل الشتائم، التي تحفّز غريزة الانغلاق الذاتي، والقومي، والطائفي، والمذهبي، والحزبي في المجتمع، وتحول مناهج التفكير إلى عقائد (دوغمات جامدة) لا تخدم الحقيقة، بل تفاقم الضلال والتعصب لدى أتباعها، الذين يحسبون أنفسهم أنّهم يمتلكون الحقيقة، ولا سيّما، أنّ البنية المتنفذة والسائدة تقدّم هؤلاء المثقفين كقادة للعملية الثقافية مع انكفاء المبدعين الحقيقيين لأسباب شتى... ولمّا كانت غريزة الانغلاق تلك هي إحدى تجليات الغرائز اللاإنسانية، تجد الشبّان الذين يتغذون على هذه الأفكار السامة، والأفراد المساقين بوحيها منتفخين مزهوين بحقائقهم، على الرغم من أنّهم منهكون مدمرون يرددون أوهامهم الفارغة التي يقدسونها؛ كأنّ مؤسسات أدت وظيفتها في الاجهاز على عقول النّاس ثقافياً وروحياً، بالترويج إلى تلك الثقافة المنحطة الضارة، التي تثير الغرائز المظلمة في الإنسان، ومشاعر السخط والاستياء، والمشاعر المثيرة للانتقام والعدوان، فأصابتهم، وأصابت المجتمع بمختلف أمراض وخصال العادات والممارسات السيئة والضارة، وأسهمت في تفاقم حالة الركود، بل النكوص الاجتماعي، التي يتطلب الخروج منها توافر الإرادة الصادقة لدى القوى الفاعلة في الدولة والمجتمع، ووضع الخطط وبذل مزيد من الجهود الجبارة من قبل الغيورين على مستقبل الأجيال الفتية والوطن، تقود إلى حالة من التنمية الاقتصادية مترافقة مع عملية تثقيفية إنسانية تحرر شرائح واسعة من المجتمع من جهلها وأوهامها، وترتقي بالإنسان إلى مستوى التحديات الماثلة أمام مجتمعنا...
- إنّ الكتاب، والموضوعات العلمية والفنية، ووسائل الثقافة التنويرية ليست ذات قيمة في نظر كثير من المسؤولين ومن أبناء المجتمع، إذ يجري تجاهل حقيقة أنّ الكتاب هو المرشد الرئيس للثقافة، ولقد تسبب عدد من الظروف في تراجع طباعة الكتب ونشرها في بلدنا، وفي الوقت نفسه، تُدمر المكتبات واحدة تلو الأخرى، وتحول إلى محال لبيع الأحذية ومختلف أنواع الإكسسوار، على الرغم من تضحيات عدد من الكتّاب في تأليف كتبهم وسعيهم لنشرها... وبدلاً من ثقافة الكتاب تنتشر ثقافة "التقاط الصور" عبر الموبايل، وجمع المعلومات عن الأحداث اليومية، ونشرها مباشرة في شابكة الإنترنت الدولية، حتى لو كانت على حساب حياة النّاس وصحتهم، كتصوير الجرحى والمصابين، على سبيل المثال، والاستمتاع بمعاناتهم بدل إسعافهم ومساعدتهم، تلك هي أبشع صور الأنانية، وهي نتيجة ومحصلة تدمير وتفكك جوهر الإنسان، بسبب الطموح والنرجسية، ويترافق ذلك مع تفاقم ظاهرة الكسل العقلي المتمثل بالاعتماد فقط على متصفحات الانترنت كـ "غوغول" وغيره من المواقع الإلكترونية للحصول على الإجابة عن أي سؤال من دون إعمال ملكة الإدراك الشخصي، والتحقق من دقة ومصدر المعلومات، ما يُساعد في انتشار ثقافة الكسل...
إنّ انتشار ثقافة الكسل، والجهل، والغباء بين أبناء شعب من الشعوب مؤشر على عجزه عن إبداع الحلول الثقافية التي تسهم في صقل سلوك الإنسان والارتقاء بإنسانيته، ودليل على وجود أزمة عامة في بنية المجتمع... من مظاهر تفاقم هذه الأزمة تعمق أزمة المثقف الحقيقي، التي تتجلى في التناقض بين وعيه المتقدم والوعي العام السائد الناكص والجاهل أحياناً، حينما يبدو وعي المثقف خارجاً عمّا هو متعارف عليه وعمّا هو مألوف، وعمّا هو متحقق فعلياً أيضاً؛ وتدلّ هذه الحال على أنّ الثقافة في خطر، وحينما تكون الثقافة في خطر يكون الوطن في خطر...
ويبرز سؤالٌ مشروعٌ وملّحٌ: ما السبيل للخروج من هذه الأزمات وتفادي الأخطار المحدقة بوطننا، وما العمل لإحياء مشاعر الأخوة بين أبناء الوطن ونشرها؟
لقد أثبتت التجارب التاريخية أنّ صيغة دولة المواطنة العلمانية المتحضرة من أهم الصيغ المجربة التي تساعد المجتمعات البشرية، ولا سيما، المجتمعات متعددة القوميات، والديانات والمذاهب، في معالجة أزماتها وبناء غدٍ أفضل... أي إنّ بناء دولة المواطنة الديمقراطية التداولية العلمانية المتحضرة مهمة إنسانية ووطنية من الدرجة الأولى، لأنّها تعالج الأزمات والمخاطر المحدقة بوطننا؛ إذ تحقق سيادة القانون والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع بعيداً عن أي تمييز ديني، أو عرقي، أو سياسي، وتوفر فضاء قانونياً من الحرية الفردية والعامة المسؤولة التي تسمح برصد أمراض المجتمع وتعريتها، ومعالجتها؛ ويسودها نظام يخدم النّاس والأفراد، ويوفر لهم حياة كريمة "بلا ظلم ولا ظلامية"، ويحترم دياناتهم وأيديولوجياتهم وحقوقهم، ويصون حريتهم وكرامتهم، وينظّم الحكم في هذه الدولة عقد اجتماعي ينتقل نظام الحكم بموجبه من المزرعة إلى الدولة، وينتقل النّاس من مفهوم الرعايا إلى مواطنين متساوين حكاماً ومحكومين في الحقوق والواجبات... وتُعرف درجة تحقق دولة المواطنة بمدى أداء الدولة والمواطنين واجباتهم ونيل حقوقهم بمقياس الالتزام بمعايير المواطنة، ومنها:
- الإنسان هو القيمة الأساسية في الدولة والمجتمع، وهو القوة الإبداعية الأكثر قيمة: يسهم تطوره الثقافي والروحي، واكتسابه المعرفة في تطور وجوده وانتاجه وفائدته لنفسه، وأهله، وشعبه ووطنه. تنتفي في "دولة المواطنة العلمانية المتحضرة" أعمال القمع والعنف ضدّ الإنسان، فانتفاء أعمال القمع والعنف ضدّ الإنسان هي أهم شروط حريته وتطوره السليم.
- تعزيز مقدرة الفرد على ممارسة الحياة السياسية والمدنية، والتعبير عن رأيه عبر وسائل الإعلام التي ينبغي أن تكون متاحة للجميع، وحسن تنظيم العلاقة بين مختلف الهيئات الثقافية ودور العبادة، وحرية مشاركة الفرد والتنظيمات في التظاهر السلمي والتجمعات المصرح بها، وحريته في السفر والتنقل بكرامة، واهتمام مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بالمبدعين في مجالات الحياة كافة...
- التزام الدولة بتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية، والتضامن الاجتماعي، ومعالجة مسألة البطالة، وإرساء مبدأ التكافل الاجتماعي، ومكافحة الفساد، وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في نيل حقوقهما، وأداء واجباتهما جميعها، ورعاية الطفولة والاهتمام بالجيل الفتي، ودعم مبادرات العمل المؤسساتي والتطوعي الجماعي في مختلف المجالات، وتأمين السكن الصحي، وتطوير الريف والمدينة...
- تطوير الفضاء السياسي في المجتمع السياسي في الدولة، الذي يتكون من جميع التيارات والأحزاب السياسية، التي لا فضل فيها لتيار أو لحزب على آخر، ولا مجال لإلغاء، أو تكفير أي تيار أو حزب من قبل الأحزاب الأخرى، أو منحه مزيات خاصة كمزية الحزب القائد الشمولية، على سبيل المثال، أو تسمية منظمات شعبية وحكومية باسم حزب، أو تيار، أو دين ما، وغير ذلك من احتكار المزيّات، الذي يتنافى مع أسس بناء دولة المواطنة... وكيلا تتحول الأحزاب السياسية، والشرائح الاجتماعية المثقفة اللاطائفية إلى طائفية، من غير المقبول أن تتأسس أيديولوجية أي حزب على العنف والتطرف والانغلاق والكراهية، بل تبنى على الحق والقانون، والتسامح والمحبّة، فضلاً عن عدم السماح لأي تنظيم، أو حزب سياسي بامتلاك السلاح، فأعضاء التنظيمات السياسية السلمية والمواطنون الأحرار جميعاً هم أبناء المجتمع المتساوون في حقوقهم وواجباتهم، سيبنون وطنهم سلمياً معاً.
أما الواجبات المرتبطة بالمواطنة فتشمل مجموعة من المهام نذكر منها ما يلي:
- شعور الأفراد والجماعات الدائم بالولاء للوطن والفخر والاعتزاز به بالانتماء إليه...
- مشاركة الـأفراد والجماعات في مختلف النشاطات والفعاليات الوطنية...
- تعزيز روح التضامن الاجتماعي...
- صيانة وحدة واستقلال الدولة والدفاع عنها عبر جيش وطني واحد موحد، تتساوى فرص أبناء الوطن في الانتماء إليه...
إنّ دولة المواطنة لا تبنى من فراغ، ولا تبنى بالتمنيات والبيانات والمحاضرات، بل يتطلب بناؤها وضع خطة شاملة في هذا الشأن، والعمل على تطبيقها، وينبغي أن تتضمن هذه الخطة برنامجاً للعمل على تشكيل أغلبية مثقفة في المجتمع تعي وتدرك معنى هذه الصيغة وأهميتها لمعالجة الأزمات المحدقة ببلادنا، وتمتلك إرادة سليمة لتطبيقها، وتهيئة الظروف الملائمة لذلك انطلاقاً من مجموعة من المبادئ والأسس، منها:
- دولة المواطنة العلمانية المتحضرة هي دولة التنمية المستدامة، وتنفيذ المهمات الاجتماعية العادلة، تعتمد نهج التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي، وتوفر علاقة متبادلة بين الإصلاحات الحكومية والعامة المتواصلة، والتغيرات الاجتماعية المستمرة، يستند بنيانها من ناحية، إلى التقاليد الثقافية الوطنية، ويستجيب، من ناحية أخرى، للتحديات الحضارية العالمية؛ شعارها: "بناء الإنسان الأبي، لا الحطّ من كرامته!"، ويتطلب ذلك الاهتمام بصحة ورفاهية الأسرة والفرد، وبالجوانب الثقافية من تنشئته؛ فقد اتفق علماء الاجتماع على أنّ مجموعة من العوامل تلعب دورها في تكوين شخصية الإنسان أهمها: الفطرة (لذلك قيل الناس معادن. يعكس طبع الإنسان بعض جوانب فطرته أحياناً)، والوراثة، والواقع الاجتماعي الاقتصادي الموضوعي (من محيط اجتماعي وبيئي طبيعي)، والثقافة. تأتي أهمية الثقافة من أن الإنسان يخزن ثقافته التي يكتسبها على مر الأجيال، ويستفيد من ثقافة البشرية ككل على مرّ العصور، لتسهم في بناء شخصيته وإظهار حقيقته.
من المعروف أنّ الثقافة عملية تربية وإعداد مستمرين للعقل والوعي والروح البشرية... فالإنسان الذي هُذِّب سلوكه، وارتقى وعيه، وسمت روحه: إنسان مثقف.
- إنّ الإنسان السوي يتوق إلى أن يكون مثقفاً، والثقافة تترك بصماتها على الإنسان الذي يكتسبها، وتمنحه منهج تفكير يميزه بفضل سلطانها، وتحرره من مختلف قيود الإيمان الأعمى بأي فكرة مهما كانت مطلقة... والثقافة تحيي الإنسان وتنمي قواه ومقدراته الروحية، وتجعله أكثر نزاهة وصدقاً، وأكثر وضوحاً، وتعزز احترامه لذاته وتقويمه الأخلاقي لسلوكه، وهذا جانب منير من جوانب إغناء مغزى حياة الإنسان، حينما تغدو الثقافة وهبات الفنّ والعلم قيمة عليا، ووسيلة لفهم أسرار الحياة وتوجيهها في خدمة الإنسان؛ إذ إنّ الجوهر الحقيقي للثقافة ومغزاها هو تحرير الإنسان من كلّ ما هو وضيع، ومخادع، يذلّه ويحط من كرامته، ما يستدعي الشروع بعملية الثقافة والتربية الاجتماعية في الأسرة والمدرسة منذ الصغر، فالمرء في حاجة إلى التثقيف منذ طفولته، هذا يتطلب وضع مهمة أساسية أمام المؤسسات الثقافية، ومؤسسات التربية والتعليم لبناء الإنسان المبدع، إذ تلعب الثقافة دوراً مهماً في هذا المجال؛ فهي تغرس في الأنفس منذ الصغر محبّة الوطن والاهتمام به، وبتاريخه، ومبدعيه... وللمرأة، كما المعلّم، دور عظيم في نشر ثقافة المحبّة، لأنّها كأم تشعر بعمق كبير، بالكراهية والاشمئزاز تجاه كلّ ما هو قبيح، وكلّ مفرزات الموت والدمار، ما يستدعي إيلاء الاهتمام اللازم للمرأة، والمعلّم، وحمايتهما ورعايتهما من قبل دولة المواطنة، وحفظ كرامتهما كي يحميا الأجيال من الضياع...
- إنّ الثقافة الإنسانية تزدري كلّ ما هو قبيح وسيئ، وتنمي أخلاق الإنسان الكريمة وغريزته الميّالة إلى النقاء الروحي والأفعال الجميلة وتحويلها إلى سلوك طبيعي في حياة الإنسان اليومية، وتعزز قيم المحبّة والاحترام بين النّاس.
- كلما ازداد تبحر الإنسان في الثقافة الإنسانية، ازداد غنى ويقيناً أنّ الحقيقة عصية على أن يمتلكها... الإنسان الحقيقي يراجع أفكاره وقناعاته باستمرار، ليكتشف بواطن الخلل فيما يؤمن به؛ من المعروف، على سبيل المثال، أنّ النحل يبني ببراعة خليته على شكل سداسي، إلا أن هذه البراعة لا تعني أنّ النحل يمتلك معرفة مكتملة ببناء جميع الأشكال الهندسية، وحينما يردّد الإنسان فكرة تتملكه وتسيطر على دماغه، قد تكون فكرة بارعة كفكرة النحل، ينبغي أن يُدرك أنّ فكرته ليست الوحيدة الصائبة... ومن المعروف، أيضاً، أنّ عدداً من الشعوب استخدمت الحمير دليلاً لتحديد مسارات بعض الطرقات الجبلية الوعرة المليئة بالمنعطفات والميول الحادة، وثمّة مثل يقول: "الحمار يعرف الطريق إلى المطحنة"، هذا لا يعني أنّ الحمار مهندس مواصلات، مع التقدير لجماله ومقدراته وخدماته العظيمة، هذا ينطبق على من يتشبثون بآرائهم بحجة المواقف المبدئية مهما تغيرت الظروف والأحوال، مثلما عُرف عن كثيرين من الشيوعيين ومن المتحزبين الآخرين المبجلين لآراء زعماء أحزابهم (الذين لا يخطئون)، في مراحل تاريخية محددة، إذ وصفوا أنفسهم بالجياد التي ركب الحوذي غمّامات Blinders لعيونها (بالعامية طرميشات) كي تسير في خط مستقيم (مبدئي) حسب إرادته، على الرغم من زعمهم تبني المنهج الديالكتيكي في التفكير الذي يرى أنّ الحياة صيرورة متغيرة باستمرار لا تعترف بالجمود ولا الركود... إنّ ذلك الجمود والركود والزعم بثبات المواقف المبدئية هو مقتل الإنسان الحيّ، فالإنسان المثقف هو من لا يعبد أي فكرة، ولا يقدّسها...
- إنّ العقل البشري أهم هبة ومزية يتمتع بها الإنسان، والثقافة تنيره وتحييه، وتحفّزه لإبداع مختلف المظاهر العقلانية المشرقة والمبهجة في حياة الإنسان والمجتمع، كما تساعد الثقافة في فهم جوهر الإنسان وعقليته، وتنميتها كيلا ينشأ لامبالياً بمشكلات الآخرين، واتجاه فعل الخير والشّر، بل ملتزماً بقضايا وطنه وشعبه، ومدركاً ماضيه التاريخي، ليستفيد من دروسه، ومن الفضاءات المنيرة فيه لبناء المستقبل.
لقد أثبتت تجارب الشعوب التاريخية أنّه من دون أيديولوجيا يصعب وضع صورة للمستقبل وصياغة أهداف التنمية، وتحفيز النّاس لتطبيقها...
تسهم الثقافة، والمؤسسات الثقافية، والمجتمع السياسي في دولة المواطنة العلمانية المتحضرة في إبداع فكر وطني إنساني، وأيديولوجيا تنير مفهوم دولة المواطنة، وتحدد معالمها، وتجمع أبناء الوطن وتوحدهم، وتحفزّهم للسعى إلى بناء غدهم الجميل على هداها، ينبغي لهذه الأيديولوجيا أن تشجب العنف، وأن تعدّ الاستبداد، والحرب، والإرهاب وسائل لا أخلاقية، بل أكثر الأفعال عاراً على البشرية، وهي أيديولوجيا محبّة الإنسان، تدعو إلى الزود عن كرامته، وعن الجمال، والحرية، وتنهض بروح المجتمع، وتنشئة مواطن غيور على وطنه لا يرغب في تغييره في أحلك الظروف مقابل أغلى كنوز الدنيا، ولا سيّما، في الظروف العصيبة التي تنهك الإنسان، وتدفعه إلى الغضب، وخيبة الأمل، واليأس والعذاب...
ينبغي لأيديولوجيا دولة المواطنة العلمانية المتحضرة، كفعل ونشاط ثقافي إنساني نبيل، أن تتطلع باستمرار إلى المستقبل، لأنّ النجاح لا يحالف أي مشروع ينظر إلى الماضي؛ ولا يمكن استعادة أي شيء مضى، كما أنّ العجز عن تقديم صورة للمستقبل يعبر عن حالة فكرية وثقافية انهزامية...
إنّ الأيديولوجيا الوطنية الإنسانية تحيي روح الإنسان بروعة الثقافة السامية، والفنون المفعمة بالجمال لتهذيب روحه، وتحرره من نزعات التطرف والعدوانية، ومن الخصال غير المحمودة، مثل الجشع، والأنانية، وتحرر الحكّام والمسؤولين من داء سمّ التشبث بالسلطة؛ وهو أحقر سمّ يهلك النّاس والمجتمع، حسب رأي مكسيم غوركي(1) – وتساعد هذه الأيديولوجيا النّاس على أن يصبحوا أكثر إنسانية، وتسهم في تجاوز علّة تقسيم المجتمع إلى مثقفين وغير مثقفين، إذ تصبح الأغلبية مثقفة. إنّ هذه الأيديولوجيا يمكن أن توجد، وتتطور، وتنتشر، وتتحول إلى قوة بفضل المواطنين المؤيدين لها بشرط توافر نمط حياة اقتصادي اجتماعي تنموي عادل يحقق للإنسان كرامته، ويصون حريته وأمنه، ويحمي وجوده، ومستقبله الكريم.
- إنّ نهضة المجتمع وبناء دولة المواطنة لا تُنفّذ بإصدار البيانات والمراسيم، ولا تتحقق في المكاتب والدوائر الحكومية البيروقراطية، بل تنشأ بفضل عمل المواطنين المتفانين اليومي، ذلك العمل الذي ينفذه العمال في مصانعهم، والفلاحون في حقولهم، والأطباء، والمهندسون، والحرفيون في مواقع عملهم، والمعلمون، وأمناء المكتبات في المدارس والمراكز الثقافية، والفنانون والكتاب في المشاغل والمعارض، والمسارح والفرق الفنية والموسيقية... ويظلّ الوعي الإنساني والوطني السليم المبني على الثقافة الإنسانية الرفيعة أهم عوامل نجاح المواطنين في أداء مهماتهم؛ ما يتطلب إيلاء الاهتمام بمختلف شؤون الحياة بما فيها الشؤون الثقافية، ليس في العاصمة ومراكز المدن وحدها، بل أيضاً في أعماق المجتمع في البلدات والقرى موئل القوى الشعبية، أساس النهضة.
- الثقافة وسيلة لمعالجة صراع الأخوة الأعداء؛ ففي كثير من النزاعات في المجتمعات البشرية نصادف أشقاء، أو أصدقاء حميمين، أو أقارب من أبناء الوطن الواحد، والبيت الواحد يتخاصمون، ويتمترس كلّ واحد منهم خلف قناعاته النظرية، وأيديولوجيا يعدّها الحقّ الساطع، ويصنّف من يخالف أيديولوجيته، أو رأيه بأنّه نصير الباطل والعدو، وتعميه أفكاره ودوغماته (المبدئية) الغريزية، التي يرى أنّها تطابق الحقيقة، فضلاً عن أنّها تلبي مصالحه، وتعزز مكاسبه، وتمنعه من إعطاء نفسه فرصة للتساؤل في أسباب عدم تطابق أفكار شقيقه، أو صديقه، أو جاره مع أفكاره، ويرفض أحياناً سماع رأي الأخر، أو السماح له بالإدلاء برأيه، قائلاً: "ها قد بان الحقّ، ومن ليس مع الحقّ فليصمت"، إذ إنّ تفجير الذرة أسهل من تغيير قناعة مسبقة، كما يقول أنشتاين، فكيف لو كانت تلك القناعة معززة بفائدة أو مصلحة؟... إنني أسمي هؤلاء النّاس بالأخوة الأعداء؛ إذ عاشوا الحياة معاً، وسيواصلون حياتهم في مكان مشترك يسميه كلّ طرف منهما الوطن، وستجبرهم ضرورات الحياة أن يعملوا معاً، ويوفروا متطلبات حياتهم معاً، ويتحدثوا اللغة نفسها، ويتنفسوا الهواء نفسه، ويشربوا من ينابيع الوطن نفسه، فما بالك لو تعرضوا إلى كارثة طبيعية كالزلازل، والفيضانات، والأوبئة، أو أن يظهر في بيتهم الواحد ثعبان سام قاتل؟!... إنّ عداءهم يضعف مقدراتهم، ويضعف المجتمع، والدولة: وتظلّ الثقافة السبيل الناجع إلى معالجة هذه الحال، والوسيلة السليمة لعدم تحوّل العداء بين الأخوة إلى نزاع تناحري؛ لكي يبقى الأشقاء أشقاء، والأصدقاء أصدقاء، وأبناء البلاد الواحدة متكاتفين متحابّين متعاضدين لمعالجة قضاياهم ومشكلاتهم، وتنمية وطنهم ورفعة شأنه، فالثقافة الإنسانية المتحضرة التي ترفع من مستوى وعي الإنسان وترتقي بمناهج تفكيره تجعله يرى في الرأي الآخر ضرورة لتقويم رأيه.
- تسهم الثقافة والمؤسسات الثقافية في إعادة الحياة إلى المجتمع الراكد، وإلى عقول أبنائه المشتتة، وتعيد الاعتبار إلى الفعل التنويري، كركن من أركان دولة المواطنة؛ يوفر الفضاء الملائم لقيام دولة المواطنة ومواطنيها الواعين بواجباتهم؛ إذ إنّ الثقافة تُساعد الفرد في الاهتمام بحياته الشخصية، وتغني حياته الداخلية، وتكتسبها قوة ومناعة؛ فحياة الفرد الشخصية والداخلية لا تقلّ أهمية عن حياته الخارجية... وتوفر الثقافة والمعرفة أرضية مشتركة تفيد الفرد والنّاس جميعاً، وتسهم في تعاضدهم واتحادهم، على الرغم من مختلف التناقضات فيما بينهم، لأنّها وسيلة للتواصل بين البشر لا غنى للإنسان السوي عنها.
- إنّ النزعات الطائفية، أو القومية العنصرية المغلقة، والغباء والعنف هي أهم أعداء الإنسان والأوطان، ومن أسباب هلاكها، ومن الغباء استخدام القتل والعنف لنشر الأفكار والأيديولوجيا القومية أو الدينية مهما كانت مقدّسة، إذ إنّ الأفكار تواجه بالأفكار، وإنّه لمن المستحيل أن تُنشر، أو تهزم الأفكار بالعنف والقمع والإكراه.... وتظلّ عملية نشر الوعي والثقافة المتحضرة والنضج في فضاء سياسي واجتماعي حّرّ أهم وسائل مواجهة ذلك الغباء وتلك المخاطر عبر تنمية الشعور بجمال الحّرّية، والاشمئزاز من أساليب القمع والاستبداد، ومشاعر الكراهية التي تغذيها أي سلطة سياسية، أو دينية، أو قومية.
- ينبغي لدولة المواطنة أن تشارك في دعم مختلف المبادرات الثقافية، ووضع خطط ثقافية تشمل مؤسسات الإعلام، والتربية، والتعليم لتنشأ أجيال مثقفة تهتم بالحياة، وبالوطن، والعالم، والبيئة، والتراث والمعالم الأثرية، أجيال مثقفة لا تسعى إلى إرضاء الأغلبية أو السلطات، بل صاحبة رأي وطني يدرك أنّ الحقيقة وحدها هي التي يمكن أن تكون أساس النجاح.
إنّ الأمة التي تمتلك ثقافة إنسانية أصيلة واسعة تشعر بأنّها محصنة في وجه كثير من التحديات والمخاطر المفاجئة التي تواجهها عبر تطورها.
ستبدأ البشرية، ومجتمعنا في تجاوز خبلها، وركودها حينما تكف عن استخدام الثقافة وسيلة في صراعها، بل وسيلة لتآلفها، وحينما تتعامل معها بحيادية، وترتقي إلى مستواها الرفيع، وتعدّها ضرورية ومفيدة فائدة الطبّ، والهندسة، وسائر العلوم؛ إننا في أمسّ الحاجة إلى الشروع بعملية إحياء الثقافة وتطويرها تطويراً شاملاً...
هناك عمليتان ضروريتان، بل جناحان متلازمان لتطور الدول والشعوب، هما: التنمية الاقتصادية المستدامة في فضاء سياسي حّرّ ومستقر، والفعل الثقافي الممنهج والهادف إلى رفع الوعي الفردي، والاجتماعي، والأخلاقي، والسياسي لدى أبناء المجتمع الأحرار...
إنني أزعم أنّ الشيوعيين لو استمعوا إلى مكسيم غوركي، وطبقوا أفكاره في بناء الدولة الديموقراطية التي تحترم حقوق الإنسان الحّرّ، والرقي بوعي العمال والفلاحين الثقافي الوطني الإنساني، والتعامل الإنساني الحضاري مع المفكرين والأدباء والمثقفين الروس، والإنتيليغنتسيا الروسية(2) لما فشلت التجربة الاشتراكية في روسيا، لأنّ الثقافة الوطنية الإنسانية، والمثقفين الوطنيين الأحرار الأصلاء، حينما يشكلون أغلبية في المجتمع هم من أهم العوامل التي يمكن أن تنقذ الدول والشعوب من الضياع والدمار، إنّهم عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة.
الهوامش: (1) (2) مكسيم غوركي - أفكار ليست في أوانها - ملاحظات عن الثورة والثقافة – (باللغة الروسية) تاريخ الكتابة: 1917-1918 مكان وتاريخ النشر: موسكو - 1990.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيديولوجيا الوطنية الإنسانية فعل ثقافي إنساني نبيل
- غمّامات الفكر
- هل تذكرون رواية نيكوس كازانزاكس -الأخوة الأعداء-؟
- الاشتراكية إرث إنساني عام وحبل نجاة البشرية
- شكراً من القلب -كاريزما- الصفصافة
- المغادرون…
- هل الغلو في التطرف مؤشر على بداية النهاية!
- أين نحن من طائر الفينيق؟!
- وفي السويداء لدي أحبة
- هل للإنسان قيمة؟
- من هو الإنسان الحقيقي؟
- في مسألة تعدد الأقطاب وحقيقتها
- الشاعر ثائر زين الدين يشيد متحفاً فنياً حقيقياً
- وماذا بعد؟!
- -ليلى والثلج ولودميلا- للأديبة: كفى الزعبي – لوحات فنية حيات ...
- الكتابة، كما القراءة، فعل هداية!
- زمن -أحمد سعيد- ولى، يا أولي الألباب!
- جبل الدروز جبل العرب
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ...
- -نصف شمس صفراء- رواية الحبّ والحرب في أفريقيا الحديثة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة