أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل














المزيد.....

السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجمل ما في الأنظمة الديموقراطية هو حرّية التعبير عن الرأي، والعراق " الديموقراطي" وضع هذا البند في صلب دستوره. فقد جاء في " المادّة 38 ، تكفل الدولة ، وبما لا يخل بالنظام العام والآداب:
اولاً:- حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل". وكتأكيد من السلطة التشريعية بضرورة الحفاظ على هذا البند من الدستور وعدم المساس به، كشف عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي النائب رائد المالكي لوسائل الإعلام، تفاصيل قانون حرّية الرأي الموجود في مجلس النوّاب، الذي أشار فيه على أنّه يشمل تقييم أداء المسؤولين. حيث قال: "شرعنا في الفترة الأخيرة بتعديل المادة 226 في قانون العقوبات التي كانت تجرم إهانة السلطات مطلقا والان أصبح ممارسة حرية التعبير عن الرأي وحق نقد السلطات العامة ليس جرما ولا يعد إهانة للسلطة القضائية او التشريعية او تنفيذية".

في يوم الخميس 24/10/2024 قال السيّد رئيس الوزراء خلال أجتماعه بحشد من شيوخ العشائر والوجهاء في محافظة واسط من أنّ " قرار الحرب والسلم من شأن الدولة بمؤسساتها الدستورية، وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها"!! وإستنادا الى بند حرّية التعبير وتصريحات النائب رائد المالكي بانّ النقد ليس جرما يعاقب عليه القانون، فإنني سأقوم بالأستفادة من هذا الحق في نقد تصريحات السيد رئيس الوزراء.

العشائر والقوى المسلّحة، هما الدولة العميقة اللتان تتحكمان بالوضع السياسي والشارع العراقي والأقتصاد العراقي. وما يؤكّد هذا المنحى هو أنّ السيد السوداني لم يدلي بتصريحه المهم هذا كما بقية رؤساء ورؤساء وزراء دول العالم أمام حشد من طلبة الجامعات، أو عمّال مصنع أنتاجي، أو أمام نخبة من المفكرّين والأعلاميين والصحافيين، أو في لقاء له مع ممثلي البعثات الدبلوماسية بالبلاد. بل صرّح تصريحه هذا أمام " نخبة" عشائرية تحتقر الدولة وتأخذ مكانها في حل مشاكل المواطنين، بل ذهبت بسطوتها الى ابعد من ذلك حينما يهدد برلمانيون زملائهم باللجوء الى عشائرهم لتنصفهم. شيوخ عشائر وصلت الفصول العشائرية عهد السيد السوداني حيث الدولة أصبحت لا دولة الى مليارات الدنانير العراقية!!

أنّ قرار الحرب والسلم ليس قرارا سياديّا عراقيا، بل قرار زمام المبادرة فيه لفصائل مسلحة تملك السلاح والمال والنفوذ والموقع السياسي من خلال ممثليها في البرلمان العراقي، فصائل مسلّحة لا تأتمر بأمر القائد العام للقوّات المسلّحة عندما يتعلق الأمر في أن يكون العراق حديقة خلفية لدول الجوار. ولو كانت الدولة جادّة في تنفيذ واجباتها ومهامّها بما يوفّر الأمن لشعبنا، لقامت بجمع سلاح هذه الفصائل، التي تعتمد على الدولة في رواتب مقاتليها ودعمها اللوجيستي.

لايشك إثنان من أنّ هناك فصائل مسلّحة خرجت على قانون الدولة التي يقول السيد السوداني من أنّها تمتلك قرار الحرب والسلم، وخروجها له وبغضّ النظر عن أسبابه سوف يؤثّر على الوضع الداخلي في هذه اللحظات الحسّاسة من تاريخ المنطقة، حيث العربدة الإسرائيلية الأمريكية الغربية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وباقي شعوب المنطقة وصلت الى مديات مرعبة تهدد بإشتعال المنطقة بأكملها.

السيّد السوداني بإعتباره رئيسا للوزراء والقائد العام للقوّات المسلّحة، عليه إن كان يريد فعلا تطبيق مواد الدستور والحفاظ على تماسك الوضع الداخلي من الهزّات السياسيّة التي تعصف بالمنطقة، أن يكون وفيّا لمنصبيه والعمل على تحجيم دور الفصائل المسلّحة بما يمتلكه من قوّة دستورية تمنحه الحق في ذلك. وعليه كذلك أن يعيد للقضاء والدولة هيبتهما بإنهاء دور العشائر في المجتمع، فوجود العشائر أيها السيد رئيس الوزراء يعني أنّكم رئيس وزراء لدولة لا هيبة لها ولا دستور ولا قانون ولا كرامة.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية
- الفرق بين الرقمين 100 و124 حسابيا وبرلمانيا في العراق
- صفقة العار
- هل تتوفر شروط قيام سلطة فاشية بالعراق ..؟
- البيدوفيليا (*) في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بالعراق
- أوجه الشبه بين تجربة ١٤ تموز وتجربتي طهران وجاكا ...
- شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر
- الحشد الشعبي في مواجهة فلول داعش بكرّادة بغداد ..!!
- أين هي القوى الوطنية بالعراق ...!؟
- العراقيون والعرب والمسلمون ومحكمة العدل الدولية
- قوى المحاصصة تغيّب تاريخ العراق
- خيام الإحتجاجات بين العراق وأمريكا
- في ذكرى الإحتلال الأمريكي للعراق .. لازالت الأوضاع وصمة عار
- قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم
- محاولة أغتيال كاتب
- عبد الكريم قاسم والشيوعيين وتعبيد الطريق للثامن من شباط
- إيران وعت الدرس ولا حشد شعبي لها في الباكستان
- الموساد في طهران وعواصم أقليمية
- رسالة مفتوحة الى السيّد وزير داخلية العراق


المزيد.....




- لماذا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية -القوة العسكرية الأول ...
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 1000 قتيل منذ توغل إسرائيل الأ ...
- ماذا وراء زيارة ماكرون إلى المغرب، وما تأثيرها على العلاقات ...
- روته: وجود القوات الكورية الشمالية في كورسك -تصعيد كبير- للص ...
- وفد عن الشبيبة الإشتراكية في ضيافة عمدة مدينة وجدة
- -حزب الله-: كمنّا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي عند أطراف ك ...
- جمعية -نادي التقاليد البحرية-، ودورها في الحفاظ على التراث ا ...
- رئيس تشاد يعلن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديا في هجوم على قاعدة ...
- تركيا تحبط عملية تهريب غريبة على متن طائرة قادمة من مصر
- أرمينيا تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل