أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - بعد نفاذ الطبعات القديمة لمشروع الشرق الأوسط















المزيد.....

بعد نفاذ الطبعات القديمة لمشروع الشرق الأوسط


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحجيم المشاريع الدينية الغيبية هدف استراتيجي لمنطقة آمنة
تمهيد:
من الغريب أن دول العالم من ادناه الى أقصاه مشدودة الانتباه بشكل استثنائي إلى حدثين مترابطين، وهما ما يجري الآن في غزة فلسطين، وفي لبنان. ولكن الأكثر غرابة هو أن العالم يتجه بأنظاره إلى وضع حلول لما يجري فيهما انطلاقاً من معرفة موقف كل من الكيان الصهيوني من جهة، وموقف نظام «ولاية الفقيه» من جهة أخرى!!، في تجاوز صارخ لأهل القضية انفسهم وهم العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين،لا بل اضفاء الشرعية على هذا التجاوز وكأنه امر طبيعي او بديهي.
والغرابة ان الأمر وصل الى حد أنه لن يجد كل من يتحرك للمشاركة في وضع تلك الحلول حظاً في النجاح قبل الحصول على موافقة الطرفين معاً، وكأن مصير المنطقة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بموقفيهما بحيث يظن الكثيرون أنهما يلعبان دور الكومبارس على مسرح الجريمة الكبرى في العدوان الدائر على فلسطين ولبنان؛ وإذا بهما في الواقع يلعبان دور المحرك الرئيسي وكأن التفتيش عن الحل المزعوم للصراع لا يمكن الحصول عليه من دون موافقتهما معاً!!.
واذا كان بديهياً ان الكيان الصهيوني يشكل طرفاً في الصراع، فمن الذي نصَّبَ نظام الولي الفقيه طرفاً اخر لكي يتولى الحكم والحسم في قضية الامة العربية المركزية، ويُجَيِّر اسثماره فيها لا لتحقيق مصلحة فلسطين وانما لتحقيق مصالحه البحتة من خلال مفاوضاته مع القوى العالمية ؟.
وفي ملاحظتنا ومتابعتنا للحدث الكبير كان لا بُدَّ من الوقوف في محاولة لتفسير موضوعي لما يجري في العالم انطلاقاً من هذا الواقع الذي تختصره الفرضية التالية التي تروج لها ايران : «إذا أردت أن تعرف أين وصلت حلول الصراع المزعوم الراهن عليك أن تعرف موقف " إسرائيل" وموقف إيران »!.
فلماذا تحول المشهد الراهن إلى إحدى مشاهد (مسرح اللامعقول)؟
لقد تحوَّل الكومبارس " الإسرائيلي" والإيراني إلى لاعب رئيسي على خشبة المسرح وأقصيا صانعيهما من دول الرأسمال الغربي إلى وراء الستار. واقتضى الدور مشهدية تمرّدهما على أوامره، وخروجهما عن لائحة نواهيه، ووصول الأمر إلى استجداء الحل منهما للصراع الدائر في هذه المرحلة أمام المشاهد العالمي. فهل من تفسير لما يجري؟. على هذا السؤال سيتركَّز مقالنا التالي:
مدخل لا بُدَّ منه
في نظرة إلى واقع العالم في مرحلته الراهنة نجد أن الشرق الأوسط يحتل حجر الزاوية فيه، والدليل أنه على الرغم من أن الصراع الدولي في أوكرانيا يمثل الصراع المباشر بين الشرق والغرب، الا انه اختفى عن اهتمام الساحة الإعلامية الدولية أمام ما يحصل الآن من عدوان وحشي دامٍ في فلسطين، وفي لبنان.
ولهذا السبب نعتقد بأن اهتمام العالم بكل دوله وأنظمته وشعوبه ومنظماته الأهلية والمدنية ينصب ربما لرسم خريطة طريق لشرق أوسط جديد قد يختلف او يتجاوز في جوانبه المشاريع الشرق أوسطية الأخرى التي عرفها العالم، وهي:
- مشروع كامبل بانرمان في العام 1907.
- مشروع برنارد لويس الشهير بتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية، والذي استمرَّ الترويج له ومحاولة تنفيذه طوال المرحلة التي ابتدأت بإسقاط الاتحاد السوفياتي في العام 1991، واحتلال العراق في العام 2003، ودخل تنفيذه مرحلة حاسمة في العام 2011، ثم تباطأت عجلته منذ العام 2015 بخروج النظام التركي منه.
لقد أساء المشروع المذكور كثيراً في حينها للعلاقات الأميركية مع بعض الدول العربية. وتمخض لاحقاً عن ظاهرتين جديدتين، وهما: ترميم العلاقات بين أميركا وتلك الدول من جهة، وانتفاضة روسيا وتأكيد تحالفها مع الصين لإعادة بناء نظام دولي يحكمه أكثر من طرف واحد، وانفتاح بعض الدول العربية عليها لخلق حالة من التوازن في العلاقة مع القوى العالمية.
واستمرَّت الظاهرتان في التفاعل وقيد المراجعة والترميم من قبل أميركا، حتى تشرين الأول من العام 2023، إلى أن اندلعت فيها عملية طوفان الأقصى انطلاقاً من قطاع غزة، تلك العملية التي شكَّلت مشهدية العامل الضاغط على دول العالم قاطبة، وفي المقدمة منها دول الغرب الرأسمالي، وكأنها تبادر لوضع فلسفة جديدة ترسم خارطة طريق لحل مستدام لقضية الشرق الأوسط. وهذا قد يعني إعادة توصيف وسيطرة على كل من المشروعين الصهيوني والإيراني ووضع حدود جديدة لهما، مع استمرار استخدام الدولتين لضمان الهيمنة على الامة العربية.

ثوابت دولية مستقبلية لا بُدَّ من معرفتها
بعد انقضاء المرحلة التاريخية التي شهدت كل المشاريع السابقة التي حيكت للاستيلاء على الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط منذ مشروع كامبل بانرمان، قامت عملية طوفان الأقصى لتشكل سبباً ومدعاة لدول العالم وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية، لوضع فلسفة جديدة تقوم عليها خريطة ما تسميه "حلاً" للمنطقة، تضمن بالدرجة الاساس مصالحها الاقتصادية. وهذا يتطلب حسب زعمها في الترويج لهذا الحل، الغاء "بؤر التوتر" التي تعيق عملية التنمية الاقتصادية والاستفادة من ثروات المنطقة العربية وموقعها الجيوسياسي في قلب العالم.
ولقد كان الأخطر في المشاريع السابقة التي سعت الى تقاسم النفوذ في المنطقة العربية هو:
- المشروع الأول: مشروع ديني غيبي تلمودي وكانت اهدافه الاستراتيجية بناء نظام عالمي يحقق أحلام «شعب الله المختار» استناداً إلى نص توراتي، تقوده حكومة عالمية للسيطرة على العالم كما نصت عليه «بروتوكولات حكماء صهيون». وقد حظيت الصهيونية العالمية بوعد لقيام دولة له في فلسطين منذ العام 1907، وكان العام 1948 بداية لتنفيذه. وثبَّتت حكومة نتنياهو الحالية طبعتها الثالثة وهي ذات أيديولوجيا دينيية يمينية متطرفة مدعومة من عتاة الصهيونية العالمية. واستناداً إلى ذلك الدعم اظهرت حكومة نتنياهو " في العَلَن" رفضها الأوامر الأميركية بإدارة جو بايدن، للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، او البدء بالإعداد لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي على قاعدة حل الدولتين. وكان الرفض مبنياً على أن الحل على تلك القاعدة يلجم جموح المشروع الديني التلمودي الذي يُعتبر العقيدة النهائية لحكومة نتنياهو، والذي في حقيقته يتقاسم النفوذ مع مشروع غيبي ايراني ويتكامل معه.
- والمشروع الثاني: مشروع ديني غيبي ايراني، وضعه الخميني وهو رجل دين إيراني، في أواسط النصف الثاني من القرن العشرين، وعلى أساسه وصل المذكور إلى حكم إيران في نهاية السبعينات من القرن العشرين.
وقد احتضن النظام الرأسمالي الغربي المشروع الصهيوني احتضاناً كاملاً وبشكل مباشر وعلني ليشكل القاعدة الأمامية العسكرية للرأسمالية العالمية، وكانت وظيفته عسكرية لحماية المصالح الرأسمالية وبما يتناسب مع مشروع تقسيم الوطن العربي وتفتيته على أسس جغرافية؛ وفي المقابل احتضن النظام الرأسمالي الغربي نفسه مشروع «ولاية الفقيه» احتضاناً كاملاً وإن كان بشكل سري ومستور، وكانت وظيفته المشاركة في تنفيذ استراتيجية مشروع برنارد لويس في تقسيم المقسَّم من الوطن العربي وتفتيته على أسس جديدة مذهبية ودينية وعرقية.
بعض خلفيات المرحلة الدولية الجديدة
مما تقدَّم في الجزء الاول، ومع بروز وقائع المتغيرات الجديدة على مستوى الرأي الشعبي العالمي، كذلك على مستوى الإجماع الدولي الرسمي، منها ما ينبغي عدم اغفالها، نذكر بعض حقائق سادت واقع المرحلة السابقة مما له علاقة بالتطورت الحالية ومنها:
1- على الرغم من ثوابت حركة الثورة العربية، القائمة على رفض الاعتراف باغتصاب فلسطين، ونضالها الضروس لتحريرها، الا انه كان هناك إجماعاً دولياً عند منظومة الدول الرأسمالية التي ناصبت حركة الثورة العربية العداء، كما الدول الشرقية التي يُفترَض انها في دائرة الأصدقاء، الذين أجمعوا كلهم على الاعتراف بحق اليهود بدولة مستقلة على أرض فلسطين على الرغم من تناقضها الصارخ مع كافة الحقائق الانسانية و التاريخية و التشريعات الدولية المعلنة حول حقوق الشعوب بالسيادة على أرضها.
2 - رغم هذا الاعتراف الدولي الجامع بين دول الأصدقاء والأعداء، وكذلك المزاج الشعبي الغربي والشرقي، بدولة الاغتصاب الصهيونية، الا ان هناك اتجاهاً اخذ يعمل على نزع أنياب المشروع التلمودي الصهيوني، ومنعه من التمدد خارج الأرض التي يعترفون له بحدودها الجغرافية. من خلال البدء في المقابل بالاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة على جزء من فلسطين على أن تكون محمية بقوانين وتشريعات دولية.
3 - ان الكيان الصهيوني والغرب عموماً يشتركان مع نظام الولي الفقيه الايراني في عدائهم للامة العربية، لذا فان استهدافها واضعافها هو هدف مشترك لهما. وان تقاسم المنطقة بين الكيان الصهيوني والنظام الايراني ما زال شاخصاً وبقوة.
4- إن التعاون الوثيق بين نظام ولاية الفقيه في إيران مع اميركا والغرب، في المراحل السابقة، وخاصة بعد تسليمه في العام 2011 إدارة الاحتلال في العراق بشكل علني ومباشر ولكن تحت وصاية أميركية، و ليتوسع في مشروعه الديني الغيبي، مستغلا ثروات العراق، نحو سورية ولبنان واليمن، وأخيراً إلى فلسطين، ورغم تحقيقه الاهداف الاساسية في اضعاف الامة وتهديدها، الا انه قد افرز كوارث على كافة الاصعدة اهمها انعدام الاستقرار وتفجير المنطقة وقيادتها الى مآلات مجهولة، واوصل الحال إلى أقصى درجات الخطورة في اللحظة الراهنة التي نكتب فيها مقالنا هذا.
في النتائج الاستراتيجية لا عودة إلى الوراء
بالرغم من التأثير البالغ للصهيونية العالمية على رسم مسارات استراتيجيات دول العالم، وبالأخص منها دول العالم الرأسمالي الغربي، الا انه كشفت مرحلة السابع من اكتوبر 2023 عن تحول في درجة تعبير الوعي الشعبي الغربي، كذلك في موقف الأنظمة الرسمية فيه لخطورة المشروع التلمودي الصهيوني على العالم بأسره والعمل على حكمه تحت ذريعة أن اليهود هم «شعب الله المختار».
وإن وعي الشارع الغربي وإن لم يفرز متغيرات استراتيجية فورية، لكنه قفز قفزات إلى الأمام، ووعى خطورة المشروع في الوجدان الغربي إلى الدرجة التي لن يفكر أحد من الغربيين للرجوع إلى الوراء.
ماذا يعني إسقاط او تراجع المشروعين الغيبيّين؟
منذ العام 1948، تاريخ اعلان اغتصاب فلسطين بواسطة الصهيونية بحماية غربية، خاض شعبنا في فلسطين كما خاض ابناء الامة في الوطن العربي الكبير دولاً وجماهير، مخاضات تحرير فلسطين على كافة الاصعدة، وفي كل المجالات العسكرية والنضالية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها. وقدم الجميع تضحيات هائلة على طريق تحقيق هذا الهدف، وعانوا من ويلات الصراع الدائر على أرض فلسطين أشدَّ المعاناة نتيجة للاحتضان الغربي القوي والحاسم بقيادة الوايات المتحدة الامريكية لدولة الكيان الصهيوني. وكانت المعاناة أشدَّ وطأة لأن الكيان الصهيوني كان يعتبر أن أرض فلسطين تشكل الممر الأساسي لتأسيس دولة (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، وهذا ما أصرَّت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة على تنفيذه.
ولذلك نعتقد أن وضع حد للمشروع التوراتي يعني وضع حد لنوايا امتداده "عسكرياً " وبشكل مكشوف خارج الحدود الجغرافية لدولة الكيان الصهيوني، ومنه يبدأ العد العكسي لتراجع الحلم الصهيوني الغيبي المشار اليه اعلاه.
الاّ ان تراجع الوجه العسكري للصراع لا يعني انتهاءه، ففي ظل استحالة تمدد العدو الصهيوني ثقافياً وأيديولوجياً في البيئة العربية، لافتقاده الى الحاضنة الشعبية لأيديولوجيته الدينية، فقد يلجأ الى تحويل الصراع العربي – الصهيوني إلى صراع
من نوع جديد، في ظاهره يتم الزعم على انه صراع "حضاري" وذلك باضفاء صفة صراع المنافسة على التنمية العلمية والثقافية والاقتصادية وما الى ذلك، و انتهاء الصراع والتنافس على تكديس الأسلحة وحسب.
ان هذا يفتح المجال لمستوى ونوع جديد من المواجهة والتصدي العربي على العرب التحضير له، والتوعية به، وتهيئة مقومات المواجهة فيه.
بالنسبة الى المشروع الغيبي الايراني
منذ العام 1979، تاريخ تأسيس نظام ولاية الفقيه برعاية غربية، عانى الوطن العربي من انتشار مشروع سياسي ديني غيبي أعطى الذريعة لحركات اخرى منها حركة الإخوان المسلمين في استعادة نشاطها بعد أن تعرَّضت لفشل ونكسات كبرى في المراحل السابقة.
وكانت معاناة العرب شديدة من المشروع الغيبي الايراني ابتداءً من اشغال العراق بالحرب الايرانية العراقية والثمن الباهض الذي دفعه العراق من دماء ابنائه وموارده لحماية بوابة الامة العربية الشرقية، ثم مساعدة ايران لامريكا باحتلال العراق عام 2003. لكن المرحلة الأشدّ وطأة قد بدأت في العام 2011، بعد استلام النظام الايراني إدارة احتلال العراق نائباً عن الاحتلال الأميركي. وكانت المعاناة والتبعات هائلة بعد أن وظَّف النظام المذكور سرقاته لثروات العراق لتمويل التوسع باتجاه سورية ولبنان واليمن، ولاحقاً باتجاه فلسطين. وكان توسعه أشد خطورة من أهداف التوسع الصهيوني لأنه استطاع بفعل مزاعمه بأنه يمثل الإسلام، وتحت شعارات تحرير فلسطين، أن يخدع بعض الحواضن الشعبية.
ولهذا فإن تراجع مشروعه في المراحل القادمة، يعني إنهاء عوامل القوة التي مدَّ بها أذرعه في الأقطار التي ذكرناها، والتي كانت تستقوي بسقفه، ويستقوي بربطها به وانصياعها لأوامره، وتجنيدها لخدمة متاجرة ايران واستثمارها بالقضية الفلسطينية وبدماء العرب لصالح تفاوضها مع اعداء الامة العربية وعلى راسهم اميركا والغرب.
وبإنهاء هذا المشروع او تحجيمه او انكفاءه، ما يسمح بالخطوة الأولى لاستعادة العافية للأقطار العربية التي سيطر عليها، وقوَّض فيها أسس الدولة الوطنية الموحِّدة عن طريق تسليمه الحكم لميليشيات منفلتة همها الارهاب ومصادرة القرار السيادي الوطني والسرقة والفساد وقتل المعارضين وتصفية وجودهم. وان ذلك يفسح الساحة أمام عوامل التغيير الذاتي الوطنية في تلك الاقطار نحو تجاوز تلك الحقبة المظلمة.
كيف يستفيد العرب من التحولات الراهنة؟
على الرغم من المآسي والاهوال التي تعيشها الامة، ورغم قتامة الصورة المباشرة والعدوان الصهيوني الوحشي على فلسطين ولبنان، ولكي يتمكن العرب من مواجهة وافشال تقاسم النفوذ في المنطقة بين العدو الصهيوني والعدو الايراني، فانه ينبغي عليهم مواكبة التحولات العالمية الحاصلة. ويتم ذلك باستثمار التحولات الايجابية في الراي العام الغربي لصالح قضيتنا في فلسطين، والعمل على ترجمتها إلى واقع عملي، لذا يتوجَّب على العرب - أنظمة رسمية وحركات وقوى وأحزاب شعبية وطنية وقومية - أن يعدّوا العدة ويضعوا الاستراتيجيات العلمية والواقعية للاستفادة من مرحلة زيادة الوعي العالمي بخطورة المشروعين الدينيين الغيبيين على طريق تراجعهما وتحجيمهما، وتحقيق اقصى استقطاب دولي وعالمي لصالح القضايا العربية على الصعيد الوطني والقومي وعلى راسها تحرير فلسطين وحصول شعبنا الفلسطيني على حقوقه الكاملة غير المنقوصة في ارضه وموارده وتراثه ومصير اجياله.
وهنا، وعلى الرغم من ضعف النظام العربي الرسمي و فقدان الثقة به، يمكننا النظر إلى مقدمات ومبادرات رسمية عربية سبقت عملية طوفان الأقصى أوحت بوجود حدود دنيا من الرفض الرسمي العربي للمشاريع المشبوهة التي تنذر بالخطر على الامة العربية. ولأن هذا النظام يمتلك الإمكانيات المادية، وبعض إمكانيات الضغط السياسي، يدفع إلى القول بضرورة تفعيل الاستفادة من تلك الإمكانيات للبناء عليها في السير لمتابعة الخطى على طريق الألف ميل لتحرير فلسطين واستعادة حقوق شعبنا كاملة فيها.
ومن جهة أخرى يتوقف على القوى الشعبية العربية -أحزاب وحركات وتيارات وشخصيات – مواكبة التطورات الحثيثة الحاصلة، والارتقاء بفعالياتها ووسائلها، بما يرفع من كفاءتها وتأثيرها العملي في مجريات الامور، ويجعل مبادئها قابلة للحياة، ويؤدي الى استعادة الجماهير العربية الثقة بنفسها، والاستفادة مما هو متوفر من معطيات جديدة لردم الهوة بين ما هو مُرتجى، وبين ما هو مُتاح من متغيرات بعضها ايجابي، على طريق تحقيق الاهداف الاستراتيجية الكبرى، والارتقاء بكفاءة الامة في مواجهة معارك المصير والوجود التي تخوضها.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (هيفاء غزة) تفتش عن جثة أمها
- الولايات المتحدة الأميركية على مفترق طرق بين الوطنية والتورا ...
- الأقليات في العالم العربي جذور الأزمة وآفاق الحل *.
- ما بعد طوفان الأقصى المتغيرات الدولية وإلغاء وظائف المشاريع ...
- هل يلتقط العرب فرصة اللحظة التاريخية الراهنة؟ لماذا؟ ومتى؟ و ...
- لملاقاة الاستحقاقات القادمة لبنان من دويلات الطوائف إلى الدو ...
- التطبيع مع نظام ولاية الفقيه وجه من وجوه المخاطر الوجودية عل ...
- في مواجهة سيول المشاريع الدولية والإقليمية على العرب أن يحذر ...
- في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية ال ...
- مع الظاهرة وضدها في آنِ واحد (رؤية في مستقبل المنطقة العربية ...
- إستعادة الوحدة الوطنية مدخل إلزامي للوحدة العربية
- عرض كتاب (القومية العربية من التكوين إلى الثورة) الحلقة الأخ ...
- عرض كتاب (القومية العربية من التكوين إلى الثورة) الحلقة الثا ...
- عرض كتاب القومية العربية من التكوين إلى الثورة (الحلقة الثان ...
- من أجل ثقافة روحية عالمية خالية من حروب التكفير
- مراجعة كتاب القومية العربية من التكوين إلى الثورة المؤلف حسن ...
- بعد أن سرقوا الكحل من عيوننا زمرة أحزاب السلطة تسرق النفط في ...
- رئيس بمواصفات الحراك الفرنسي لن يحظى بشرعية شعبية لبنانية
- في ظل أنظمة الطائفية السياسية عامة الشعب أجراءٌ عند الأمراء
- متمماً واجباته الدينية، مات مسلوباً من حقوقه الدنيوية


المزيد.....




- لماذا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية -القوة العسكرية الأول ...
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 1000 قتيل منذ توغل إسرائيل الأ ...
- ماذا وراء زيارة ماكرون إلى المغرب، وما تأثيرها على العلاقات ...
- روته: وجود القوات الكورية الشمالية في كورسك -تصعيد كبير- للص ...
- وفد عن الشبيبة الإشتراكية في ضيافة عمدة مدينة وجدة
- -حزب الله-: كمنّا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي عند أطراف ك ...
- جمعية -نادي التقاليد البحرية-، ودورها في الحفاظ على التراث ا ...
- رئيس تشاد يعلن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديا في هجوم على قاعدة ...
- تركيا تحبط عملية تهريب غريبة على متن طائرة قادمة من مصر
- أرمينيا تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - بعد نفاذ الطبعات القديمة لمشروع الشرق الأوسط