خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 08:34
المحور:
الادب والفن
أنت رمز الملحمة،
في رحيلك صمت الكون لحظة،
وانكسرت نوافذ الوجود في العيون.
كأنك نهر حنّ لأرضه فانحدر،
انحدر بلا عودة،
وترك ظلاله ترتعش
فوق جداول الذكريات،
فتغدو ماءً لا يسقي عطشًا.
في غيابك،
صارت الأشجار
تلمس أرواحها بأغصانٍ ذابلة،
تبحث عن جذورها بين النجوم،
وكل ورقة سقطت،
كانت ترتجف كقلب
يعبرُ مفازةَ الشوق،
تفتش عنك بين الصمت
وبين الأغاني التي لم تكتمل.
كنتَ سفينة
أشرعتُها منسوجة من ضوء القمر
وأعمدة الرياح،
أبحرت في بحرٍ لا يدرك أحد شواطئه،
تركتَ لنا قصصًا مخبوءة بين الزوايا،
مدفونة كسراب يغني للسماء.
لم تكن مجرد حياة تُعاش،
كنتَ فكرةً تهيم فوق التراب،
تنبض في كل زهرة شائكة،
في كل فجر ينكسر تحت أقدام الليل،
في كل نظرة تائهة
تبحث عنك بين المدى واللامدى.
أنت في الذاكرة أكثر مما كنت في الزمن،
في صمت الفجر وألم المساء،
في قطرات الندى على خديّ الفراق.
كلما أغمضتُ عيني،
أراك نجمًا بعيدًا
يعبر حدود الكون،
ويترك وراءه أثرًا خافتًا،
يهمس أن الحب الذي يولد من الألم،
لا يموت.
رحلت،
لكنّك تركت لنا خيطًا من ضوء
يختبئ بين أصابعنا،
كلما اشتدت عتمة الليل،
نتمسك به،
فهو أنت…
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟