الهجوم الإسرائيلي على إيران الموجه والمحدد: هل هو محاولة للتهدئة؟

مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في ظل الصراعات الدائرة بين إيران وإسرائيل، والتوترات المتصاعدة على الجبهات المتعددة، تبرز استراتيجية الهجمات الموجهة التي تعتمدها إسرائيل تجاه إيران، خاصة تلك التي تستهدف منشآت حيوية وتقنية. وهذا النمط من العمليات يثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدف منها هو التصعيد أو أنها في الواقع خطوة تهدف إلى تهدئة الصراع بشكل غير مباشر عبر محاولة الحد من قدرات إيران الإقليمية.

يتمركز النزاع الإسرائيلي الإيراني حول مجموعة من المحاور الأساسية، أبرزها الصراع بسط النفوذ في المنطقة التي تسعى اليه ماكنه الحرب الإسرائيلية، ولعل أهم مخاوف الاحتلال الإسرائيلي إتمام مشروع إيران النووي، التي تعتبر هي مركز محور المقاومة المقاومة في كل من لبنان وغزة.
أعتمدت إسرائيل على استراتيجية الهجمات المحددة ضد أهداف داخل إيران التي قامت به مساء يوم السبت والتي قالت إسرائيل ان الهجمات حددت اهدافها بضرب مواقع عسكرية.
وهذا ما فندته السلطات الإيرانية عبر تصديها للهجوم الجوي الذي شنه الكيان بمساعدة إمريكية حيث تصدت الدفاعات الجوية الإيرانية عبر كثافة الصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة التشويش الروسية التي حرمت المقاتلات الإسرائيلية F35 التي تعتمد على صواريخ موجه مرتبطة ألكترونياً بالأقمار الصناعية الأمريكية من التقاط الأشارة بشكل واضح مما أفشل الهجوم الجوي الإسرائيلي الأمريكي على القواعد العسكرية الإيرانية نتيجة لعدم قدرتها على التصويب الصحيح لقصف أهدافها.

من جانبها، اعتبرت إيران هذه الهجمات بمثابة إعلان حرب غير مباشر وتتعامل معها بجدية عالية. ورداً على تلك الاعتداءات، جددت إيران تهديدها بالرد في ظل إستمرار أستهداف المدنين في غزة ولبنان.
وكذلك جددت طهران أستمرارها بدعم حركات المقاومة لدفاع عن الشعب الفلسطيني واللبناني عسكرياً ولوجستياً لمواجهة التصعيد الإسرائيلي حتى تحرير فلسطين.
وكما لا يمكن فصل الهجمات الإسرائيلية على إيران عن مجريات الأحداث في غزة ولبنان، إذ إن الحروب الدائرة هناك تأتي كامتداد للنزاع الأكبر بين طهران وتل أبيب. فتصعيد الوضع في غزة قد يعزز من عزيمة إيران على الاستمرار في سياستها الداعمة لحركات المقاومة، وهو ما يجعل إسرائيل أمام ضغط أكبر لذا تسعى تل أبيب إلى كبح توسع دائرة الحرب عبر سياسة ضرب القيادة المقاتلة في المنطقة.

وتأتي الهجمات الإسرائيلية التي كانت مقررة لضرب المنشآت بغاية منع تطوير برامج ايران العسكرية والنووية ستراتيجياً، وبنفس الوقت مع فشل هجوم اسرائيل فأنها تخشى الدخول بحرب شاملة، وبالتالي يمكن اعتبارها محاولة لتهدئة التصعيد ومنع حدوث صراع مفتوح. كما تحاول إسرائيل من خلال هذه الضربات المحدودة احتواء الرد الإيراني دون الاضطرار إلى الدخول في مواجهة مباشرة وكبيرة، ما قد يزيد من تعقيدات الوضع في المنطقة.

وكما يبدو لنا كمتابعين أن التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل مرهون بمآلات الحرب في غزة ولبنان.
فإذا استمرت إسرائيل في نهج الضربات المحددة، فإنها قد تسعى لخلق توازن يضمن الحد من قوة إيران المحورية، لكن في المقابل، يخشى الاحتلال الاسرائيلي من أي رد فعل إيراني حازم قد يؤدي إلى انفجار الموقف بشكل أكبر، مما يجعل المنطقة أمام مشهد معقد ومفتوح على كافة الاحتمالات.

#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات