محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 21:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد خابت كثيرا آمال من كان ينتظر ضربة "قوية" يوجهها الكيان الصهيوني إلى إيران. فقد اعترف الطرفان ب "محدودية" هذه الضربة. والسبب هو الخوف المتبادل بين إيران وتل أبيب. وكلاهما يدرك جيدا أن أي ضربة قوية وموجعة سوف تقابل بما هو اقوى منها وأشد إيلاما. وايران مع كل مآخذنا عليها لديها، خلافا للأنظمة العربية النائمة في عتمة الاستسلام واليأس، وسائل دفاع وهجوم ذات شان ويحسب لها اكثر من حساب. وسبق لها أن أثبتت ذلك من خلال هجومها على اسرائيل بداية شهر اكتوبر الجاري.
ان غالبية المتابعين لشؤون الشرق الأوسط لديهم قناعة تامة بأن ثمة "شيء ما" كان يدور خلف الكواليس. وان إمكانية وجود "اتفاق" غير مكتوب، ببن طهران وتل أبيب حول محدودية الرد وعدم المبالغة في التصعيد، امرا ممكنا. ليس خوفا من حرب إقليمية شاملة كما يُشاع. وانما خوفا ممّا سوف يحدث في داخل البلدين. فشعب الله "المختار" اصبح محتارا وقلقا. لا يستطيع الصمود أكثر من اللازم والاستمرار على هذا الوضع. فهو يعيش تحت ضغط اطول حرب في تاريخ حروبه الدموية. فكانت حروبه في ما مضى تنتهي في أيام أو أسابيع قليلة يخرج منها منتصرا بدعم امريكي بلا حدود ولا قيود.
صحيح أن ضغوطا كبيرة مارستها امريكا وحلفاء اسرائيل لجعل ردّها الانتقامي ضد إيران معقولا ومحدودا إلى حد ما. ولكن الصحيح ايضا ان ايران هدّدت، في حال تجاوزت اسرائيل بعض الخطوط الحمراء، بالردّ القاسي والمؤلم باستخدام الف صاروخ باليستي، كما صرّح بعض قادتها العسكريين.
وبالرغم من أن الكثيرين اعتبروا ضربة اسىرائيل لإيران عبارة عن "ضرطه بسوگ الصفافير". الا اننا سنبقى في حالة انتظار وترقّب لمزيد من "الضرطات" المتبادلة بين طهران وتل ابيب. وفي سوگ الصفافير أيضا !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟