عملية انتحارية في شركة توساش: انتقام للمذابح في كردستان أم رسالة لرفض السلام؟

کاوە نادر قادر

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 18:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كاوه نادر قادر
في 24 أكتوبر، أعلنت القيادة المركزية للقوات الدفاع الشعبي (HPG) تنفيذ عملية انتحارية استهدفت منشأة شركة توساش (TUSAŞ)، المتخصصة في صناعة الطائرات المسيرة، على بُعد حوالي 15.3كم من أنقرة. وقام بالعملية عنصران من كتيبة "الخالدين" التابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، هما آسيا علي (منجم سيفجين ألتشيجيك) وروجر هيلين (علي أوريك). أسفرت العملية عن مقتل خمسة أفراد وإصابة أكثر من 14 آخرين، وفقًا للبيان. يبرر حزب العمال الكردستاني (PKK)، هذه العملية كردّ على استخدام تركيا للطائرات بدون طيار المصنعة في توساش، مشيرًا إلى أن هذه الطائرات أدت إلى مقتل آلاف المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، في المناطق الكردية.
تبرير حزب العمال الكردستاني للهجوم
يرى حزب العمال الكردستاني (PKK)، أن هذه العملية تأتي ردًا على ما يعتبره "اعتداءً" تركيًا على المدنيين الکردستانیین باستخدام الطائرات المسيرة لضرب الأهداف الكردستانية. ويزعم الحزب أن الإنتاج العسكري لشركة توساش يعزز التصعيد بدلًا من دعم مسارات الحلول السلمية، خاصةً في ظل سياق النزاع الطويل الذي يسعى فيه الکردستانیین للحصول على استقلالهم.
الرد التركي ضد المدنيين في روجافا وشنكال
جاء الرد التركي بسرعة عبر غارات واسعة النطاق على مناطق في شمال وشرق سوريا (روجافا) وأجزاء من إقليم كردستان، والتي تُعد مواقع يُشتبه بأنها ملاذات لمسلحي حزب العمال الكردستاني (PKK)،. استهدفت الغارات مواقع مدنية، بما في ذلك خزانات المياه، المخابز، محطات الطاقة، والمستشفيات، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. ووفقًا لبيان صادر عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أسفرت الغارات التركية عن مقتل 12 مدنيًا في تل رفعت بريف حلب الشمالي، ووصفت الإدارة الذاتية هذه الهجمات بأنها جرائم حرب تستوجب المساءلة الدولية. كما دعت الإدارة، التحالف الدولي وروسيا لإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التركية لمنع تكرار هذه الانتهاكات، مما يعكس اعتماد الإدارة على دعم دولي للحد من التوغل التركي.
موقف قنديل حول السلام
تزامنت هذه العملية مع تصريحات أدلى بها (عمر أوجلان)، ابن شقيق عبد الله أوجلان، الذي زار أوجلان في سجن إمرالي. جاء في بيان "کوما جفاتي کوردستانێ" (KCK) أن "الحل الديمقراطي للقضية الكردية يتطلب دورًا مركزيًا لأوجلان"، مؤكدًا أن السلام في تركيا لن يتحقق دون مشاركة أوجلان في الحوار.
رسالة أوجلان ودعواته للسلام
على الرغم من ااختطافە و اسرە في کینیا منذ عام 1999، لا يزال أوجلان يمثل شخصية محورية، حيث أكد الجناح السیاسي للحزب العمال الکردستاني (KCK) على أن الحل السياسي يتطلب اعترافًا بدور أوجلان كوسيط وشريك في عملية السلام. يعكس هذا الموقف إصرار الحزب على أن السلام لا يمكن أن يُحقق إلا عبر مفاوضات جدية تشمل قائدهم، إذ يعتبرون قضيتهم سياسية وليست مجرد نزاع مسلح.

الدلالات الاستراتيجية لعملية "كتيبة الخالدين"
تعكس هذه العملية تحولًا استراتيجيًا لدى حزب العمال الكردستاني( PKK)عبر تبنيه عمليات كبرى لجذب الانتباه الدولي. وبالنسبة للحزب، تُعد "كتيبة الخالدين" رمزًا للمقاومة الكردستانية ضد السياسات التركية، وتأكيدًا على استمرار المواجهة كوسيلة للرد على ما يرونه تجاهلًا لحقوق الکردستانین. في ظل هذا التعقيد، يُنظر إلى هذا التصعيد كجزء من سلسلة طويلة من النزاعات بين الطرفين، مما يعكس صعوبة الحلول وعمق التوترات المستمرة بين الحكومة التركية والحركة الوطنێ التحرریة الكردستانية.
٢٦أکتوبر ٢٠٢٤

#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات