أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقل .














المزيد.....

مقامة العقل .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


مقامة العقل :

تصدرت صفحة الدكتور ظاهر شوكت حكمة تقول : (( العقل كالحديقة اذا لم تزرع فيها الورود نمت الاعشاب الضارة فيها )) , ومن التجربة شاهدنا عندما تتراكم جبال الجهل , كيف تتحول الشعوذة السياسية إلى مقدّسة , فيضطر كثير من العقلاء أن يصمتوا , ثم انه قد بلغ من بعض سقيمي العقل وضعيفي الرأي أن المال يضمن له الخلود ويعطي له الأمان من الموت وكأنه حكم قد فرغ .

لما كان الحَسَن ما حَسَّنه العقل , والقبيح ما قبَّحَه العقل , ينصحنا جلال الدين الرومي بزراعة العقل ويقول : (( أنا لم آتِ لأعطيك شيئًا جديدًا لقد أتيتُ لأخرج جمالاً لم تكن تعرف أنه موجودٌ فيك )) , وهكذا فأن حسن الصورة جمال ظاهر, وحسن العقل جمال باطن , والعقل روح الحرية , وإذا تم العقل نقص الكلام , فسلّح عقلك بالعلم خير من أن تزيّن جسدك بالجواهر , وسابقا قال الجاحظ : (( ولعمري إنّ العيون لتخطئ , وإنّ الحواسّ لتكذب , وما الحكم القاطع إلاّ للعقل )) .

ندرك ان العقل البشري هو موردنا الأساسي , فهو قوة من قوى النفس لا يستهان بها , وأن أعمق خطايا العقل الإنساني أن يعتقد شيئاً دون أدلة , ويلامس عقولنا هذا الهراء الذي يملأ الأرجاء , فها هي إيران عائدة إلينا من بلاد فارس , حاملة راية فلسطين التي لا نقاش فيها , وإسرائيل تحمل شعارها الأزلي : زرع الموت بحثاً عن الوجود والحياة, والذي يستمع لتعليقات عشرات الفلسطينيين وهم يدلون بوجهات نظرهم عن الحرب الحالية فى غزة , ويقوم فى كل مرة بعمل تحليل لغوي وثقافي لما يقولونه , يجد أن كلامهم جميعاً يقول أن عقليتهم هى خلطة من : الإسلاموية/العروبة/الكراهية والبعد الكامل عن التفكير العلمي.

يقولون ان الحكمة هي خلاصة عقل يتأمل وقلب يتألم , وان الجمال في اللسان والكمال في العقل , وعندما قرأت تطاول إبن تيمية وأتباعه على الصوفيين , لم أندهش , فكيف يعيش مثلُه مع هذه القيم : (( التعددية + الغيرية + قبول الآخر + التعايش المشترك )) ؟

حضرت العديد من المؤتمرات الدولية اثناء عملي بوزارة الخارجية , ومن ملاحظاتي الراسخة في عقلي اني كنت اشاهد بعض المسؤولين عندما يجلسون يهرع شخصٌ من مساعديهم لدفع مقعدهم للأمام ليكون مناسباً لجلوسهم , وعندما يهمون بالوقوف , يتكرر المشهدُ , عندما يهرع مساعدُ كل منهم لسحبِ مقعهدِهم للخلفِ ليكون وقوف ذلك المسؤول مناسباً ,لقد كان هذا السلوكُ يحدث مع حكامِ دولٍ أفريقيةٍ وعربيةٍ وغيرها من دولِ العالم الثالث , ولكنه لم يحدث (ولا مرةٍ) مع حاكمٍ لدولةٍ غربيةٍ ديموقراطيةٍ , والمعنى شديد الوضوح ولا يحتاج لشرحٍ الا انه بالتأكيد يتعلق بالعقول .

اشار لي عقلي ان الاستمرار في الكتابة بمواضيع الادب والمقالة والجوانب الاخرى هي سلاح ثابت للقضاء على الفراغ اضافة الى صقل موهبة الانسان , وقد علمتني الحياة ان من يجيد السباحة في كل انهارها افضل من الذين يغرقون بأفكارهم ويكررون الاخطاء ويتركونها بدون تصحيح , كما انها علمتني اننا نعيش في زمن المظاهر الخداعة فاصبحنا اليوم نتناول انواع من الطعام من اجل المظاهر , وليس من اجل سد رمق الجوع , ونرتدي ملابس لا نطيق ملبسها , ولكننا نتفاخر بها , ونمتلك السيارات باهظة الثمن من اجل تحسين مظهرنا والتكبر امام الناس .

كان الحجاج يستحم في احد الأنهار فأشرف على الغرق فأنقذه أحد المسلمين و عندما حمله إلى البر قال له الحجاج أطلب ما تشاء فطلبك مجاب قال الرجل ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف الثقفى , قال له: طلبي الوحيد أن لا تخبر أحداً أنني أنقذتك , تذكير بقيَم لم يعد لها وجود , ولا حتى قبول , لأن الشعوب لا تعير القيم أهمية في ساعات الهياج , كلما كان المرشح أخلاقياً , بدا ضعيفاً وباهتاً , الجماهير تتبع الصخب والقوة , كما قال عالم النفس الفرنسي الأشهر لُو بون , تصفق للخراب , وتَسكر برائحة الغبار والركام .

كتب احد الحكماء : (( الموضوع الذى حيّرني أكثر من أيّ موضوعٍ آخر هو علاقة المصريين بالحاكمِ على مدارِ القرون , وهى علاقة تتجاوز العلاقات البشرية وتشبه علاقة البشرِ بالإله , فى فتراتٍ إعتقدتُ أن الحاكمَ هو المسؤولُ , وفى فتراتٍ أخرى كان لومي متجهاً صوب المصريين , وفى فتراتٍ كنت أراها (علاقة المصري بالحاكمِ) كضفيرةٍ جدلية (دياليكتيكية) يشترك الطرفانُ فى خلقِها ورفعِها وتقريبها من العلاقةِ بين المخلوقِ والخالقِ , منذ ألف سنة , جاء أعظمُ شعراء العربية لمصرَ ووجد على سدةِ الحكم كافور الإخشيدي (ومعرف من هو) وذُهِلَ المتنبي من مديحِ المصريين لكافور ومن وصفِهم له بأن بدرُ الدجى )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشر .
- مقامة الشماتة .
- مقامة الثقافة .
- مقامة اللاجدوى .
- مقامة السدى .
- مقامة الشجن .
- مقامة التنوير و التعدد .
- مقامة الوعر .
- مقامة لن أنجو .
- مقامة النوى .
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .


المزيد.....




- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...
- تونس تحيي الذكرى المئوية لانتهاء مهمة السرب البحري الروسي
- مصر.. نجمات -جريئات- يثرن جدلا في مهرجان الجونة السينمائية ( ...
- منصة ايكس تعلق حساب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية
- -مصور العراة- يجرد الآلاف من المتطوعين من ملابسهم لالتقاط صو ...
- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقل .