أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - تناقض البنية الفئوية والتابعة مع مشروع التحرّر















المزيد.....

تناقض البنية الفئوية والتابعة مع مشروع التحرّر


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقالي السابق (السبت الماضي)، تناولت موضوع تواصل الأزمات وتناسلها واستعصائها في لبنان، منذ استقلاله إلى اليوم. ركَّزت على أن بنية النظام كانت تفتقر إلى الأساس التشريعي والتنفيذي الضروري للتعامل مع تلك الأزمات بما يؤدي إلى إيجاد حلول لها، أو، على الأقل، إلى احتوائها وحصر، أو محاصرة، أضرارها في أضيق نطاق ممكن. لم تكن تلك الأزمات تفد إلى تلك البنية من خارجها فقط. كانت هي نفسها، أيضاً، مولِّدة للأزمات بسبب تناقضاتها الداخلية التي فاقمها رفض دائم للإصلاح مقترناً بتعطيل المحاسبة والمساءلة، من جهة، واستسهال التبعية للخارج واستدراجها، من جهة ثانية.
كان هذا الأمر ينطبق، بالدرجة الأولى، على معظم مسائل الوضع الداخلي وفي غالبية الشؤون. إذاً، بسبب العجز والفشل وتفشي الفساد وتعميم تقاسم (تحاصص) النفوذ وانفلاته في كل المؤسسات الرسمية، كانت تتفاقم، أيضاً، نزعة التوجه نحو الخارج للاستقواء به على الشريك الداخلي: ومن أجل الحفاظ على التوازنات أو السعي إلى تعديلها: ولو، أحياناً بالعنف والاحتراب. أدرج كل ذلك مسائل الصراعات الخارجية أو مواضيعها، والإقليمية منها خصوصاً، في صلب الصراعات الداخلية، في تفاعل ذي مردود سلبي وانعكاسات سيئة، على استقرار الوضع الداخلي وعلى فرص توطيد الوحدة الوطنية، وخصوصاً على سيادة لبنان التي باتت منتهكة، في الوقت عينه، من قبل محاصصي الداخل، وكذلك من قبل مراجعهم في الخارج. قاد ذلك، في بعض الحالات التي تفاقمت فيها الصراعات وتشابكت، ولفترات طويلة، إلى عنف شامل وتوترات دامية ومدمرة، كالحرب الأهلية بين الأعوام 1975-1990!
لا شكَّ أن أسباب الصراعات ومواضيعها في المحيط الإقليمي، خصوصاً، كانت أهم وأشمل، بسبب اتصالها الوثيق بالصراع الدولي الذي باتت فيه واشنطن اللاعب الأبرز، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، ثم اللاعب المنفرد، تقريباً، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته عام 1991.
شكّل المشروع الصهيوني في فلسطين، بؤرة الصراع الأبرز والأخطر على مستوى المنطقة، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. تولت لندن رعاية هذا المشروع بدءاً من «وعد بلفور» للورد روتشيلد بأن «حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين» (2 تشرين الثاني 1917)! دعمت الحكومة المذكورة، خصوصاً كدولة منتدبة على فلسطين، عملية إنشاء عصابات إجرامية صهيونية لإرهاب الشعب الفلسطيني وتولت إدماجها، لاحقاً، في صلب بنية الجيش البريطاني المحتل. وهي تحولت، فور إعلان دولة الاغتصاب نواة لجيش الكيان المغتصب والإحلالي! كذلك رعت لندن عملية تدفق المهاجرين وفقاً لحملة منظمة من قبل الحركة الصهيونية العالمية. وهي حملة واكبت دائماً عملية التأسيس بالخداع والضغوط، وبالعنف والمجازر، ثم بتهجير وطرد نصف الشعب الفلسطيني آنذاك... ولقد بلغت تلك الحملة العدوانية ذروتها في «قرار التقسيم» لعام 1947، ثم في إعلان «دولة إسرائيل» في 14 أيار 1948... لم يتأخر كثيراً تولي واشنطن متابعة دعم هذه المهمة القذرة والمجرمة ورعايتها بما حوَّل الكيان الصهيوني إلى قوة إرهابية عاتية تجسّد الأطماع الصهيونية، وتشكل موقعاً أمامياً للقوى الاستعمارية: في مواجهة أي نزوع تحرري في المنطقة، ولبسط السيطرة الاستعمارية الغربية الشاملة عليها والتي تقودها منذ حوالى ثلاثة أرباع القرن، الإمبريالية الأميركية.
تعاملت سلطات لبنان الذي كان قد حقق استقلاله قبل خمس سنوات، مع إعلان «دولة إسرائيل»، من منطلق النتائج لا الأسباب، واستناداً إلى الأهداف الفرعية لا الرئيسية... وهي لذلك، وبسبب تكوينها الذي أشرف عليه ورعاه مشروع التفتيت الفرنسي، اتخذت مواقف فئوية لا مواقف وطنية أو قومية من اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها. في السياق، هي وجدت في نشوء الكيان الصهيوني، عاملاً مشجعاً لتأكيد وتعزيز الطابع الفئوي والطائفي والعنصري لمشروع إدارة «لبنان الكبير»، رغم أنه أصبح «كبيراً» فقط بسبب قرار توسيعه ليضم مدن الساحل وهضبة البقاع والأقضية الأربعة... فيما لبنان «الصغير» كان يقتصر على جبل لبنان ومقوماته الجغرافية والديموغرافية... الغلطة الثانية أن تلك السلطات قد وجهت سهام عنصريتها وغضبها نحو الضحية والمشرد الفلسطيني، لا نحو المغتصب الصهيوني والراعي الاستعماري. وثالث تلك الأخطاء، السعي إلى تعزيز الارتباط بالغرب ومشاريعه وأحلافه، وإعلان العداء للقوى التحررية المناهضة لمشاريع الحلف الاستعماري الصهيوني ومخططاته.
إن قوى السلطة التي تحالفت وانخرطت في منظومة المحاصصة التي تبلورت وتكرَّست في مجرى اعتماد نظام الكوتا الطائفية والمذهبية، اجتمعت واتحدت دائماً، في نطاق ذلك النظام الذي فرضه الغرب الاستعماري نفسه، كما ذكرنا: لتفتيت المنطقة وتفكيكها وإضعافها والسيطرة عليها. وهي حمت، مجتمعة أيضاً، استمراره ومنع تطويره أوتغييره، رغم تباين مواقفها غالباً، بشأن الصراعات في المنطقة، وعليها. ولقد كانت القوى التي حظيت بدعم المنتدب الفرنسي والغرب عموماً، في مراحل تأسيس سلطات لبنان وبنائها، قد قررت دائماً الانحياز إلى ذلك الغرب في كل المراحل والمحطات. وهو أمر يتعارض مع مصلحة الشعب اللبناني وشعوب دول المنطقة في التحرر من إرهاب الكيان الصهيوني وجرائمه واعتداءاته ومن مشاريع السيطرة الأميركية والغربية على مصائر المنطقة وعلى ثرواتها وعلى أسواقها جميعاً، من جهة ثانية.
يستمر إلى اليوم الانهيار الاقتصادي من دون حلول ولا محاسبة. تستمر، بسبب ذلك، الكوارث والنهب والخسائر الهائلة. كذلك تستمر الهجمة البربرية الصهيونية، بدعم واشنطن خصوصاً، فيما تقف السلطة عاجزة وجيشها مكبلاً. إن بناء نظام قائم على التقاسم التحاصصي المضعف للدولة المركزية والمولد لدويلات فئوية على حساب فعاليتها، والذي هو، في الوقت نفسه، جزء من مخطط تفتيت استعماري مرتبط تبعياً بالغرب الاستعماري، يشكل عائقاً مهماً وخطراً أحياناً، أمام أي محاولة تغيير جدي لمصلحة وحدة لبنان وتقدمه واستقراره وسيادته. وهو، بسبب ذلك أيضاً، عقبة أمام أي فعل أو مشروع تحرري في: لبنان نفسه، أو على مستوى المنطقة عموماً.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تميّز المقاومة اللبنانية
- أي موقع في هذا الصراع؟
- الغياب الطويل إلى متى؟!
- هل ينجح نتنياهو؟
- الثنائي بلينكن نتنياهو: المشروع الأصلي!
- القلق والاستعصاء الإيجابي
- واشنطن دائماً وأبداً!
- نتنياهو الأكثر تمثيلاً
- المصالحة ولو في الصين!
- الصهيونية عار الحضارة الغربية
- ترسيخ نهج ونفضة شاملة
- تباينات واشنطن وتل أبيب
- خطر وجودي؟ نعم!
- عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل
- مبادرة بايدن: الحرب بوسائل أُخرى
- نقطة الضعف الكبرى
- نتنياهو: غزة وفلسطين والمنطقة جميعاً!
- «قرار الحرب والسلم»: 17 أيار نموذجاً
- أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟
- قوة عظمى للعدوان والهيمنة


المزيد.....




- مقتل 40 جنديا في هجوم مسلح على قاعدة عسكرية بمنطقة بحيرة تشا ...
- -استمروا في إطلاق النار علينا-
- تشكل -تهديدا-.. ناتو يؤكد إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا ...
- بروكسل: سنحدد موقفنا من الانتخابات الجورجية بعد تقرير منظمة ...
- طبيب يوضح دور بعض الأغذية في تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم ...
- الجيش الأمريكي يعلن العثور على جثة رقيب في صفوفه بحاوية للقم ...
- مواصلة -تكميم الأفواه-.. -تليغرام- يحجب قناة RT في أوكرانيا ...
- الحوثيون يستعرضون قوتهم في البحر الأحمر بغواصة -القارعة- الم ...
- أول روبوت موسيقي يعزف على آلة تشيلو برفقة أوركسترا (فيديو)
- حزب -الحلم الجورجي- يحذر من مخالفة القانون ويهدد بأشد العقاب ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - تناقض البنية الفئوية والتابعة مع مشروع التحرّر