|
مندوب عزرائيل في الشرق الأوسط
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 10:14
المحور:
كتابات ساخرة
حصل ملك الموت لأول مرة على ناطق رسمي يمثله في الفضائيات العربية، فقد تكرر ظهور الكاهن العزرائيلي (محمد علي الحسيني) بوتيرة يومية على شاشة العربية. فهو يستعرض كل مساء قائمة (لستة) بأسماء المشمولين بالموت والانتقال من دار الدنيا إلى دار الآخرة. . حتى فرعون الملك المتجبر الذي ادعى الربوبية لم يكن يعلم بالتوقيت الدقيق ليومه المحتوم إلى ان وافته المنية في عرض البحر. فقال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين). بينما ينفرد (محمد علي الحسيني) بقدرات سوبرمانية خارقة في هذا الاختصاص الغامض، فقد اصبح هو الناطق الحصري باسم قابض الأرواح، واصبح هو المكلف بإبلاغ رجال الشرق الأوسط بمواعيد موتهم (حرقاً أو قصفاً أو غدراً أو بسيارات مفخخة)، ويحرص على ذكر المواعيد بتوقيت جرينتش GMT، بالساعة والدقيقة والثانية، وتحديد أماكن موتهم بخطوط الطول والعرض، وبيان الطريقة التي سوف يموتون فيها الواحد بعد الآخر. . صار يطلب من المشمولين بالموت ان يحزموا امرهم، ويكتبوا وصيتهم، ويودعوا أحبابهم. واللافت للنظر انه يختتم رسائله العزرائيلية المميتة بعبارة: (رفعت الأقلام وجفت الصحف). دلالة على الثقة التي يمتلكها بموجب التفويض الممنوح له من جهات كونية لم يفصح عنها حتى الآن. . مشكلتنا نحن عرب الشرق الأوسط اصبحنا مشتتين بين بلاغات (الحسيني)، وتكهنات (ابو علي الشيباني)، ونبؤات (ليلى عبداللطيف)، وتوقعات (ميشال حايك)، وسخرية (إيلي كوهين)، وتحليلات اللواء (فايز دويري)، وتهديدات حلف النيتو. . الغريب بالأمر ان (الحسيني) لديه معلومات دقيقة عن تعداد الجيوش في الجبهات الساخنة، وحجم أسلحتهم، ومن فيهم الغالب ومن هو المغلوب، بل لديه فكرة عن اي اشتباك في اي مكان. . رجل تفوق على زرقاء اليمامة. يمتلك قدرات فائقة في التحكم بمنظومة GPS، ونظام Google Earth بكل تطبيقاته، وربما يسمع ضراط النمل في كهوف جبال زاكروس، وزقزقة العصافير في غابات الأمازون، ويرى تحركات طيور البطريق في القارة القطبية الشمالية، وباستطاعته رسم صورة طوبوغرافية للسواتر والأنفاق والخنادق والثكنات في كل مكان حتى لو كانت في كوكب المشتري. . ترى هل قناة (العربية) متأكدة من مواهب هذا الناطق الرسمي باسم عزرائيل ؟. ام انها تعرضه علينا من باب المتعة والتسلية ؟، أم للاستخفاف بعقولنا ؟. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم نكن حفاة ولا عراة
-
بلدوزرات تقسيم العراق
-
أنا لست بخير
-
علاقات دولية غير متوازنة
-
رميتهُ بعصا السنوار
-
أما أن يقولون خيرا أو يسكتوا
-
إطاريون يؤيدون (المؤيد)
-
معذرة يا جناب المستشار
-
(نريد نفتهم شنو الفيلم ؟)
-
المبتعثون العراقيون ومشاكلهم
-
تساؤلات شرق أوسطية
-
فواتير في ذاكرة الهاتف الأرضي
-
الشرق الأوسط في صالة العمليات
-
ملخص لحياة سفينة عراقية
-
أعمارنا صارت بالتقسيط والتجزئة
-
مخلوق فضائي يهبط في البصرة
-
برلماني يحاصر عربات التكتوك
-
الشرقية: لنا أم علينا ؟
-
مشايخ في بورصة قتل الأطفال
-
فيروسات زئبقية من أصل عربي
المزيد.....
-
شاهد.. فيلم وثائقي جديد يعرض صورًا لم تُنشر من قبل للأمير وي
...
-
-الأندلسيات الأطلسية- في دورة جديدة -مليئة بالوعود- بالصويرة
...
-
افتتاح مهرجان -سيمفونية الثقافات- في بطرسبورغ
-
طوفان الرواية ورواية الطوفان.. عن معركة السردية بين المقاومة
...
-
البدء بعرض مسلسل -الجريمة والعقاب- على منصة إلكترونية روسية
...
-
-إكس- تُغلق حساب قائد الثورة باللغة العبرية
-
مسلسل تل الرياح الموسم الثاني الحلقة 148 مترجمة قصة عشق
-
المغرب: فيلم -عصابات- يتوج بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطن
...
-
نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد
...
-
هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|