أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - الدنيا لا تقع ولن تنتهي














المزيد.....

الدنيا لا تقع ولن تنتهي


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم عَلمانية دول الغرب، لم تزل فكرة نهاية العالم المخيفة، التي لم ولن تتحقق، مترسخة بشكل ما حتى في السياسة، فمنذ عقود تحدث يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما عن "نهاية التاريخ"، والبارحة في "بوليتيكو" تحدثت كوندوليزا رايس عن الأمر نفسه، متجاوزة ما تعتقده العقلية الأميركية بخلفيتها المسيحية أن الحروب والمجاعات والموت، هي علامات نهاية العالم، تحقيقاً للنبوءات التي وردت في الانجيل وأعمال الرسل وسفر الرؤيا.
الصورة الأكبر
كوندوليزا رايس ترى رباعية مختلفة لنهاية عالم فوكو ياما "نهاية التاريخ"، هي الشعبوية والنزعة القومية والانعزالية والحِمائية، وقد أوردتها في مقال تناولت فيه شأن الولايات المتحدة في السنوات القادمة.
تعارض رايس فكرة الانعزالية التي يتبناها دونالد ترمب، ويؤيده ضمناً قلة من الديموقراطيين. الانعزالية معناها تفرّغ أميركا لشؤونها الداخلية أكثر، ومن ثمة تزداد النزعة القومية والشعبوية والحِمائية كمكملات حيوية للانعزالية.
ما يقابل طرح ترمب هو"التغيير" الذي يعمل تياره بقوة داخل أميركا منذ وصول باراك أوباما إلى الحكم، وطبيعي أن تمثل كمالا هاريس هذا الطرح وتكون أداته التنفيذية، لأنها مجرد ظل لبايدن وأداة "سيد الدمى وراء الكواليس"، كما وصف بايدن أوباما، الذي يرافق حملتها إلى الولايات المتأرجحة لدعمها. الأمر لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة بتاتاً.
يبدو من سياق مقال رايس أنها تعتقد أن الولايات المتحدة قادرة من خلال "التغيير" على مواجهة عناصرها المقترحة لنهاية العالم. و"التغيير" لن يتم سوى بالليبراليين، أو الفوضويين كما أراهم.
عناصر رايس لنهاية العالم بدأت تتزايد في الغرب، فأوروبا تسير دولة وراء دولة نحو النزعة القومية، وتتصاعد فيها التيارات الشعبوية، حيث تمكنت أخيراً من إحراز نجاحات برلمانية، في بلاد لم يخطر على بال أحد أن تصعد فيها هذه التيارات السياسية مثل النمسا، ومن المرشح إزاء الخطر الوجودي الديموغرافي والثقافي اللذين تواجههما أوروبا أن تسود هذه التيارات في المستقبل القريب، ومن ثمة تصبح الحِمائية الاقتصادية مطلباً والشعبوية إسلوباً والقومية عقيدة تحل محل فراغ نهج "الاستمتاع بالحياة" الأوروبي/الغربي.
المرشحان للرئاسة
أقل من اسبوعين قبل الانتخابات الأميركية، ولم تزل هاريس اليسارية الليبرالية تردد بشكل ملفت للنظر تعليقات فريقها السياسي، فلا رؤية أو خلفية أو خبرة لديها تمكنها من رد ذاتي، كما ترد على أسئلة برامج "توك شو" بطريقة العلاقات العامة، بدون الافصاح عن رؤية للسياسة الاميركية للسنوات القادمة في حال انتخابها، فهي بدون ماض سياسي، أما مستقبلها فهو بيد من سيجعلون يسارية رئيساً لدولة رأسمالية!
لا جديد صدر عن ترمب، ما يعني أن سياسته الحِمائية التي طبقها في رئاسته الأولى ستكون أولوية، وهي نظرة واقعية إلى حد كبير، فأميركا لم تعد القطب الوحيد في العالم، وهي مهددة اليوم حتى داخلياً، ورغم ذلك سيكون ترمب مضطرا في حال فوزه برئاسة ثانية إلى مواجهة تحديات داخلية في الهجرة غير الشرعية والاقتصاد المتدهور والدولار الذي فقد أكثر من ربع قيمته، وتحديات خارجية أخطرها ما يهدد تجارة العالم من قرصنة، وفرض الإرهاب على ممرات مائية حيوية، والعنف التقني الذي يمكن أن يصبح بلا ضوابط، والتغيرات العميقة التي ستحدث في الشرق الأوسط ومناطق صراع أخرى، ناهيك عن فقدان أميركا لهيبتها وكلمتها المسموعة.
المتنافسان الحقيقيان
انتخابات أميركا هذه السنة ليست تنافساً بين حزبين، بل بين قوى "التغيير" التي تريد إعادة تركيب reset أو تشكيل الولايات المتحدة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً، وجعلها مجرد دولة بين الدول، وقد بدأت هذه القوى بالفعل تعمل منذ وصول أوباما للحكم، وهو كان يؤمن وأعلن أن أميركا إمبراطورية تغيب، وما فعله يبدو واضحاً لمن يعيش في أميركا، ناهيك عن محاولة اخراج ترمب اغتيالا من السباق الرئاسي ثلاث مرات، آخرها في كاليفورنيا ولم يركز عليها الاعلام العالمي، ويتفق معظم المحللين على ان هذه المحاولات بسبب التحريض اللفظي المستمر ضده ووصفه بهتلر، وترديد العامة والاعلام المّوَجه لهذه الكلمة، وكأن الولايات المتحدة ليس فيها مؤسسات، أو ولايات يحكمها حكام تحت قانون فيدرالي ودستور واحد.
القوى الاخرى هي "المحافِظة" التي تريد جعل أميركا عظيمة مرة أخرى داخلياً وخارجياً، وترفض سياسة "التغيير" في ديموغرافية السكان والتوجه نحو الاقتصاد الاشتراكي والتعليم الذي يؤسس ويبني روبوتات إنسانية، وجعل أميركا مجرد دولة بين الدول.
لذلك يعتقد البعض أن هذه الانتخابات ستتم حتماً، لكن عواقبها قد تكون غير سلمية، لأنها أعمق من انتخاب رئيس جديد، لكن مهما حدث لن تكون هناك نهاية للعالم أو للتاريخ، فطالما هوت إمبراطوريات بسبب صراعات داخلية أو تحت سنابك خيول صعاليك أو همج، فالعالم قد يهتز لكنه لا يقع أو ينتهي، وما يواجهه الغرب وأميركا ضمناً هو رؤيتين، الأولى هي حكم الدنيا من خلال خلق ربوتات انسانية لا ثقافات أو قوميات لها وهي أساس نظرية "التغيير".
وإذا تأملت بهدوء ستجد أن كمالا هاريس تمثلها تماماً؛ ما هي أصول وديانة ومذهب وثقافة هاريس؟ اجابات متناقضة غير واضحة أبرزها اعتبار نفسها سوداء وهي ليست كذلك، لأن أباها جامايكي وأمها من أصول هندية. وهي تماماً مثل أوباما الذي قال قبل انتخابه أنه لا يعتبر نفسه من السود! كما يُعرف عنه بأنه نصف مسلم ونصف ملحد! لا هوية.. لا انتماء.. لا ثقافة..
النظرية الثانية هي تحسين نوعية السوء الذي حدث وتصحيح الاخطاء وعدم التماهي أكثر مع "التصحيح السياسي" مع المحافظة على الثقافات والشخصيات القومية والهويات.
النظريتان موجودتان في الغرب وليس أميركا فقط، وإذا نجح "التغيير" فالغرب سيكون المتضرر الوحيد وليس أميركا فقط، وليس واضحاً ما هي النتائج، وكيف ستتغير الخرائط السياسية والديموغرافية.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة
- فشل الدين كمنظومة سياسية
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه
- أقوى سياسي على الكوكب
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952
- الفرار من عدالة المؤمنين
- خدعة إرهابية وخدع بصرية
- فواجع الافراط في التسامح
- -حديث وتعليق- و-حقوق الحب-
- صكوك غفران سياسية
- إدارة الصراعات بالأدعية والغيبيات
- أسماء سقطت من لائحة المتصهينين العرب
- تجربة طوفان أستاذية العالم (2)
- تجربة طوفان أستاذية العالم
- صراع ديني أم تلاعب بالقرارات؟
- اليمين القومي ودور البابا


المزيد.....




- مقتل 40 جنديا في هجوم مسلح على قاعدة عسكرية بمنطقة بحيرة تشا ...
- -استمروا في إطلاق النار علينا-
- تشكل -تهديدا-.. ناتو يؤكد إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا ...
- بروكسل: سنحدد موقفنا من الانتخابات الجورجية بعد تقرير منظمة ...
- طبيب يوضح دور بعض الأغذية في تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم ...
- الجيش الأمريكي يعلن العثور على جثة رقيب في صفوفه بحاوية للقم ...
- مواصلة -تكميم الأفواه-.. -تليغرام- يحجب قناة RT في أوكرانيا ...
- الحوثيون يستعرضون قوتهم في البحر الأحمر بغواصة -القارعة- الم ...
- أول روبوت موسيقي يعزف على آلة تشيلو برفقة أوركسترا (فيديو)
- حزب -الحلم الجورجي- يحذر من مخالفة القانون ويهدد بأشد العقاب ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - الدنيا لا تقع ولن تنتهي