أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف حسن منصور - الرجل الشرقي والمرأة الشرقية: استبطان المرأة للهيمنة الذكورية














المزيد.....

الرجل الشرقي والمرأة الشرقية: استبطان المرأة للهيمنة الذكورية


أشرف حسن منصور
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية


الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يعرف عن الرجل في بلاد الشرق نزعته المتسلطة تجاه المرأة و رغبته في السيطرة الدائمة عليها، و الحقيقة أن الرجل ليس وحده الذي يتصف بهذه الصفات، إذ تتصف بها المرأة في الشرق أيضا. إن السلطة الذكورية لا يمارسها الرجل فقط بل تمارسها المرأة أيضا باسم الرجل، و عالبا باسم الدين.

إن المشكلة التي تواجه أي محاولة لتنوير المرأة العربية هي كون هذه المرأة لا تتقبل التنوير في أغلب الأحيان، و هذا هو العائق الحقيقي الذي يقف أمام تحرر المرأة في الشرق الإسلامي. لقد استبطنت المرأة العربية مجموعة القيم و الأفكار الذكورية و أصبحت جزءا من عقليتها بحجة أنها تعاليم الدين. فعلى سبيل المثال يتم إقناع المرأة الآن بما يسمى بالزي الإسلامي و الحجاب باعتباره دليلا على التدين و العفة و التقوى، و تأخذه المرأة العربية على أنه كذلك بالفعل نظرا لأن الدين يأمر بذلك. و هكذا يتم إقناع المرأة بمجموعة من القيم و المعايير التي تحكم بها على نفسها و تنظر بها إلى مظهرها و سلوكها هي في حقيقتها جزء من الخطاب الديني السلفي الناتج عن الوضع المتردي الذي وصل إليه المجتمع المدني. و نتذكر أن رمز النهضة في مصر كان تمثال محمود سعيد الذي يصور أبي الهول واقفا على قدميه الخلفية متأهبا للقيام بد أن كان جالسا لآلاف السنين، و إمرأة تكشف عن وجهها. و نتذكر أيضا أن النساء في ثورة 1919 خلعن النقاب و كان هذا بداية حدوث تغير كبير في نظرة المرأة إلى نفسها و دورها في المجتمع. لكن للأسف، فمع الانهيار الذي أصاب آمال التحرر و النهضة العربية حدثت ردة عن محولات التحرر الأولى للمرأة. و لا تجد التيارات السلفية موضوعا تمارس عليه سلطتها أفضل من المرأة، إذ تصر هذه التيارات على إرهاب المرأة بتخويفها مما ينتظرها من عذاب في القبر و في جهنم إذا لم ترتدي الحجاب.

و ليست المشكلة قاصرة على هذه التيارات في حد ذاتها بحيث يكون الحل مناقشتها و نقد رؤيتها و حسب، ذلك لأن أفكار هذه التيارات أصبحت قيم و معايير استدمجتها كثير من النساء و أصبحت جزءا من تفكيرها. المشكلة إذن مع المرأة العربية ذاتها غير المقتنعة بقضية تحررها و المستدمجة للخطاب السلفي حول ذاتها. حجاب المرأة هو الجبهة الأولى في معركة الإسلام السياسي، و قد نجح في كسب جانب كبير منها، و انتصاره في هذه الجبهة يفتح أمامه الباب واسعا لتحقيق انتصارات في جبهات أخرى، فمن السهل بعد إقناع المرأة - التي هي نصف المجتمع - بالقيم السلفية فيما يتعلق بمظهرها و جسدها إقناع بقية المجتمع ببقية القيم السلفية الأخرى.

يجعل الخطاب السلفي من المرأة "تابو" أي شئ محرم: جسد المرأة عورة، حتى الكف و الوجه، و صوتها عورة، و إسمها عورة. و لا يؤدي هذا الخطاب إلى تعامل صحي و سليم مع قضية الجنس بل يزيدها تعقيدا، فكلما بولغ في كبت جنسانية المرأة و قمعها كلما أصبح الجنس مشكلة أكثر صعوبة و زادت الحساسيات بين الجنسين و زاد سوء التفاهم. و لا تؤدي تغطية جسد المرأة إلى التخلص من غوايته كما تبغي هذه التيارات، بل إن الغواية تزداد و تستفحل، لأن المجتمع يصبح أكثر هوسا و حساسية بجسد المرأة.

يكشف إصرار الاتجاهات السلفية على حجاب المرأة عن عدد من الخصائص المتعلقة بهذه الاتجاهات، و منها: تركيز هذه الاتجاهات على المظهر و الشكليات و الشعائر، و اختزال قضايا الأخلاق و الفضيلة في قضية الملبس، و الاغتراب عن المجتمع بأن يتم عزل المرأة عنه و المناداة بعودتها للمنزل، و هي أفكار تمثل ردة و نقوصا عن الإنجازات التي تحققت بالفعل في مجال تحرير المرأة ابتداء من دعوة قاسم أمين.



#أشرف_حسن_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الارتكاس الثقافي
- مقدمة في سوسيولوجيا التاريخ الإسلامي
- الاقتصاد السياسي النيوكلاسيكي: المدرسة النمساوية
- آدم سميث والليبرالية الاقتصادية
- هل الحجاب فريضة؟


المزيد.....




- وزير الخارجية اللبناني يرد على اتهامه بالتحرش بامرأة مغربية ...
- اليونيسيف: 322 شهيد/ة من أطفال وطفلات غزة خلال 10 أيام
- ما هي نسب تمثيل النساء في البرلمانات على مستوى العالم؟
- “وين النسويّات؟”.. للتحرر من كل أشكال الطغيان
- -خطة قتل- بكوب.. فيديو يكشف امرأة مشتبه بها بمحاولة قتل زميل ...
- مصر.. محكمة ترفض طعن فنان مصري شهير متهم بالاعتداء الجنسي و ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف حسن منصور - الرجل الشرقي والمرأة الشرقية: استبطان المرأة للهيمنة الذكورية