أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة














المزيد.....


عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 18:14
المحور: كتابات ساخرة
    


في السياق العالمي المعاصر، تبرز قضية تصنيع الأسلحة المدمرة كموضوع محوري يعكس الصراعات الجيوسياسية والتنافس بين الدول. لقد أصبحت الدول المصنعة تتسابق في تطوير أسلحة الدمار الشامل، وكأنها تشارك في منافسة غير معلنة للهيمنة العسكرية. إن هذه الجهود تثير تساؤلات عميقة حول جدوى تصنيع الأسلحة ونتائجها على الإنسانية.

تخيلوا لو استثمرت هذه الدول نفس الموارد والجهود في إنتاج تقنيات تخدم البشرية، مثل أجهزة تنقية الهواء أو مشاريع زراعة الأشجار. لربما كنا نعيش في عالم يحقق التوازن البيئي والرفاهية للجميع. يمكننا أن نتخيل رؤية جديدة، حيث تتعاون الدول الكبرى في إنتاج "أسلحة سلام" بدلا من "أسلحة دمار"، مثل "قنابل الحب" و"صواريخ الأمل"، التي تطلق في احتفالات مليئة بالألوان والموسيقى، بدلا من الانفجارات التي تخلف الدمار والخراب.

ومع ذلك، فإن هذه الرؤية تبقى بعيدة المنال. لا تزال الدول المصنعة تفضل الخيار العسكري، إذ يحقق لها مزيدا من القوة والهيبة. فالقدرة على تدمير الخصوم تعكس قوة الدولة في أعين الآخرين، بينما يتطلب تحقيق السلام والتعاون جهدا وصبرا أكبر، ما يجعله خيارا أقل جاذبية.

علاوة على ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن الموارد الهائلة المخصصة لتطوير الأسلحة كان يمكن توجيهها نحو مشاريع تنموية، مثل تعزيز الطاقة المتجددة وتحسين الرعاية الصحية. ولكن تظل الفكرة السائدة هي أن الأسلحة تعزز الأمن القومي، متجاهلة العديد من التحديات الإنسانية والاجتماعية.

إن العواقب المترتبة على سباق التسلح لا تتوقف عند حدود الأضرار المادية فقط، بل تمتد إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية على الشعوب. فالخوف المستمر من التهديدات العسكرية يعزز من ثقافة العنف ويضعف الثقة بين الدول. هذا الوضع يدعو إلى إعادة التفكير في كيفية بناء العلاقات الدولية على أسس من التعاون والتنمية بدلا من المنافسة والصراع.

كما أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تلعب دورا حاسما في تحويل هذه الديناميكية. من خلال الابتكار والتكنولوجيا، يمكن للدول استكشاف بدائل سلمية لصراعاتها، مثل الحلول الرقمية التي تتيح الحوار والتفاهم. إذا ما استثمرت الدول في تطوير بيئات رقمية آمنة لتبادل الأفكار والخبرات، فقد نتمكن من بناء جسور بين الثقافات، مما يعزز من فرص تحقيق السلام المستدام.

تبقى التساؤلات قائمة: هل سنشهد تحولا جذريا في هذه العقلية العسكرية؟ هل ستختار الدول المصنعة استبدال أسلحتها بأدوات حضارية تفيد الإنسانية؟ أم سنظل في سباق تسلح لا ينتهي، يتنافس فيه الجميع على من يستطيع تدمير الآخر بشكل أسرع؟

يمكننا أن نتخيل يوما يجتمع فيه قادة العالم في قمة عالمية، لا لمناقشة الأسلحة، بل لبحث سبل زراعة الأشجار وحماية البيئة. ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، يبقى هذا الواقع الساخر دليلا على الحاجة الملحة لتغيير التفكير الجماعي نحو الاستدامة والسلام، بدلا من التنافس على دمار الأرض.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشيطان يتحدث: تأملات في التشكيلة الحكومية المغربية الجديدة ...
- نهاية إسرائيل على يد نتنياهو: هل هي نبوءة أم مجرد سخرية؟
- عالم الحيوانات: تحليل للتنمر الدولي في إطار غابة حيوانات
- فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
- -أفضل من الجميع: كيف يقود الاعتقاد الزائف بالتفوق إلى حروب ل ...
- -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-
- استراتيجيات الهجوم والدفاع في السياسة: فهم إشارات الخصم
- مقابلة حصرية مع المحلل السياسي - الأستاذ زهير النيران-: مبار ...
- -العجز الدولي: مجلس الأمن في مقعد المتفرج-
- محمد الغلوسي: قائد حملة تصحيح المسار في مملكة الفساد!
- -عندما يضرب الإعصار: هل هي رسالة من السماء؟-
- نتنياهو: حكايات بائع السعادة في حلبة السياسة القاتمة
- القذافي بعد الموت: كذبة جديدة في عالم العجائب
- -الجامعي لأخنوش: إنقاذ المغرب يبدأ باستقالتكم أو مواجهة حكم ...
- -المغرب: الفساد... الرياضة الوطنية التي لم نفز بها بعد-
- اليهودي المغربي: جسر بين الشرق الأوسط وسراب السلام
- -في مملكة الأرقام: الشباب يبحث عن الحقيقة-
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- معركة البول: دروس من حانة السكارى إلى رئاسة الحكومة المغربية


المزيد.....




- الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة ...
- تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
- روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب ...
- -مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في ...
- الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
- أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
- فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو ...
- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة