أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - عشرون أربعون أو عشرون خمسون















المزيد.....

عشرون أربعون أو عشرون خمسون


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة لي على الأقل، بات من الثابت الان، وبعد ما يزيد عن العام من الأحداث الجسام التي عصفت بالمنطقة برمتها أن ملامح المرحلة القادمة كما تريدها الامبريالية قد أصبحت واضحة .
ثمة حقائق أخرى تصفعنا وتحتم علينا أن لا نرى الصورة وردية أو أن نشكل ألوانها وزخرفاتها كما نريد.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن كل دول العالم (برجاء ملاحظة أنني أقول دول وليس شعوب أو قوى) قاطبة باستثناء الجمهورية الإيرانية قد انحازت للإمبريالية ووقفت بدرجات متفاوتة مع رأس حربتها في المنطقة المتمثل بدولة الكيان.
وقد يقول قائل وماذا عن الصين وروسيا واليابان وبعض الدول الأخرى، والجواب على ذلك أن مستوى مجابهة الإمبريالية لهذه الدول لم يرتق إلى ذلك المستوى من الفعل الصدامي معها، بل تم التوصل إلى تفاهمات بصدد هذه المسألة أو تلك.
كما وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المحافل الدولية قد تم تدجينها ومنذ نشأتها وإلى يومنا هذا وتسخيرها لخدمة الإمبريالية، ما أفرغها من محتواها والأهداف التي نشأت لأجلها.
حتى أن الجمهورية الإيرانية ذاتها وعلى لسان قادتها صرحت في كثير من المحافل بأنها ليست معنية بالتصعيد ولا تنشد توسع دائرة الاقتتال.
نحن هنا، أيها الأعزاء، نتحدث عن الدول والمحافل الرسمية لهذه الدول ولا نتحدث عن شعوبها.
لكن أيضا دعونا ننظر لحراك الشعوب في دول العالم قاطبة، ونقولها بكل صراحة ، أن هذا الحراك والزخم والمد الجماهيري وعلى أهميته وضرورته لم يثمر بالضغط على حكومات الدول أكثر من إصدار بيانات الشجب والاستنكار والمطالبة ولم يتمكن من إيصال ولو "زجاجة حليب واحدة" لطفل يعاني من ويلات العدوان، نشهد مدا وجزرا لحراك الشعب رهنا بحدث سرعان ما يتلاشى وقعه بحدث جديد، ما يجعلنا نقول وبكل صراحة أن الإمبريالية نجحت في امتصاص غضب الشعوب وقامت بتأطيره في مسارب محددة فهي تاريخيا متمرسة في سياسة "التنفيس" تحسبا من البديهية العلمية القائلة " الضغط يولد الانفجار".
تأسيسا على ذلك كله، كيف ترى الإمبريالية وتخطط لترتيبات المرحلة القادمة التي قد تمتد إلى عام 2040 مثلا أو 2050.
من وجهة نظري ستستمر أثيوبيا بدعم مطلق من الإمبريالية بملء خزانات سد النهضة وفقا لخطتها السنوية وتهدد الأمن القومي السوداني والمصري.
وسوف تتواصل حالة الاقتتال الداخلي في السودان بين الطغمتين العسكريتين برئاسة البرهان وحمدتي ، وحتى ولو بعد رحيلهما عن هذه الحياة طبيعيا أو بفعل فاعل فسوف يستمر الصراع وتتم تغذيته من قبل الامبريالية.
ستواصل روسيا قيادة مجموعة "بركس" الاقتصادية بل وتعمل على توسيعها وتدعم أيضا حكم العسكر في بوركينا فاسو بقيادة العسكري إبراهيم تراوري.
سوف تستمر الصين واليابان في التقدم التكنولوجي وعصر الذكاء الصناعي وتنأيان عن الدخول في النزاعات الدولية المحتدمة.
أما مصر فسوف تبقى في حالة المراوحة بسبب الأعباء الاقتصادية الثقيلة التي تواجهها وتستمر سيطرة العسكر على مقاليد الحكم، بعد أن نجحت الامبريالية في إصعاد جماعة " الاخوان" الى مقطورة "قطار العولمة" ثم أنزلت بهم ضربتها القاسمة بانقلاب عسكري.
ستحافظ الامبريالية على تلك الأنظمة التي يهمها أن تبقى بلادها مستقرة وتابعة حيث تبين لها أهمية الاستناد الى هذه الأنظمة في الأزمات و"المحن" كمراكز لها ولقواعدها العسكرية.
وفي هذا الصدد ستحرص الامبريالية على أن يبقى النظام والتركيبة في لبنان تركيبة طائفية، بينما بترتيب مع روسيا وإلى حد ما أيضا مع الصين سينتهي حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا تماما كما انتهى في العراق التي ستبقى على حالاتها دون أية تغييرات جذرية.
سوف تواصل تركيا نهضتها الاقتصادية وتتعرض لأزمات سياسية بين الفترة والأخرى لكنها لن تكون مصنفة ضمن الدول المفصلية في المنطقة كما السعودية وإيران.
ستدعم الامبريالية الجهود السعودية في "سياسة الانفتاح" الحضاري واطلاق طاقات الشباب والحد من القيود المفروضة على المجتمع بحكم المكانة الدينية للبلاد وستحفظ للسعودية دورها في المنطقة.
كما وسوف تستمر سياسة "خرمشة القطط" في باقي دول الخليج ولن تسمح الامبريالية مثلا لقطر أن تتخطى الدور الحالي الذي تلعبه تحت توجيهات وسيطرة منها.
أما ذلك الحسم العسكري الذي تعمدت روسيا تأخيره مع أوكرانيا، فسيأتي ذلك اليوم الذي تقرر روسيا تفعيله نهائيا لحقبة زمنية يكون معها أركان النظام هناك تابعا لها، وأيضا بترتيبات وتفاهمات مع الامبريالية وتقسم "للكعكة الدولية".
ونأتي الآن إلى توقعات الصفقة الأمرو-إيرانية المرحلية حتى العام 2040 أو 2050.
سوف تمنح الامبريالية الجمهورية الإيرانية مكانة موازية للسعودية في المنطقة، وستغض النظر عن برنامجها النووي مع التشديد على تكريسه لأغراض سلمية، وسوف تفرج عن الأموال الايرانية المحتجزة منذ "شاه إيران" وهي بالمليارات وربما يتبوأ من هم في حكم سلالته بعض مقاليد الحكم هناك، وكل ذلك في مقابل تفكيك الأذرع الايرانية المتواجدة في هذا البلد أو ذاك وتحويلها إلى قوى وأحزاب سياسية وليس عسكرية مع تصفية "الرؤوس الحامية" جسديا، وأيضا ستعمل الدول الامبريالية على التطبيع مع الجمهورية الايرانية.
ومن نافلة القول، أن الامبريالية سوف تكثف وتواصل دعمها لرأس حربتها في المنطقة بشتى الوسائل والمقومات وتكون الترتيبات للمرحلة القادمة متعلقة بالسعي لحث الدول العربية والإسلامية على التطبيع مع دولة الكيان وفتح ملف "أملاك الغائبين" اليهود في الدول العربية التي تم التطبيع معها، قدما على طريقة اعادة هذه الاملاك لهم ليقوموا بدورهم ببيعها الى اللوبي الصهيوني الذي سيبدأ عملية الزحف المعاكس لهذه الدول بما يعرف "بالاستيطان الهادىء" وبعد العام 2050 ستشرع الصهيونية بالعمل على تحقيق حلمها بالدولة العبرية من النيل إلى الفرات.
أما فيما يتعلق بالقضية الكبرى، قضية الشعب الفلسطيني، التي سيتم العمل على أن تتحول إلى قضية "صغرى" فسوف يستمر الاحتلال، وتستمر عملية التهجير الطوعي والقسري، والحفاظ على أن تبقى السلطة الوطنية الفلسطينية سلطة خدماتية أكثر من كونها سيادية لا تقرر بخصوص الأرض والحدود والنشاط الاقتصادي وقضايا الشعب المصيرية.
في المحصلة العامة، مقابل حالة النهوض المقاوم التي شهدناها في الفترة الماضية، سوف تستشرس الامبريالية أكثر فأكثر ولن تحصل قفزات تاريخية لصالح الشعوب وسوف نشهد "سنوات عجاف".
قد يقول قائل لقد بالغت أيها الكاتب المتشائم في مقالتك هذه وأنا لا ألومه، فشتان بين الأحلام ومعطيات الواقع.
انطلاقا مما تقدم ثمة حاجة لتتداعى قوى التحرر بغية تنظيم حوارات معمقة لبلورة رؤيا واستراتيجيات الفعل المناهض لكافة هذه الترتيبات.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراعات وجذورها الطبقية
- المهندسة -م-
- الغطرسة
- قصة بلا نهاية
- المحقق كونان
- البوصلة
- تعرف الكذبة .... من كبرها
- البنيان المرصوص
- كعكة العالم
- سحابة صيف في الجامعات الأمريكية أم ماذا؟
- موسيقى المسدس
- حق الرد
- علامة الرسوب هنا، في السجل ... والباب هناك
- فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك
- الصراع الطبقي
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم
- توزيع الادوار


المزيد.....




- مقتل وإصابة العشرات في جنوب لبنان إثر غارات إسرائيلية، والجي ...
- مقترح مصري لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات في الدوحة ...
- دعوات للاحتجاج في جورجيا واتهام لروسيا بتزوير الانتخابات
- من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
- ترامب وهاريس في ولايتين حاسمتين قبل الانتخابات بـ 9 أيام
- صحيفة: قراصنة صينيون يتجسسون على مكالمات شخصيات سياسية أميرك ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
- ترامب في تجمع انتخابي: هاريس -دمرت الولايات المتحدة-
- بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة اليوم
- كوريا الشمالية: مسيّرة كورية جنوبية اخترقت أجواءنا


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - عشرون أربعون أو عشرون خمسون