رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 09:36
المحور:
الادب والفن
التجنيس الأدبي لم يعد مهما بقدر الشكل الأدبي والمتعة التي يحدثها في المتلقي، وبما أننا نعيش في عصر النت والسرعة، فقد أصبحت مقطوعة الومضة لها حضور وجمهور ومتابعين، أعتقد أن شكل الهايكو يمثل أحد الأشكال الأدبية التي تناسب عصر النت السرعة، وبما أن الشاعرة "ميسر ابو غزة" فلسطينية ومن غزة تحديدا، وهذا ما جعل كتاباتها تتناول العدوان الذي يشنه العدو على أهلنا وشعبنا، وأثر ذلك عليهم وعلى ما يقدمونه من أدب، وما أننا أمام مقطوعات مكثفة والمختزلة، فيمكننا أخذها إلى أكثر من زمان ومكان، فعلى سبيل المثل تقول في أحدى المقطوعات:
"بعد القصف
كل ما تبقى
نبتة الصبار" ص7.
فهذا المقطع يمكن أعادة تشكيله بطرق عديدة:
"نبتة الصبار، كل ما تبقى، بعد القصف/ كل ما تبقى، بعد القصف، نبتة الصبار" فهذه القراءات الثلاث تفتح المجال أمام القارئ ليذهب مع المعنى في أكثر من شكل وطريقة، بحيث يكون المضمون/الفكرة أكثر رسوخا.
ومن الصور الأخرى المتعلقة بالحرب وأثرها على الشاعرة:
"ساحبة ماطرة
لا تكف عن البلل
عيون الثكالى" ص12.
أيضا هذا المقطع يمكن قراءته بأكثر من شكل:
" عيون الثكالى، سحابة ماطرة، لا تكف عن البلل/ سحابة ماطرة عيون الثكالى، لا تكف عن البلل" فتعدد القراءات يعطي المقطع مساحة أدبية وجمالية أكبر، كما يجعل الفكرة والمضمون يرسخ أكثر.
وعن الأسرى تقول:
"وراء القضان
بالوطن يحلم
أسير الغربة" ص23.
وهنا أيضا نقرأ هذا المقطع بأكثر من شكل: "أسير الغربة، خلف القضبان، بالوطن يحلم/ بالوطن يحلم أسير الغربة، وراء القضبان" فهذه القراءات المتعددة لها علاقة بترسيخ الفكرة والمضمون من جهة، وأيضا بالشكل الأدبي الذي جاءت به، مما يبقيها حاضرة في وجدان المتلقي.
ومن المقاطع الأخرى المتعقلة بالشاعرة التي يمكن قراءتها بأكثر من وجه:
"على ضوء القمر
بقلم رصاص
أرسم جدائل أمي" ص22.
بقلم رصاص، أرسم جدائل أمي، على ضوء القمر/ أرسم جدائل أمي، بقلم رصاص، على ضوء القمر" فمثل هذه القراءات تحدث المتعة لدى القارئ، وتجعله يهيم في عالم الحب والحنان والجمال.
الكتاب من منشورات ديوان العرب للنشر والتوزيع، بور سعيد، مصر، الطبعة الأولى 2020.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟