نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 00:48
المحور:
القضية الفلسطينية
4- سيوف " هدامة "
تلك الصورة التي طبعت "السيف" في ذاكرة الجمع الصهيوني؛ لم يكن ليحدها وازع من استهجان مرعي الاحتفاء؛ سيجعلها تنزاح شاملة بعدا دلاليا عابرا لحدود الحرب و الدمار؛ في محاولة حثيثة من الكيان ليبقي على إعادة تشكيل خطاب "السيف" وفق ما يستجد من إعادة صياغة الواقع.
و عنه بات يعلن جهارا؛ قنبلة "مليئة بالسيوف" وأسلحة أخرى متقدمة؛ شديدة التدمير؛ سيستخدمها جيشه المهزوم في غزوه المتواصل على مسار عام لقطاع غزة العزة.
ففي نهج إبادته؛ و لاحقا عدوانه على لبنان، ستتشظى " السيوف" إلى الطائرات القاذفة من طرازات "إف – 15" وكذلك طائرت الشبح "إف – 35" الأحدث في العالم، ودبابات "ميركافا" بطرازاتها المختلفة والمدفعية الثقيلة، ومروحيات الأباتشي، والقنابل المضادة للتحصينات تحت الأرض، وقذائف الفسفور الأبيض التي رُصد استخدامها في لبنان مؤخرا.
لغة الحديد و النار؛ باسم "السيف" المسياني؛ لم تقف عاجزة عن مواكبة آلة الدمار؛ فقد تابعت المشوار حاضرة بكل "دلالة حمولة النار الحاضرة في جعبة اليمين الصهيوني؛ لا تتخلف عن نهج الإبادة؛ المدخولة الانجاز و التحقق.
وففي الغارات العنيفة وغير المسبوقة التي تتعرض لها مناطق واسعة من بيروت، رصد خبراء أسلحة استخدام جيش العدو إضافة إلى الصواريخ التقليدية والصواريخ المجنحة سلاحا سريا. فمن خلال دراسة صورة لسيارة استهدفت في إحدى الغارات، انتهت الخبرة إن الأثر الموجود على زجاجها الأمامي ينهض دليلا على استخدام صاروخ “السيف"السري في الهجوم.
صاروخ "السيف" سبق و أن ظهر في القوات المسلحة الأمريكية لأول مرة في عام 2021، ويطلق عليه رسميا اسم " هيلفاير آر 9 إكس"، وهو لا يقضي على الهدف بالمتفجرات، بل هو قبل التأثير المباشر تظهر به "شفرات" على شكل شرائط معدنية حادة تتولى تدمير الهدف بإصابته مباشرة بواسطة الطاقة الحركية المنبعثة أثناء الضربة. وسائل الإعلام الأمريكية وصفت هذا السلاح بأنه "قنبلة مليئة بالسيوف".
و ذا لم يكف الصهاينة إمعانا في الدمار، "فالسيف" حاضر و شاهد على ما يتكشف باسمه كإيقونة تلمودية على أرض الواقع؛ و عنه صدرت هذه الحرب العنيفة على جبهتي غزة ولبنان؛ والتي يصفها الخبراء بأنها الأشد تدميرا في التاريخ الحديث.
بكل أنواع "السيوف" الفتاكة دعم الكيان الصهيوني؛ فقد اعتمد على أسلحة وذخائر متطورة للغاية من الولايات المتحدة و الدول الأوربية وخاصة فرنسا وألمانيا؛[1] بصفتهم دعاة قيم إنسانية و حماة حضارة.
لكن الكيان هُزم، و الهزيمة الأكبر و الأنكى كانت من نصيب ثقافة الغرب وحضارته التي طالما تغنى بها؛ و يا ما عاب على "الأغيار" قصورهم عن الأخذ بها.
--------
[1] https://arabic.rt.com/world/1605981
-صاروخ-السيف-السري-وأسلحة-أخرى-متقدمة-تستخدمها-إسرائيل/
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟