رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 02:47
المحور:
الادب والفن
"يحيا يحيى
يَحيى سَيَحيا في القلوبِ نشيدا
حيًّا سيبقى دائمًا ووقودا
أَردى الحياةَ بنارِهِ وتقدَّمَ
من قبلِ أن تُرديهِ.. كان شهيدا
مُستقبِلًا لا مُدبِرًا بسلاحه
سَطَرَ الخلودَ وردَّهُ ترديدا
إنْ قلتَ (يحيا) إنَّه مستقبَلٌ
فِعلٌ يقودُ إلى الخُلودِ جُنودا
أو قلتَ (يحيى) إنّه سِنوارنا
والقصدُ حيٌّ في القلوبِ أعيدَ
شَغَفُ الجهادِ بروحِهِ مُتعطِّشٌ
حَطَمَ الطغاةَ مُهاجِما صِنديدا
طوفانُهُ غَمَرَ الوجودَ بسالةً
فأزاحَ كلَّ مُثبِّطٍ رِعديدا
جاؤوك بالتطبيع مثل ثعالب
فقذفتهم بالرعب كنت عنيدا
طلبَ الشهادةَ نالها، طُوبى له
والله يَصدُقُ وعدَهُ المَوعودا
سيظلُّ حيًّا في النُّفوس وإنَّه
قد طابَ حيًّا ميّتًا وعقيدا
رادُو لهُ النُقصانَ مثلَ فِعالِهم
لكنَّهُ بدرٌ تمامٌ قِيدا
فلهُ السَّلامُ بموتِه وحياتِهِ
قد نالَ شهدُ البَعثِ مِنهُ مَزيدا"
عندما يستشهد علم من أعلام الأمة، فلا بد أن يتناوله الشعراء، أليسوا من هذه الأمة/الشعب، وهم يمثلون روحها ويتناولون همومها ويحملون تطلعاتها؟.
الشاعر "عصام الأشقر" يقدم قصيدة "يحيا يحيى" يتماهي فيها مع الشهيد "يحيى السنوار" على صعيد الاسم "يحيى" وعلى صعيد فعل الشهادة من جهة أخرى، فنلاحظ أن هناك كثرة وتكرار لمشتقات لفظ "يحيى" تسع مرات، وهذا يعود إلى أثر الاسم على الشاعر، ونجد تماهي آخر متعلق بثقافة فعل الشهادة وما يحمله من معني الخلود الذي كرره الشاعر: "سطر الخلود، يقود إلى الخلود" كم أن وجود لفظ "الشهادة، الشهيد" يخدم الفعل الذي أرتفع به الشهيد "يحيى السنوار"، كما نجد خلودا رمزيا ، أدبيا في: "في القلوب نشيدا، بدر تمام، شهد البعث" وهناك تماهي آخر متعلق بألفاظ القصيدة يخدم فكرة الاستمرار البقاء: "سيبقى، دائما، سيظل، عمر الوجود، البعث"
يضاف إلى ما سبق ألفاظ تتحدث (بوضوح ومباشرة) عن فعل استشهاد "يحيى السنوار": "ووقودا، بناره، مستقبل، يقود، الجهاد، حطم، صنديدا، بسالة، فقذفتهم" وبهذا تكون القصيدة كاملة ومكتملة الفكرة "يحيى السنوار" ومتماهية بين الفكرة والألفاظ، وبين القصيدة كقصيدة وبين الشاعر نفسه، كل هذا يجعلنا نقول إن الشاعر توحد مع شخصية القصيدة "يحيى السنوار" وتماهى معها، بحيث لم يترك لنفسه أي مساحة شخصية متعلقة به، بمعنى أن القصيدة هي من كتبت الشاعر وليس هو من كتبها.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟