رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 11:23
المحور:
الادب والفن
1- "ذكرياتي"
في عام 1989 صدر الجزء الأول من "ذكرياتي" للجواهري، وأعقبه الجزء الثاني عام 1990 ... وحول الجزأين الذين أرّخا للعراق، وللشاعر الكبير، نشرت العشرات من التقييمات والآراء، فيها الغث والسمين كما يقال... ولكن ذلك ليس بيت القصيد، الآن، في هذه السطور...
ما نريد توثيقه بهذا الشأن أن سنوات مديدة كانت وراء تينك الجزأين اللذين ضمّا أكثر من ألف صفحة من القطع الكبير. وإن الجواهري كان يحسب للأمر ألف حساب وحساب، وقد أرهق نفسه كثيراً، وطويلاً، لكي يستقر على طريقة اعتقدها مثلى لإنجاز ذلك السفر.
لقد ابتدأ أولاً بكتابة رؤوس أقلام ومواجيز استهلك فيها عشرات الصفحات. ثم تركها باحثاً عن "أريب" أو "أديب" يحاوره مباشرة في تاريخ امتد قرناً، لينقله بعد ذلك إلى من يقرؤون. ثم استعاض عن ذلك الخيار بثانٍ، وهو التسجيل على أشرطة فيديو، وأخيراً، وذلك ما استقر عليه في نهاية المطاف: التسجيل على أشرطة صوتية.
جرى كل ذلك في براغ أواخر الثمانينات. ثم لتقوم نخبة متطوعة في دمشق بتفريغ تلك الأشرطة التي بلغت نحو ثمانين ساعة على الورق، ولتقرأ بشكل أولي، ثم تدقق ثانية، وتطبع من جديد، وليعمل عليها أكثر من شاعر وكاتب وصحفي، ولتوضع بعدها أمام الجواهري، فيعيد، ويصحح ويحذف ويوجز، ويوسع، وبالاعتماد على ذاكرته وحسب، وهو ابن تسعين. ثم لتخرج بعد ذلك "ذكرياتي" على الشكل الذي خرجت به... وللحديث صلة.
رواء الجصاني
رئيس مركز الجواهري / براغ
www.jawahiri.com
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟