شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد أثبتت تجارب الشعوب التاريخية أنّه من دون أيديولوجيا يصعب وضع صورة للمستقبل وصياغة أهداف التنمية، وتحفيز النّاس لتطبيقها...
تسهم الثقافة، والمؤسسات الثقافية، والمجتمع السياسي في دولة المواطنة العلمانية المتحضرة في إبداع فكر وطني إنساني، وأيديولوجيا تنير مفهوم دولة المواطنة، وتحدد معالمها، وتجمع أبناء الوطن وتوحدهم، وتحفزّهم للسعى إلى بناء غدهم الجميل على هداها، ينبغي لهذه الأيديولوجيا أن تشجب العنف، وأن تعدّ الاستبداد، والحرب، والإرهاب وسائل لا أخلاقية، بل أكثر الأفعال عاراً على البشرية، وهي أيديولوجيا محبّة الإنسان، تدعو إلى الزود عن كرامته، وعن الجمال، والحرية، وتنهض بروح المجتمع، وتنشئة مواطن غيور على وطنه لا يرغب في تغييره في أحلك الظروف مقابل أغلى كنوز الدنيا، ولا سيّما، في الظروف العصيبة التي تنهك الإنسان، وتدفعه إلى الغضب، وخيبة الأمل، واليأس والعذاب...
ينبغي لأيديولوجيا دولة المواطنة العلمانية المتحضرة أن تتطلع باستمرار إلى المستقبل، لأنّ النجاح لا يحالف أي مشروع ينظر إلى الماضي؛ ولا يمكن استعادة أي شيء مضى، كما أنّ العجز عن تقديم صورة للمستقبل يعبر عن حالة فكرية وثقافية انهزامية...
إنّ الأيديولوجيا الوطنية الإنسانية تحيي روح الإنسان بروعة الثقافة السامية، والفنون المفعمة بالجمال لتهذيب روحه، وتحرره من نزعات التطرف والعدوانية، ومن الخصال غير المحمودة، مثل الجشع، والأنانية، وتحرر الحكّام والمسؤولين من داء سمّ التشبث بالسلطة؛ وهو أحقر سمّ يهلك النّاس والمجتمع، حسب رأي مكسيم غوركي. إنّ هذه الأيديولوجيا يمكن أن توجد، وتتطور، وتتحول إلى قوة بفضل المواطنين المؤيدين لها بشرط توافر نمط حياة اقتصادي اجتماعي تنموي عادل يحقق للإنسان كرامته، ويصون حريته وأمنه، ويحمي وجوده، ومستقبله الكريم.
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟