أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم ابراهيم - مقمص صالح المطهرجي كاتم صوت الأولاد الأشقياء














المزيد.....

مقمص صالح المطهرجي كاتم صوت الأولاد الأشقياء


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 20:00
المحور: كتابات ساخرة
    


قطار الذكريات يعد محطات العمر، وهو (يبغج ) بقهر بأعلى صوته؛ معلناً انه على موعد يأخذه إلى أيام الصبا؛ فيتنفس كبرياء الدخان الصاعد من مدخنته ،وصدى صفيره يدوي في كل مكان كلما استوقفته نسمات العمر العابر في الذكريات المحفورة على زمن مضى لم يبق منه سوى اسئلة بريئة يطرحها الانسان كما تقدم به العمر. من تلك الذكريات التي مازالت يخوف بها الآباء الابناء كما مر صالح المضمد بحقيبته السوداء وما تثيره من فضول الكبار، وتبث الرعب في قلوب الصغار. هذا الرجل طالما اتخذه الآباء حجة في تخويف الاولاد المشاغبين، وأن مقصه لا بد من أن يقطع جزءً من عضوهم الذكري، فيعمد هؤلاء الاولاد الى السكينة المؤقتة خوفاً من هذه التهديد والوعيد. وعندما يقطع المضمد صالح طريقه وسط القطاع يسرع أغلب الاطفال للأختباء في أقرب بيت حتى يمر إلى عيادته عند الشارع العام. خلال هذه الجولة الميدانية من البيت إلى العيادة، يحاول قدر الامكان ممارسة لعبته المسلية في إثارة الاولاد من خلال ملاعبة مقص الختان بيده، وأن مصيرهم سيكون قطع تلك اللحمة برغم من توسلاتهم في أن يرحهم ،ويرفق بحالهم؛ لدرجة أن احد الاولاد المشاغبين خانهُ التعبير عندما رأى مقص الختان وهو يقترب منه فقال له توسلا: " الله يخلي ابوك الميت " . برغم من مفارقة عبارة التوسل والاستعطاف هذه ، فأنه بادر إلى قص تلك اللحمة وسط زغاريد أمه وحبايبها ، وحين الوصل الأمر للأب إلى أطلاق بعض العيارات النارية من مسدسه احتفالا وابتهاجا بختان ولده الوحيد. أسكته صالح المضمد بقوله : لقد تكفل ولدك بهذا المهمة فلا حاجة بعد لإطلاق العيارات النارية.
برغم أن موعد ختان الاولاد يكون في فصل الصيف دائما ؛لأجل شفاء الجرح سريعا، فأن المضمد صالح كان يفزع أولاد الحي في جميع الفصول ،وعندما يرى أحدهم يقوم بعمل سيء يبادر إلى فتح حقيبته السوداء وأخراج مقص الختان ،والنتيجة توسلات وأغلظ الإيمان في عدم تكرار المشاغبة مرة أخرى مع تواري عن الأنظار عند أقرب باب بيت مفتوح .
كان هذا الرجل الظريف يعمد دائما إلى ابطاء حركة سيره في درابين القطاع ؛ كي يتسلى في ذهابه وإيابه من عيادته إلى البيت في اخافة اكبر قدر ممكن من الاولاد، والرابح في هذا الامر، هن البنات اللاتي لا يخشن الرجل ، بل يمارسن العابهن بكل اريحية لأنهن قد اعفين من شبح مقص صالح المضمد.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية
- كيف تفّوق (خصّاف العبد) على إسماعيل ياسين؟
- ناصر ومسلسل عائلة برادلي
- جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو
- ترويض الفكرة على صهوة الابداع
- كيف ابكى سلمان المنكوب كوبنهاكن على سمفونية (امرن بالمنازل)؟
- قطار هيفاء وهبي السريع
- فراسة (عذافة الحوّاف) وفطنة (شارلوك هولمز)
- عندما يَسرقُ الجفافُ من ميسان اسمها
- بلد الرطب في زمن طباخات الرطب
- قوطية حليب النيدو خزانة ذاكرة الطفولة
- حسين كصبة وسترة رابح درياسة
- من (دمعة ساري) إلى ( حريم السلطان)
- من (دمعة ساري) الى ( حريم السلطان)
- يا عيد يا بو نمنمه ،خذنا وياك للسينما
- رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)
- ألفاظ الألعاب الأطفال الشعبية العراقية
- الألعاب الشعبية تودع ذاكرة الأطفال
- أفلام كارتون من ( السندباد ) إلى (غامبول )
- سحر (فرح فاوست) وقصة (دلاس) وبساطة (البيت الصغير)


المزيد.....




- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...
- الحوارية وتعدد الأصوات.. ثورة ميخائيل باختين في عالم الرواية ...
- خامنئي يغرّد في منصة -إكس- باللغة العبرية حول -حماقة- ارتكبت ...
- نتائج الثالث متوسط 2024 الدور الثالث بالاسم والرقم الامتحاني ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- كندة علوش تنتقد استغلال اللاجئين سينمائيا وتدعو لإنتاج أفلام ...
- قرار عاجل بشأن نجم مصري شهير تم القبض عليه في حالة تلبس! (في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم ابراهيم - مقمص صالح المطهرجي كاتم صوت الأولاد الأشقياء