أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي














المزيد.....

تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 19:57
المحور: الادب والفن
    


(1)
في العنوان
العنوان بصورة عامة، هو بمثابة الدال والمدلول، للنص (الكتاب أو المقال أو غير ذلك) لذلك قال أحد الشعراء من قصيدة (فاستدلوا عليّ بالعنوان). فالعنوان يجب أن يعطي المضمون، أي المدلون، لهذا قال بعضهم: "الكتاب مُعروف من عنوانه". بمعنى آخر ان العنوان هو بمنزلة التفسير للمضمون داخل الكتاب/ النص/ المقال، فأحياناً يكتفي البعض بالعنوان، حيث يرسم مضمون، يكون بالنتيجة مطابق لما قال أو اشار صاحب الكتاب أو النص. إذن، من هذه الناحية العنوان مهم جدا، ويجب أن يختاره، صاحب النص، بعناية فائقة، ودقة متناهية. ومن هذا نرى أن صاحبة النص هذا، أعني الشاعرة ميسون المتولي، قد نجحت إلى حد ما في اختيار العنوان الذي خصصته لنصها هذا. واذا كان لابد من قول فنرى إن مفردة الوداع كلمة قاسية تقع على كاهل الانسان، وهي اثقل من "الفراق"، فالفراق يمكن أن يثمر عن تلاقي فيما بعد طال أم قصر المدى، حيث يحدث في احايين كثيرة، لكن "الوداع" هو أكثر ما يرمز للموت، إذ الذي يموت لا يعود تارة أخرى إلى حضن الحياة، ويعيد نشاطه الوجودي. هذه هي قوانين الحياة.
(2)
مضمون النص
جاء النص بسلاسة متناهية، وبمعانٍ ذات تركيبة غير معقدة، وبكلمات خالية من التكلفة، رامزة في الوقت نفسه، لتعبيرات شعرية جزيلة، رغم بساطة التعبير، كأن الشاعرة عبرت عن عمق المعنى الذي يرمز الى معانٍ غير مدركة، وتعطي رموز خارج نطاق الادراك الشعري وبعيد المعنى، ويرمز أيضا الى مفاهيم هي أشبه بالقضايا الفلسفية، التي يتعمدها كثير من الفلاسفة الخوض في مياهها، امثال كانط وهيجل. وباختصار شديد، المفهوم العام للنص، كأنه محنة تمر بها الشاعرة، وقد تجاوزتها (الشعر بذاته هو محنة تقع على الشاعر، يجتازها بضنك، واحيانا يخفق) أو هي تعبيرات يترجمها الشاعر عن احاسيس الناس، وخصوصا المحيطة به.
(3)
تحليل
يتحدث النص عن قضية، تطرحها الشاعرة في هذا المضمار، وتوضح مدلولاتها، كأنها تريد ايصالها للرأي العام، فهي بمثابة شكوى تقدمها وتوضح حجم الحيف والاضرار النفسية، فـ "وداعا" هذا هو السهم الذي اصاب هدفه بمقتل، مما جعل الذي وقع عليه ذلك الحيف يصاب بأضرار لا يمكن تفاديها، لكونها كانت صعبة المراس، لا يمكن أن يتحملها قلب وامق وفؤاد مكلوم. (لكني أراني واقفة
كدمعةٍ على بابِ جفنِ) راجع /النص
(4)
(النتيجة)
بيان هذا يكمن داخل النص ذاته، وهو واضح المعالم، ذلك من خلال السياق النصي، السياق الذي أوضحته الشاعرة بهذه الابيات، وجعلت منه كشاهد يترجم اسباب الاضرار النفسية، تلك التي تفضي بالإنسان الى الضياع، وفقدان التوازن الذاتي، كما يعبّر بعض علماء النفس اقرب من هذا المعنى، ومنه اريك فروم في بعض اعماله. "فأنزعُ قدميّ و أرجع
لأمشي الطريق حافيةً
دون خطاي" /راجع: النص
(5)
الاثبات
ويثبت النص بذاته القضية المطروحة، من دون تعكز على سياق المعنى، فحين نتعمق بمضمون النص، وفحواه ايضا، سندرك بلا شك ما يسمو من على قاع النص من شجن وأسى مرّ. " إلا ... وداعاً
كان في الإنتظار
لوّحَ بيدهِ و غابْ
ما هذا الرحيل !!" / راجع النص.
(6)
تقييم
ومن ناحية التقييم – تقييم النص هذا، أرى رغم بساطة تركيبته، فأنّه نص يُعدّ جميلا وخاضعا لشروط اللون الشعري المنضوي تحت عنوان "القصيدة النثرية" ذلك اللون الذي يلاقي رواجا ممتازا على الصعيد الادبي والفني معا.
(7)
النص:
وداعاً ..
أمتطي قدميّ
و أذهب إليهِ
فالمسافة بيننا
ليست أميال
إنه نبضي
أُهرولْ ..
لكني أراني واقفة
كدمعةٍ على بابِ جفنِ
فأنزعُ قدميّ و أرجع
لأمشي الطريق حافيةً
دون خطاي
يتبعني حنين و يأسِ
و سؤال عالقٌ بين أصابعي
لماذا .. لم يسألنا الراحلون
إن سمحنا لهم بالغياب
و لماذا .. لم يسألنا الراحلون
كيف سنطرق الأبواب
و كل الأماكن أصبحت فارغة
لا يسكنها غير التراب
إلا ... وداعاً
كان في الإنتظار
لوّحَ بيدهِ و غابْ
ما هذا الرحيل !!
الهذا الحد ..
صارت طرق الروح بعيدة
ميسون المتولي



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب الجدال
- انتصار الفكر الحُرّ على التاريخ في سردية (القبر الأبيض المتو ...
- سياحة قصيرة في (كفُّ تلوَّح لكلماتٍ في الدّخان) لأمير الحلاج
- حكايات من بحر السراب
- لها.. وهيَّ على فراش الغياب
- أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب
- المتعة أو الزواج المنقطع
- اللاهوتيون وعلي والوردي
- العمامة والغناء
- نتانة التاريخ وصناعة الأقزام
- (قصائد عارية) وموقف الجواهري
- الأسباب النفسية والروحية لصناعة المبدع نص (نبوءة الجداول)– أ ...
- قصة (الحمار) فضح لحقيقة الإنسان الفاشل
- مكسيم جوركي والأسئلة الكبرى الوجودية
- عمامة الجواهري وشيوعية السياب
- فيصل الياسري شبع من: المال والجاه والنساء
- صدمة التهكم في نص (مذكرات على أوراق محترقة) للشاعر مازن جميل ...


المزيد.....




- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...
- الحوارية وتعدد الأصوات.. ثورة ميخائيل باختين في عالم الرواية ...
- خامنئي يغرّد في منصة -إكس- باللغة العبرية حول -حماقة- ارتكبت ...
- نتائج الثالث متوسط 2024 الدور الثالث بالاسم والرقم الامتحاني ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- كندة علوش تنتقد استغلال اللاجئين سينمائيا وتدعو لإنتاج أفلام ...
- قرار عاجل بشأن نجم مصري شهير تم القبض عليه في حالة تلبس! (في ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي