|
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/6
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 16:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تاتي موجه الابادة للاخر الاسرائيلية/ الامريكيه الحالة ضمن سياقات تحولية انتقالية انقلابيه تاريخيه، لايمكن التعامل معها او تعريفها، فضلا عن التفاعل معها بما يجب راهنا لاسباب موضوعيه متاتية من ثقل وطاة التراكمات التاريخيه الراسخه من جهه، وفعالية القصورية العقلية ومتبقايتها التي تستمر الى اليوم فاعلة لمصلحة الماضي ومامعتبر من قبيل قوانينه المفترضة على توهميتها الكبرى، بمعنى ان مانشهده هو حدث فاصل انتقالي ضمن لحظة هي من دون شك مع مترتباتها وماينجم عنها، ضرورة لاكتمال اسباب تبلور عناصرها المستجده الانقلابيه النوعية على مستوى الحياة البشرية، والوجود كما كان بالامكان وعيه والتعامل معه الى اليوم ابتداء منذ التبلور المجتمعي. فاسرائل ومعها امريكا يجاهدان باقصى الممكن التدميري للاخر، من منطلق الاصرار على الابقاء على ماقد انتهى دوره وصلاحيته، وبمقدمته الكيانوية وماعرف ب "الدولة الوطنيه" التي لم تعد قابلة للعيش والاستمرار، ومايشار اليه مايزال بالامكان اعتماده والايهام بامكانيه استمراره، لابل والايحاء بوجاهته واتفاقه مع المنطق، مادام نقيضه ومامفترض انه مقابله و بديله الطبيعي الذي حلت ساعته وصار هو الواقع المجتمعي الموافق للطور والزمن كما قد ال وانتهى بعد "اليدوية"، ومع تدرجات الالية الذاهبة من هنا فصاعدا الى الانتاجية العقلية، ممثلة بوسيلة الانتاج "التكنولوجيه العليا" المفارقة للجسدية /مجتمعية الحاجاتيه. وليس انتقال العقل الى المنظور العقلي المجتمعي المتنامي بالامر المتاح والمتوفر بداهة، او الذي يتوقع المبادرة للتعرف عليه وادراكه حتى لو ظهرت اشارات دالة عليه، هي بالاحرى وتظل لثقل المخزون المكرس عقلا، منظورا لها وكانها من خارج العالم، بما يجعل محاولة ايصال المقاربة المستجده بحد ذاته مهمه تاريخيه طويلة، اصطراعية من نوع لم يعرف مايشابهها سياقا وتحققا الا لمرة واحدة في التاريخ البشري ضمن شروط غلبة الارضوية، لخصوصية تحققيتها، كما يمكن على سبيل المثال العودة الى السردية اللاارضوية"الابراهيمه" المقابلة للفلسفية الارضوية الاغريقية، مع ابراهيم وعزلته الدعوية الطويلة، ومساراتها على مدى قرون قبل التحققية العملية الحدسية، الاولى الموسوية، ثم المسيحية، وصولا الى المحمدية، هذا ونحن اليوم بصدد الرؤية التحققية اللاارضوية الثانيه وقد انتقلت الى "العلّية" وريثة وعلى انقاض الحدسية النبوية. وقد يكون الاشكال الاعظم هنا متولدا عن كون الوضع المراد ايصاله اليوم، وكما هو بالاصل، وكما كان على مر التاريخ المجتمعي، هو "عالم آخر" غير مدرك، وجد وظل قائما كأهم دالات القصورية العقلية، بما يعني في الوقت ذاته "عقل اخر"، اي اننا امام انبثاق او اكتمال عناصر" العقل الاخر" البشري غير المماط عنه اللثام، بما هو حالة نمو عقلي تشكلي، بما يجعلنا امام مروية تقول بان الكائن البشري يبدأ مع تبلور المجتمعية بنوع من العقل والوعي مؤقت وعارض، متناسب مع اشتراطات اليدوية، وصولا عند نهاية الطور الحالي وتفاعليته واختباراته الى العقل الانساني، على انقاض "العقل الانسايواني" الاول بكل مايتميز به من الاحادية المكرسه لنوعه، مايفترض توقع الحضور القصوري واصراره على رفض ماعداه وعيا وادراكا، بالتحديد ابان بدايات ظهور الدالات الاولى على الخروج من القصورية العقلية طويلة الامد والحضور(6). ينظر الامريكي والاسرائلي ومعهما الغرب ككل، وهو يندفع نحو الابادية تكريسا للبقاء والاستمرارية في غير زمنها، وعند لحظة انقضاء صلاحيتها بتهويم اعتيادي بلا تدقيق، مع اعتبار المتوفر نموذجا وادراكا حقيقة مطلقة غير قابلة للتدقيق، او حتى التوقف وقد صار تكريسها بحد ذاته مهمة و غرضية اساسية واجبه، مايضعنا امام حالة غريبه تليق بممارسات لايمكن التعرف عليها الا باحالتها الى اللا زمنيه واللاتاريخيه، الخارجه عن اي معطى واقعي له ماض وحاضر ومستقبل، بما ان كل مايتصل بالاندفاع المشار اليه خارج زمنه،حال منته، ليس له مايجعله يقوم ويستمرالا ماقد تحقق من انتقالية (آلية / تكنولوجية) مطعمه باعلى مايمكن من التوهيمه الاعجازية، وما تولده من اغراء الانفصال عن الواقع والمعاش، الذاهب تكنولوجيا بالذات، الى مابعدها من نمطية مجتمعية نحو "الكونيه"، المضادة للوطنيه القوموية الكيانيه، ودولها كما كان ينبغي ان يكون عليه الحال ابتداء، مع انبجاس الالة بصيغتها "المصنعية" اصلا. يوم انبثقت الاله انتهى زمن الكيانية (الوطن/ قومية) وليدة زمن الانتكاسة الارضوية المرهونه لليدوية، بينما كانت اللاكيانيه المتعدية للمحلوية، ماتزال خارج الادراك او الحضور القريب من التجسيد، بانتظار تاريخ من التوهمية الكبرى الغربية التفكرية والنموذجية التي تعتمد متفاخرة تطوير ماهو وماكان قائما اتفاقا مع فعل الالة، ذهابا في نهاية المطاف الى شبه المجتمعية المفقسه خارج التاريخ المجتمعي الامريكي الحالي، ونوع كيانيتها الامبراطورية مدعية الرسالية، الخارجة على الكيانوية الجغرافية المحلوية المنتهية الى التازمية القصوى المعولمة، حيث لاشكل كيانيه مطابق او يمكن ان يوجد كرؤية لااساس لها اصلا، مما يكرس حالة من الاصرار على الكيانيه خارج زمنها وشروطها، وقد تلبست سياقات الابادية المؤطرة بتوهميات قصوى، اقرب للخرافية الفكروية المستمدة من تعبيريات منتهية الصلاحية، في حين تتوالى اشكال الانهيار، ونذر نهاية الغرب بعد انتهاء القطبية وبدء انهيار الغرب كما انهار نظام ادعاء الاشتراكية الايديلوجي الشرقي (7). وتبقى الخطورة الرهيبة الاكبر الشاخصة بوجه الكائن البشري عائدة بصيغتها الانتهائية الى القصورية الملازمه للادراكية العقلية البشرية، مع توقف المقابل المضاد المتلائم مع اللحظة والجوهر التاريخي، بما هي لحظة محركها الازدواج المتقابل، الارضوي المنتهي الصلاحية، ومقابله اللاارضوي المستمر تعبيرا على ماقد مثله تاريخيا في الطور اليدوي الاول تحت شروط غلبة الارضوية واشتراطاتها، واذ تظل النبوية الحدسية سائدة حتى حينه كايمان بلا فعالية، فان درجة التازم التاريخي البشري تصل حدودا خارجه عن الوصف، بالاخص حين تذهب المجتمعية الامريكيه الى الانصباب شرق متوسطيا، باحياء مالا لم يعد يتمتع بالصلاحية ككيانيه كما كانت انشات خارج الممكنات الزمنيه مع قوة اثر الاله، لتتحول اليوم الى قوة ازالة كلية للاخر من الوجود ضمانا لاستمرار ماقد انتهى زمنه واسباب وجوده، بالارتكاز الى التوهمية المستجده بفعل تقدم وسائل التدمير والقتل الجماعي تكنولوجيا، بظل انهيارية الغرب القيميه كمقدمه للانهيارية الكبرى الوشيكه والحتمية التي لامهرب منها. ـ يتبع: الختام اللارضوي مع الهوامش ـ
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسرائيل المهزومة لماذا ومتى وكيف؟/ 5
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/4
-
اسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/3
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/1
-
ا الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/3
-
الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/2
-
الخيارالبشري الازدواجي والطغيان الاحادي؟/1
-
لماذا وحد نتنياهوغزة ولبنان؟
-
الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم/ ملحق
-
الثقافة العراقية إزاء ذاتها والعالم(2/2)
-
الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم (1/2)
-
الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/ 5
-
الانبعاث السومري واكذوبة-محمدعلي-/ 4
-
الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/3
-
الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/2
-
الانبعاث السومري وإكذوبة -محمدعلي-/1
-
بيان نهاية عصر-الانسايوان-/5
-
بيان نهاية عصر-الانسايوان-/4
-
بيان نهاية عصر-الانسايوان-/3
المزيد.....
-
استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي
...
-
عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط
...
-
ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي
...
-
تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة
...
-
إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق
...
-
رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ
...
-
إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح
...
-
نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
-
مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
-
قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|