أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - العقل السياسي المريض














المزيد.....


العقل السياسي المريض


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العقل السياسي المريض هو عقلية قادة أو أنظمة سياسية تتسم بالتعطش للسلطة والنفوذ على حساب رفاهية الشعوب وأحلامهم.

هذا النوع من التفكير السياسي يسعى إلى تحقيق أهداف ضيقة ومصالح شخصية أو فئوية دون النظر إلى الآثار السلبية التي تنعكس على المجتمع ككل.

يمكن تلخيص هذا المفهوم من خلال مجموعة من الخصائص والآثار التي تتجلى في السياسات التي يتبعها هؤلاء القادة:

الأنانية السياسية:
العقل السياسي المريض يضع المصالح الشخصية أو الفئوية فوق المصلحة العامة.

السياسيون المصابون بهذه العقلية غالبًا ما يكونون مهووسين بالبقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو كان ذلك يتطلب التضحية بحقوق الناس أو استغلال الموارد العامة لصالحهم أو لصالح حلفائهم.

في مثل هذه الحالة، يتم تهميش تطلعات الشعب وأحلامهم في حياة أفضل ويُستخدم الناس كأدوات لتمكين السلطة.

الفساد السياسي:
يتجلى العقل السياسي المريض من خلال ممارسات الفساد، حيث يُنظر إلى السلطة على أنها وسيلة لجمع الثروات والامتيازات.

يتم تفضيل الولاءات الشخصية والمحسوبية على الكفاءة والعدالة.

يؤدي هذا النوع من الإدارة إلى تفشي الفساد على جميع المستويات مما يحطم أحلام الناس في بناء مجتمع يقوم على العدالة والمساواة والفرص المتكافئة.

السياسيون الذين يعانون من عقلية مريضة غالبًا ما يلجأون إلى أساليب القمع والتضليل للتحكم في الجماهير.

بدلاً من تعزيز الديمقراطية والشفافية يلجؤون إلى أساليب الاستبداد، كقمع الحريات وتقييد الإعلام والتلاعب بالمعلومات وتهديد بالانتقام.

يسعون دائمًا إلى تشتيت انتباه الشعب عن القضايا الحقيقية من خلال خلق أزمات وهمية أو إثارة الخلافات.

عقلية السياسي المريض تعمل على تعطيل وتدمير أي طموحات جماعية للشعب.

قد تكون هذه الطموحات اقتصادية، اجتماعية أو حتى ثقافية.

بدلاً من تعزيز هذه الطموحات ودعم مشاريع التنمية والبناء الوطني يقوم هذا العقل بتهميش هذه المشاريع أو تحويلها لخدمة أهدافه الخاصة.

هذا يؤدي إلى حالة من الإحباط وفقدان الأمل لدى الناس.

تدمير القيم والمبادئ:
العقل السياسي المريض لا يحترم القيم الأخلاقية أو المبادئ الإنسانية.

في مثل هذه الحالة يتم تدمير القيم المجتمعية مثل العدالة، النزاهة والأمانة حيث يصبح الكذب، الخداع والرشوة أدوات أساسية لتحقيق الأهداف السياسية.

يتم تضليل الشعب من خلال الوعود الزائفة والسياسات الوهمية التي لا تهدف إلى تحسين الحياة الفعلية للناس وإنما لتعزيز قبضة على المنصب أو الكرسي.

من أبرز سمات العقل السياسي المريض هي خلق الأزمات بشكل متعمد أو تضخيمها لتحقيق أهداف سياسية.

الأزمات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية أو حتى الأمنية يمكن أن تكون أدوات لتعزيز السيطرة على الشعب.

فبدلاً من حل الأزمات أو تجنبها قد يلجأ السياسيون إلى تفاقمها كوسيلة لتشتيت الانتباه عن فشلهم في السياسة أو لتبرير سياسات الفاشلة.

السياسي المصاب بعقلية مريضة يرفض تحمل المسؤولية عن أخطائه بل يلجأ إلى تبريرها وإلقاء اللوم على الآخرين.

هذا يخلق مناخًا من انعدام المساءلة حيث يمكن للمسؤولين التصرف بحرية دون الخوف من العواقب.

ومع غياب المساءلة تتحطم أحلام الناس في سياسة نزيهة وعادلة.

العقل السياسي المريض لا يعترف بالقيمة الحقيقية للابتكار والإبداع.

بدلاً من تشجيع المواهب وإعطاء الفرص للأجيال الصاعدة يقوم بإحباط المبدعين والمفكرين.

في ظل هذه العقلية، يتم استغلال الموارد المتاحة لتحقيق أهداف سياسية ضيقة بينما تتلاشى الأحلام في مجتمع ديناميكي ينمو بالتفكير الحر والمبادرات الفردية والجماعية.

العقل السياسي المريض هو مرض يصيب الشخصيات التي تعطل أحلام الناس وتسعى لتثبيت وجودها على حساب رفاهية الشعوب وتطلعاتهم وتهميش الكفاءات وكبت الحريات.

تحت هذا النوع من السياسة تصبح آمال الناس في حياة كريمة مجرد وهم وتتبدد تطلعاتهم في مستقبل أفضل بسبب سياسات تكرس الظلم والاستبداد والفساد.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصا موسى و عصا السنوار
- المرض يكشف لك عن حقيقة الناس وأخلاقهم
- انسانيتنا كلفنا كثير من الالام والمعاناة
- قلمي الذي يعبر عن ألمي هو في الواقع انعكاس لقوتي الداخلية
- لماذا تأخرت الأمة الإسلامية عن الأمة الغربية
- لماذا تظهر بين فترة وفترة خونة في مجتمعاتنا تخدم مصالح الأعد ...
- التوركمان في العراق وسوريا تفتقد إلى قائد الحقيقي
- تثقيف النفس و كشف الجهل
- بعض السياسيين أكثر نفاقا من المنافقين
- مواصفات الخائن
- السياسة أمانة ومسؤولية وليس مجرد وسيلة لتحقيق مصالح شخصية.
- انواع النقد
- لا علاقه نضال بمستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والع ...
- السياسة السلبية تعد خطرًا كبيرًا على المجتمع والوطن.
- المثقف ينتحر ثقافيًا إذا دخل السياسة
- الشهرة مرض نفسي المعاصر.
- لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة
- المواقف المؤلمة تكشف اعماق الإنسان
- القارئ الجيد هو الكاتب الجيد والعكس صحيح
- الفلسفة هي فهم الإنسان والعالم


المزيد.....




- سارت خلف المنضدة وهددته.. كاميرا توثق ما فعلته سيدة بعد مهاج ...
- دخلت قصر صدام وحاولت الإيقاع بالقذافي.. -فخ العسل- ورحلة الت ...
- السفارة السورية في الأردن تحصي عدد الجوازات التي أصدرتها بعد ...
- إسرائيل.. مستشفيات الشمال تخرج من تحت الأرض بعد أشهر من الحر ...
- تايلاند: إحياء الذكرى العشرين لتسونامي المحيط الهندي في بان ...
- المغرب.. السلطات تحرر الحسون (صور)
- عاجل | مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى ك ...
- الائتلاف السوري ينضم للإدارة الجديدة بمهاجمة إيران
- طعن شرطي تونسي خلال مداهمة أمنية
- قتل ودمار وحرق.. هذا ما خلّفه الاحتلال في مخيمات طولكرم


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - العقل السياسي المريض