المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 04:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يكفي أن نستعرض عضلات الإيمان الغليض كطقوس و شعارات في الساحة السياسية كي نقول او نعتقد أن هنا انتهت المهمة التاكتيكية و كذلك الاستراتيجية من حق أي واحد ان يوظف الدين كدعاية لأهداف معينة قد تكون دفاعية ذاتية او لأجل تصفيات حسابات.
لكن ثم لكن عندما يكون موضوعنا الأساسي هو قضية سياسية تتعلق بتصفية الاستعمار الصهيوني هذه الحركة الإجرامية التي لا تعترف بأي دين، دينها الأساسي هو التوسع و القتل و الاستغلال و الربح و الفاشية و ليس مجرد خلاف عقائدي من داخل المنضومة الدينية كدائرة مغلقة تتصارع فيها وجهات النظر المذهبية و الفكرية.
و في علم العقلاء ان الصهيونية استغلت اليهودية كاسم يوضع على بطاقة تعريف كي يسهل على الوكالات الصهيونية استغلال الناس كي يتحولون إلى أداة استعمار و غزو على أرض فلسطين. وليس بالضرورة ان يكون الدين اليهودي كعبادة يقول لهم شيء.
ليس الساحة السياسية هي الحقل الذي يجب أن نتناول فيه مثل هذه القضايا الدينية المعقدة مضمونا و منهجا التي تعود إلى ما قبل خمسة آلاف سنة.
عندما نتفاهم على ان الدين مسألة شخصية تهم الذات و متطلباتها الروحانية ان هذا هو عين العقل لأن علاقة العابد مع الله هي الدائرة المقدسة التي لا دخل للدولة او الحزب او الجماعة في بموضوعها الداخلي فالتأثير في جوهرها الحميمي خاضع بثنائية العابد و المعبود.
بالإضافة إلى أن الإنسان و اعتقاده سواء اكان ميثاليا او معتدلا فقط هو من يعلم ذلك و ليس بالضرورة ان يظهر للاخر مدى نزاهة إيمانه فمهما يقول و يتمظهر بلباسه و اكسوسواراته لن يجيب على حقيقة إيمانه الذاتي الخالص.
و في حقيقة الامر لا داعي اصلا لهذه المسرحية لأن فعله و ممارسته في فعل الواجب الإنساني و القيام بالدور السياسي الواضح لصالح قضية سياسية واضحة بعيدة عن الخلافات العقائدية هو الموقف الصحيح من المسألة الدينية و القضية السياسية.
ان تسييس الإيمان يفسد عليه قدسيته و يجعله يفتح على نفسه رياح افكار نقدية تشوش و تخدش طهرانيته.
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟