أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!














المزيد.....

كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 22:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تمكنت دول العالم أن تعيد صياغة مفهوم البطولة بما يحقق لها النصر والازدهار وركوب قطار العالم الجديد، بعد أن كانت البطولاتُ في السابق بطولاتٍ في المبارزة بالسيوف والرماح والمصارعات، غيَّرتْ دولٌ عديدة هذا المفهوم للبطولة بمفاهيم جديدة بما يلائم العصر!
استطاعت اليابان مثلا أن تطوي إلى الأبد مفهوم البطولة التقليدي المتمثل في هيمنه طائفة الساموراي، حاملي السيوف، المحاربون الأقوياء، استطاع الامبراطور ميغي، عام 1871م أن يطوع بالقوة من بقي من طائفة الساموراي، وعندما أصر بعضهم على تحدي حداثة اليابان لم يكن أمام الامبراطور سوى سحقهم بالقوة المسلحة، لكي تتمكن اليابان من ركوب صاروخ المستقبل في بدايات القرن العشرين!
وتمكنت الصين كذلك من تغيير مفهوم بطولة الحروب والغزو إلى بطولة أخرى تجارية واقتصادية، حولت البطولة من حماية حدود الصين بالسلاح وبناء سورها العظيم المحمي بالكتائب العسكرية إلى أحدث دولة في تكنلوجيا الصناعات فائقة التأثير والتطور، وها هي اليوم تتمرد على سورها العظيم وكل الأسوار والحدود، شرعت في بناء أعظم انجاز في العالم وهو طريق الحرير عام 2019، الذي سيربطها بأوروبا عبر شبكات من القطارات والطرق البرية والبحرية، وهي بهذا قد أدركت معنى البطولة في عصرنا الراهن!
أما أمريكا فقد استحدثت مفهوما جديدا للبطولة، بعد أن ألغت بطولة الكاوبوي وأزالتْ من تاريخها البطل، بوفالو راعي البقر، والبطل، بيل بيكت أشهر الرماة بالمسدس والبندقية حامل المسدسين المحشوين بالرصاص فوق ظهر حصانه، واستحدثت بدلا منه كاوبوي البورصات وبطولات صناعات التكنلوجيا والطائرات ووسائل الاتصال والبنوك والشبكات الرقمية، ولم تكتفِ أمريكا بذلك بل أحكمت سيطرتها على العالم بامتلاك أقوى أسلحة العصر، وهو الإعلام، تمكنت بهذا السلاح من أحكام السيطرة على مليارات البشر، فاستحدثوا أبطالا جددا، بل غيتس، مارك زوكربيرغ، وأيلون ماسك، وتيد تيرنر، وغيرهم، كذلك فعلت فرنسا طوتْ البطولات النابليونية السلفية، ومحت ألمانيا الحربية الهتلرية، وبريطانيا الاحتلالية، وقبائل الهون الاسكندنافية، كلَّ البطولات العسكرية، لتصبح دولا جديدة تنافس على المستقبل الصناعي والرقمي!
سوف يظل، مهاتير محمد الرئيس الماليزي السابق أبرز نماذج البطولة في الدول الأسيوية، لم تكن بطولته في عضلات جسده وسيفه ورمحه وسلاحه، بل كانت بطولته في إنقاذ ماليزيا من الإفلاس عام 1997م، وتغيير نظام التعليم ليلائم العصر، مما أهله للفوز في الانتخابات خمس مرات، نقل ماليزيا إلى مصاف الدول الصناعية، هذه هي البطولة!
إلا نحن، الفلسطينيين والعرب، فقد ظللنا نؤمن بأن البطولة لا تكون إلا في ساحة المعارك الحربية، وأن مقياس البطولة الوحيد للبطل العربي ونموذجنا الأول والأخير هو، عنترة بن شداد العبسي، وأبو زيد الهلالي سلامة، والظاهر بيبرس!
كشف لي أستاذي دكتور عبد الحميد يونس أستاذ الأدب الشعبي في جامعة القاهرة في أواخر ستينيات القرن الماضي، كشف لي تأثير أساطير بطولات العرب وأثرها في سلوكنا وطريقة تفكيرنا، قال: "ستظل صورة البطل العربي السلفية تصوغ الشخصية العربية، بما يمنع تطورها، وهي صورة البطل قوي الجسم شاهر السيف، لابس الدرع أما الاستشارة والفكر والعقل فهو عند العرب يُثبطُ البطولة ويورث الجُبن!
اعتاد العرب منذ فجر التاريخ حتى الألفية الثالثة أن يحكموا على البطولات حكما سلفيا، حكما يُقاس فقط بمقدار صمود الأبطال حتى الموت، ولا يمكن أن تتحقق البطولة إلا بالموت، مع العلم أن الشعوب العربية اعتادت أن تتهم هؤلاء الأبطال في حياتهم بالجبن والديكتاتورية، وفي طرفة عين فإنها تعتبرهم أبطالا بعد موتهم بساعة واحدة، وترفعهم إلى مرتبة الأنبياء!
تذكرت أشهر قصص بطولات القرن الخامس عشر الميلادي عام 1431م وهي قصة حقيقية ليست أسطورية حدثت في فرنسا، عندما تداول الفرنسيون شائعة، بأن فتاة في التاسعة لها قدرات خارقة يأتيها وحيٌ من السماء، يجعلها تتنبأ بما سيجري من أحداث، صدقها كل الشعب الفرنسي آمن بها الملك شارل السابع، واستعان بنبوءاتها لكي يتمكن من هزيمة أعدائه الإنجليز ممن كانوا يسعون لإزالته عن العرش، واتخذها مستشارا عسكريا له! غير أن الإنجليز تمكنوا من أسر هذه الفتاة الصغيرة، وهي، جان دارك، الملقبة بعذراء أورليان وحاكموها وحرقوا جسدها بالنار وألقوا رفاتها في البحر، ولم تتمكن بقدراتها السحرية من منع هذا الحرق، وكانت في الثلاثين من عمرها! لم يُسدل الستار على هذه الفتاة، بل ظل أنصارها طوال خمسة قرون يعتقدون بأنها كانت ملهمة من السماء، لذلك أعلنتها الكنيسة الكاثوليكية قديسة عام 1920م وأصبحت القديسة جان دارك!
أدرك، المتنبي شاعرنا العربي الفيلسوف الحكيم عام 950م أي قبل واحد وعشرين قرنا منزلة العقل والمشورة والثقافة التي يجب أن تتوفر في البطل، والرأي والمشورة على الشجاعة حين قال:
"الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ.
هو أولٌ وهي المحلُ الثاني.
فإن هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ.
بلغتْ من العلياء كلَّ مكانِ"!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولودة في خيام النازحين!
- هل خسائرنا تكتيكات؟!
- الاغتيالات في إسرائيل!
- دفنوها في حضن قبر أبيها!
- مصادر قوة نتنياهو السرية!
- القبض على مياه المطر!
- استطلاعات الرأي سلاح خطير!
- اصطياد الإنترنت على شواطئ غزة!
- هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟
- قصة أفلاطون في خيمة اللجوء!
- إسرائيل أو أمريكا أيهما القائد؟!
- Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!
- قصة فرن الطين وسط خيام النازحين
- إعلام التضخيم والتقزيم!
- الترنسفير القسري والطوعي!
- احذروا الاحتراب بين العائلات في غزة!
- قصة من غزة ..عبوات غذائية متفجرة!
- لوحات (غرونيكا) في غزة!
- الموساد يهدد قضاة العدالة!
- هل الأونروا منظمة دولية إرهابية)


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!