أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 382 – حوار مع د. فيروز سيدهوا الذي تطوع في مستشفيات غزة – الجزء الاول 1-2















المزيد.....


طوفان الأقصى 382 – حوار مع د. فيروز سيدهوا الذي تطوع في مستشفيات غزة – الجزء الاول 1-2


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية*

بنيامين ماتيوس
موقع wsws.org

18 أكتوبر 2024

حوار مع الدكتور فيروز سيدهوا، منظم الرسائل المفتوحة إلى البيت الأبيض بشأن الإبادة الجماعية في غزة من الأطباء الذين عملوا هناك


من هو د. فيروز سيدهوا ؟

الدكتور فيروز سيدهوا هو جراح صدمات او اصابات trauma surgeon يعمل في مستشفى سان جواكين العام في ستوكتون، كاليفورنيا the San Joaquin General Hospital in Stockton, California.
ولد في الولايات المتحدة لأبوين باكستانيين ينتميان إلى الأقلية البارسية غير المسلمة، وأصبح متطرفًا أثناء حضوره الكلية في عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية في غزة. متأثرًا بشدة بالمعاملة الوحشية المروعة وقتل الفلسطينيين، انغمس في دراسة تاريخ وسياسة المنطقة.

بعد أسبوعين من العمل كمتطوع في المستشفى الأوروبي في غزة، واستنادًا إلى معرفته بتاريخ الصراعات في الشرق الأوسط، وبشكل خاص الحملة الإسرائيلية الأمريكية لتطهير قطاع غزة والضفة الغربية عرقيًا وإخلاء سكانهما، صاغ رسالتين مفتوحتين إلى إدارة بايدن، وقع عليهما عشرات الأطباء الآخرين الذين عملوا في غزة، لتسليط الضوء على العنف الوحشي والقاسي الذي يمارس على السكان. كما شارك في تأليف تقرير نشرته بوليتيكو حول الظروف الرهيبة في مستشفيات غزة.

اتصل موقع wsws.org بالدكتور سيدهوا بعد نشر الرسالة المفتوحة الثانية، وتحدث مع الدكتور بنيامين ماتيوس مطولاً عن تجاربه. أجريت المقابلة أدناه عشية نشر صحيفة نيويورك تايمز لعمود رأي للدكتور سيدهوا، والذي لخص تجربة 65 طبيبًا كانوا شهودًا على جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.

لقد كتب أنه عمل "كجراح اصابات trauma surgeon في غزة من 25 مارس إلى 8 أبريل. لقد تطوعت في أوكرانيا وهايتي. لقد شهدت العنف وعملت في مناطق الصراع. ولكن من بين الأشياء العديدة التي برزت في العمل في مستشفى في غزة، هناك شيء واحد لفت انتباهي: كل يوم تقريبًا كنت هناك، رأيت طفلًا صغيرًا جديدًا أصيب برصاصة في الرأس أو الصدر، وكلهم تقريبًا ماتوا".

كان الغرض من التقرير هو إخبار العالم بما عاشه "المراقبون المستقلون الذين رأوا الحرب على الأرض، يومًا بعد يوم، العاملون المتطوعون في مجال الرعاية الصحية"، على حد قوله. كان العمود أول تقرير مهم في صحيفة نيويورك تايمز عن القتل الجماعي المتعمد للأطفال وغيرهم من الضحايا العاجزين للإبادة الجماعية، وجذب انتباهًا واسع النطاق.

في وقت مقابلتنا مع الدكتور سيدهوا، لم يكن من الواضح ما إذا كانت صحيفة التايمز ستمضي قدماً في نشر مقاله، حيث كان محررو الصحيفة ما زالوا يصرون على إجراء تغييرات من شأنها أن تقلل من حدة انتقاداته لأفعال السلطات الإسرائيلية في غزة.
(علمنا ان صحيفة New York Times قامت بنشر التقرير المذكور اعلاه وسنحاول نشره بالعربية في اقرب فرصة- ZZ).

سؤال – مرحباً دكتور سيدهوا. أشكرك على تخصيص الوقت للتحدث معي. هل يمكنك أن تبدأ بإخباري عن نفسك وانخراطك في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

جواب – أعمل في ستوكتون، كاليفورنيا. أنا في مستشفى سان جواكين العام، وهو مركز الإصابات الوحيد لحوالي مليون شخص في مقاطعة سان جواكين.

والداي من باكستان. نحن من أقلية عرقية صغيرة تسمى البارسيين [وفقًا لويكيبيديا، فإنهم ينحدرون من الفرس الذين هاجروا إلى شبه القارة الهندية أثناء الفتح العربي لإيران في القرن السابع، عندما تعرض الزرادشتيون للاضطهاد من قبل المسلمين الأوائل]. انتقلا إلى الولايات المتحدة في عام 1982، قبل أسبوع واحد فقط من ولادة والدتي لي. وُلدت في فلينت بولاية ميشيغان ونشأت هناك حتى انتقلنا إلى هيوستن بولاية تكساس عندما كنت في السادسة عشرة من عمري.

ذهبت إلى كلية الطب في سان أنطونيو. ولكنني أخذت استراحة من ذلك لأحصل على درجة الماجستير في الصحة العامة في بوسطن ثم عدت لإكمال كلية الطب. وأكملت إقامتي في مركز بوسطن الطبي، وزمالة في كوبر في جنوب جيرسي، ثم أتيت إلى شمال كاليفورنيا لأعمل في أول وظيفة لي في مجال الإصابات.

أما عن انخراطي في السياسة، فعندما بدأت الدراسة الجامعية في عام 2000 اندلعت الانتفاضة الثانية في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام. وكان ذلك حدثاً كبيراً في الحرم الجامعي. ثم حدثت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في العام التالي. وكان كل ذلك بمثابة تجربة تكوينية بالنسبة لي. يجب أن تفهم أنني نشأت في أسرة شديدة العداء للإسلام. ولا يزال والداي من الأشخاص الذين يكرهون الإسلام. لقد نشأوا في باكستان وكانوا من الأقلية الدينية هناك. وقد تشكلت شخصيتي من خلال تجربتهم.

لذا، لم أكن أعرف أي شيء عن الصراع في فلسطين. وعندما اندلعت الانتفاضة، شاهدت التغطية على شبكة CNN في الأسابيع القليلة الأولى. وبدا الأمر واضحاً للغاية. كان الإسرائيليون يقتلون مجموعة من الناس في الأراضي الفلسطينية. لقد بدأت أهتم بهذه التطورات وأردت أن أتعلم المزيد عن تاريخ المنطقة وأسباب حدوث هذه الصراعات. لقد التقطت العديد من الكتب وقرأتها. حتى أنني أخذت دورات حول هذا الموضوع في قسم العلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، وهو قسم يميني التوجه للغاية. لم يكن هناك أي تعاطف في الدورات، لكنها كانت مثيرة للاهتمام على أقل تقدير.

عندما أصبحت طبيبًا، كان هدفي دائمًا القيام بعمل دولي. لقد قمت ببعض العمل في كلية الطب، في فترة التدريب، ولكن منذ أن أصبحت طبيبًا مشاركًا، تمكنت من العمل في أوكرانيا ثلاث مرات. ذهبت إلى غزة في أبريل. كما زرت بوركينا فاسو وغانا. عملت في هايتي عندما كنت مقيمًا، عندما كنت في سنوات بحثي.

هذا هو نوع العمل الذي كنت أرغب دائمًا في القيام به، وخاصة لأنني تعرضت له مباشرة بعد الكلية، عندما عشت في إسرائيل لمدة عام. كنت أتجول في الضفة الغربية، وفي يوم من الأيام قابلت رجلاً لبضع ساعات فقط، لكنه أصبح مرشدًا لي. لا أعرف حتى اسمه. أعتقد أنه كان جراح عظام، وكان يعمل مع منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل.

أتذكر أنه أخذني جانباً وقال لي: "انظر إلى ما يعانيه هؤلاء العرب، كما يسميهم، كل يوم. الأطباء أيضاً. إنهم يعانون نفس المعاناة التي يعانيها أي شخص آخر في مجتمعهم. إنهم لا يتمتعون بامتيازات. قد يكون لديهم دخل، وقد يكون بوسعهم شراء سيارة مستعملة أو شيء من هذا القبيل، لكنهم لا يتمتعون بأي امتيازات خاصة. سوف يضربهم الإسرائيليون تماماً مثل أي شخص آخر. وإذا وقفوا في طريق حماس أو فتح، فسوف يضربونهم تماماً مثل أي شخص آخر. وسوف يقتلونهم إذا أرادوا ذلك". ثم قال لي: "إذا كنت تريد أن تصبح طبيباً، حتى لو كان عليك أن تعيش مثلهم، فعليك أن تصبح طبيباً..."

لقد كانت إنسانيته التي أظهرها بعد أن أمضى بعض الوقت مع هؤلاء الناس واستعداده للتضحية بمكانته الاجتماعية، وربما دخله، مقنعاً للغاية. لم يكن الذهاب والعمل مع الفلسطينيين بالأمر السهل إذا كنت إسرائيلياً حتى في ذلك الوقت. (كنت هناك من عام 2004 إلى عام 2005). لقد كان شخصاً محظوظاً. لم يكن مضطراً للذهاب إلى الأراضي الفلسطينية. لقد أخذت هذه الأمور على محمل الجد واعتقدت أن هذا هو نوع العمل الذي أردت المشاركة فيه.

عندما كنت أقوم بتدريبي في مركز بوسطن الطبي ـ وهو مستشفى مقاطعة بوسطن ويخدم السكان الفقراء ـ كنت أرغب دائماً في العمل مع هؤلاء الناس. لقد رأيت كيف يعيش الناس ليس فقط في الخارج، بل وأيضاً هنا. هذا ما كنت أفعله دائماً؛ العمل مع الفقراء الذين لا يملكون ما يحتاجون إليه.

بصراحة، كان كل ما قمت به منذ أن بلغت الثامنة عشرة من عمري يركز على محاولة القيام بشيء ما بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
غداً سأنشر مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز حول ما فعله الأطباء والممرضات الذين عملوا في غزة. منذ عودتي من غزة، كنت أقدم محاضرة واحدة أسبوعياً في منطقة الخليج Bay Area، وليس فقط لمجموعات من المجتمع المحلي. كنت المتحدث الرئيسي في ندوة الإصابات trauma symposium في جامعة ستانفورد هذا العام. تحدثت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. كان من المفترض أن أتحدث في جامعة كاليفورنيا ديفيس UC Davis في برنامج جولة جراحية surgical grand rounds، لكنهم قرروا إلغاء ذلك في اللحظة الأخيرة.

الاستجابة العامة لحملة مناهضة الإبادة الجماعية

سؤال – كيف استجاب الجمهور لانتقاداتك الصريحة لإسرائيل والسياسة الأمريكية؟ هل واجهت أي رد فعل عنيف في العمل؟

جواب – إنه متغير. على سبيل المثال، أعمل في مستشفى المقاطعة. هناك سببان لهذا. أولاً، إنه المكان الذي يحصل فيه الفقراء على الرعاية. ثانياً، أنا موظف في المقاطعة. أنا نقابي. سيكون من الصعب جدًا فصلي ما لم أعلن أنني من أتباع هتلر أو شيء من هذا القبيل. أنا أيضًا موظف فيدرالي ضمن نظام إدارة المحاربين القدامى. إذا أراد شخص ما أن يقول إنني معادٍ للسامية، فهذا عليه، لكن لا أحد سيطردني بسبب ذلك.

في مستشفاي تحديدًا، ففد كنت سعيداً للمفاجأة. ذهبت إلى رئيسي/الرئيس التنفيذي وأخبرته أنني سأقضي إجازة وأسافر إلى قطاع غزة. قلت له: "أريد فقط أن أخبرك، لأن المستشفى قد يتعرض لرد فعل سلبي". لكنهم قالوا إنهم لم يسمعوا شيئًا.

كانت الأمور على ما يرام في عملي. نظمت الممرضات حملة لجمع المعدات لرحلتي. بدأن في حفظ كل أنبوب إيثانول غير مفتوح، وكل منظار حنجرة غير مفتوح. أخذت معي حوالي 400 كغم من الأشياء إلى غزة، وأعطيت 150 كغم أخرى لرجل يعيش قربي مباشرة سافر على رحلة مختلفة. أخذت الكثير من المعدات إلى هناك وتم التبرع بالكثير منها.

إقترح أحد أصدقائي إننا يجب أن نقوم بالرحلة ونطلب التبرعات علانية. وكانت الاستجابة إيجابية بشكل مدهش. أعتقد أن نصف التبرعات التي تلقيتها كانت حرفيًا من أشخاص أرسلوا لي تبرعات عبر Venmo. ليس لدي أي فكرة عمن كانوا. استنادًا إلى أسمائهم، كان حوالي ثلثهم يهودًا. لم أتفاجأ بحقيقة أن اليهود كانوا يتبرعون، ولكن الأشخاص الذين ليس لديهم أي فكرة عن هويتي، كانوا يعتمدون فقط على توصية صديق بالتبرع لي بالمال لأنني ذاهب إلى غزة ... كان ذلك في يناير وفبراير.

رسائل مفتوحة إلى البيت الأبيض

سؤال – لقد قمت بصياغة رسالتين مفتوحتين إلى البيت الأبيض، واحدة في يوليو وأخرى مؤخرًا. كلتا الرسالتين وثيقتان قويتان للغاية. لماذا كتبتها، وهل سمعت من بايدن أو هاريس؟

جواب – صيغت الرسالة الأولى حول دعوة لوقف إطلاق النار وحظر الأسلحة والرسالة الثانية صيغت حول نفس الشيء، ولكن أيضًا مع طلب اجتماع مع الإدارة. لم أتلق أي رد على أي من الرسالتين أو أي رد ذي معنى.

لقد أرسلت الرسالة الأولى إلى أشخاص في مجلس الأمن القومي. وقد ردوا فقط بجملة واحدة حول رغبة الجميع في وقف إطلاق النار. ولم يرد أحد في البيت الأبيض على أي من الرسالتين. وأنا أعلم أن الرسالة قد أُعطيت لحملة هاريس ووالز، ولم يردا عليها أيضاً.

باختصار، كان هدف الرسائل المفتوحة مزدوجاً. أولاً وقبل كل شيء، كان من المهم إبقاء غزة في الأخبار. كما أردت تقديم شهادات من أشخاص على الأرض. في أي وقت تقرأ فيه أي مقالة إخبارية في وسائل الإعلام الرئيسية، تجدها تقول إن الإدارة اضطرت إلى السير على خط رفيع بين إرضاء الأميركيين اليهود الذين يريدون المزيد من الدعم لإسرائيل، حتى لو كان هذا غير صحيح، والأميركيين العرب الذين يريدون دعماً أقل لإسرائيل. ولكن هذه ليست القضية على الإطلاق.

الوضع هو أن العالم بأسره، بما في ذلك معظم الولايات المتحدة، يقفون على جانب وحكومتي إسرائيل والولايات المتحدة على الجانب الآخر. لقد أردنا تقديم بعض الشهادات من أميركيين التي لا تقبل الطعن. أود أن أضيف أن أحداً لم يتهمنا حتى بالكذب. ولم يقم أحد بتقديم أي اعتراضات على شهادتنا.

كما ذكرت سابقاً، فإن مقالة نيويورك تايمز التي ستُنشر غداً، أرسلت إلى الجيش الإسرائيلي طلباً للتعليق، وبدلاً من الإجابة على أي من الأسئلة التي طرحت عليه، قال إن الجيش الإسرائيلي يلتزم دائماً بالقانون الدولي. ولم يكلف نفسها عناء الإجابة على أي من الأسئلة المحددة: "هل لاحظتم أن قواتكم تطلق النار على الأطفال في رؤوسهم؟ هل لاحظتم أن النساء يمتن جوعاً مع أطفالهن حديثي الولادة؟" لم يكلفوا أنفسهم عناء الإجابة، لأنه ليس لديهم ما يقال؟

لأكون صادقاً، أعتقد أنني لم أكن أتوقع أن يتم نشر مقالة نيويورك تايمز هذه على الإطلاق. ما زلت أشك في أنها ستُمنع في اللحظة الأخيرة، ولكن إذا نُشرت، فقد يكون من الممكن أن تُرغَم هذه الإدارة على الاجتماع بنا.

"الرجاء مقابلة هؤلاء الأطباء" بدا هذا طلبًا مباشرًا أو تكتيكًا، سمه ما شئت. اعتقدت أن هذا أمر سهل لتحفيز الناس على البقاء منخرطين وعدم الاستسلام لأننا جميعًا سئمنا بشكل لا يصدق من كل هذا ومستوى الإحباط عند إدراك أن حزبينا السياسيين الرئيسيين، لا يعارض أي منهما الإبادة الجماعية من حيث المبدأ.

سؤال – قرأت مؤخرًا أن الولايات المتحدة شحنت أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة إلى إسرائيل تم تسليمها في 600 شحنة في عام منذ 7 أكتوبر 2023.

جواب – نعم، كانت هذه الأرقام قبل شهرين تقريبًا.

الإمبرياليون يعيدون تشكيل الشرق الأوسط

سؤال – والآن تنقل إسرائيل حملة الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا، ومع الدعم المستمر من الولايات المتحدة، إلى اليمن وبالتأكيد إيران هي التالية. كتبنا أن إسرائيل تعمل ككلب هجوم للولايات المتحدة. لقد حصلوا على شيك مفتوح لإعادة هيكلة الخريطة بأكملها في الشرق الأوسط. ما هي أفكارك؟

جواب – أعتقد أن السابع من أكتوبر أعطى الولايات المتحدة وإسرائيل – ولأغراض عملية، تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل كوحدة واحدة – الفرصة للمضي قدماً في الخطط التي تم وضعها لبعض الوقت. إسرائيل هي محور قوة الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط. تسيطر الولايات المتحدة على كل حكومة تقريبًا في تلك المنطقة باستثناء سوريا ربما. لكن إسرائيل هي القوة القتالية الجادة الوحيدة هناك. حزب الله ضعيف إلى حد ما مقارنة بإسرائيل. قد يكون الجيش السوري قادرًا على إرهاب شعبه، لكنه لا يستطيع فعل الكثير غير ذلك. بالتأكيد لا يمكنه فرض قوته خارج حدوده. نفس الشيء مع الأردن ونفس الشيء مع السعودية. يمكن للسعوديين غزو البحرين، لكن هذا يشبه في الأساس دخولي غرفة المعيشة الخاصة بي.

العائق الرئيسي أمام ترسيخ السيطرة الأمريكية حقًا على الشرق الأوسط منذ الربيع العربي هو إيران لأنها تظل مستقلة، ومواردها النفطية تتدفق بعيدًا عن الغرب. أصبحت إيران المحور الرئيسي للطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون.

لقد تم تدمير سوريا بشكل أساسي. إن الأمر سيستغرق جيلاً كاملاً للتعافي. إن حزب الله اللبناني، من حيث قدرته على فرض قوته، لن يغزو إسرائيل على الرغم من أنه كان قادراً على معارضة المخططات الأميركية في سوريا. لذا، عندما حدث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان ذلك بمثابة فرصة هائلة.

لقد كان أيضاً فرصة دعائية كبيرة للولايات المتحدة لأن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان فظيعاً. لقد كان همجيا للغاية. أعرف الكثير من الفلسطينيين الذين يعتقدون أنه كان مجرد عملية تحت علم كاذب. وبالنسبة للجانب الآخر، كان الأمر مبالغاً فيه على نطاق واسع، بلا شك. ومع ذلك، فإن قتل 800 أو 900 مدني أمر وحشي للغاية.

لكن الولايات المتحدة أدركت أنها لديها فرصة للسماح لإسرائيل بالتصرف بشكل مسعور بجنون. ويبدو أنه بمجرد أن أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل، أصبح من الصعب إبعادها عنه. لقد دمرت إسرائيل المكان. كان هذا هو هدفهم الرئيسي. إنهم لا يهتمون حقًا إذا نفذت حماس هجمات إرهابية. كان هذا مجرد ذريعة. إن ما أرادوا فعله هو تدمير غزة وجعلها غير صالحة للسكن، على أمل أن تختفي غزة خلال السنوات العشر إلى العشرين المقبلة؛ ويموت الجميع؛ ويرحل الجميع. وهم لا يكترثون بأي حال من الأحوال.

ولكن عندما يتعلق الأمر بحزب الله، فالأمر مختلف تماماً. فقد قال أحد المراسلين الذين حضروا مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض لماتيو ميلر [المتحدث باسم وزارة الخارجية] شيئاً من هذا القبيل: "يبدو أننا نشهد نفس النمط في لبنان الذي رأيناه في غزة حيث تقول الولايات المتحدة إنها لا تريد أن يتم تنفيذ شيء ما، ولكن إسرائيل تفعل ذلك على أي حال، وتستمر حكومتنا في إرسال الأسلحة إليهم ثم تقول إنك تريد حلاً دبلوماسياً، بينما تعيق إسرائيل الحل الدبلوماسي".

وبعد أن دمرت غزة، لم يعد ميلر مضطراً إلى التظاهر بعد الآن. فقد قاطع المراسل قائلاً: "لم نكن نريد قط أن نرى حلاً دبلوماسياً مع حماس... لقد كنا ملتزمين دوماً بتدمير حماس". ثم أدرك أنه ربما كان قد قال الكثير ـ ويمكنك أن ترى هذا يحدث في رأسه في الوقت الحقيقي ـ ثم قال إنه كان يأمل أن تجلس حماس إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار. ولكن الإسرائيليين كانوا دائماً هم الذين أحبطوا هذه المفاوضات.

أنا متأكد تماماً من أن الولايات المتحدة كانت تكذب علناً بشأن كل هذه العقبات التي واجهتها. إنهم يقولون "لقد طلبنا من الإسرائيليين تقليص عدد الضحايا المدنيين". ولكن يبدو أنهم لم يفعلوا ذلك على الإطلاق.

لقد نشرت وكالة رويترز للتو تقريراً حديثاً عن رسائل إلكترونية أرسلها مسؤول كبير في البنتاغون إلى البيت الأبيض، تحمل تحذيراً صريحاً في وقت مبكر أثناء الصراع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقال المسؤولون إن أمر الإخلاء الجماعي لشمال غزة من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية. كما قالوا إن هذا الأمر غير قانوني تماماً، ويرقى إلى مستوى جرائم الحرب.

ولكن الأمر ليس كما لو كان هذا كشفاً. فقد كانوا يعرفون تمام المعرفة ما كان الإسرائيليون يخططون للقيام به في مدينة غزة، ثم في خان يونس ثم في رفح. إنها محاولة الولايات المتحدة لتشكيل الشرق الأوسط. وهو نفس السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى السماح لإندونيسيا بارتكاب إبادة جماعية في تيمور الشرقية، لأن ذلك كان مفيداً للولايات المتحدة.

لا يوجد حزب سياسي مناهض للإبادة الجماعية يعتبر الإبادة الجماعية خطوة أبعد مما ينبغي. لنفترض أنهم يريدون السيطرة على العالم بالقوة، والحفاظ على السيطرة على نفط الشرق الأوسط، والحفاظ على الدكتاتوريات العربية في المنطقة. حسنًا. ولكن هل يمكنهم الموافقة على أن الإبادة الجماعية خطوة أبعد مما ينبغي؟ لا، على ما يبدو لا. لا يمكنهم أن يزعموا أنهم لا يعرفون. إنه أمر سخيف تمامًا. علاوة على ذلك، استقال مسؤولون في وزارة الخارجية، على الأقل عشرة منهم علنًا، وربما الكثير منهم سراً، واتهموا إدارة بايدن بتمكين حملة الإبادة الجماعية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى381 – المانيا تشارك في إبادة الشعب الفلسطيني
- طوفان الأقصى 380 – المرض القاتل لشعب الله المختار
- طوفان الأقصى379 – إسرائيل تقود العالم إلى حرب نووية - نقاط ا ...
- روسيا يجب أن تكون من بين حراس القدس الخمسة
- دانيال ليفي - إسرائيل وإعادة تشكيل الشرق الأوسط – وضع أميركا ...
- ألكسندر دوغين – حول مسألة الأيديولوجيا في روسيا
- طوفان الأقصى377 – خبير روسي – ديناميكيات أزمة الشرق الأوسط ف ...
- طوفان الأقصى 376- هل تساعد حرب كبرى في الشرق الأوسط روسيا في ...
- ألكسندر دوغين – بعد ثلاثية الدولة العميقة
- طوفان الأقصى 375 – لماذا تعتبر الحرب في الشرق الاوسط مهمة با ...
- ألكسندر دوغين – الدولة العميقة – الجزء الثالث 3-3 – الخروج م ...
- طوفان الأقصى 374 – العين البريطانية – من يزود إسرائيل بالمعل ...
- ألكسندر دوغين – الدولة العميقة - الجزء الثاني 2-3 – إغتيال ب ...
- طوفان الأقصى 373 – من العراق إلى أفريقيا - كيف وسعت حرب غزة ...
- ألكسندر دوغين – الدولة العميقة - الجزء الاول 1-3 – تركيا كشف ...
- ألكسندر دوغين – الصراع في الشرق الأوسط هو بداية حرب كبيرة
- طوفان الأقصى 371 – ليونيد سافين - فتوى قانونية حول انتهاك إس ...
- لماذا يريد الغرب تدمير روسيا؟
- طوفان الأقصى 370 – تحليل سريع للوضع في الشرق الأوسط
- طوفان الأقصى 369 – صحيفة روسية تعلق على مقال مهم لكاتب امريك ...


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 382 – حوار مع د. فيروز سيدهوا الذي تطوع في مستشفيات غزة – الجزء الاول 1-2