بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 20:55
المحور:
كتابات ساخرة
في غابة نائية، حيث تعيش الحيوانات في انسجام، تمثل مجموعة من الحيوانات الدول الكبرى. في الزاوية الغربية، يفتخر الأسد الأمريكي بلقب "ملك الغابة"، بينما يتبعه الفيل الأوروبي، الذي يحاول فرض قوته بوزنه الثقيل.
في أحد الأيام، قرر الأسد الأمريكي أن يفرض سلطته على باقي الحيوانات، معلنا: "أنا الملك هنا! عليكم دفع ضرائب الفراء والريش!". لكن الغابة لم تكن لتقبل بهذا السلوك المتنمر. اجتمعت الحيوانات، من الأرانب السريعة إلى الطيور المغردة، وقررت أن تتحد ضد هذا الظلم. تساءل الأرنب الذكي: "لماذا يجب أن نخضع لسلطة الأسد والفيل؟ نحن نعيش هنا معا، ويجب أن نكون أحرارا!".
بدأت الحيوانات بتنظيم مظاهرة حاشدة، يقودها الغزال الرشيق، الذي قفز فوق الأشجار وهو يهتف: "لا للتنمر! نعم للحرية!". كانت الطيور تردد أغاني الحرية من فوق الأغصان.
في تلك الأثناء، كان الأسد والفيل يتابعان المظاهرة بقلق. تساءل الفيل: "ماذا يحدث هنا؟ هل يتجرؤون على تحدينا؟". لكن الحيوانات لم تتراجع، بل ازداد حماسها ورسمت لافتات ملونة تحمل شعارات مثل "الحرية للجميع!" و"لا للتنمر!"، مما أحرج الأسد.
في نهاية المطاف، قرر الأسد التفاوض مع الحيوانات. قال: "حسنا، سأكون أكثر لطفا، لكن عليكم أن تعترفوا بسلطتي!". لكن الحيوانات أجابت بصوت موحد: "نحن نريد الحرية، وليس السلطة! نريد العيش بسلام دون خوف من التنمر!".
تجسد هذه القصة صراعا أوسع يعكس التوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى، حيث تمثل الحيوانات التي تتحدى التنمر دعوات الشعوب نحو الاستقلال والحرية. إن التعاون بين الحيوانات يمثل نموذجا لتضامن الدول الصغرى في مواجهة السياسات الاستبدادية، مما يبرز أهمية الوحدة في تحقيق العدالة.
كما أن هذه القصة تذكرنا بأن القيم الإنسانية الأساسية، مثل الاحترام والتعاون، هي القاعدة التي ينبغي أن تبنى عليها العلاقات الدولية. فعندما تتعاون الدول وتتقبل التنوع، يتمكن المجتمع العالمي من تجاوز التحديات المشتركة وتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
وهكذا، أدرك الأسد والفيل أن التنمر لن يجدي نفعا في الغابة. بدلا من ذلك، قررا التعاون مع الحيوانات الأخرى لبناء مجتمع أكثر عدلا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الغابة مكانا يسوده السلام، حيث تعيش جميع الحيوانات بحرية وكرامة.
في النهاية، تعلم الأسد الأمريكي والفيل الأوروبي درسا مهما: أن القوة لا تكمن في السيطرة، بل في التعاون والاحترام المتبادل.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟