مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الأسابيع الأخيرة، لجأت السلطات الإيرانية إلى تحركات إقليمية يائسة، بهدف منع توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة، بدعم أمريكي، من خلال مزيج من التهديدات والمفاوضات. ومع ذلك، تتصاعد اللهجة العدائية في تصريحات الشخصيات العسكرية والدينية في طهران، ما يبرز فشل استراتيجية النظام الإقليمي. ويتجلى هذا الفشل بوضوح في الموقف غير المسبوق للمسؤولين اللبنانيين، مما يعكس الضعف المتزايد لعلي خامنئي.
خطأ دبلوماسي
أصبح التحول في نهج النظام الإيراني واضحًا بعد أن أجرى محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، مقابلة مع صحيفة لوفيغارو في 17 أكتوبر. وأعلن فيها استعداد طهران للتفاوض مع فرنسا حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 المتعلق بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان.
يهدف القرار 1701، الصادر في عام 2006، إلى إنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله، عبر فرض وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ونشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام لتأمين المنطقة، بالإضافة إلى دعوته لنزع سلاح الجهات غير الحكومية مثل حزب الله.
تصريحات قاليباف أثارت ردود فعل قوية في لبنان، حيث وصف رئيس الوزراء نجيب ميقاتي هذه التصريحات بأنها "تدخل سافر" في الشأن اللبناني. واستدعى القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على ما وصفه بمحاولة غير مقبولة لفرض الوصاية على لبنان. تصريحات ميقاتي جاءت لتؤكد نفاد صبر القادة اللبنانيين تجاه النفوذ الإيراني المتزايد في بلادهم، لا سيما عبر حزب الله.
رد الفعل اللبناني السريع يمثل انتكاسة كبيرة لطهران، حيث يُظهر تصدعات كبيرة في استراتيجيتها الإقليمية. لطالما استغل النظام الإيراني وكلاءه، وخاصة حزب الله في لبنان، لترسيخ نفوذه والسيطرة على خصومه السياسيين. لكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن هذا النفوذ قد بدأ بالتراجع.
محاولة لاحتواء الأزمة
في ظل تصاعد الانتقادات، اضطرت السلطات الإيرانية إلى التراجع عن تصريحات قاليباف، مؤكدة أن تصريحاته حول وقف إطلاق النار "أسيء تفسيرها"، في إشارة واضحة إلى تراجع النظام تحت الضغوط.
في موازاة ذلك، بدأ وزير الخارجية عباس عراقجي جولة دبلوماسية شملت ثماني دول إقليمية، منها لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق والأردن ومصر. هذا التحرك المكثف يشير إلى محاولات طهران اليائسة لكسب دعم إقليمي لتفادي ضربات عسكرية محتملة، في ظل تزايد عزلة النظام والتهديدات بالانتقام.
رسائل متضاربة
رغم الجهود الدبلوماسية، يواصل النظام إرسال إشارات متناقضة إلى الداخل، حيث تسعى قيادته المتشددة إلى طمأنة الحلفاء بأن النظام ما زال قوياً وقادراً على تجاوز الأزمات. ففي الوقت الذي يحاول فيه دبلوماسيو طهران تخفيف التصعيد، يستمر الخطاب العدواني للشخصيات المتشددة، مما يكشف عن التحديات الداخلية التي يواجهها النظام في إدارة أزماته.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟