|
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (116)
نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 02:49
المحور:
القضية الفلسطينية
1. سيوف "قطع الهامة"
أولى تمظهرات ”السيف" سنجد لها حضورا لافتا؛ لا في سياق السرد البطولي؛ و لكن المعنى المحمول على المساق بلا اتساق بتلك الكثافة في نصوص “التناخ/ العهد القديم”، و في تلك المقاطع (التوراتية)، والمتعلقة بـ”تغريبة اليهود” فرارا من مصر، حيث يرد: “فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ” – سفر الخروج (17: 13). “فَيَحْمَى غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، فَتَصِيرُ نِسَاؤُكُمْ أَرَامِلَ، وَأَوْلاَدُكُمْ يَتَامَى” ـ سفر الخروج (22: 24). “تَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ” ـ سفر اللاويين (26: 7). “أُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً” – سفر اللاويين (26: 33). “لأَنَّ الْعَمَالِقَةَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ هُنَاكَ قُدَّامَكُمْ تَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ. إِنَّكُمْ قَدِ ارْتَدَدْتُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَالرَّبُّ لاَ يَكُونُ مَعَكُمْ” ـ سفر العدد (14: 43). “وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ” ـ سفر العدد (20: 13). “فَضَرَبَهُ إِسْرَائِيلُ بِحَدِّ السَّيْفِ وَمَلَكَ أَرْضَهُ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ. لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيًّا” ـ سفر العدد (21: 24). “فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ” ـ سفر التثنية (13: 15). حكايات “التناخ تخبرنا” بأن يشوع بن نون، في اقتحامه أرض كنعان، كان يأمر بإبادة السكان بـ”السيف”، فـ”حَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ” ـ سفر يشوع (6: 21). “كَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ” ـ سفر يشوع (8: 24). “أَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ،..فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا..، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.. وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا.. فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ... وَحَارَبُوهَا، وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا..، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا” ـ سفر يشوع (10: 28- 37). “فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ.” ـ سفر يشوع (11: 12). “كُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً” – سفر يشوع (11: 14) سفر يشوع بن نون ليس وحده الذي يتحدث عن استخدام “السيف”، بل يكاد لا يخلو، سفر من “الكتاب” منه. من ذلك سفر القضاة (1: 25): “فَأَرَاهُمْ مَدْخَلَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبُوا الْمَدِينَةَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ وَكُلُّ عَشِيرَتِهِ فَأَطْلَقُوهُمْ”. ويخبرنا سفر صموئيل الأول (13: 19- 22): “وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: «لِئَلاَّ يَعْمَلَ الْعِبْرَانِيُّونَ سَيْفًا أَوْ رُمْحًا. بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ 1عِنْدَمَا كَلَّتْ حُدُودُ السِّكَكِ وَالْمَنَاجِلِ وَالْمُثَلَّثَاتِ الأَسْنَانِ وَالْفُؤُوسِ وَلِتَرْوِيسِ الْمَنَاسِيسِ. وَكَانَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ سَيْفٌ وَلاَ رُمْحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَ شَاوُلَ وَمَعَ يُونَاثَانَ. عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ”. حاصل الصورة المبتغاة التي جاء بها “التناخ” عن العمليات العسكرية التي قام بها “بنو إسرائيل” في أرض كنعان إنما هي صور تمثيل مُتخيل، إذ ليس هناك دليل تاريخي من خارج أسفاره يثبت صدقية القصص والحكايات التي روتها عن فتحهم هذه الأرض[1]. و ما استخدام الجماعات اليهودية المُتخيلة ”السيف” للانتصار على الآخر/ العدو في نصوص “التناخ/ العهد القديم”؛ إلا واحدة من تمظهرات "عجز" بات جبلة في نفسية "الصهيوني "؛ يلتجئ إلى نزعها من سياقها الأسطوري؛ عساها تكلل ذلكم الدون بقداسة مدخولة؛ غايتها صون لحمة داخلية؛ منخورة الروابط و الصلات."فهم – و التعبير للرائد د. جمال حمدان- ليسوا عنصرا جنسيا في أي معنى بل جماع و متحف حي لكل أخلاط الأجناس في العالم كما يدرك أي انثربولوجي" .[2]. و باستحضاره" سيوف قطع الهامات" كبطولات ضاربة في التاريخ؛ يستجدي منها ذكرى بأس متهافت؛ حقيقته يأس متهالك؛ تغياه كتعويض عن "أزمة وجود" تلاحقه؛ أعياه اجتهاد حل لها بالتضليل رفعا و بالهسبرا دفعا. ------ [1] https://alcarmel.net/articles/6260/ [2] - د جمال حمدان؛ اليهود انثربولوجيا. تقديم د عبد الوهاب المسيري؛ سلسلة دار الهلال؛ العدد:542. 1996ص 30.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (115)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (114)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (113)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (112)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (111)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (110)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (109)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (108)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (107)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (106)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (105)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (104)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (103)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (102)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (101)
-
البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (100)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (99)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (98)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (97)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (96)
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|