خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 18:47
المحور:
الادب والفن
أحضِّرُ من جرعاتِ الجنونِ مزيجًا،
400 ميكروغرامٍ غباء يلمعُ في سحابةِ العبثِ،
و100 ملغرامٍ وساخة تتراقصُ في عتمةِ السخرية
فتولدُ من رحمِ العبثِ حياةٌ بلا قانونٍ أو مسار.
يتشابكُ الخواءُ مع الكبرياءِ المبعثر،
في لحظةٍ تائهةٍ في الزمن
،
ينبتُ اللا معنى كوردةٍ مكسورةٍ
في قلبِ الرمال،
ولا يعلمُ الكونُ أهو ميلادٌ أم احتضار.
فتصبحُ العيونُ مرايا لا تعكسُ شيئًا،
والأصواتُ ضجيجُ الريحِ
التي تجهلُ أين تذهب،
في ضياعِ التكرارِ،
تتلاشى الحقيقة،
وتذوبُ في هذا الخليطِ رمزيةُ كلِّ البشر.
فلا تبكِ إن كنتَ جزءًا من تلك الوصفة،
فالسخريةُ تحبُّ من لا يعترفُ بالنهايات،
وها هي الحياةُ، تمضي مثل موجةٍ غاضبة،
من 400 ميكروغرامٍ غباء، و100 ملغرامٍ وساخة.
لكن في زاويةِ الكونِ حيثُ الضوءُ يُقاومُ السواد
،
تتسللُ 10 ميكروغراماتِ حب
كفكرةٍ هاربةٍ من قلبِ الفوضى،
ترافقُها 100 ملغرامٍ نوايا طيبة،
تتناثرُ كأنفاسِ الرياحِ الدافئة،
فتبدأُ نبضةٌ جديدةٌ في صدرِ الوجود،
تشعلُ جمرةَ الأمل.
كل قطرةٍ من ذاك الخليطِ
تزرعُ وميضًا،
يتسعُ ليغمرَ العتمةَ بسلامٍ
ينسابُ كالنهر،
فيصمتُ الجنونُ للحظةٍ،
وتهدأُ الفوضى،
ويُدركُ القلبُ أن الحياةَ ليست فقط عبثًا وضياع
فما أن تبدأ تلك النوايا الطيبة بالانتشار،
حتى يتلاشى الصخبُ في دفءٍ من الحنان،
وتنبتُ الحقيقةُ كوردةٍ نقيةٍ وسطَ الأشواك،
قائلةً: الحب، وإن كان قليلًا، يملكُ قوةَ تغيير الاكوان
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟