|
حسابات الحرب وباب السلام
المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 10:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هذا مقال من دزئين الجزء الأول عن بعض المعالم الحسابية في الحرب الليبرالية الصهيونية ضد حقوق الإنسان وحقوق الشعوب وضد مطالبة الفلسطينيين بها في العالم ومطالبة العالم بها للفلسطينيين والجزء الثاني وفق هذه الحسابات عن إمكان قيام الطرف الليبرالي والصهيوني الماثل في النخبة الأوروبية الأمريكية والإسرائيلية بإنهاء هذه الحرب وفتح أكبر أبواب السلام والتعايش بين كل إثنيات الشرق الأوسط بدلاً للنشاط الليبرالي الصهيوني الحاضر المتراوح بين سلوك عنصري وسلوك انتحاري وسلوك تفجير وإبادة.
1- في تنوعات الصورة المالية:
(أ) حسابات النقود: جزء من الصورة المالية للحرب انها تكلف إسرائيل مبالغاً تراوح تقديرها بين مبلغ 98 مليار دولار و مبلغ 270 مليار في العام وقد دارت بعض الأرقام حول متوسط تكلفة يومية 72 مليون دولار بينما تدخل هذه الحرب عامها الثاني في ظروف إرتفاع تكاليف كل شيء في العالم حولها.
(ب) الدعم المالي والعسكري الأمريكي والأوروبي: قدمت المساعدات المالية الأمريكية والغرب أوروبية المفردة (المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا) ومن الأوروبية حوالى 20 مليار دولار لميزانية إسرائيل العسكرية البالغة اربعة و24 بليون دولار إضافة إلى تكاليف الأسلحة والذخائر وخدمات التقنية العسكرية والمعلومات والتدريب المقدمة إلى الجيش.
(ج) تكاليف الإعلام والديبلوماسية: أحياناً تضاف تكلفة التعزيزات الإعلامية والديبلوماسية المقدمة مباشرة إلى إسرائيل أو عبر أعمال مضادة لمصالح خصومها.
(د) تكاليف غير منظورة: تشمل تكلفة خدمات غير منظورة في المجالات الأكاديمية وأعمال البحوث وفي مجالات الاتصالات وكذلك في الجمارك والضرائب والمواني ورسوم تحويلات البنوك وفي أنظمة الإقراض والفائدة.
بالمقارنة بين الإنفاق الأمريكي الأوروبي والإنفاق الإسرائيلي يبدو ان الحرب تكلف دافعي الضرائب في الولايات المتحدة وغرب أوروبا وعموم الإتحاد الأوروبي أموالاً أكثر من التي يدفعها لها دافع الضرائب في إسرائيل. من ثم لا غرابة في ان يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب بأنها حرب دفاع عن الحضارة الغربية بشكل فصله في خطابه المثير في الكونغرس الأمريكي يوم 24 يوليو 2024 حين قال: "هذا ليس صراع حضارات بل صراع الوحشية والحضارة، صراع ببن مبجلي الموت ومقدسي الحياة" وأضاف "لتنتصر قوة الحضارة يجب ان تقف أمريكا واسرائيل معاً فعندها سيحدث شيء بسيط سننتصر و ينهزموا" This is not a clash of civilizationsIt’s a clash between barbarism and civilization. It’s a clash between those who glorify death and those who sanctify life. For the forces of civilization to triumph, America and Israel must stand together. because when we stand together, something very simple happens. We win. They lose.
وهذا كلام قوامه القتل والتدمير يضاد للمعنى المالوف لكلمة "حضارة" بل يربطها بقوة غاشمة و "عقاب جمعي" يبيد أعداءه ومجتمعاتهم وبهذه الحضارة يقتل ويدمر كرامة وحقوق وسلامة وجود مستضعفين محتجزين وهي أمور من عصور الوحشية والطغيان حين كان بعض الناس سواء كانوا أفراداً ومجتمعات أو دول يعيشون كالحيوانات الشرسة يخلقون الحق لأنفسهم بضرب وقهر الضعفاء واستباحة معالم حياتهم.
2- في تنوعات الصورة البشرية:
(أ) في الحساب الأولي: جزء من الصورة البشرية إن القوة البشرية الإسرائيلية اليهودية سبعة مليون إنسان من جملة السكان الذين يقارب عددهم عشرة مليون إنسان بمن فيهم العرب وتقسيمات اثنودينية أخرى.
(ب) التقسيمات العددية: من جملة عدد السيعة مليون إسرائيلي يخصم عدد أربعة مليون لا يصلحون لأداء أعمال الحرب فبعضهم أطفال ويافعين وبعضهم شيوخ، فيتبقى ثلاثة مليون إنسان مناسبين نظرياً لأداء عمليات الحرب منهم حوالى مليون مقيم خارج إسرائيل وحوالى مليون آخرين حالات خاصة مرضية أو دبنية أو عملية يتبقى مليون إنسان صالح للخدمة العسكرية المباشرة تقول الوسائط ان فيهم عدد 165 ألف مقاتل + 465 ألف احتياط قابل للعسكرة ومن جملة هؤلاء العسكريين يستثنى 10% من أعمال الحرب المباشرة يسبب الحوادث والإصابة أو الموت أو المرض وحالات الحمل و الولادة وحالات الضرورة الإجتماعية وحالات قانونية بجريمة أو عصيان أو عقاب. فيتبقى واقعياً أكثر من نصف مليون عسكري لحماية حياة ونشاط باقي الإسرائيليين منظومين جيداً ومدججين بأقوى الأسلحة ومدربين بشكل جيد ويتمتعون بدعم وحماية أمريكية وأوروبية قوية.
(ج) التوزيع الجغرافي والتقني: بشكل عام تتوزع القوة العسكرية الإسرائيلية أربعة قطاعات عسكرية ثلاثة مناطق في الشمال والوسط والجنوب وعلى مجالات القطاع التقني كالتدريب والتعليم والإدارة والمالية والتنظيم والإمداد والإسعاف والهندسة والطب والإعلام والعلاقات الخارجية والصناعات العسكرية والمخابرات.
(د) في الحساب الفعلي: ينقسم العمل في كل منطقة عسكرية من المناطق العسكرية إلى ورديتين بمعنى نظري 160000 مقاتل ÷ 4 قطاعات = 40000 ولو قسموا على دوامين عمل لصار التقسيم 20000 ألف مقاتل في كل مجال في الدوام الواحد
مع إختلاف الحاجات والمهمات والإجازات والآلات والتكتيكات قد يتراوح التخديم الفعلي بين خمسة ألف مقاتل وثلاثون ألف مقاتل في بعض المناطق وبعض المهمات، وفي كل منطقة أو مجال أو مهمة يتجدد خصم 10% من المقاتلين كحالات إصابة أو مرض أو وفاة إلخ.
3- السلام أساس المعيشة: ترتبط قوة إسرائيل بعدد ونوعية الأسلحة المواشجة إرادتها وهي قوة فتاكة لكنها قوة ناقصة فبحكم موقعها وطبيعة سكانها ارتبطت المعيشة اليومية لغالبية سكان إسرائيل النشطين المحركين للعمل على قطات عددا من أهمها التجارة الخارجية في الكيماويات و الجواهر والماس و أعمال الموانئ والمباني وأعمال العملات وخدمات البنوك، وهي معيشة مدينية يصعب بقاءها في ظروف حرب طويلة ذات قذائف ومسيرات وقد دخلت عامها الثاني وقد تستمر لأعوام.
تزيد صعوبة بقاء هذا النمط من المعيشة بحكم ان نسبة كبيرة من العمال الأساسيين (عمال نظافة وباعة وسائقين وعمال صناعة وعمال زراعة) فيهم كثرة من غير الصهاينة وغير اليهود وغير الإسرائيليين وهؤلاء البؤساء وأولياءهم لا يستطيعون خدمة أنشطة متوقفة كالتجارة والسياحة والمطاعم وصناعات التصدير إلخ فكلها أعمال تحتاج إلى هدوء وسلام.
4- الخاتمة: رغم تمكنها من التمويل والجند المنظومين والسلاح والأسلحة النووية إلا إن أقصى قدرة نووية لها لا تستطيع إفناء غالبية أعداءها ولكن تستطيع شغلهم بصراعات داخل دولهم وصراعات بين بضعة من طوائفهم أو نخيهم أو بين دولتين أو مجموعتين من دولهم.
من ثم يبقى باب مهم لتحقيق السلام والتعايش في المنطقة أساسه إتجاه بعض التيارات الليبرالية والصهيونية إلى السلام بدعم التيارات الإستالينية وأفكارها وأنشطتها النقابية و الحزبية الشيوعية والاشتراكية وإقرار وتشجيع صيغ المطالبة بالعدالة الإجتماعية داخل وخارج إسرائيل. بعد ذلك لكل حادث حديث وخطط وأنشطة.
انتهى النص
#المنصور_جعفر (هاشتاغ)
Al-mansour_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إصطلاحان
-
تأثيل بعض الفيديوهات
-
لا للتلتيق لا للتلفيق
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
-
نهاية الليبرالية
-
تأثيل السلام
-
تأثيل إصطلاح الطبقة العاملة
-
عبدالله القطي
-
تأثيل خطابات الكادحين
-
جعفر بخيت، ديالكتيك الادارة العامة والحكومات المحلية والحكم
...
-
جعفر بخيت، ديالكتيك الإدارة العامة والحكومات المحلية والحكم
...
-
بعض نهايات الليبرالية
-
تأثيل خفيف لتأريخ علي شريعتي
-
في تناقض الجذريين والإصلاحيين
-
أمن البحر الأحمر
-
الحاجة لتصورات مختصرة
-
تأثيل الغابة والصحراء
-
شقا الليبرالية العلماني والإسلامي
-
تأثيل العمال والمحافظين
-
ما هو الميزان الصحيح؟
المزيد.....
-
هاني شاكر لأول مرة في أوبرا دبي ولقاء مع سعد لمجرد
-
الجامعة العربية تحذر إيران من -تأجيج الفتن ونشر الفوضى- في س
...
-
شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارات إسرائيلية على اليمن
-
بوتين يشكل مجلس الخبراء العلمي التابع لمجلس الأمن الروسي برئ
...
-
-موقف المترقب-: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟
-
روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم -داعش- كانت تخطط للهجوم على مرك
...
-
مصادر لـ-أكسيوس-: فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس قبل ت
...
-
إسرائيل تنتقد السفير الألماني بعد منشور عن -وفاة رضع في غزة-
...
-
هيئة الطيران الروسية تتحدث عن ملابسات تحطم الطائرة الأذربيجا
...
-
-بوليتيكو-: بولندا والمفوضية الأوروبية تعتزمان تسريع فرض عقو
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|