حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ خمس سنين أقيم في هذا البيت, وبهذه الغرفة الكمبيوتر والسرير والمكتبة, ونصف حياتي الزمنية انقضت فيها, واليوم عرفت أن الشمس تدخل إليها شتاء ولعدة ساعات! أكثر من عشرة آلاف ساعة أمضيتها في غرفة لم أرى سوى ستائرها الداخلية, وبمحض إرادتي! ليس رهانا ولا دفاعا هو فقط عدم انتباه, وأسأل كيف تحدث الكآبة وتتحول إلى اكتئاب!
السعادة التي دخلت مع الشمس كانت قربي وبحوزتي دوما دون أن أنتبه.
تبدو المصادفة أحيانا وكأنها تدبير أو افتعال, بعدما كتبت الأدوار المهملة, وحاولت التفكير في مهملات حياتي وأفكاري, وانتقلت إلى غرفة الكمبيوتر, التي أستخدمها في أربعينية البرد للنوم وبعض الأوقات المسروقة للدخول إلى الشبكة, أزحت الستارة ورأيت الشمس.
دوما لديّ ما افعله, ويمكن أن يرفع سوية التقدير الذاتي. عبر التفكير الايجابي المناسب, والانتباه إلى الطبيعة المتغيرة للعواطف, وحتى الاعتقاد الأعمق بدوره يتعرض للتغير البطيء صحيح, لكنه يتغير ولا شيء يبقى على حاله.
إدراك وتفهّم حالة الحركة المستمرة, يكفي لتقبّل الأدوار المهملة في الحياة وربما محبتها والإخلاص لها, أليس في ذلك موقف الحكمة في كل الأزمنة؟
الحلقات الأهم في سلسلة حياتي, انعقدت مع العابرين ولم أنتبه ولم ينتبهوا, معا تبادلنا الأمل وعبرنا المنعطفات الحادّة, قد لا يتذكرني أحدهم حتى في لحظة احتضاره, مثلما حدث معي تحت طبقة ذكرياتي القديمة. في الأيام الأخيرة لهذا العام الغريب أذكر وأتذكّر. زملائي في ابتدائية عين قيطة واعداديتها وثانويتها, زملاء الخدمة العسكرية, زملاء جامعة دمشق وبعدها جامعة اللاذقية, زملاء المشاريع الخائبة من اليسار إلى الليبرالية, الزملاء في المشافي والسجون, زملاء الكأس في الفريدي وقصر البللور والمحاربين القدماء.
لم تكن حياتي بذلك الخواء الذي تضفيه الكآبة.
لكن شعور العزلة القاسية أقرب ذكرى هنا وحدث هناك.
عام جديد سعيد....ربما
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟