عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 18:17
المحور:
الادب والفن
تعلم النسيان..!!!
تامل القطيع الذي يرتع بالقرب منك. انه لا يعرف ما الامس ولا اليوم.. يثب هنا وهناك يلتهم العشب يخلد الى الراحة. يهضم ما مضغعه ويعود الوثب... وهكذا من الصباح حتى الليل.. يوم وراء يوم.. كيفما كانت لذته وكان سأمه ففي ارتباطه بوتد اللحظة لن تججه مكتئبا ولا بئيسا.. لا شك ان رؤية ذلك توثر بشده في الانسان...
لانه من جهة يتباهى ويفتخر بانسانيته تجاه الحيوان..
ولكنه في الان نفسه ينظر الى سعادة هذا الحيوان في نوع من الغيرة والحسد... لان ذلك مايريده ايضا لنفسه..
الا يشعر شاان الحيوان بالملل لكن عبثا يرد ذلك
لانه لا يريده بطريقة الحيوان..
يوما ما سيسال الانسان الحيوان قائلا... :( لماذا لا تحدثني عن سعادتك... وتكتفي بالتحديق في وجهي..؟)..
سيرغب الحيوان في الرد على الانسان ويقول له.. :(ان للامر علاقة بنسيانه الدائم لمايريد قوله..) لينسى ايضا هذا الجواب ويخلد الى الصمت... مما سيجعل الانسان يندهش.. لامره..!!!!
لكن الانسان سيندهش لامر نفسه ايضا...!!!
لانه لم يتمكن من تعلم النسيان....!!!
ولانه يظل متشبتا باستمرار بالماضي.. فسواء اركض بعيدا.. ام امشي مسرعا... لان القيد يمشي معي... (انها اعجوبة اللحظة.. التي لا يدركها الحيوان...
يعيش الحيوان بشكل لا تاريخي.. لا يفهم معنى الزمان ليست له ذاكرة تجره الى الوراء.. اما صاحيه الانسان.. فانه دوما يتكئ على ثقل الماضي... الذي يزداد وزنا ويضغط عليه بثقل خطاه مثل عبء غير مرئي ومعتم... لاجل ذلك ما عليه سوى بمزاولة افة (النسيان)..
ايها الانسان...انس..!!!
نصوص في غير وقتها..(2)
ع. سهاد 2016
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟