أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة والدولة 5















المزيد.....



من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة والدولة 5


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 18:13
المحور: الارشيف الماركسي
    


الحلقة الخامسة

2/3 العائلة الثنائية
آن شكلاً معيناً من التزاوج الثنائي، من التجامع بين شخصين لمدة قد طول أو تقصر، كان موجوداً في ظروف الزواج الجماعي أو حتى قبل ذاك، فقد كانت للرجل زوجة رئيسية (و يكاد يكون من غير الممكن القول أنها الزوجة المفضلة) في عداد زوجات كثيرات، و كان بالنسبة لها الزوج الرئيسي في عداد أزواج كثيرين. و قد أسهم هذا الأمر بقسط كبير في خلق التشوش في رؤوس المرسلين الذين اعتبروا الزواج الجماعي، تارة مشاعية للنساء لا قاعدة لها و لا ضابط، و طوراً حرية مطلقة في انتهاك الإخلاص الزوجي. و لكن هذا الشكل للتجامع الثنائي، بين شخصين، الذي أصبح عادة مألوفة كان لا بد له أن ترسخ أكثر فأكثر بقدر ما كانت العشيرة تتطور و بقدر ما كانت تتزايد جماعات (الأخوة" و "الأخوات" التي غدا الزواج مستحيلاً فيما بينها. إن الدفعة التي بثتها العشيرة في اتجاه منع الزواج بين الأقرباء بالدم قد أدت إلى أبعد من ذلك. و هكذا نجد أن الزواج عند الإيروكوا و عند أغلبية الهنود الحمر الآخرين في الدرجة الدنيا من البربرية ممنوع بين جميع الأقرباء الذين يعددهم نظامهم، و أمثال هذا النظام بضع مئات من كل شاكلة و نوع. ونظراً لهذا التشوش المشتد في موانع الزواج، أخذت الزواجات الجماعية تستحيل أكثر فأكثر، و أخذت العائلة الثنائية تحل محلها. ففي هذا الطور، يعيش الرجل مع امرأة واحدة، و لكن تعدد الزواجات و الخيانة الزوجية بين الفينة والفينة لا يزالان من حق الرجل، رغم أن تعدد الزوجات نادر الوقوع بحكم الأسباب الاقتصادية أيضاً، بيد أن المرأة مطالبة في أغلبية الأحوال بأدق الأمانة طيلة مدة المساكنة، و تعاقب على خيانتها عقاباً قاسياً. و لكنه من السهل على كل من الطرفين أن يحل الرابطة الزوجية، فيعود الأولاد إلى الأم فقط، كما من قبل.
و في هذا الحصر الذي يضيق أكثر فأكثر و يستبعد الأقرباء بالدم من الرابطة الزوجية، يواصل الاختيار الطبيعي فعله. و حسب مورغان:
"كانت الزواجات بين أفراد العشائر التي لا تجمع بينها قرابة الدم تؤدي إلى نشوء سلالة أقوى سواء جسدياً أو عقلياً، و كانت قبيلتان بسبيل التقدم تندمجان في قبيلة واحدة، فتأخذ جماجم و أدمغة الأجيال الجديدة تتسع بصورة طبيعية إلى أن تبلغ مقاييس تناسب مجموعة خصائص القبيلتين"(38).
و عليه كان لا بد للقبائل ذات التنظيم القائم على العشيرة أن تتغلب على القبائل المتأخرة أو أن تجتذبها وراءها بمثالها.
إن تطور العائلة في العصر البدائي يتلخص إذن في استمرار تقلص تلك الحلقة التي كانت في البدء تشمل القبيلة كلها و التي كانت تسود في داخله مشاعية علاقات الزواج بين الجنسين. و بالاستمرار على استبعاد الأنسباء الأكثر قرابة بادئ ذي بدء، ثم الأنسباء الأكثر بعداً، و أخيراً، حتى الأنسباء بالمصاهرة، أخذ كل شكل من أشكال الزواج الجماعي يستحيل عملياً، و لم يبق في آخر المطاف إلا زوج من اثنين تجمع بينهما علاقات زواج غير متينة، لم يبق غير جزيئة يضع انشطارها حداً للزواج. و من هذا وحده يتبين مدى ضآلة ما يجمع بين ظهور الزواج الأحادي و بين الحب الجنسي الفردي بمعناه الحالي. و هذا ما تثبته بمزيد من القوة ممارسة جميع الشعوب التي لا تزال في هذه الدرجة من التطور. فبينا لم يكن الرجال ليشعرون أبداً بأي نقص إلى النساء في ظل الأشكال السابقة للعائلة، بل كان لديهم منهن بالأحرى أكثر من اللزوم، أصبحت النساء الآن أمراً نادراً يجب البحث عنه. و لهذا يبدأ خطف النساء و شراء النساء منذ ظهور الزوج الثنائي، و هما علامتان واسعتا الانتشار ، رغم أنهما ليستا أكثر من علامتي تغير أشد عمقاً بكثير، و من هاتين العلامتين اللتين كانتا لا تتعلقان إلا بأساليب الحصول على النساء، لفق الدعي الاسكتلندي ماك-لينان، مع ذلك، شكلين خاصين للعائلة: "الزواج بالخطف" و "الزواج بالشراء". و من جهة أخرى، ليس عقد الزواج عند الهنود الحمر الأميركيين و عند شعوب أخرى (لا تزال في درجة التطور نفسها) من شأن الذين سيتزوجون و الذين لا يأخذون رأيهم في عالب الأحيان، بل من شأن أمهاتهم. و هكذا لا يندر أن تتم خطبة شخصين لا يعرفان أبداً أحدهما الآخر، ناهيك بأنهم لا يطلعونهما على صفقة الزواج إلا متى اقترب موعد الزواج. و قبل العرس، يقدم الخطيب هدايا إلى أقارب الخطيبة في العشيرة ( أي إلى أقاربها من جهة الأم، لا إلى الأب و الأقارب من جهته)، و تعتبر هذه الهدايا ثمن الفتاة التي سيعطونه إياها. و من الممكن فسخ الزواج بناء على رغبة كل من الزوجين، و لكنه تكون تدريجياً عند كثير من القبائل ، و بينها مثلاً قبيلة الإيروكوا، رأي عام سلبي حيال فسخ الزواج. فحين تنشب الخلافات بين الزوجين، يقوم أقرباء الزوجة و أقرباء الزوج في العشيرة بدور الوساطة، و لا يتم فسخ الزواج إلا إذا أخفت الوساطة، مع العلم أن الأولاد يبقون للزوجة، و إنه يصبح من حق كل من الطرفين أن يتزوج من جديد.
إن العائلة الثنائية، التي هي بحد ذاتها على درجة كبيرة من الضعف و عدم الاستقرار بحيث أنها لا تجعل من الضروري أو حتى من المرغوب فيه قيام اقتصاد بيتي خاص، لا تقضي إطلاقاً على الاقتصاد البيتي الشيوعي الموروث من مرحلة سابقة. و لكن الاقتصاد البيتي الشيوعي يعني سيادة النساء في البيت، كما أن الاعتراف بالأم وحدها، نظراً لاستحالة معرفة الوالد بكل ثقة، يعني رفيع الاحترام للنساء أي للأمهات. و أن الرأي الزاعم أن المرأة كانت عبدة الرجل في بداية تطور المجتمع هو من أسخف الآراء التي تركها لنا عصور الأنوار في اقرن الثامن عشر. فإن المرأة عند جميع المتوحشين و عند جميع القبائل في الطورين الأدنى و الأوسط، و جزئياً في الطور الأعلى من البربرية، لا تتمتع بالحرية و حسب، بل تشغل أيضاً مركزاً مشرفاً جداً. أما ما هو هذا المركز في ظل الزواج الثنائي، فيمكن أن يفيدنا عنه أشير رايت الذي كان خلال سنوات عديدة مرسلاً بين الإيروكوا من قبلة سينيكا. فهو يقول:
"و فيما يخص عائلاتهم، عندما كانت لا تزال تعيش في بيوت طويلة قديمة" (و هي اقتصادات بيتية شيوعية لبضع عائلات)"... كان يهيمن دائماً فيها "كلان" clan ما" (عشيرة) "بحيث أن النساء كن يتزوجن من رجال "كلانات"" (عشائر)" أخرى"."... و عادة كان النصف النسائي يهيمن في البيت، كانت الاحتياطيات مشتركة، و لكن الويل للزوج المنحوس أو العشيق المنحوس الفائق الكسل أو الفائق الخرافة، فلا يسهم بقسطه في الاحتياطي المشترك. فمهما كان عدد أولاده في البيت و مهما كانت ملكيته الشخصية في البيت، فقد كان من الممكن أن يتلقى في كل لحظة أمراً بربط صرته و بالرحيل. و لم يكن ليجرؤ حتى للقيام بمحاولة لمقاومة هذا الأمر، فإن البيت كان يتحول بالنسبة له إلى جهنم، و لم يكن يبقى له غير العودة إلى "كلانه" (عشيرته) السابق، أو غير عقد زواج جديد في "كلان" أخر- الأمر الذي كان يحدث في أغلب الأحيان. و كانت النساء قوة كبيرة في الكلانات" (العشائر)، "و كذلك في كل مكان على العموم. و كن لا يترددن أحياناً عن عزل زعيم ما و إنزاله إلى مرتبة محارب بسيط"(39).
إن الاقتصاد البيتي الشيوعي الذي كانت فيه جميع النساء أو أغلبيتهن ينتمين إلى العشيرة نفسها، بينا الرجال ينتمون إلى عشائر مختلفة، هو الأساس الفعلي لتلك الهيمنة التي كانت تتمتع بها المرأة في الأزمة البدائية في كل مكان، و التي يشكل اكتشافها مأثرة باهوفن الثالثة. و أضيف أيضاً أن أخبار الرحالة و المرسلين حول العمل المرهق الملقى على عاتق النساء عند المتوحشين و البرابرة لا يتناقض أبداً ما قيل أعلاه. فإن تقسيم العمل بين الجنسين لا يشترطه وضع المرأة في المجتمع، بل تشترطه أسباب مختلفة تماماً. فإن الشعوب التي يجب عندها أن تشتغل النساء أكثر بكثير مما يترتب عليهن حسب تصوراتنا، تبدي في غالب الأحيان من الاحترام الحقيقي للنساء أكثر بكثير مما يبديه أوروبيونا. فإن "سيدة" عصر الحضارة، المحاطة بالتقدير و الإجلال الظاهريين، و الغريبة عن كل عمل حقيقي، تشغل وضعاً اجتماعياً أدنى إلى ما لا حد له من وضع المرأة في عصر البربرية، التي كانت تقوم بعمل مرهق و التي كانت تعتبر بنظر شعبها سيدة حقيقية (lady,frowa,Frau= سيدة) و التي كانت كذلك حقاً و فعلاً بحكم وضعها.
أما فيما يتعلق بمسألة معرفة ما إذا كان الزواج الثنائي في أميركا قد حل تماماً محل الزواج الجماعي، فينبغي أن توضحها دراسة أوسع و أعمق للشعوب الشمالية الغربية و لا سيما لشعوب أميركا الجنوبية، التي لا تزال في الطور الأدنى من الوحشية. ففي القصص عن هذه الشعوب الأخيرة، نجد من الأمثلة المتنوعة عن حرية العلاقات الجنسية ما يكاد يجعل من المستحيل هنا القول بزوال الزواج الجماعي القديم زوالاً تاماً. و على كل حال، لم تزل بعد جميع آثاره. فعند أربعين قبيلة في أميركا الشمالية على الأقل، يحق للرجل الذي يتزوج الأخت الكبرى أن يتزوج أيضاً جميع أخواتها ما أن يبلغن السن المقررة، و هذا أثر لمشاعية الرجل بالنسبة لمجموعة كاملة من الأخوات. و يروي بانكروفت عن سكان شبه جزيرة كاليفورنيا (الطور الأعلى من الوحشية) أنهم يقيمون احتفالات تجتمع فيها عدة "قبائل" بقصد المضاجعة غير المنظمة (40). و المقصود هنا، على الأرجح، العشائر التي كانت هذه الاحتفالات بالنسبة لها شكلاً يحتفظ بذكريات غامضة عن ذلك الزمن الذي كان فيه جميع رجال عشيرة واحدة أزواجاً مشتركين لنساء عشيرة أخرى، و العكس بالعكس. و مثل هذه العادة لا تزال سارية المفعول في أوستراليا. و حدث عند بعض الشعوب أن يستغل الشيوخ و الزعماء و الكهنة السحرة في مصلحتهم مشاعية النساء و يحتكروا أغلبية النساء لأنفسهم، و لكنه يتعين عليهم مقابل ذلك في أعياد معينة و في زمن الاجتماعات العشبية الكبيرة أن يجيزوا من جديد مشاعية النساء التي كانت قائمة من قبل و يسمحوا لنسائهم بالترفه مع الشبان. و يورد فسترمارك في الصفحتين 28 و 29 من كتابه جملة كاملة من الأمثلة على هذه "الساتورنالات" (41) الدورية التي كانت تقوم فيها من جديد لفترة قصيرة من الزمن العلاقات الجنسية الحرة السابقة: عند قبائل الهو و السانتال و البانجا و الكوتار في الهند، و عند بعض الشعوب الإفريقية، الخ .. و من المستغرب أن فسترمارك يستخلص من هنا استنتاجاً مفاده أن هذه ليست من بقايا الزواج الجماعي الذي ينكر وجوده، بل بقايا فترة الهيجان، المشتركة بين الإنسان البدائي و الحيوانات الأخرى.
و هنا نصل إلى الاكتشاف الرابع الكبير الذي حققه باهوفن، و هو اكتشاف شكل واسع الانتشار للانتقال من الزواج الجماعي إلى الزواج الثنائي. إن ما يصوره باهوفن بصورة تكفير عن مخالفة وصايا الألهة القديمة، و هو تكفير تشتري المرأة به الحق في العفاف، ليس في الواقع غير تعبير صوفي للتكفير الذي كانت به المرأة تفدي نفسها من مشاعية الرجال القائمة في الأزمنة السابقة و تكسب الحق في أن تكون لرجل واحد فقط. إن هذه الفدية تتلخص في عادة مضاجعة الغير، المحدودة بإطارات معينة: فقد كان ينبغي على النساء البابليات أن يضاجعن الرجال مرة واحدة في السنة في هيكل ميليتا، و كانت شعوب أخرى في آسيا الصغرى ترسل بناتها لسنوات بكاملها إلى هيكل أنايتيس حيث كان ينبغي عليهن ممارسة الحب الحر مع محظيين من اختيارهن قبل أن ينلن الحق في الزواج. و هناك عادات مماثلة مجلببة بجلباب ديني ملازمة لجميع الشعوب الآسيوية تقريباً التي تعيش بين البحر الأبيض المتوسط و نهر الغانج. ثم أن الكفارة التي تضطلع بدور الفدية تغدو أسهل فأسهل مع مر الزمن، كما سبق و لاحظ باهوفن:
"إن الكفارة المقدمة سنوياً تحل محلها الكفارة الواحدة الوحيدة، و هيتيرية السيدات المتزوجات تحل محلها هيتيرية الفتيات: و محل ممارستها أثناء الزواج تحل ممارستها قبل الزواج، و محل الاستسلام للجميع دون أي تمييز ، يحل الاستسلام لأشخاص معينين"("حق الأم").
و لا وجود للجلباب الديني عند شعوب أخرى، فعند بعضها، في الأزمنة القديمة، عند التراقيين و السلت و غيرهم، و في الأزمنة الحاضرة، عند كثيرين من سكان الهند الأصليين، و عند شعوب الملايو، و عند سكان جزر المحيط الهادي، و عند كثيرين من الهنود الحمر الأميركيين، تتمتع الفتيات قبل الزواج بكامل الحرية في العلاقات الجنسية. و هذا الوضع منتشر على الأخص في كل مكان تقريباً من أميركا الجنوبية، الأمر الذي يمكن أن يشهد عليه كل من تغلغل، و إن قليلاً، في أعماق هذه القارة. فإن أغاسيس ("رحلة في البرازيل"، بوسطن و نيويورك، عام 1886(42)) يروي لنا ما يلي عن عائلة غنية من أصل الهنود الحمر. فعندما تعرف على الابنة، سأل عن والدها مفترضاً أنه زوج أمها الذي اشترك آنذاك في الحرب ضد الباراغواي بوصفه ضابطاً، و لكن الأم أجابت بابتسامة:nao tem pai, é filha da fortuna - ليس لها أب ، إنها ابنة الصدفة.
"هكذا تقول دائماً النساء من الهنود الحمر و النساء الهجائن دون حياء و خجل عن أولادهن غير الشرعيين، و ليس هذا استثناء، بل العكس هو بالأحرى استثناء. إن الأولاد .. لا يعرفون في غالب الأحيان غير أمهم لأنها تتحمل كل الهموم و كل المسؤولية، و هم لا يعرفون شيئاً عن والدهم، ناهيك بأنه لا يخطر أبداً في بال المرأة، أغلب الظن، أنه يمكن أن يكون لها أو لأولادها أي حق عليه".
إن ما يبدو هنا غريباً بالنسبة لإنسان متحضر، هو القاعدة بكل بساطة بموجب الحق الأمي و في ظل الزواج الجماعي.
و عند بعض الشعوب، يمارس أصدقاء العريس و أنسباؤه أو الضيوف المدعوون إلى العرس، أثناء العرس بالذات، الحق على العروس الموروث منذ الأزمنة القديمة، مع العلم أن العريس يأتي الأخير في الدور، هكذا كان الحال في الأزمنة القديمة في جزر الباليار و عن الأوجليين الإفريقيين، و هكذا هو الحال في الأزمنة الحاضرة عند الباليار في الحبشة. و عند شعوب أخرى يمثل شخص رسمي –زعيم القبيلة أو العشيرة، الكاسيك أو الشامان أو الكاهن أو الأمير، أو أياً كان لقبه،- الجماعة المعنية و يمارس حق الليلة الأولى على العروس. و رغم جميع جهود الرومانطيقيين الجدد لتبييض صفحة هذا الواقع، لا يزال هذا jus primae noctis* ساري المفعول في الوقت الحاضر، بوصفه أثراً من آثار الزواج الجماعي، عند أغلبية سكان ألاسكا (بانكروفت،"العروق الأصلية"، المجلد الأول) ، و عند التاهو في المكسيك الشمالية (المرجع ذاته)، و عند شعوب أخرى، و كان قائماً في جميع القرون الوسطى، - على الأقل في البلدان التي كانت في البدء سلتية، كما في أراغون مثلاً، و التي نجم فيها مباشرة من الزواج الجماعي. و بينا لم يكن الفلاحون يوماً في قشتالة أقناناً، كانت القنانة تسود بأبشع مظاهرها في أراغون حتى قرار فرديناند الكاثوليكي في عام 1486 (43). و قد جاء في هذه الوثيقة:
"إننا نقرر و نعلن أن السادة المذكورين أعلاه"(البارونات، senyors) "... لا يملكون كذلك الحق في قضاء الليلة الأولى مع المرأة التي يتزوجها الفلاح، و لا الحق في القفز، في ليلة العرس، كدليل على سيادتهم، فوق المرأة أو فوق السرير بعد أن تضطجع المرأة، كذلك لا يملك السادة المذكورون أعلاه الحق في استخدام ابنة الفلاح أو ابنه رغماً عنهما، سواء بأجر أو بدون جر". (النص الأصلي باللغة القطالونية وارد عند زوغنهيم، "القنانة"، بطرسبورغ، عام 1861 (44))
و يقيناً أن باهوفن على حق مرة أخرى حين يؤد بإلحاح أن الانتقال مما يسميه "الهيتيرية" أو "الحمل الأثيم" إلى الزواج الأحادي قد تحقق أساساً بفضل النساء. فبقدر ما كانت العلاقات بين الجنسين المتوارثة من قديم الزمان تفقد طابعها البدائي الساذج مع تطور ظروف الحياة الاقتصادية و بالتالي مع تفسخ و انحلال الشيوعية البدائية و تزايد كثافة السكان، بقدر ما كانت هذه العلاقات تبدو للنساء مذلة و مرهقة، و ما كان لا بد لهن من السعي بإلحاح مشتد أبداً إلى نيل الحق في العفاف أو في الزواج المؤقت أو الدائم من رجل واحد فقط، بوصفه سبيلاً للخلاص. و لم يكن من الممكن أن يحصل هذا التقدم بفضل الرجل، و ذلك لأسباب عديدة، منها أنه لم يخطر لهم قط في البال، حتى في أيامنا هذه أيضاً، التخلي عن ملذات الزواج الجماعي العملي. و بعد أن تحقق الانتقال إلى الزواج الثنائي بفضل النساء، بعد ذاك فقط استطاع الرجال إدخال نظام وحدة الزواج الصارم،- و طبعاً بالنسبة للنساء فقط.
لقد ظهرت العائلة الثنائية على التخوم بين الوحشية و البربرية، و ظهرت على الأغلب في الطور الأعلى من الوحشية، و هنا و هناك في الطور الأدنى من البربرية. و هي شكل العائلة المميز بالنسبة لعصر البربرية، مثلما الزواج الجماعي بالنسبة للوحشية، و أحادية الزواج بالنسبة للحضارة. و لكي تواصل العائلة الثنائية تطورها حتى تبلغ أحادية الزواج المتينة، كان لا بد من أسباب غير التي فعلت فعلها حتى الآن كما سبق و رأينا. في المساكنة الثنائية، جرى تقليص الجماعة حتى وحدتها الأخيرة، حتى جزيئتها من ذرتين، حتى رجل واحد و امرأة واحدة. و أنجز الاصطفاء الطبيعي عمله بتقلص حلقة العلاقات الزوجية بصرامة مشتدة أبداً. و لم يبق له ما يفعله في هذا الاتجاه. و لو لم تدخل الحلبة بالتالي قوى محركة جديدة، اجتماعية، لما كان ثمة أي أساس لنشوء شكل جديد للعائلة من المساكنة الثنائية. و لكن مثل هذه القوى المحركة أخذت تفعل فعلها.
و نغادر الآن أميركا هذه التربة الكلاسيكية للعائلة الثنائية. و ليس ثمة أي علائم تتيح لنا أن نخلص إلى القول بأنه تطور هنا شكل أعلى للعائلة، و بأنه كانت تقوم هنا في مكان ما أحادية زواج متينة قبل الاكتشاف و الفتح. أما الحال في العالم القديم، فآخر.
فهنا أدى تدجين الحيوانات و تربية القطعان إلى خلق مصادر للثروة لم يسمح بمثلها من قبل، و إلى نشوء علاقات اجتماعية جديدة تماماً. فحتى الطور الأدنى من البربرية، كانت الثروة الدائمة لا تتألف تقريباً إلا من المسكن و الألبسة و الحلي الخشنة و الأدوات للحصول على الطعام و تحضيره، أي الزوارق و الأسلحة و الآنية المنزلية البدائية. و كان ينبغي الحصول على الطعام من جديد، يوماً بعد يوم. أما من الآن و صاعداً، فإن شعوب الرعاة آخذت تتقدم أكثر فكثر: فإن الآريين في البنجاب و في وادي نهر الغانج، و كذلك في سهوب حوضي نهري جيحون و سيحون التي كانت آنذاك أغنى بكثير بالماء، و الساميين على ضفاف نهري الفرات و دجلة، قد وجدوا في قطعان الخيل و الجمال و الحمير و البقر و الغنم و الماعز و الخنازير ملكية كانت لا تتطلب غير المراقبة و غير أبسط صنوف العناية لكي تتكاثر بأعداد متنامية أبداً و تقدم طعاماً من الألبان و اللحوم وافراً للغاية. و هكذا تراجعت الآن جميع الأساليب السابقة للحصول على الطعام إلى المرتبة الثانية، و الصيد الذي كان من قبل ضرورة أصبح الآن بذخاً.
و لكن من ذا الذي كانت تخصه هذه الثروة الجديدة؟ في البدء، كانت ، بلا ريب، تخص العشيرة، بيد أنه كان لا بد للملكية الخاصة للقطعان أن تتطور باكراً. و من العسير القول ما إذا كان موسى ، مؤلف ما يسمى بالكتاب الأول، قد اعتبر البطريرك ابراهيم مالكاً لقطعانه بموجب حقه الشخصي بوصفه رئيس مشاعة عائلية، أم بموجب مركزه كرئيس يرث بالفعل عشيرة. هناك أمر واحد لا ريب فيه، هو أنه ينبغي لنا ألا نتصوره مالكاً بمعنى هذه الكلمة الحالي. و لا ريب أيضاً أننا نجد على عتبة التاريخ الذي نملك عنه الوثائق، أن القطعان كانت في كل مكان ملكاً خاصاً لرؤساء العائلات، شأنها تماماً شأن المنتوجات الفنية في عصر البربرية و الأدوات المنزلية المعدنية، و مصنوعات البذخ و الزينة، و أخيراً القطيع البشري، أي العبيد.
لأنه تم الآن اختراع العبودية أيضاً. فلم يكن للعبد قيمة أو نفع بالنسبة لإنسان الطور الأدنى من البربرية. و لهذا كان الهنود الحمر الأميركيون يعاملون الأعداء المغلوبين بغير الطريقة التي شرعوا يعاملونهم بها في درجة أعلى من التطور. فقد كانوا يقتلون الرجال أو يأخذونهم كأخوة لهم في قبيلة المنتصرين. و كانوا يأخذون النساء زوجات لهم أو يضمونهن كذلك بوسيلة أخرى إلى قبيلتهم مع أولادهن السالمين. و في هذه الدرجة من التطور كانت قوة عمل الإنسان لا تعطي بعد أي فائض ما ملحوظ يزيد على نفقات إعالته. و لكن الوضع تغير مع إدخال تربية الماشية و شغل المعادن و الحياكة، ثم الزراعة في آخر المطاف. فقد حدث لقوة العمل، و لا سيما بعد أن أصبحت القطعان نهائياً ملكية عائلية، نفس ما حدث للنساء اللواتي كان الحصول عليهن من قبل سهلاً للغاية اللواتي أصبحت لهن قيمة تبادل و غدون سلعة تباع و تشرى. و لم تكن العائلة تتكاثر بسرعة تكاثر القطيع. كذلك ظهرت الآن الحاجة إلى مزيد من الناس لأجل مراقبة القطيع. و لهذا الغرض، كان من الممكن استخدام العدو الأسير الذي كان بوسعه، فضلاً عن ذلك، أن يتكاثر بسهولة مثل المواشي.
و ما إن أصبحت هذه الثروات ملكية خاصة للعائلات و ما إن تنامت بسرعة، حتى سددت ضربة قوية إلى المجتمع المؤسس على الزواج الثنائي و العشيرة الأمية. لقد أدخل الزواج الثنائي إلى العائلة عنصراً جديداً. فإلى جانب الأم الحقيقية، الفعلية، وضع الأب الحقيقي ، الفعلي، الثابت، الذي كان كذلك، أغلب الظن، أكثر ثبوتاً من بعض "الآباء" الحاليين. و بموجب تقسيم العمل الساري المفعول آنذاك في العائلة، كان على الزوج أن يستحصل على الغذاء و على أدوات العمل الضرورية لهذا الغرض، و كان له بالتالي حق ملكية أدوات العمل هذه، و في حال فسخ الزواج، كان يأخذه معه، بينا كانت الزوجة تحتفظ بالآنية المنزلية. و بموجب العرف و العادة السائدين في المجتمع آنذاك، كان الزوج بالتالي مالكاً أيضاً لمصدر الغذاء الجديد، أي للقطيع، و مالكاً فيما بعد لأداة العمل الجديدة، أي العبيد. و لكن بموجب العرف و العادة السائدين في ذلك المجتمع، لم يكن بوسع أولاده أن يرثوه. ففيما يخص الإرث ، كان الوضع كما يلي:
بموجب الحق الأمي، أي طالما كان النسب لا يحسب إلا تبعاً لحبل النسل النسائي، و كذلك بموجب نظام الوراثة البدائي في العشيرة، كان العضو المتوفى في العشيرة يرثه أنسباؤه في العشيرة. و كان ينبغي أن يبقى الإرث في العشيرة. و بما أن الأشياء التي يتألف منها الإرث كانت زهيدة، فقد كانت ، على الأرجح، تنتقل بالفعل منذ غابر الأزمان إلى أقرب الأنسباء، أي إلى الأقرباء بالدم من ناحية الأم. و لكن أولاد الرجل المتوفى كانوا لا ينتمون إلى عشيرته، بل إلى عشيرة أمهم، فكانوا يرثون أمهم بادئ ذي بدء مع سائر أقربائها بالدم، و فيما بعد، في المقام الأول أغلب الظن. بيد أنه لم يكن بوسعهم أن يرثوا والدهم لأنهم كانوا لا ينتمون إلى عشيرته، فكان ينبغي أن يبقى ملك الأب في هذه العشيرة. و لذا بعد وفاة صاحب القطعان ، كان ينبغي أن تنتقل قطعانه في المقام الأول إلى أخوته و أخواته و إلى أولاد أخواته أو حتى إلى ذريات أخوات أمه. أما أولاده بالذات، فكانوا محرومين من إرثه.
و هكذا، بقدر ما كانت الثروات تتنامى ، كانت من جهة تعطي الزوج في العائلة مركزاً أهم من مركز الزوجة ، و كانت من جهة أخرى توالد السعي إلى الاستفادة من هذا المركز المترسخ لأجل تغيير نظام الوراثة التقليدي في مصلحة الأولاد. و لكنه لم يكن من الممكن أن يتحقق هذا طالما كان النسب يحسب تبعاً للحق الأمي. و لهذا كان ينبغي إلغاء هذا الحق ، فألغي. و لم يكن ذلك صعباً بالقدر الذي نتصوره الآن. فإن هذه الثورة، التي كانت من أهم الثورات التي عرفتها البشرية، لم تكن بحاجة إل مس أي من أعضاء العشرة الأحياء. فقد كان في وسعهم جميعهم أن يبقوا كما كانوا بالأمس. كان يكفي اتخاذ قرار بسيط يقضي بأن تبقى ذرية أعضاء العشيرة الرجال في المستقبل ضمن العشيرة و بأن تخرج ذرية أعضاء العشيرة النساء منها و تنتقل إلى عشيرة والدها. و هكذا ألغي الانتساب حسب جبل النسل النسائي و حق الوراثة حسب خط الأم، و أقر الانتساب حسب حبل النسل الرجالي و حق الوراثة حسب خط الوالد. و نحن لا نعرف شيئاً عن كيف و متى تحققت هذه الثورة عند الشعوب المتمدنة. فهي تعود بكليتها إلى عهد ما قبل التاريخ. أما أن هذه الثورة قد تحققت، فهذا ما أعطت عنه وفراً من البراهين و المعلومات التي جمعها باهوفن على الأخص عن آثار الحق الأمي العديدة. و نحن نرى بأي سهولة تتحقق من مثال جملة كاملة من قبائل الهنود الحمر حيث لم تتحقق إلا مؤخراً و حيث لا تزال تتحقق جزئياً من جراء تعاظم الثروة و من جراء التغيرات في نمط الحياة (للانتقال من الغابات إلى المروج)، و جزئياً من جراء تأثير الحضارة و المرسلين الأخلاقي. فإن ست قبائل من أصل ثماني قبائل في حوض نهر ميسوري تحسب النسب و تعترف بالإرث تبعاً لخط الرجال، بينا قبيلتان تحسبان النسب و تعترفان بالإرث تبعاً لخط المرأة. و عند قبائل الشاوني و الميامي و الديلاوار، ترسخت عادة تسمية الأولاد بأحد أسماء عشيرة والدهم لإدخالهم على هذا النحو إلى عشيرة الوالد، لكي يصبح بإمكانهم أن يرثوا والدهم.
"إن تغيير الأشياء بتغيير أسمائها، و السعي إلى إيجاد وسيلة تتيح مخالفة التقاليد مع البقاء في إطار التقاليد، حين تكون المصلحة المباشرة حافزاً كافياً هما سفسطة فطر عليها الإنسان!"(ماركس)(45)
و من هنا نجم تشوش مستعص كان يمكن القضاء عليه، و قد قضي عليه جزئياً، بالانتقال إلى الحق الأبوي.
"إن هذا الانتقال يبدو على العموم طبيعياً للغاية"(ماركس)(46).
أما ما يمكن أن يقوله لنا الحقوقيون ممن يلجأون إلى طريقة المقارنة، عن الشكل الذي تحقق به هذا الانتقال عند الشعوب المتمدنة في العالم القديم، - فإنه يقتصر كله تقريباً على الفرضيات بالطبع،- أنظر م. كوفاليفسكي "عرض موجز عن أصل و تطور العائلة و الملكية"، ستوكهولم، 1890 (47).
إن إسقاط الحق الأمي كان هزيمة تاريخية عالمية للجنس النسائي. فقد أخذ الزوج دفة القيادة في البيت أيضاً، و حرمت الزوجة من مركزها المشرف، و استذلت، و غدت عبدة رغائب زوجها، و أمست أداة بسيطة لإنتاج الأولاد. إن وضع المرأة المذل هذا، الذي يظهر ببالغ السفور عند يونانيي العصر البطولي و بسفور أشد عند يونانيي العصر الكلاسيكي قد طلي تدريجياً رياء و نفاقاً بالمساحيق، و أضيفت عليه أحياناً أشكال أخف و أرق، و لكن لم يقض عليه إطلاقاً.
و ما إن أقرت سلطة الرجال بوجه الحصر على هذا النحو، حتى أخذ مفعولها الأول يتبدى في شكل انتقالي ظهر آنذاك، هو شكل العائلة البطريركية (الأبوية). إن الميزة الرئيسية التي تتميز بها هذه العائلة ليست تعدد الزوجات، الذي سيتناوله الكلام فيما بعد، بل
"تنظيم عدد معين من الأشخاص، الأحرار و غير الأحرار، في عائلة تخضع للسلطة الأبوية لرئيس العائلة. ففي العائلة السامية، يعيش رئيس العائلة هذا في ظل تعدد الزواجات؟، و للعبيد زوجات و أولاد، و غاية التنظيم كله رعاية القطعان في حدود رقعة معينة من الارض"(48).
إن ضم العبيد إلى هذه العائلة و السلطة الأبوية هما العلامتان الجوهريتان اللتان تميزاه هذه العائلة. و لهذا كانت العائلة الرومانية النموذج النهائي الكامل لهذا الشكل من العائلة. إن كلمة familia لا تعني، في الأصل، المثال الأعلى للبرجوازي الصغير التافه المعاصر الذي يجمع في ذاته بين العاطفية و المشاجرات البيتية، بل إنها لا تعني بادئ ذي بدء عند الرومانيين الزوج و الزوجة و الأولاد، بل تعني العبيد فقط. إن كلمة famulus تعني العبد البيتي، و كلمة familia تعني مجموعة العبيد الذين يخصون رجلاً واحداً. و حتى في زمن غايوس، كانت familia, id est patrimonium (أي الميراث) تورث بالوصية. و قد استنبط الرومانيون هذا التعبير لأجل تعريف الهيئة الاجتماعية الجيدة التي كان رئيسها سيداً على المرأة و الأولاد و عدد معين من العبيد و كان يملك، بحكم السلطة الأبوية الرومانية، حق الحياة و الموت على جميع هؤلاء الأشخاص الخاضعين له.
"و عليه، ليس هذا التعبير أقدم من النظام العائلي المصفح الذي انبثق عند القبائل اللاتينية بعد إدخال الزراعة و العبودية الشرعية، و بعد انفصال الإيطاليين الآريين عن اليونانيين"(49).
و يضيف ماركس قائلاً:
" إن العائلة العصرية لا تنطوي على جنين العبودية (servitus) و حسب، بل أيضاً على جنين القنانة، لأنها مقرونة منذ بادئ بدء بفروض (خدمات) الزراعة. و هي تنطوي بشكل مصغر على جميع التناقضات التي تطورت فيما بعد على نطاق واسع في المجتمع و في دولته"(50).
إن شكل العائلة هذه يعني الانتقال من الزواج الثنائي إلى أحادية الزواج. فلأجل ضمان أمانة المرأة، و بالتالي لأجل ضمان أبوة الأولاد، توضع الزوجة تحت سلطة زوجها المطلقة، فإذا قتلها، فإنه لا يفعل غير أن يمارس حقه.
مع ظهور العائلة البطريركية، ندخل في ميدان التاريخ المكتوب و ندخل في ميدان يستطيع فيه علم القانون المقارن أن يقدم لنا مساعدة كبيرة. و بالفعل، ساعدنا هذا العلم على القيام ها بخطوة كبيرة إلى أمام. فنحن مدينون لمكسيم كوفاليفسكي ("عرض موجز عن أصل و تطور العائلة و الملكية"، ستوكلهم، عام 1890) بالبرهان على أن المشاعة البيتية البطريركية التي نجدها الآن عند الصرب و البلغار باسم زادروغا zàdruga (و تعني تقريباً رابطة تعاونية) أو براتستفو Bratstvo (أخوية) و في شكل آخر عند الشعوب الشرقية قد شكلت الدرجة الانتقالية من العائلة التي انبثقت من الزواج الجماعي و قامت على الحق الأمي، إلى العائلة الفردية في العالم الحالي. و هذا، على ما يبدو، ثابت فعلاً على الأقل فيما يخص الشعوب المتمدنة في العالم القديم، فيما يخص الآريين و الساميين.
إن زادروغا سلافيي الجنوب هي خير مثال لا يزال حياً على هذا النوع من المشاعة العائلية. فهي تضم بضعة أجيال من أخلاف يتحدرون من أب واحد مع زوجاتهم، ناهيك بأنهم يعيشون معاً في بيت واحد و يحرثون حقولهم بصورة مشتركة و يأكلون و يلبسون من الاحتياطيات المشتركة و يملكون معاً الدخل الفائض. و تخضع المشاعة للإدارة العليا لرب البيت (domàcin) الذي يمثلها حيال العالم الخارجي، و يحق له أن يبيع الأشياء الصغيرة، و يدير الصندوق و يتحمل المسؤولية عن الصندوق و عن حسن سير الاستثمارة كلها. و هو ينتخب، و ليس من الضروري حتماً أن يكون أكبر الأعضاء سناً. و النساء يخضعن، مع ما يقمن به من أعمال، لقيادة ربة البيت (domàcica) التي هي عادة زوجة رب البيت. و هي أيضاً تضطلع بدور هام، غالباً ما يكون الدور الحاسم ، عند اختيار الأزواج لأجل فتيات المشاعة. و لكن السلطة العليا تنحصر في المجلس العائلي، في اجتماع جميع أعضاء المشاعة الراشدين، سواء منهم النساء أو الرجال. و أمام هذا الاجتماع يقدم رب البيت حساباً، و الاجتماع يتخذ القرارات النهائية و يحاكم أعضاء المشاعة و يقرر عمليات البيع و الشراء الهامة- و لا سيما عندما تتعلق بالأراضي – و الخ ...
و منذ نحو عشرة أعوام فقط، أقيم الدليل على أن مثل هذه المشاعات العائلية الكبيرة لا تزال قائمة في روسياً أيضاً (51). و من المعترف الآن من الجميع أنها تمد جذورها عميقاً في العادات الشعبية الروسية شأنها شأن المشاعة القروية. و هي ترد في أقدم المجموعات الروسية من القوانين، في "حقيقة" ياروسلاف (52)، تحت الاسم نفسه (Vervj * ) الذي ترد به في القوانين الداليماتية (53)، كما توجد أيضاً إشارات إليها في المصادر التاريخية البولونية و التشيكية.
و عند الجرمان كذلك، كما يقول هويسلر ("أسس الحق الجرماني"(54)، ليست الوحدة الاقتصادية ، في الأصل، العائلة الفردية بمعناها الحالي، بل "المشاعة البيتية" التي تتألف من عدة أجيال مع عائلاتها، و تشمل أيضاً العبيد في أحيان كثيرة. إن العائلة الرومانية تنتمي هي أيضاً إلى هذا النموذج، و لهذا كانت سلطة الأب المطلقة و حرمان سائر أعضاء العائلة من الحقوق حياله موضع جدال قوي في الآونة الأخيرة. فقد كانت توجد، على ما يبدو، مشاعات عائلية مماثلة عند السلت من سكان إرلنده. و في فرنسا، دامت هذه المشاعة في مقاطعة نيفرنيه حتى الثورة الفرنسية تحت اسم parçonneries ، بينا لم تزل بعد كلياً في أيامنا في مقاطعة فرانش –كونته. و في ناحية لووان (محافظة سون- أي- لوار)، تقع العين على بيوت فلاحية كبيرة فيها قاعة مركزية عالية بعلو السقف نفسه تحيد بها من كل جانب غرف للنوم يصعدون إليها بسلالم من 6 إلى 8 درجات، و تعيش فيها بضعة أجيال من العائلة ذاتها.
و لقد أشار نيازخ (55) في عصر الإسكندر الكبير إلى وجود مشاعية بيتية في الهند تقوم على أساس المشاركة في حراثة الأرض، و هذه المشاعة لا تزال موجودة الآن في المكان ذاته، أي البنجاب و في عموم القسم الشمالي الغربي من البلد. و استطاع كوفاليفسكي نفسه إثبات وجودها في القفقاس. و في الجزائر لا تزال قائمة في بلاد القبائل. و هي كانت موجودة، على ما يبدو، حتى في أميركا، و يعتقدون أنها موجودة في "calullis" بالمكسيك القديمة التي يصفها سوريتا (56). و بالعكس، أثبت كونوف ("Ausland" العدد 42-44، عام 1890 (57)) بما يكفي من الوضوح أنه كان يوجد في البيرو عند فتحها ، شيء ما يشبه نظام "المارك" (و من المدهش حقاً أن هذه "المارك" كانت تسمى كذلك marca) و يقوم على التقسيم الدوري للأراضي المحروثة، و بالتالي على الحراثة الفردية.
و على كل حال ، تكتسب الآن المشاعة البيتية البطريركية التي تقوم على الشراكة في ملكية الأرض و حراثتها، أهمية تختلف تماماً عن أهميتها السابقة. فلم يعد بوسعنا الآن أن نضع موضع الشك ذلك الدور الكبير الذي اضطلعت به عند الشعوب المتمدنة و بعض الشعوب الأخرى في العالم القديم عند الانتقال من العائلة المؤسسة على الحق الأمي إلى العائلة الفردية. و سنعود مرة أخرى في عرضنا إلى الاستنتاج الآخر الذي خلص إليه كوفاليفسكي و القائل أنها كانت كذلك درجة انتقالية نشأت منها المشاعة القروية أو المشاعة- المارك القائمة على حراثة الأرض بصورة فردية من قبل مختلف العائلات ، و على تقسيم الحقول و المراعي بصورة دورية أولاً ثم بصورة نهائية.
و فيما يخص الحياة العائلية في داخل هذه المشاعات البيتية، تجدر الإشارة إلى أنه من المعروف أن رؤساء العائلات في روسيا على الأقل يسيئون كثيراً استغلال مركزهم حيال النساء الشابات في المشاعة، و لا سيما حيال كناتهم و غالباً ما يشكلون منهن لأنفسهم حريماً ، و الأغاني الشعبية الروسية بليغة الدلالة في هذا الصدد.
و قبل الانتقال إلى أحادية الزواج التي تطورت بسرعة منذ سقوط الحق الأمي، نقول بضع كلمات أخرى عن تعدد الزوجات و تعدد الأزواج. إن شكلي الزواج هذين لا يمكنهما أن يكونا غير استثناء- غير منتوجي بذخ من منتوجات التاريخ، إذا جاز القول،- إذا لم يكونا كلاهما موجودين في البلد نفسه في آن واحد، و ليست الحال هكذا، كما هو معروف. و يما أنه لم يكن بالتالي في مقدور الرجال المفصولين عن شكل تعدد الزوجات أن يجدوا العزاء عند النساء اللواتي صرن زائدات بفعل شكل تعدد الأزواج، و بما أن عدد الرجال و النساء ظل حتى الآن متساوياً تقريباً، بصرف النظر عن المؤسسات الاجتماعية، فلم يكن من الممكن أن يتعمم هذا الشكل أو ذاك من أشكال الزواج من تلقاء نفسه. و بالفعل، كان تعدد الزوجات عند رجل واحد، بكل تأكيد ، نتيجة للعبودية و كان مقصوراً على من يشغلون مركزاً استثنائياً. و في العائلة البطريركية (الأبوية) السامية، كان البطريرك (الأب) وحده، و بعض من أبنائه في أفضل الأحوال، يعيشون في حالة تعدد الزوجات، بينما كان ينبغي للآخرين أن يكتفوا بزوجة واحدة. و لا يزال هذا الوضع قائماً في الوقت الحاضر في الشرق كله. فإن تعدد الزوجات هو امتياز الأغنياء و الأعيان، و يتحقق أساساً بشراء العبدات ، أما سواد الشعب فيعيش في حالة أحادية الزواج، كذلك يشكل تعدد الأزواج استثناء في الهند و التيبت، و لا ريب أن مسألة أصل هذا الشكل من الزواج الذي تجرد من الزواج الجماعي لا تخلو من الطرافة، و لا تزال تتطلب المزيد من الدراسة. و من جهة أخرى ، يبدو تعدد الأزواج، في ممارسته العملية، أكثر تساهلاً بكثير من تنظيم الحريم عند المسلمين القائم على الغيرة. ذلك هو الحال، مثلاً ، عند النايير في الهند على الأقل، رغم أن لكل ثلاثة رجال أو أربعة أو أكثر امرأة واحدة مشتركة، و لكن بمقدور كل منهم أن تكون له أيضاً بالمشاركة مع ثلاثة رجال أو أكثر زوجة ثانية و كذلك زوجة ثالثة و رابعة، الخ... و من المدهش أن ماك- لينان الذي وصف هذه النوادي الزواجية التي يمكن لأعضائها أن يكونوا في الوقت ذاته أعضاء في عدة نواد، لم يكتشف الفئة الجديدة من زواج النوادي. و لكن عادة النوادي الزواجية هذه ليست أبداً بالفعل شكل تعدد الأزواج، بل هي، على العكس كما أشار جيرو-طولون، مجرد شكل خاص من الزواج الجماعي، فالرجال يعيشون في حالة تعدد الزوجات و النساء في حالة تعدد الأزواج.
الهوامش:
(38)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877).
(39)يستشهد إنجلس برسالة رايت حسب المقطع الوارد منها في كتاب مورغان (راجعوا L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877)) . و قد نشرت هذه الرسالة (و تاريخها الصحيح 19 أيار 1874، لا 1873 كما أورد مورغان) بنصها الكامل في مجلة "American Anthropologist", New Series, Menasha, Wisconsin, U.S.A, 1933 ("الإنتروبولوجي الأميركي". السلاسل الجديدة. ميناشا، وسكونسن. الولايات المتحدة الأميركية، 1933، العدد الأول).
(40)H.H. Bancroft. "The Native Races of the Pacific States of North America". Vol I, New York, 1875. (بانكروفت. "العروق الأصلية في ولايات أميركا الشمالية على المحيط الهادي". المجلد الأول، نيويورك، 1875.
(41)الساتورنالات، أعياد سنوية في روما القديمة كانت تقام تكريماً للإله ساتورن (زحل) في مرحلة الانقلاب الشمسي الشتوي لمانسبة نهاية الأعمال الزراعية. و في هذه الأعياد، كانت تقام المآدب و الطقوس العربيدة على نطاق جماهيري، و كان العبيد يشتركون في الساتورنالات و كانوا يسمحون لهم فيها بالجلوس إلى طاولة واحدة مع الأحرار. و في أيام الساتورنالات، كانت تسود حرية العلاقات الجنسية. و قد اتخذت كلمة "الساتورنالات" معنى يدل على مآدب العربدة و السكر و حفلات التهتك و الفجور.
(42)المقصود هنا الكتاب الذي كتبه أغاسيس مع زوجته Professor and Mrs.Louis Agassiz. "A Journey in Brazil". Boston and New York, 1886. (البروفسور و السيدة لويس أغاسيس. "رحلة في البرازيل". بوسطن و نيويورك، 1886).
(43)المقصود هنا ما يسمى بـ "قرار غوادالوب" الصادر في 21 نيسان 1486- أي قرار التحكيم الذي أصدره الملك الإسباني فرديناند الخامس الكاثوليكي تحت ضغط الانتفاضة الفلاحية في قطالونيا. و قد برز الملك في هذه المناسبة كحكم بين الفلاحين المنتفضين و بين الإقطاعيين. نص القرار على إلغاء ارتباط الفلاح بالأرض و إبطال عدد من أشد الأتاوات الإقطاعية مدعاة لكره الفلاحين، بما فيها حق الليلة الأولى، و نص بالمقابل على إلزام الفلاحين بدفع تعويضات كبيرة.
(44)S. Sugenheim. "Geschichte der Aufhebung der Leibeigenschaft und Hörigkeit in Europa bis um die Mitte des neunzehnten Jahrhunderts". St. Petersburg, 1861 (س. زوغنهايم. "تاريخ إلغاء حق القنانة و التبعية الشخصية في أوروبا حتى أواسط القرن التاسع عشر ضمناً". سانت بطرسبورغ، 1861).
(45)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"".
(46)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"".
(47)M. Kovalevsky. "Tableau des origines et de l évolution de la famille et de la propriété". Stockholm 1890. (مـ. كوفالفسكي. "بيان عن أصل و تطور العائلة و الملكية". ستوكهولم، 1890).
(48)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877).
(49)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877).
(50)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"".
(51)المقصود هنا بحث كوفالفسكي " الحق البدائي. الطبعة الأولى. العشيرة". موسكو 1866. في البحث يستشهد بمعطيات أوردها أروشانسكي في عام 1875 و يفيمنكو في عام 1878 عن المشاعة العائلية في روسيا.
(52)أطلق اسم "حقيقة" ياروسلاف على القسم الأول من الصيغة الأولى القديمة "للحقيقة الروسية" أي لمجموعة قوانين روسيا القديمة، التي ظهرت في القرنين الحادي عشر و الثاني عشر، على أساس حق العرف و العادة في ذلك الزمن، و التي كانت تعكس العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمع ذلك الزمن.
(53)القوانين الدالماتية، مجموعة قوانين كانت سارية المفعول من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر في بوليتسا (قسم من دالماتيا) ، و هي معروفة أيضاً باسم "نظام بوليتسا".
(54)A. Heusler. "Institutionen des Deutschen Privatrechts", B. II, Leipzig,1886. (هوسلر. "المبادئ الأساسية للحق الخاص الألماني ". المجلد الثاني. ليبزيغ، 1886).
(55)إشارة نيارخ المذكورة هنا تجدونها في مؤلف سترابون "الجغرافية"، الكتاب الخامس عشر، الفصل الأول.
(56)Calpullis (كالبوليس)، طوائف عائلية عند الهنود الحمر في المكسيك في مرحلة استيلاء الأسبان على هذا البلد. كل طائفة عائلية (Calpulli) (كالبولي) كان لجميع أعضائها الأصل واحد مشترك و كانت تملك قطاعاً مشتركاً من الأرض لا يجوز التنازل عنه و لا قسمته بين الورثة, وصف ألونسو سوريتا "Rapport sur les différents classes de chefs de la Nouvelle – Espagne , sur les lois, les mœurs des habitants, sur les impôts établis avant et depuis la conquête, etc..". ("تقرير عن مختلف فئات الزعماء في إسبانيا الجديدة و عن القوانين و عن أخلاق السكان و الضرائب المفروضة قبل الفتح و بعده، الخ"). المنشور للمرة الأولى في "Voyages, relations et mémoires originaux pour servir à l histiore de la découverte de l Amérique, publiés pour la première fois en français , par H. Ternaux – compans " .Vol 11, Paris, 1840. ("رحلات و تقارير و مذكرات أصلية تتعلق بتاريخ اكتشاف أميركا و نشرها للمرة الأولى بالفرنسية ترنو-كومبان". المجلد 11 . باريس ، 1840).
(57)المقصود هنا مقالة كونوف "Die altperuanischen Dorf- und Markgenossenschaften" ("المشاعات القروية و الماركية البيروانية القديمة ") المنشورة في مجلة "Ausland" في 20 و 27 تشرين الأول و 3 تشرين الثاني من عام 1890.

يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال ...
- 1من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ا ...
- فيسبوكيات 5
- في الحياة ما يستحق الذكرى 15
- مسؤولية المثقف في التطور الحضاري
- بين حركة التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها
- مساهمة المثقف العضوي في التغيير
- ليس للسارق انسب من اطفاء كل الاضواء لنهب ما حلو له
- في الحياة ما يستحق الذكرى 14
- تذكير برد مستفز عن بدايات وضعنا اليساري المأزوم
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- في الحياة ما يستحق الذكرى12
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...


المزيد.....




- بلاغ صادر عن اجتماع المكتب الوطني لقطاع المحامين لحزب التقدم ...
- دعما ونصرة لفلسطين ولبنان تظاهرة في أوسلو
- كلمة عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك في الوقفة الاحتجاجية التضامن ...
- عمليتا قيساريا وبنيامينا تؤخران الرد الإسرائيلي على إيران
- آلاف المتظاهرين في بروكسل يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- آلاف المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإنهاء الحرب في غزة والإف ...
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني ه?ر?مي کوردستان ...
- الاتحاد المغربي للشغل: يرفض بقوة مشروع القانون التنظيمي/التك ...
- «الديمقراطية»: ما يجري في شمال القطاع من أبشع حروب التطويق و ...
- ئ?مجار? ل? بايک?ت زياتر …


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة والدولة 5