كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 16:16
المحور:
الادب والفن
اقتربي ولا تهربي ولا تتركي خلفكِ عطرِ الجسدِ العصيّ يتمرّغُ فوقَ السرير المتشفي بـ خيبةِ انتظاري , فقط اقتربي لنرتطم ولـ يحترق العالم مِنْ بعدنا وتخرسُ أصواتَ المدافع في مدننا الكئيبة, اقتربي أكثرَ وتفتحي زهرةً تُسقطُ ضوؤها بينَ حنايا شغفِ لذّةِ نيرانِ العهودِ الغليظة , اقتربي دونَ وجلٍ واستقبلي طائعةً لحظة جنون الاحتراق حيث لا شيءَ يفصلُ بيننا إلّا صراخَ الهمهمات تتلاقى بصمتٍ في خيطٍ رفيع نعلّقها كـ ملابس أجسدانا العطشى ,اقتربي ولا تترددي نغمةَ شبقٍ أهوج يختصرُ حدودَ الأزمنة العجاف فـ تنفصلُ الأنا عنِ الذات لكي نعيدَ معاً تشكيلَ هذا العالمَ المتخم بـ التفاهة , اقتربي اقتربي اقتربي أيّتها الناضجة عشقاً واتركي أنفاسنا كواكبَ تدور في فلكِ هذهِ الليلة سكينةً تسكننا عاصفةً هوجاء تسبرُ أغوارَ خوفكِ المشتهى تتجاوز خَرَسَ الكلمات المزيّفة, اقتربي دونَ عنادٍ خجول نحو بحاري وانعتقي في سمائي فراشةً بيضاءَ تخترقَ حواجزَ الممنوع وعانقي أعماقَ روحي لحناً يلوّنُ مجوسيتها , اقتربي هذا زمانُ الردّةِ والانهيار والبداية اقتربي لـ نرى العالم بطريقةٍ أجملَ مِنْ هذا القُبح والتشظّي فـ هنا فوقَ هذا السرير سـ نصبحُ اسطورةً لمْ تُكتشف , اقتربي لـ يسقطَ الحكّام والخونة وجواسيسَ الفتنة ونتدفقُ معاً نهرَ حياةٍ يغسلُ همجيةَ الأنسان .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟