أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبوبكر أبه - القصة العربية في منطقة بحيرة تشاد القصة الاجتماعية في الأدب التشادي نموذجا















المزيد.....



القصة العربية في منطقة بحيرة تشاد القصة الاجتماعية في الأدب التشادي نموذجا


أبوبكر أبه

الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


الملخص
تعتبر القصة عمل أدبيًّا راقيًا ثرياً، يصوّر حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها والتسلسل الفكري فيها وعرض من يتخيلها ، من صراع مادي أو نفسي وما يكسبها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة قد تنتهي إلى غاية معينة.وكانت القصة العربية موجودة في تشاد منذ أمد بعيد غير أنها لم تظهر في الساحة العلمية إلا في الآونة الأخيرة في حدود عام 1999م ؛ و من أبرز العوامل التي أسهمت في ظهور القصة العربية في تشاد وتطورها عدة عوامل علمية و ثقافية، مما جعل القصة تظهر وتتطور كفن أدبي ناضج حيث أنتجت القصص القديمة إلى جانب القصص الحديثة.و اتجهت أفكار أصحابها إلى عدة اتجاهات دينيا وسياسيا واجتماعيا بالإضافة إلى تصوير المآسى في المجتمع ، وتتسم هذه القصص بخصائص فنية ، مثل الفكرة والأحداث، والشخصيات، والخيال والحوار، والسرد والوصف، واللغة والحبكة الفنية.
الكلمات المفتاحية:القصة- الاجتماعية- العربية-تشاد-اتجاهات-عوامل التطور.
Résumé:
L’une des significations les plus célèbres du conte c est suivre les traces, c est également une œuvre littéraire qui présente les évènements d’une vie de manière chronologique. Le narrateur dans son travail touche plusieurs domaines de la vie pour atteindre la valeur humaine. Il tient compte également du contexte spatio-temporel en relation avec l organisation d’événements. Autrement dit, dans un style passionnant, il expose son imagination meublée de conflits spirituels, matériels ou humains à travers quelques obstacles débouchant sur un objectif et une réalité visés.
Les contes arabes existent au Tchad il y a belle lurette, mais ils n ont apparus dans l arène scientifique que récemment à travers des auteurs en 1999. Aussi, nous notons quelques facteurs ayant contribué à l émergence du récit arabe et à son développement.
Parmi ces facteurs figurent les suivants :
1- Le retour des boursiers partis en missions scientifiques dans différentes universités étrangères.
2- La création des différentes structures culturelles(écoles, universités, centres culturels) à travers le pays a permis de booster la production littéraire d’où l’apparition des contes modernes.
3- Désormais, les idées de ses auteurs sont tournées vers plusieurs -dir-ections : religieuses, politiques et sociales en plus de dépeindre les tragédies de la société et de traiter des légendes et des mythes issues de l héritage de la littérature populaire, les auteurs ont également abordé divers sujets modernes tels que la romance, le mariage, la coopération sociale, l agression et la sorcellerie. Ces récits sont caractérisés par des caractéristiques artistiques telles que l idée et les événements, les personnages, la fiction et le dialogue, la narration et la de-script-ion, le langage et l intrigue artistique.

مقدمة
صارت تشاد مركز من مراكز التمازج العربي الافريقي من الناحية الاجتماعية نظرا الوجود جمع غفير من القبائل العربية التي انصهرت مع القبائل الافريقية وشكلت بتمازجها شعبا يحتوي على الانتماء العربي والانتماء الافريقي مما يسمى بـ (الشعب التشادي).
وقد كانت لغة التواصل والتخاطب الرسمي والشعبي منذ زمن بعيد. كما أن الشعب التشادي اتخذ اللغة العربية لغة الأدب والابداع حين برز شعراء بصورة عامة وأخذوا يعبرون عن مشاعرهم ووجدانياتهم وآمالهم وآلامهم المجدة عبر هويتهم العربية الافريقية دون تفاقم بين هذين الانتماءين رغم عدم انضاع هذه الجمهورية إلى جامعة الدول العربية.
وللأدب العربي تراث تاريخي قديم في تشاد حيث نبغ عدد كبير من الشعراء بالإضافة إلى الخطباء والكتاب المشهورين غير أن كثيرا من تراث هؤلاء قد طمسها الإهمال والنسيان.
وهذا مما يدعو الباحثين إلى الاهتمام بهذا التراث الأدبي التشادي العربي.
إذا كان الشعر التشادي قد نال اهتماما كبيرا لدى الباحثين من أبناء تشاد والسودان ومصر وغيرها مما يعتني بدراسته، فإن موضوع القصة العربية في تشاد قل مهملا لم يتوجه الله الباحثون بقدر ما توجهوا إلى الشعر مع أن القصة العربية قد تساد وقد تطور بشكل يستحق للدراسة والبحث ابداعا لما توسع فيه الشعب التشادي من حيث النص الفني.
ومن هنا نشأت مشكلة هذه الدراسة، وهي تتناول " القصة الاجتماعية في الأدب التشادي العربي، من حيث سماتها الفنية المميزة ، وتركز من حيث الموضوعات والاتجاهات والخصائص الفنية؟".
أهمية البحث
يظهر أهمية هذا البحث بأن الباحثين قد بذلوا جهدا كبيرا في الأدب والشعر لكن الفن القصصي لم تنل هذا الاهتمام بقدر ما ناله بقية الفنون الأدبية، مع أن وظيفة الفن القصصي أوسع نطاقا من الشعر وغيره، و القصة القصيرة تعالج قضايا مختلفة في وقت يسير.
إن القصة القصيرة لها صلة غذائي بالعقل والفكر بينما صلة الشعر يتوجه إلى الوجدان والعاطفة بالإضافة إلى ملكة الذوق السليم.
أسباب اختيار الموضوع
1ـ يبحث عن النص الفني العربي التشادي كما تتعرص بشيء من التفاصيل في تناول الأنواع القصصية العربية التشادية، القصة الاجتماعية نكوذجا)
2ـ تعتبر القصة العربية أوسع ما أبدع فيه الأدباء بصورة عامة والتشاديون بصورة خاصة.
3ـ يمثل النص الفني العربي التشادي مشروعا حضاريا نهض باللغة والأدب العربي في تشاد.
4ـ تقوم هذه الدراسة بتناول الاتجاهات والموضوعات والخصائص الفنية التي تتسم النص الفني التشادي وتوضح مدى ما أفاده هؤلاء الكتاب.
5ـ الأدب القصصي العربي في تشاد لا غنى عنه للباحث في التراث العربي في منطقة بحيرة تشاد.
أهداف الدراسة: التعرف على القصة العربية في تشاد، و إبراز الدور الأدبي للقصص العربية في منطقة بحيرة تشاد ، بكون هيمثل كنزا من المواد الأدبية والنقدية والفكرية، و الكشف عن اتجاهات القصة العربية التشادية وأنماطها الفنية، متمثلة في القصة الاجتماعية.و توضيح مدى التأثر والتأثير بين القصة العربية التشادية من حيث البناء الفني والموضوعي.و الإسهام في استكمال بناء مكتبة الأدب العربي الافريقي.
الحدود المكانية للدراسة:تقتصر الدراسة على دراسة الفن القصصي العربي في منطقة بحيرة شاد القصة الاجتماعية العربية في تشاد نموذجا.
منهج الدراسة: تبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي للقصة الاجتماعية العربية في تشاد.
مفهوم القصة :
أـ تعريف القصة لغة: وردتْ الكلمة بعدة معانٍ في المعاجم اللغوية،منها:
1- قص أثره: اتبع أثره (ابن منظور،1414هـ:15/74)
2- قص من القصاص هو القود. (ابن منظور،1414هـ:15/76)
3- قص يقص بمعنى ثبت يثبت. (ابن منظور،1414هـ:7/75)
6- أقص: بمعنى استبان (ابن منظور،1414هـ:7/75)
7- أقصت الأرض: أي أنبتت القصيص. (ابن منظور،1414هـ:7/75)
8- قاصصته: قابلته أي جعلت الدين مقابل الدين. (أحمد بن محمد بن علي القيومي..)
ب ـ تعريف القصة اصطلاحا:
اختلفت آراء الأدباء حول تعريف القصة على أقوال منها:
1-القصة وهي الفن الذي نعرفه اليوم بين الأخباس الأدبية قد أطلقها العرب على عدة أشياء وأطلقوا أسماء هذه الأشياء عليها وهي: الحديث والخبر، والسمر، والخرافة. (علي عبد الحليم محمود، 1998م:10-11.).
2-إن القصة هي اختراع امتحاص وتمهيد مكان وابتكار، وخلق وقائع ونفض صفات على الممثلين في اتجاه واحد إلى غاية واحدة (غرض معين). (حنا الفاخوري الجديد في البحث الأدبي:26).
3-"القصة كالمسرحية يتوافر فيها الحدث ولكن القصة تهتم على الأخص بالوصف لا أقصد وصف الأشياء ولكن وصف الحياة والأشخاص ومجال الأحداث، التي يبرزها وتهتم بصراع الشخصيات النفسي هذا المجال لتحقيق ما يقومون به من الأعمال". (محمد غنيمي هلال، بدون :492).
4-" القصة من حيث هي عمل أدبي لون من التعبير عن الحياة والمجتمع يحقق للذهن وللنفس وللذوق ذلك الإمتاع الذي يحققه الفن في متعدد ألوانه".(محمود تيمور،1998: 14).
5-القصة"عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض من يتخللها من صراع مادي أو نفسي، وما يكتسبها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة قد تنتهي إلى غاية معينة"(عبد المنعم خفاجة،1992م: 533).
فالقصة إذا فن نثري ذو أصيل متينة في المجتمعات الإنسانية يرتبط بفن أصيل عند النفوس وهو فن القص أو الحكي أو السرد الذي يستهون الإنسان منذ صغره وهو يستمع بالشوق إلى حكايات الجدة وخرافاتهم المتوارثة واهتماماتهم الأليفة والمصيرية راعيا شخوص بطبائع وأفكار وانفعالات يثيرها منطق الحادثة وتطورها." وأما الفائدة فمصدرها المغزى العام الذي يختصر مدلوله العمل القصصي ويستنتج من سياقه وتسلسله وخواتيمه ويرسم أبعاده الإنسانية ومضمون الرسالة التي يحملها إلى أجيال الحاضر والمستقبل".(الجوهري،الصحاح).
وقد ساعد لميلاد القصة الفنية القصيرة في الأدب العربي الحديث محاولات كثيرة،وجهود متنوعة حيث قام نخبة من الأدباء بترجمة القصص الأجنبية إلى العربية يرى بعض النقاد أن ظهور القصة الفنية في الأدب العربي الحديث كان سنة 1914م حيث نشر محمد حسين هيكل قصته"زينب واستحقت القصة هذه المكانة لواقعتها واستمالها الأساليب الفنية لقواعد القصة الحديثة التي أبدعت الأعمال الأدبية الكبيرة المتميزة في العالم" (عمر الدسوقي، 2005م:247).
أنواع القصة كالآتية وهي:
1- القصة القصيرة
"تتميز بالتركيز في الموضوع فهي تصور فكرة واحدة لا مجموعة الأفكار مهما يكن بينها من ارتباط وفي الحادثة وطريقة سردها أو في الموقف وطريقة تصوريها فهي تتناول حادثة مفردة أو عاطفة مفردة موقف واحد" (نخبة من الأساتذة، النقد الأدبي:145).
2-الرواية:
فهي الحكاية مطولة مفصلة بحيث تتناول شطرا من مكان ومجتمع في شطر من زمان فيستفيد فيها الأبطال وتتداخل المصالح وتتصارع النفسيات وتتصادم الأهواء"(حنا الفاخور، المشوق في الأدب:86). 3-الأقصوصة:
" هي من حيث الحيز والحجم تأتي أقل من القصة القصيرة إذ تصورها مشهدا أنفسيا منفردا، وقد تعالج حادثة منفردة لها أثرها البالغ في حياة شخصية معينة فيكون لها حينئذ بدء ونهاية وتتميز بالتركيز الشديد والحركة السريعة التي تعتمد على البدء بنقطة حية، وعلى عبارة حافلة بالظلال والإيحاء والايقاع حتى تبلغ في النهاية إلى شعور مطلق مبهم تنسى معه أحداثها الجزئية ومعانيها التفصيلية"(نخبة من الأساتذة، النقد الأدبي:147). 4-الحكاية:
"هي القصة التي تتناول حادثة فتسرد ها في تركيب وحبكة وعقدة وحل وكل ذلك في غير تطويل ولا تفصيل" (حنا الفاخوري المشوق في الأدب،:86).
ولكي يكتمل العمل القصصي وجب احتواءه على العناصر الآتية: الحادثة، الشخصية، الزمان والمكان، الفكرة، أسلوب السرد، و الحوار. ويمكننا بسطها على الّنحو الآتي:
- الحادثة- السرد- البناء- الشخصية-الزمان والمكان- الفكرة: هي الأساس الذي يقوم عليه بناء القصة)(الموسوعة الثقافية العامة، ص 185)فكاتب القصة يكتب في العادة من أجل إبلاغ فكرة ما، وهو "ليس ملزما، في أي حال، بأن يحلّ مشكلات المجتمع، بل حسبه أن يسّلط الضوء عليها، ويصورها تصويرا صحيحا. "(أنطونيو بطرس،2005م: ص 158) بهذا تكتمل عناصر القصة. وبناء على هذه العناصر وطريقة استغلالها تتحدد أنواع القصة فنكون أمام قصة، أو قصة قصيرة، أو رواية، أو حتى قصة قصيرة جدًا. (شفيق البقاعي، أدب عصر النهضة، ص 244)
ظهور القصة العربية في تشادوتطورها
"عرفت تشاد اللغة العربية قبل أكثر من ألف عام حيث اتخذتها السلطات المتعاقبة التي قامت حول بحيرة تشاد، لغة الحكم والسياسة والعلم والمعاهدات والتجارة، بل أضحت لغة الوجدان أيضا حيث عبربها الإنسان التشادي عن ذاته شعرا وأقدم نموذج الشعرتعود إلى القرنين السادس والسابع الهجريين، حيث ظهر الشاعر إبراهيم الكانمين الذي دخل بلاد الموحدين وعرف هناك عبد الله حمدنا الله"(المحاضرة، بعنوان: الفرنسيون والمتفرنسون في لغته التشادية.).
والقصة العربية التشادية في النشأة كشأن بقية القصص نشأت في صور محاولات بداية عضوية غير متوفرة بفنون القصة التي عاشت عليها بعد ذلك فأصبحت بداية تشكل واقع المجتمع تحكي الأجيال قيل أن تظهر القصة المكتوبة كانت تشاد كغيرها من الدول الإفريقية متضافرة بالفنون والآداب الشعبية المتمثلة في الحكايات والقصص والأساطير والمثال " ومما تجدر الإشارة إليه أن الجهود الجبارة التي بذلت في القصص الشعبي هي أسمى بناء القصة القصيرة الحديثة"( عبد الباسط إبراهيم حياي).( القصة القصيرة ذات الطابع الخرافي بين حي دي موبسا الفرنسي والهادي محمد آدم التشادي :3).
هناك عوامل متعددة ساعدت في ظهور القصة العربية التشادية منها:
1-الوعي السياسي بعد زوال سيطرة الاستعمار وانتهاء الحروب الأهلية وتغير وضع المجتمع، و عودة المثقفين مندول شتى التي عاشوا منها واستعاد من معلومات وثقافات متنوعة وعندما رجعوا شعروا ببعد المسافات بين ما هم فيه وبين الدول التي رجعوا منها. بالإضافة إلى الحركة الثقافية التي ازدهرت بعد ما وضعت الحرب أوزارها ، و اتسعت دائرة الأنشطة الثقافية حيث تم إنشاء مراكز ثقافية متنوعة منها: النوادي الأدبية والجمعيات والمراكز الثقافية التي تسعى في تنوير الطريق للمجتمع.وكذلك الانفتاح على الدول العربية: خلقت العلاقات التشادية في بداية التسعينيات من القرن الماضي وظهر ذلك في إنشاء المنظمات العربية وتطوير المؤسسات الإسلامية وإرسال الدارسين إلى الدول للدراسة والثقافة. إلى جانب الدرو البارز لكلية الدعوة: التي أسهمت في توسيع دائرة تعليم اللغة العربية والفنون الأدبية حيث صارت تخرج كل حين وكل عام جيلا متنوعا الذي يسعى في سبيل تنوير الطريق لمن يسلك نهج الأدباء وينسجم مع سراج الغرباء من المواطنين وغيرهم.كما أنها مازالت كغيرها من الجامعات تشجع الطلاب على البحوث العلمية والفنون الأدبية وهذا مما فتح المجال لبعض الدارسين خاصة الذين كانوا مولعين بقراءة كتب الأدب نظما ونثرا.
و من العوامل الرسمية في دعم العربية:اعتماد مادة الأدب العربي في الجامعات التشادية وفي مقدمة هذا الموضوع الأستاذ الدكتور عبد الله حمدنا الله السوداني فله الفضل والسبق في هذا الباب حيث طرق هذا الباب بقوله" أولى الأدب العربي التشادي عناية فائقة حينما وجد له مادة تدرس دراسة كافية فنماها وطورها وفتح الباب لمن أتى بعده".
و شجّعت الكليات العربية أو أقسام اللغة العربية ببعض الكليات التي تكلف طلابها في بحوث التخرج أن يكتبوا في الأدب العربي فقام التلاميذ بكتابة البحوث في الأدب العربي سواء في المرحلة جامعية أو في مرحلة الدراسات العليا ومن الباحثين المبدعين في هذا المجال عبد الباسط، إبراهيم حياري موسى حسن شاي، محمد أبكر عبد الله بجامعة انجمينا في المرحلة الجامعية، والخطيب آدم الخليل حمزة أبكر على بجامعة الملك فيصل بمرحلة الدراسات العليا وغيرها.
دراسة تحليلية لمختارات من القصص الاجتماعية في الأدب التشادب العربي
تعد الحالة الاجتماعية الدافعية الأولى التي ساندت نشأة القصة العربية في الدولة التشادية فصارت الأمور الاجتماعية من خطبة ونكاح ومصاهرة وأخلاق ومناصرة وحلف وبيع وشراء وتجارة موسع لدائرة القصة.
كانت عادات وتقاليد العرب موروثة للمجتمع التشادي منذ زمن بعيد من بداية الهجرات العربية إلى الأراض التشادية وكانت هذه الجماعات مصبوغة بصبغة التنقل والترحال حيث تبحث عن الكلأ والمورد العذب أو تعر من واقع مرفوض إلى جهة أخرى فيها أمن واستقرار وفي كلتي الحالتين فإنهم ملزمون بالاستعداد لمواجهة الأخطار التي تحيط بهم هنا وهناك وعندما تقوم مغامرات ساخنة ويقوم الأبطال بدور قوي، فحينئذ تقوم الألسنة بتسجيل تلك الوقائع وتخليد سماء الأبطال الذين بذلوا قصارى جهدهم من خلال هذه المعارك وينم نقل هذه الأحداث جيلا بعد جيل لتعزيز القبيلة ورفع شأنها بما قام به أبنائها من مواقف بطولية تستطيع وتستحق أن تحمي قومها من دعارة وضعف وهوان فمن بين تلك الوسائل التي تقوم بنقل وتوثيق الوقائع القصص.
ولهذا نلمس في القصص العربية التشادية قصص بطولات كثيرة ومختلفة مازالت تروى في جلسات السمر عند كثير من القبائل برما من بين تلك القصص قصة بني هلال الذي توجهت قصصهم في الشرق التشادي حتى كادت أن تكون مسلمات.
و فيما يلي عيّنة مختارة من القصص ذات الاتجاه الاجتماعي، مع شيء من التحليل الفني لها، على النحو الآتي:
القصة الأولى: إيا كاكا
إياكاكا امرأة عجوز كانت تسكن في إحدى أحياء انجمينا وهي تبيع الفول والحلوى المحلية المصنوعة من السكر المعروف والدقيق لأولاد المدرسية الابتدائية وكانت تجلس غالبا أمام بوابة المدرسة الشرقية تنتظر خروج التلاميذ في أوقاتا لاستراحة ولا تفارق المكان إلا بعد مغادرة التلاميذ لترجع مرة أخرى لبيع فولها أمام منزلها في الليل.
ظلت إياكاكا تجلس أمام منزلها ليلا قبالة مصباح وتجعل حاجزا بينها وبين المصباح حتى لا يتعرف المارة على وجهها، يعرف في الحي بمهارة فريدة في ضاعة الفول مما دفع أهل الحارة يتبادرون إلى شراء فولها وقد أتت إياكاكا إلى هذا الحي مع زوجها منذ عشرين عاما ولكن زوجها مات بعد ثلاث سنوات وتركها وحيدة لأولادها ولا والد ولأحد من أقربائها. فصارت تتعامل سكان الحي بأخلاق طيبة خاصة الأولاد الذين كانت تتصدق عليهم بما يحبون من الحلوى (إياكاكا).
كانت إياكاكا تختفي يومين من كل أسبوع فيتفقدها الأولاد الكبار من خلال هذين يومين.
لاحظ الناس أن عدد السكان يتناقض ولاسيما الأولاد بسبب كثيرة الوفيات وكل ما مات ميت كانت إياكاكا من أوائل من تبكي عليه، وظن الناس أن حبها للناس والأولاد هو الذي يدفعها إلى المبادرة والمسابقة بالبكاء على الميت.
وكلما مات ميت يجدون في الصباح إن القبر قد نبش ليلا فيظنون أن هذا من جعل الذئاب فيضعون الأغصان الشوكية على القبر دون أن يتأكدوا وجود جثة لميت وعدم وجوده في داخل القبر.
وعاش لنا بهذا الريب قرابة عشرين وهو على هذه الحالة إذا وفد إليهم شيخ غريب من غرب إفريقيا واستضافة أهل الحي وأكرموه لأنه تلون بلون الشيوخ من طول اللحية وطول السبحة وملازمة المسجد ،وذات يوم تجمع الناس أمام دار إمام جامع الحي وهم يستعدون لجنازة طفله الذي مات ليلا فأمر والد الطفل ذلك الرجل أن يغسل هذا الولد فدخل الرجل البيت ثم خرج بعد برهة قائلا إن الولد لم يمت بعد فتحير الناس وأمر الرجل بإحضار أدواته التقليدية من البيت كان يسكن فيه فأحضرت الأدوات خاصة بمحاولات وتدخينات، وبعد لحظات بدأ الولد يتحرك ويريد أن يخرج من الحجرة فيمنعه ذلك الرجل وطفق يلقى عليه الأسئلة ثم قال لوالد الطفل من إياكاكا هذه؟ فرد عليه والد الطفل، إنها تلك العجوز التي تقوم ببيع الحلوى والفول المدمس للأطفال أمام بوابة المدرسة، فقال الرجل:إنها مصاصة وأرادت قتل ابنك وبيعه مساء في سوق المصاصين، فقال والد الطفل: إذا هي السبب في موت كل أطفال الحي،فقد كنا نظن أن الذئاب تأتي لنبش القبور يجب القضاء عليها الآن هيا بنا. (إياكاكا).
تحرك عدد لا يستهان به من سكان الحي في اتجاه منزل إياكاكا، وفتحوا الباب بقوة ودخلوا المنزل ،كان منزل إياكاكا مبنيا بطريقة تثير الشك فقد كان به أربعة غرف متداخلة يجمعها في بعضها البعض فاقتحموا الغرفة الأولى لكنهم لم يجدوها هناك ثم الثانية فقال الرجل عابر السبيل أظنها قد فرت بعد أن علمت بأن أمرها قد انكشف، فدخلوا الغرفة الثالثة ليجدوها مستقبلة القبلة وسجدت لله على بساطها وبجانبها مصحف فاستل والد الطفل مد يديه وطعنها من الخف فسالت دماؤها على البساط والمصحف الشريف وسقطت على الأرض جثة هامدة انتشر في الحي خبر إياكاكا المصاصة التي امتصت دماء معظم أطفال الحي وأن الإمام استطاع أن يخلص الناس عن شرها. وبعد يومين رجع المرض إلى ولد الإمام فأخذه إلى المستشفى وهناك اكتشف الطبيب أن الولد كان مصابا بمرض الرئي يقوم تصلب شرا بين القلب ندم الناس على ما فعلوا بالمرأة العجوز إياكاكا وخاصة الإمام.(إياكاكا). فلم يتمالك إلا أن يذهب إلى محل العجوز جاثيا على ركبتيه باكيا على صوته قائلا: إياكاكا
فرجع الناس يبحثون من الشيخ الذي كان سببا في قتل إياكاكا فلم يجدوه،حيث هرب واختفى من حيث لا يشعرون. وإذا تأملنا ظاهرة المصاص عند كتاب القصة العربية في تشاد نجد أن الهادي يتناول جانبا وهو أن الناس يتبادرون إلى تصديق التهمة دون أن يتأكدوا وهذا ما وقع في قصة إياكاكا، أما آدم يوسف موسى عندما يتناول ظاهرة المصاص في قصصه وروايته نجده يتناول جانب تحقق هذه الظاهرة، ويؤكد ذلك اعتراف المصاص نفسه وهذا ما حدث في قصته(السحر الأسود) أما القاص آدم يوسف موسى ندرك أن بعض أفراد المجتمع عندما صرعت فتاة على الطريق أخذ الناس يحكمون على العلة بأنها ناتجة من المصاص دون أن يأتي الشذارة ويحكم هو بنفسه.(إياكاكا). القصة الثانية: جزاء الإحسان للهادي محمد آدم:
هذه القصة تشير إلى أن هناك إنسانا يعيش في القرية وكانت معيشة تعتمد على الصيد وكانوا تحت سيطرة سلطان جبار يسيطر على كل شيء فلا يقدر أحد أن يتحرك وينصرف كما يريد إلا بإذنه واسم قريتهم (جميزت) وهي عاصمة لسبع قرى صغيرة واسم سلطانه (قمبو) ومن القرى التابعة لجميزة قرية (بندو) التي يسكن فيها(كريقلة) مع زوجته التي تسمى (بشعة) وفي يوم من الأيام ارتحل سعيد بعدما نال الأذن من السلطان كما هو متعارف عندهم. وبعد يومين من ذهابه للصيد، صادف حفرة ورأى فيها إنسانا وتعبانا وابن فيل. وكل واحد من هؤلاء يستغيث بالرجل أن يخرجه من الحفرة مقابل مساعدة قيمة فاخرج (كريقلة) الثعبان ثم ابن الفيل، ثم الرجل فكافأه ابن الفيل بحرة فيها مجوهرات ونفود.
وكافأه الثعبان بخاتم فيه ماسة حيث إنه إذا وقع في حاجة أو في ضيق شديد يضغط على الخاتم فيتم الاتصال بينه وبين الجن الذي يظهر بصورة الثعبان ليساعد في حاجته التي هو فيها. أما الإنسان فلم يكافأه بالإحسان بل جازاه بالتي هي أسوأ ألا وهو الغدر والنميمة حيث سعى بالنميمة بين "كريقلة: وبين السلطان وذلك عندما كافأ ابن الفيل الرجل بجرة فيها مجموعة من مجوهرات ونقد بفرح "كريقلة" وأخبر زوجته بما وجدوا ودفن هذه الجرة في مكان قصي خفي حيث لا تدركه الأبصار ولا تناله الأيدي ولا أحد يعرف هذا المكان الا كريقلة وزوجته بشعة. لكنالشديد كان الرجل على شجرة يشاهد ما جرت بين كريقلة وزوجته في شأن الجرة.
فراغ الرجل إلى السلطان وأخبره بشأن الجرة فأرسل السلطان أعوانه إلى كريقلة لأخذ الجرة. فمازال كريمة سعيدا مع زوجته إذ فوجئ بأعوان السلطان قائلين له هات الجرة التي أدخرتها بسرعة. فما كان لكريقلة إلا أن بذهب حزينا كئيبا إلى مكان الجرة واستخرجها وسلمها لهم. وبعد برهة تذكر كريقلة مكافأت الثعبان فضغط على الخاتم فجاء الثعبان إليه وأخبره بما أصابه فلم يلبث ثعبان حتى ذهب وأنساب إلى دار السلطان والتف بعنف بنت السلطان،فحاول السلطان، مع السحرة لكن فشلوا ففي النهاية استطاع كريقلة بفصل الثعبان عن عنق ابنته شريطة استر جائه جرته فأوفق السلطان وقبل أن يستلم كريقلة جرته قص على السلطان قصته مع هذا الرجل فغضب السلطان وعزم على إعدامه بيد أن كريقلة طلب من السلطان بتخفيف العناب على الرجل فقطع السلطان أذنه فنفاه من البلد.
يتناول القاص قصة تعكس انطباعات الخلق حول معاملته مع الآخرين. فرسم القاص أساس نبائه لهذه القصة مال الإنسان اسمه كريقلة يعيش مع أبنائه معيشة الفقراء. تعتمد حياتهم على ما يحصلون عليه من الصيد فهذا الرجل هو بطل القصة. والشخصية الأساسية لها نساعدها في تنسيق الأفكار شخصيات أخرى تضم السلطان (قمبو) وزوجته كريقلة (بشعة) ورجل آخر لم يذكر اسمه. والقصة مع وضوح فكرتها وتصويرها لموضوع مهم إلا أن الكاتب مزج فيه الواقعي بالخرالي فنشاهد أن قسطا كبيرا من القصة يدور على أشخاص واقعيين وجزؤها الآخر حيوانات تشارك بدور الأشخاص "الفيلة" "والثعابين" وتخلل القصة الحوار عند ما رجع الرجل مع الجرة ووضعها قبالة زوجته نهضت مزعورة من فراشها لما أبصرت مجوهرات ونقود وقالت:" من أين لك هذا؟ هل سرقت الجرة ياكريقلة؟ لبس الآن "يابشعة" أخبرك غدا بأمرها.... بل قولي لي ماذا تفعل؟
قال كريقلة: "علينا أن تخبئ الجرة وإلا نخبر أحدا بأمرها حتى لا يعلم السلطان بذلك وتحل علينا اللعنة قال زوجته...".
تتعاقب الأحداث وتتطور في نسق بديع متقارب الأجزاء متسلسل الأفكار، فلما فرغ
من الحديث مع الفيل وأخذه العلماء منه التفت إلى الثعبان ليصوغ ما حدث له من أحداث وهنا نعيش معه أجواء الحد الخرافي الذي يصعب على العقل تصديقه.
ومما يحملنا نعيش في عالم الخرافي قوله: "فواصل الاثنان السير داخل الحفرة وكانت الحفرة تتسع قليلا قليلا وفجأة ظهر أمامهم قصر كبير مضاء بمصابيح...."
واصل سيره ليؤدي بنا إلى العقدة في الوقت الذي يسأل السلطان "كريقلة" ويقول له: (أين الجرة أين خباتها أجب بصراحة وإلا قطعت رأسك). تشير القصة بأن هناك واشيا بلغ الخرالي السلطان دون أن يتوقع كريقلة ذلك وهذا سرعان ما جعله يتهم زوجته وهنا ملاحظة دقيقة يرمز إليها القاص بشكل غير مباشر وهو أن المرأة ضعيفة في الغالب حول الاحتفاظ بالأسرار فلذا بادر كريقلة إلى اتهامه إياها ولأنه لا أحد اطلع عليه عندما ادخر الجرة حاول الكاتب أن يرسم لنا صورة رائعة زيننها بأحسن الألوان كي تظهر الصورة واضحة لينتقل القارئ تدريجا من العقدة إلى الحل فجاءت الصورة مكونة من ثعبان طوق رقبة ابنة السلطان الوحيدة وما وجد السلطان أي حل إلا ليطلب من السحرة أن يبحثوا له عن حل هذه الحادثة فلبوا دعوته وقاموا بكل المحاولات إلا أن هذه المحاولات لم تأت بنتيجة مما زاد حزن السلطان.
أخبر الثعبان كريقلة بأن أباه يريد أن يسترجع له كنزه المفقود بعد أن يذهب إلى السلطان ويسعى بفصل الثعبان من رقبة ابنة السلطان قال الكاتب: في إحدى فقراته" بعد يومين سمع(كريقلة) ضربات الطبول، في ساحة القرية معلنة حدوث أمرها فهم سرعان إلى الساحة ليجدها مكتظة بالناس وبعد قليل حضر السلطان(قمبو) وكان يبدو حزينا كغير عادته وخطب في الناس قائلا: يا قوم لقد طوق ثعبان رقبة ابنتي الوحيدة البارحة ليلا وربما أصيبت الفتاة.
إذا حاولنا قتله، لذا طلب من كل السحرة أو كل شخص لديه خبرة في قتل الثعابين 100 الحضور لإنقاذها وستكون له جائزة قيمة عندنا وما انتهى من خطبته حتى نزل من المنبر وتوجه إلى القصر فأسرع السحرة خلفه وتجمعوا أمام القصر إلا أن كل محاولات بات بالفشل مما زاد حزن السلطان على ابنته". (الهادي محمد آدم، مومبتشو:80). وهكذا أنساب الثعبان وأتى كريقلة قائلا له:لأن جاء دورك.
وأخبره بأن الحادثة التي حدثت إنما حدثت لأجله فما عليه إلا أن يسرع إلى منزل السلطان وقوم بفصل الثعبان عن رقبة ابنته السلطان ويكون بشرطين: أولهما استرجاع الجرة كاملة
ثانهما: استدعاء الرجل الذي وشى به أسرع كريقلة" إلى منزل السلطان وأمام الباب استوقفه الحرس بعد أنعرفه إلى أين يا هذا؟ سأل الحرس".
جئت لأخلص ابنة السلطان من قبضة الثعبان(كريقلة) أنت .... أنت تخلص ابنة السلطان؟ لقد حاول كل السحرة ذلك لكنهم لم يستطيعوا فهل تظن أنك قادر على ذلك؟ قال الحارس: سمع السلطان ما دار بين الحارس و(كريقلة) فأمر بإدخاله ثم قال أحقا يمكنك ذلك؟ فرد (كريقلة) سأحاول ولي شريطين إن فعلت وأملي الشرطين على السلطان.حسناسأمنحك الفرصة فإذا فشلت قتلتك وإن فعلت نفذت لك شرطين.
دخل (كريقلة) غرفة الفتاة وأغلق الباب خلفه فوجد الفتاة في زهول تام وما أن أمر الثعبان بالتخلي منها حتى تدلي من على رقبتها وخرج من نافذة الغرفة أخذ طريقه إلى الخارج فأخذ (كريقلة) الفتاة من يدها وخرج وما أن أراه السلطان ابنته حتى صاح. ابنتي ابنتي. فأسرع واحتضنها إليه وسر(كريقلة) بأن يجلس بالقرب منه وسط دهشة الجميع، وعند مازالت دهشة السلطان أمر باخضار الجري وسلمها كاملة. أمر بالبحث عن الرجل الذي وشى به فأسرع الحرس في البحث عنه.
حضر الرجل، وكم كانت دهشة(كريقلة) حين رآه وصاح.
أنت – أنت الذي وشى هذا الرجل، هذا الرجل الذي أنقذك من الموت وقام بسرد القصة على السلطان. عجب السلطان لأمر الرجل فأمر السلطان بقطع رأسه إلا أن (كريقلة) رفض ذلك الحكم وطلب من السلطان تخفيف عقابه وأمر السلطان بقطع أذن الرجل ونفيه من حدود السلطة. وعاد(كريقلة) إلى منزله وأصلح بينه وبين زوجته وصار أغنى وأسعد زوجين في المنطقة). (الهادي محمد آدم،مومبشو:81).
القصة الثالثة: إدريس البناء لموسى حسن شاري
هذه القصة تشيرا إلى واقع الحياة الذي يعانيه بطل هذه القصة والذي يمثله الباني الذي يقضي طول يومه في مساعده الأهل والجيران فقد لجأ إدريس مع زوجته إلى الكاميرون.
أثر الحرب الأهلية التي وقعت في أنجمينا و بعد برهة اللاجئون رجعوا ورجع معهم إدريس وزوجته تشاد، فوجدوا ديارهم قد صارت أطلال فلم يبق دار إلا دار إدريس البناء كمساعد الأهل، والأصدقاء والجيران، وهذا مما جعله ماهرا بمهنة البناء إلا أنه لا يستفيد من هذه المهنة إلا مواعيد عرقوب، كان يعود من عمله وهو يقطع مسافة شاسعه بالأقدام وهو صفر اليد كأنه يساق إلى النار وهو كاره ويرى الدنيا حوله عابسة الحال فكان يفكر في أي حيلة يتوسل بها ليسلم من مشاكل زوجته أم سلام فهي لا تقدر ظروفه فأحرى أن تسمى أم حرب فإذا حزنت كان ثورتها تهدم أركان البيت.
سلم عليه أحد المشاة فلم ينتبه لأنه كان مشغولا الحال فهو لم يحزن لفقره بقدره ما حزن لملاقات زوجته "لم يأسف على هذا بقدر أسفه على خوفه من ملاقاتها استخدم القاص الألفاظ العامية من خلال بطله الذي نسمعه وهو يقول:"ما هي بس المر تقي من الظلمة الكنت فيها يوم كنت فيها قاعد لو نوعم في بحر هنا مريسه ما نعرف راسي من قصري ولا نعرف شغل واسمه عين ولا قال ذاعدال وداك هو أن تمر مع في الفسالة مثل كشونك خدمة كلهما عندي إما إبليس شغل عجيب هي هي " ومما أشار القاص إلى الحالة نفسية التي يعانيها بطله كونه يخاطب نفسه أن زوجته صارت مثل الرجل تمشي إلى السوق من أجل توفير ضروريات الحياه فعبر القاص عن هذه الصورة بلهجة تشادية قال: "وقت ذاك هي بقت تخدم و تمشي إلى السوق فجر وتقبل وما تقبل إلا المسا تفتش ريال ريالين هنا المصاريف للبيت بعين هي بقت الراجل وأنا المرأة لكن قصر لي الفردي هي هي يبتسم في رثاء لحالته تلك وبدأت أخته سخطة على زوجته ويخف شيئا فشيئا وهو يتذكر مواقفها مواقفها معه في أجل حالك الظروف حينا أغلقت الشركة الأجنبية التي كان يعمل فيها من جراء نشوب الحرب الأهلية التي حولت العاصمة أنجمينا إلى مسرح للعمليات وانتشر الجثث ولأشلاء في الأزقة والممرات حتى أضحت الكلاب وغنم الكردي تأكل اللحم الآدمي وقتها".
وهكذا صارت حياة إدريس مع زوجته فذات يوم من الأيام تغيرت تماما وسلك منهجا لم يسبق له مثيل حيث عزم على أن يواجه زوجته بكل معنى الرجولية فلا يتناول "ما أن تناول هي أو يتضارب معها فبينما هو عائد إلى البيت بهذه النية فطرق الباب بشده فتحت له زوجته فدخل والعرق يسيل على جبينه فما لبثت حتى بسطت له الفراش وقدمت له الوسادة بسرعه ثم طفقت تخلع له نعليه وأحضر الشاي الأخضر.
ثم سأل زوجته بالعمية "وين الألمي ندور نبرد جاوبته بصوت قعي سمح فأعدت له الماء فدخل الحمام وهو يستغرب أن يكون زوجته في هذه الحالة إلا أن يكون في الأمر معجزة. آوى على فراشه وزوجته تتحدث مع جارتها حديثا متوليا كأنه من نتائج فرحها. ثم دخلت عليه زوجته بصوت جذابه أكثر من ما مضى بل حتى آواه ليله بات معها ما كانت بهذا الشكل فجلست حوله بأدب فائق وقالت له: أتى صاحبك قبل قليل بخبر سار وهو انه قد سمع اسمك فـ الراديو فعليك أن تذهب إلى البلدية لنستلم أوراق أرضك الجديد، وتكاليف بناءها، ثم سكت مليا ثم قالت بلهجه: بركة لينا كلنا كاد إدريس أن يطير من الفرح فأخذ يفكر في البناء هنا غرفة النوم وهناك صالة وغرفة خاصة للأولاد وللضيوف ومخزن للبضائع ، وسرعان ما عاوده القلب والهموم وهو يقول في نفسه أهذا حلم أم حقائق وما يدري ما يفعل حتى شعر كأنه في حفرة مظلمة مالها قرار.
وقد صور القاص هذه الصور "وشعر بالقدر يشمت بهي قهقهاته الساخرة ممزوجة بصوت زوجته التي بدأت توقظه من النوم بجلجة وضجيع لعناتها المتتابعة لا قوم... قوم يا فقري الساحة عسرة ولس نائم ... ذا رجل هنا شنوا حرسوم شوف ليك، شفت الأولاد، ما عندهم حق الفنقاسو" فبدأ يفتح وزوجته فوق رأسه تسب وتصيح وأدرك أن كل شيء تافه وأن الحياة بلا معنى.
نلاحظ من هذه القصة أن زوجة إدريس البناء لم تشارك زوجها في محاولة إيجاد المصاريف اليومية بقدر ما في حين أن السيدة تومة تساعد زوجها وتستعين أحيانا بأهلها في توفير المعيشة اليومية وتبيع ممتلكاتها النفسية من الذهب والفضة لتشديد الحجات الضرورية مثل الأطعمة والملابس ونقود الإجارة ومع ذلك كأنها راضية بهذه الحياة ولا نسمعها تشتم زوجها ولا تقابله بوجه عابس بل تعيش معه في هيئة هادئة بخلاف زوجة إدريس التي تساعد زوجها حيث تذهب إلى السوق طلبا لتوفير المعيشة لكنها تشتمه وتحقره من زمرة الرجال حتى تكاد تعده من زمرة النساء.
القصة الرابعة: رياح المدن والقرى لآدم يوسف موسى
جاء(مارجيت) مع زوجته (سيدني) من جنوب فرنسا إلى تشاد في مدينة كمرا لأجل تبليغ الدين المسيحي وكان لهما مولوداً من مستوصف عريق بجنوب فرنسا، ومن المعلوم أن البيئة الفرنسية تختلف عن البيئة الإفريقية حيث ولدت بنتيهما (كلارس) في بيئة متوفرة بالمباني العالية والكهرباء والجو البارد مخلوك بالرياح الثلجية، وها هي الآن في مدينة(كمرا) ترى كل شيء غريب، الطبيعة الخلابة –الظلام –الهواء الطلق، البشرة السوداء، العادات والتقاليد كل هذه الأشياء عند كلارس عبارة عن حياة جديدة.
نهضت الأم لترى منزلها الجديد وسار الأب(مارجيت) لأداء الصلوات.
استعان القاص بالحوار الذي دار بين الأم وبين ابنتها.
- ماذا رأيت اليوم يا أمي؟
- رأيت الطبيعة جميلة وخلابة والأجادقة يعملون في الحقول بنشاط.
- لقد شتمنا البارحة رجلاً طويلاً فلم يرد عليه والدي.
- إن والدك شجاع لا تغره الحياة وهناك أناس ضعاف يظنون بنا السوء ينظرون إلينا بحقد وغيرة ونحن هنا لخدمة الرب.
- ولماذا يا أمي ونحن لم نفعل لهم شيئاً؟
- لا تهتمي بمثل هذه الأسئلة، هيا لقد تأخر الوقت اصعدي إلى سريرك ونامي.
- ألا تنامين الليلة بقربي؟
- ابتسمت الأم الحنون وقال:
- أنت جميلة وسأترك الرب بقربك هيا نصلي للرب معاً بها يا آدم يوسف موسى.
وعندما ذهبت بها إلى المدرسة واجهت مشكلة أخرى وهي أن الوجوه تنظر إليها بكثرة بالإضافة إلى همسات وإشارات مما جعلها تتأثر بهذه التصرفات، وأصبح التلاميذ يتساءلون عن حالها بين من يقول: إنها بيضاء مثل السحاب وآخر يقول: إنها نصارى.
جلست عند فتى شديد السواد ناعم الشعر جميل الوجه لولا كبر أنفه فهذا ربما مما زادها قلقاً وخوفاً، وذلك أن الشاب أيضاً كان في حالة توتر وقلق، وحتى المعلم إذا دخل الفصل يخاطبها قبل سائر التلاميذ فهذا مما أدخل في نفسها شيء آخر.
عندما دخل التلاميذ للفسحة يتجمع التلاميذ حولها بهمسات وكلمات لا تكاد تفهم ما يقولون.
قال القاص: (صاح أحدهم بصوت طفولي)
- أنظروا إلى شعرها يا له من غريب إنه يشبه لون الشمس عند المساء.
- فقال آخر:
- وعينها خضراء مثل أوراق الفول.
- وقال آخر:
- وخديها أحمرين مثل الطماطم.
- وقال آخر:
- شفتيها كذلك
- وقال أحدهم:
- إنها تشبه اليبتو (الأفلان الكرتونية)
- وقالت أصغرهم
- إنها تشبه الأطباء
- رد أخوها:
- لا تكونوا حمقاء إنها ابتهم.
تراجعت الفتاة وخاطبتهم بفرنسيتها الثقيلة لم يفهمها أحد لولا أحد حاول أن يفهمها.
تبسمت بحرقة وخرجت وهرولة إلى مكتب المعلمين تظهر صورتها وهي هاربة مثل وردة حمراء تحملها الرياح) .
وعندما رجعت من المدرسة إلى البيت أخذت تقص على أمها ما حدث لها مع التلاميذ بأنه يسبونها ودمعها يسيل على خدها.
فطمأنتها أمها وقالت لها ما بك عيب بل أنك أجمل منهم وستجدين من يجبك وإنما يمازحنك فقط. (ولا تنسي كلام الرب يحب يجب أن نتعامل حتى مع من يكرهوننا بالرحم).
عاد الأب وقال لزوجته كيف حال عزيزتي.
- بخير ولكن أخاف على الصغيرة.
- لماذا تخافين علها هل حدثت مشكلة؟
- قالت الزوجة لا، إنها تشكوا بأن رفاقها في المدرسة يتعاملون معها بشدة.
- ضحك الأب واعتدل في جلسته قائلاً: وهو يسترجع تاريخ الاستعمار معللا بأنهم هم الذين نور للأفارقة وثقفوهم بأدوات تكنولوجية من سيارات وأجهزة ونظموا سياسة الدولة.
قال القاص في إحدى فقرته:
(غريب أمر هؤلاء الأفارقة، ربما هم على حق عندما يكرهوننا كغاضبين)
أما الآن تغير كل شيء، إنهم يجعلون أننا جئنا لهم بالعربات والأجهزة والتكنولوجيا كذلك استطعنا أن نجعلهم يعيشون في دولة ذات كيان وأساس حضاري ولكن سيأتي اليوم الذي يفيقون فيه.
لقد ذهبت إلى أبعد مما كنت أتصور وهذا رأيك.
- أعرف ما تنوين الوصول إليه أن الصغار أبرياء إنها بريئة ولكنهم سيألفونها) .
وهكذا استمرت الفتاة كلاريس في حالة توتر وصمت دائم حتى بعد فترة وجدت صديقاً لها يسمى (كوكومات) كان هذا الولد ابن موظف كبير فتجول معه في البلدان والعواصم فهذا مما جعل (كوكومات) مثقفاً يعرف الفرنسية ويعرف العواصم مثل: ياوندي ولاقوس، وكانوا، والقاهرة، وبنغي، فأخذ كوكومات يحدث كلارس، تصغي إلى أحاديثه وقصصه وأحياناً يمشي معها إلى الغابة ليتمتعا بالنظر إلى الأشجار وأكل الفواكه والخضروات وفي المدينة أو القرية يمشي معها إلى مجالس البنين ويشتري لها الخمر الإفريقي، ثم يصاحبها إلى الكنيسة لأداء الصلاة، وتارة يعدها بالهدايا الإفريقية وطوراً يصف لها حياة قريته ويسألها عن حياة مدينتها.
قال القاص: (سوف نذهب إلى مجالس البنين ونشتري النبيذ الشعبي لنشتري الخمر الإفريقي إن طعم البلبل: نوع من أنواع النبيذ يحبب إلى الحياة ويجعلني قريب من الله سندخل الكنيسة لنؤدي الصلاة في خشوع يا كلارس أنا وأنت وأخوتي وأصدقائي:
سأهديك حوائج إفريقية من تماثيل وزينة تجمل لك الغرفة فقلت ... الأفارقة هب لأبي، سنذهب إلى الوديان ونصطاد الطيور ونأكل المانجو، والقرونفوت والموز والأناناس بعد غسها من مياه الوادي، إن الثمرة الطازجة طعمها ألذ وأطيب، سنمرح سوياً بين الأشجار ونقطف الورود وهناك العاب كثيرة سنلعبها في حارتنا البهجة والسعادة، أعتقد أن تركيب مدينتنا تختلف عن مدينتكم أليس كذلك؟
سكت بعد أن تكلم كثيراً فردت بحماس.
- في مدينتنا سيارات كثيرة ودخان المصانع ورياح الثلج الباردة تزعجني، عند بيوت اسمنتية ضخمة يحتشد فيها الآلآف من البشر وكبارى عملاقة وشوارع معبدة وأشاء أخرى تبنى لسنوات طويلة حتى أن البعض لا يراها فأضاف (كوكوماتا مبتهجاً)
- الحياة جميلة في القرى الصغيرة أن زرت المدن الكبيرة عندما كان أبي على قيد الحياة لكني لم أجد المتعة فيها، أنت فتاة مهذبة لطيفة وأنت كذلك.
- قولي لي يا صديقتي هل النبيذ يحرمه الدين؟
- لا أعرف ولكن سأسأل أمي.
كانت كلماتها تأتيها حلوة تنساب إلى مسامعها في لطف فوقفت بمحاذاته.
جاء انطلق ركضنا فتبعته تريد أن تلحق به في الوقت جاءت فيه عربة البيجو تنتظرها والأب (مارجيت) يبدوا قلقاً مضظرباً. (آدم موسى، كالصريم)
يفيدنا القاص أن العداوة والبغضاء كانت موجودة بين الجنوبيين والشماليين قديماً أما الآن فقد بدأت تزول ربما نقول قد زالت وحل محلها التآلف والتعاون في مصالح المجتمع وصالح الوطن التشادي وهذا ما نلمسه في الحوار الذي دار بين التلميذ الذي يريد أن يعومه ثم أضاف إلى فكرة العداوة المتواجدة بين أهل الشمال وأهل الجنوب في حين أن أحد الأساتذة يستمع إليهما فيدخل ويلوم هذا الأستاذ الجنوبي الذي يريد أن يثير هذه المشكلة.
قال القاص في إحدى فقراته:
(كان الصبي يصغي مرهف الروح والنفس بطمأنينة وكان جسمه الممتلئ بالعضلات الصغيرة يرتعش طرباً للحديث، والمعلم يضيف إلى كلامه حديثاً آخر بلا توقف.
- لقد ناضل أبوك من أجل البلاد وحاول فرض الانفصال بين الشمال والجنوب ولولا رحيله لما أصبحت صعلوك المدينة الصغير.
- تدخل معلم كان يصغي إليه عن بعد:
- لا تكن حاقداً يا أستاذ (بيتار) أنتم الجنوبيون تخلقون الحقد والكراهية حتى في الجيل الجديد، نحن لا نريد أن نقف في نزاعات وخلافات ولابد للمثقف أن يحمل وعياً كاملاً وقلباً صافياً.
الشخصيات الرئيسية:كلارس- مارجيت - سدني- كوكومات.
الشخصيات الثانوية:
- فتى شديد السواد،المعلم، رفاقها، أخوها أصغرهم،أحدهم،الأفارقة،الصبية استاذ جيتار،الجنوبيون.
- البيئة المكانية: جنوب فرنسا، مدينة كمرا، الغابة، حارتنا.
- البيئة الزمانية: يبدوا أنها قد تستمر من زمن ولادة كلارس إلى وقت دخولها المدرسة ثم اتصالها بتلميذ مثقف يجيد اللغة الفرنسية مما أتيح له فرصة الحوار معها في حين أنها لم تجد من يتحدث معها من قبل، الشتاء.
الألفاظ التي تشير إلى بيئة فرنسا:
(سيارات كثيرة-دخان المصانع-رياح ثلجية باردة –بيوت اسمنتية ضخمة- أشياء تبنى لسنوات طويلة-أعمدة التلفونات.
الألفاظ التي تشير إلى بيئة كمرا بتشاد.
(الأدغال –الخضرة-الطبيعة الخلابة-الظلام المرعب- الهواء الطلق- البشرة السوداء- الغابة- البقلو- البلقاس- الخمر الإفريقي- البلبل –الوديان – الطيور –المانجو – أشجار القطن –البرك الصغيرة – التربة الحمراء- أسود – المديدة –العصيدة.
استعان القاص بالمجاز المرسل حينما يصف لنا بيت(مارجيت)، كان بيت أسرة (مارجيت) ينعم بالسعادة والفرح ومن المعلوم أن البيت بحد ذاته لا ينعم وإنما من فيه وهذا نوع من أنواع المجاز المرسل الذي يطلعق المحل ويراد به من فيه كمن يقول كلمت بيتاً وهو يريد أن يقول كلمت من في البيت.
كما أنه استخدم مجموعة من التشبيهات.
قال القاص: (ظهر الفجر مشرقاً كرجل دين وقور وطلعت حبال الشمس كخيوط ذهبية ناصعة).
- إنها بيضاء مثل السحابة
وصف القاص شعر كلارس بصفة تدل على أن شعر كلارس ليس كشعر نبات تشاد حيث يقول: (وكانت ضفائرها الشقراء المخلوط بالشعر الأسود الزاهي قد جعلها أشبه بدمية بلا استيكة، كما أن عينيها تختلف عن عيون مدينة كمرا (رأيت الأم في عيون ابنتها الزرقاء حلما ورأفة كما سمعنا قبل قليل من أفواه تلميذات المدرسة يصفن عينيها بالخضرة مثل أوراق الفول.
أبرز النتائج:
1-القصة القصيرة التشادية رغم أنها تمثل مرحلة البدائية إلا أنها متقدمة من الناحية الفنية.
2-القصة القصيرة التشادية تدور في نمط القصة الكلاسيكية التي تبدأ بمقدمة ثم معقدة ثم الحل.
3-يغلب على القصة العربية التشادية الطابع الاجتماعي.
4--تعتبر القصة الاجتماعية أكثر حضوراً في مشهد الأدب القصصي التشادي.
5-يغلب على القصة القصيرة التشادية الاتجاه الواقعي ما عدا بعض قصص الهادي محمد آدم التي تستمد مادتها من الأسطورة والخرافات.
6-تشترك القصة العربية التشادية القصة العربية العالمية من حيث ارتباطها بواقع الحياة والتزامها بقواعد فنية في الفن القصصي.
7-بعض كتاب القصة القصيرة تأثروا بالقدماء.
8-تمتاز القصة العربية التشادية بأن معظم كتابها شعراء.
9-تطرق كتاب القصة العربية في تشاد إلى موضوعات متنوعة و مبتكرة.

التوصيات:
1- يوصي الباحث إدارة الثقافة بتشاد أن تهتم بطبع الأعمال القصصية الوطنية وترجمتها إلى اللغة العالمية الفرنسية ونحوها.
2- يوصي الباحث إدارة الجامعة بماروا بتدريس القصة ضمن مقرر مادة الأدب العربي الإفريقي.
3- يوصي الباحث بالتبادل الثقافي مع دول الجوار ولاسيما الكاميرون.
4- يوصي الباحث إدارة الجامعة بإنشاء مسابقة حول القصة العربية والمحلية.
5- يوصي الباحث إدارة الجامعة بإنشاء الجرائد حول القصة العربية والمحلية.
6- يوصي الباحث إدارة الجامعة بتدوين القصص المحلية ثم ترجمتها إلى اللغة العربية.
المقترحات:
هذا، ويقترح الباحث:
1- إجراء البحوث والدراسات في الفن القصصي في مجالات أخرى مثل الخطابة والمسرحية والرواية.
2- إجراء دراسات موازنة بين أعمال كتاب القصة في الدول الإفريقية جنوب الصحراء.
3- إجراء دراسات بين الأمثال المحلية والأمثال العربية.
4- تدوين الأمثال المحلية.
5- تكوين لجنة ثقافية حول دراسة الفن القصصي.
6- إجراء دراسات موازنة بين القصة العربية والقصة الفرنسية أو الإنجليزية.
قائمة المادر والمراجع
1- الشوقي ، فرج عبد السلام ، ( وآخرون ) النقد الأدبي
2- محمد رشيد ثابت، البنية القصصية ومدلولها الاجتماعي في حديث عيسى بن هشام لمحمد المُوَيْلِحِيّ، دار العربية للكتاب، طرابلس، ليبيا، الطبعة الثانية.
3- محمد مندور: النقد المنهجي عند العرب، دار نهضة مصر، تاريخ النشر 1996م، القاهرة ــ مصر.
4- محمد يوسف النجم: القصة في الأدب العربي
5- محمود المقداد: تاريخ الدراسات العربية في فرنسا، صادر عن سلسلة عالم المعرفة التي تصدر عن وزارة الإعلام في دولة الكويت، الرقم 167، يناير 1970م.
6- المعجم الأدبي، جبور عبد النور، دار العلم للملايين 1984 ط. الثانية
7- ميشال جحا: خليل مطران باكورة التجديد في الشعر العزى، دار المسيرة، بيروت لبنان، بدون تاريخ
8- نجيب محفوظ والقصة القصيرة، تأليف: إيفلين يارد الناشر: درا الشروق للنشر والتوزيع ط1 1987م
9- جمعة، إدريس آدم ، بيت أم شبش ، مخطوط



#أبوبكر_أبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ذبدبات من غزة- يظفر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن ال ...
- إعادة الإنتاج في 2024.. أفلام تبحث عن نجاح الماضي لكن النتائ ...
- نزل تردد قناة ماجد الجديد 2024 أحلى الأغاني المميزة لأطفالك ...
- دوناتا كنزلباخ.. ناشرة ألمانية وقعت في غرام الأدب المغاربي
- -منتدى أصيلة- يحتفي بـ-شغف وإرادة- محمد برادة
- ماضي الهيمنة والاستعمار.. هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها ...
- نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة ...
- الإعلان 2.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 168 مترجمة على فيديو لا ...
- مسلسل الدم الفاسد الحلقة 10 مترجمة قصة عشق
- محاسن الخطيب: فنانة تشكيلية من غزة تنبأت بمقتلها في الحرب -و ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبوبكر أبه - القصة العربية في منطقة بحيرة تشاد القصة الاجتماعية في الأدب التشادي نموذجا