أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - محطّات نوعية في مسارات كفاح الشعب الفلسطيني.















المزيد.....

محطّات نوعية في مسارات كفاح الشعب الفلسطيني.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تجارب الشعب الفلسطيني الكفاحية ، وتجارب شعوب المنطقة في سعيها لبناء مقوّمات المشروع الوطني الديمقراطي ، ثمّة عامل رئيسي مشترك أحاول توضيح درجة أهميته .
لنتابع بعض الوقائع ، على أمل إدراك دروس التجربة ، و الوصول إلى الاستنتاجات التي تساعد شعوب المنطقة  ونخبها  الوطنية على  امتلاك بوصلة النضال الوطني التحرري:
أوّلا، ،
في تجارب نضال الشعب الفلسطيني الوطنية التحررية  :

سعيا لتحقيق أهدافه السياسية المشروعة، مارس الشعب الفلسطيني ونخبه  نوعين من النضال ، في مسارات متناقضة، وكانت النتائج مختلفة :
١
الكفاح المسّلح ، في  مسارين وصيرورتين  منفصلتين :
أ- بين ١٩٦٨ ١٩٨٢، وقادته نخب  حركة التحرر الوطني الفلسطيني في إطار جبهة وطنية ديمقراطية، شكّلتها "منظمة التحرير الفلسطينية". وباتت سياسيا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني...
هذا الجانب العسكري المسلّح  ، وصل إلى هزيمة في بيروت ١٩٨٢، رغم تشبيكه مع المقاومة الوطنية الديمقراطية  اللبنانية ، وخسرت البندقية الفلسطينية واللبنانية الوطنية  الرهان أمام تقدّم جحافل جيش العدو وميليشات الإسلام السياسي  ..وكانت نتيجة طبيعة لخلل  ميزان قوى الحرب مع دولة الاحتلال  اوّلا ، وتمدد  أدوات المشروع الإيراني( الأمريكي)، ثانيا  ، رغم ما قدمه الجميع من تضحيات عظيمة ، خاصة خلال حصار بيروت ...
ب- الشكل الثاني من الكفاح المسّلح ، وتنطّحت لقيادته ميليشيات الإسلام السياسي الفلسطيني الجهادي، بشكل تدريجي،  ومتصاعد التأثير والفعل منذ ١٩٨٨ ، تزامنا وتساوقا  مع مسار انتفاضة الشعب الفلسطيني  السلمية الأولى نهاية   ١٩٨٧،و مع نتائجها في تسوية  أوسلو ١٩٩٣ وبناء مؤسسات السلطة ، وفي مواجهتها  منذ  ٢٠٠٧، ( وب" التحالف  مع بقايا قوى اليسار الفلسطيني  المُفلس!)ووصلت  اليوم  في مسارت الحرب الإسرائيلية الانتقامية  في أعقاب هجوم طوفان الأقصى إلى هزيمة كاملة سياسية وعسكرية ، لم تقتصر على التنظيمات نفسها، بل وألحقت  تدميرا شاملا  بالشعب الفلسطيني وبناه الاجتماعية والسياسية والعمرانية....بما فيها إنجازات أوسلو على صعيد مؤسسات الحكومة الفلسطينية .
٢ مقابل الكفاح المسّلح، الوطني والإسلامي،
عرف النضال الوطني التحرري الفلسطيني نهج الانتفاضات الشعبية السلمية ، وأتت عمليا الإنتفاضة الأولى ردّا  كفاحيّا على فشل نهج الكفاح المسّلح في بيروت :
أ- بين ١٩٨٧ ١٩٩٣، وقد أدّت إلى فرض اتفاقيات أوسلو وإطلاق مسار تسوية  سياسية  لتأسيس سلطة وطنية فلسطينية لاوّل مرة في التاريخ ....وأوصلت القيادة السياسية( منظمة التحرير الفلسطينية)للكفاح المسّلح، المهزومة في بيروت والمنفيّة  والمطاردة في تونس ،  إلى قيادة كيان سياسي فلسطيني، بدءا من قطاع غزة ورفح - وكان في ذلك استحالة في نهج السلاح ورفض التسوية السياسية...
ب-  بين ٢٠٠٠ ٢٠٠٥، وقد أدّت إلى انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة ، وقطعان مستوطنيه  من محيطه، وتعزيز وقائع صيرورة الدولة الوطنية الفلسطينية.....
ثانيا ،

في الاستنتاجات الواقعية ...كان يمكن لإنتفاضة ثالثة أن تفرض انسحاب جيش الاحتلال من القدس الشرقية ..ويكتمل مشروع بناء مؤسسات دولة فلسطينية على مناطق ١٩٦٧..توافقا مع قرارات الشرعية الدولية وجامعة الدول العربية...
التساؤل :
مالذي قطع صيرورة الدولة الوطنية الفلسطينية؟

 الذي قطع مسارات و صيرورة استكمال خطوات بناء مؤسسات الدولة الوطنية الفلسطينية هو على صعيد العامل الفلسطيني ( الذي تكامل مع أهداف قوى اليمين  الصهيوني)نهج  العسكرة والميلشة الحمساوي ، وقد توقّفت جميع أشكال انتفاضات الشعب الفلسطيني السلمية بعد احتلال حماس لقطاع غزة ٢٠٠٧ ، ودخولها  في صراع  سياسي مع السلطة الفلسطينية، وزحف ميليشاوي على الضفة ، على أحقيّة تمثيل الشعب والقضية ، وسعيها للسيطرة على الضفة الغربية ؛  وحروب غير متكافئة مع جيش الاحتلال  :

انتهجت  "حماس" " المقاومة المسّلحة"  ، كبديل وفي مواجهة نهج الانتفاصات السلمية ،  ورفضت  مبدأ ومسار ونتائج ووقائع التسوية السياسية التي اتّهمت أصحابها بالخيانة الوطنية ،  رغم هزيمة تجربة" الكفاح المسّلح " التي قادتها منظمة التحرير، وسيطرت  على قطاع غزة بانقلاب عسكري٢٠٠٧ ، وقسّمت جغرافيا الكيان السياسي الوليد ، الذي في سياق الانتفاضات الشعبية  السلمية  و ثمرة لتضحيات الشعب الفلسطيني   في مناطق ١٩٤٨..و ١٩٦٧، إلى كانتونين متصارعين على تمثيل الفلسطينيين، وقضيتهم الوطنية ، ومن ثمّ  أطلقت مسارات حروب" دنكشوتية"  متتالية ، غير متكافئة  مع جيش الاحتلال ، نتج عنها إدخال الشعب الفلسطيني في اتون خمسة حروب طاحنة  منذ نهاية٢٠٠٨ وحتى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وكانت النتيجة سقوط مئات ألوف المدنيين وتدمير شروط صيرورة السلطة الفلسطينية، لمصلحة خطط وسياسات اليمين الصهيوني.
لم تكتف حماس بذلك، بل أدخلت قضية الشعب الفلسطيني الوطنية في اتون حروب القوى الإقليمية، عندما استعانت بالنظام الإيراني الذي يُصارع إسرائيل على تقاسم الحصص  ومناطق النفوذ ،فغيّبت الطابع الوطني ، وقسمت الموقف العربي، الرسمي والشعبي  ، وجعلت من الاستحالة الاستمرار في استكمال  بناء  مؤسسات الدول، وقد تقاطعت سياساتها مع مصالح وسياسات اليمين الصهيوني الساعية لوقف نهج الكفاح السلمي و  لتفكيك إنجازاته السياسية في مؤسسات السلطة الفلسطينية، وصيرورتها  على مناطق ١٩٦٧.


ثالثا  ،
على صعيد نضال شعوب المنطقة الديمقراطي.
اخذت نضالات شعوب المنطقة خلال الألفية الجديدة شكل حراك وانتفاضات شعبية سلمية ، بدءا من طهران ، ٢٠٠٩، وليس انتهاءا بالموجة الثانية من حراك الربيع ، في العراق ولبنان ٢٠١٩، وقد استخدمت سلطات الأنظمة وشركاؤها الاقليميين والدوليين اسلوب التطييف والعسكرة لقطع صيرورة الانتفاضات السلمية ثورات ديمقراطية، وكان استمرار نهج الحراك السياسي السلمي وتصاعد نضالات شعوب المنطقة  ونخبها  كفيلا بفرض انتقال سياسي وتحوّل ديمقراطي....
رابعا ،
في النتيجة ، وخلاصة القول :
يستخدم أعداء أهداف التحرر والدمقرطة على صعيد سلطة الاحتلال وسلطات الأنظمة والقوى الدولية ( الولايات المتّحدة )أساليب  التطييف  والحروب الميليشياوية لتقسيم الشعوب وعسكرة حراكها السلمي  ، ومنع تحقق أهداف التغيير الديمقراطي والتحرر الوطني...وقد كانت ميليشات الإسلام السياسي الجهادي الأداة الرئيسية للجميع، ولا يخرج عن ذلك دور حماس أو غيرها من الميليشيات التي ارتهنت للمشروع الإيراني وباتت ليس فقط  أذرعه  المحليّة  في الصراع ضد المشروع الإسرائيلي النقيض، بل وأيضا " خنجرا" في مواجهة انتفاضات شعوب المنطقة الديمقراطية وأدوات  لتفشيل مؤسسات الدول الوطنية .
والحال هكذا، لا غرابة في أن تحاول نخب  "اليسار الإسلاموي" ( العلمانويّة !) وقوى اليمين الفلسطينية والإقليمية التي ارتبطت بمشروع السيطرة الإقليميّة الإيراني  أن تغيّب تلك الحقائق ، ومن واجب النخب السياسية والثقافية الديمقراطية الوطني التأكيد عليها ، وكشف  فشل اسلوب الكفاح المسّلح ، وما بات يشكّله السلاح من أداة بيد أصحاب المشاريع  الإقليمية  المتصارعة وقوى الاستبداد السياسي ، والعمل من أجل إعادة توفير شروط إطلاق انتفاضات فلسطينية سلمية ، تبقى الخَيار الأفضل لتحقيق أهداف المشروع السياسي الفلسطيني في إطار حل الدولتين..

ملاحظة :

من اكبر الأكاذيب التي روّجها أعداء مسار التسوية ، عربيا وفلسطينا،( إعلام النظام السوري- الرافض للتسوية لأهدافه الخاصة، الغير مرتبطة بمصالح الشعب الفلسطيني-، وابواقه" الفلسطينية واليسارية " )هو أنّ أوسلو " مؤامرة " ؟

فهل يمكن أن تقدّم "المؤامرة  الإسرائيلية" فرصة تاريخية لبناء مؤسسات دولة فلسطينية؟

ثمّ  ،

لو تمّت اتفاقيات أوسلو في سياقات  و أعقاب  غزو بيروت ، ١٩٨٢، كان يمكن الاستنتاج انها أتت في سياق صفقة مع قيادة المنظمة ...وعرفات ..لكن

إذا كانت قيادة منظمة التحرير مهزومة ،  ومحاصرة في تونس منذ ١٩٨٣  ، مالذي يجبر حكومة العدو على تقديم تنازلات لها بعد عشر سنوات  ، والسماح لها بالعودة  ، وتأسيس سلطة ؟

هل تقدّم حكومة العدو ذاك التنازل، ( الذي اعتبرته قوى اليمين جريمة بحق إسرائيل وقتلت عرّابه الإسرائيلي" رابين"  وخاضت حروب لإجهاض مساره منذ ١٩٩٥)، كرمال عيون عدوّها التاريخي اللدود  ياسر عرفات؟

المنطق والوقائع تقول بأنّ تضحيات ونضالات الفلسطينين في مناطق ١٩٦٧ ، ١٩٤٨، خلال الانتفاضة الأولى( ١٩٨٧ ١٩٩٣)  هي التي فرضت على حكومة العدو تنازلات  اتفاقيات أوسلو، ولا يُضعف  من موضوعية هذه  الحقيقية تساوق توقيعها مع مسارات " مدريد "ان، وقد حصلت في أوسلو...وليس في  واشنطن، حيث كانت تدور ممحاكات غير مجدية ، ولم تصل إلى نتيجة على المستوى السوري ...اللبناني .

نقطة أخرى ، القول بانّ أوسلو نتيجة مؤامرة، ينتقص من قيمة نضالات الفلسطينين وتضحياتهم خلال الانتفاضة الأولى، ولم تتوقّف الانتفاضة الأولى ١٩٩٣ إلّا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو..

فوق كلّ ذلك، هل كان انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة عام ٢٠٠٥ مؤامرة أيضا ؟

ألم يكن ثمرة نضال الشعب الفلسطيني نفسه خلال الانتفاضة الثانية ( ٢٠٠٠ ٢٠٠٥)؟

أليس هذا تأكيدا قاطعا على طبيعة الظروف النضالية الفلسطينية التي قدّمت اتفاقيات أوسلو  كأعظم  انتصار سياسي لكفاح الشعب الفلسطيني  السلمي ، وتأكيدا على فاعلية هذا النهج بالمقارنة مع الهزائم التي جرّها الكفاح المسّلح؟!



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قاتل - يحيى السينوار - بشجاعة حتى الاستشهاد؟
- في مسارات الحرب- أهدافها وأدواتها. الجزء الثاني.
- في -مآلات الحرب  المحتملة بين حكومة الحرب اليمينيّة الإسرائي ...
- في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات ثقافة و مواقف قوى اليسار( ...
- في- قنبلة الرف- الإيرانية و آليات السيطرة التشاركية الأمريكي ...


المزيد.....




- وزير خارجية مصر: التفاوض مع إثيوبيا جرى لأكثر من 13 عاما دون ...
- لافروف: لا يمكن أن تنتهي العملية العسكرية الروسية في أوكراني ...
- أوكرانيا تقر.. قد نتنازل عن أراض لروسيا
- محلل عسكري إسرائيلي: وفق تقديرات الجيش سيستغرق تطهير البنية ...
- -حزب الله- ينفذ 25 عملية ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد
- دمار شامل.. الجيش الإسرائيلي ينسف مربعا سكنيا في قطاع غزة با ...
- جدل في البرلمان الألماني حول توريد صواريخ -تاوروس- لأوكرانيا ...
- غارات إسرائيلية تحول ضاحية بيروت الجنوبية إلى ركام: أبنية مد ...
- استهداف منزل نتانياهو.. إيران -تلقي بالمسؤولية- على حزب الله ...
- غارة قرب مطار بيروت.. وإسرائيل تقصف -الدرع المالي- لحزب الله ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - محطّات نوعية في مسارات كفاح الشعب الفلسطيني.