علي كريم
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 09:31
المحور:
الادب والفن
شهورٌ قضيتها في منطقة الحيدر خانة وحيداً بلا أحلام أو أهداف أنظرُ إلى العالم من خلال ثقوب حذائي ، كان لا فرق لي أن كنت في حانة في برلين أو في مقهى قذراً في الميدان ولا فرق لي بين سيلفيا بلاث أو شيماء القوادة أو بين نيتشه أو عمار العتال أو بين البحث عن الزمن المفقود أو الحذاء المفقود لا فرق لي... إلى الأن !
كنت أشربُ واقرأ بوحشية منذ طلوع الشمس حتى مغيبها وأكتبُ بغزارة مرعبة لكنني لم أحتفظ بما كنت أكتبهُ وكسلوكٍ شعري أخترت أن أعيش الشعر كتبت أجمل القصائد على جسد امرأة تدعى (………) كانت تزورني بصورة منتظمة ،كنت أكتب بقلم الكحل الخاص بها على جسدها الغريب عشرات القصائد ثم أراقب بعدها بنشوة ذوبان الكلمات أثناء استحمامها كانت أمرأة بوهيمية وهذا ما أعجبني بها في أحدى الليالي رأت في غرفتي كتب مبعثرة ومن ضمنها كتاب أسمال للشاعر جان دمو تصفحتهُ بدهشة وهذا ما اثار إستغرابي لأنها كانت تكره وتسخر من القراءة والمثقفين وربطات العنق والقهوة وأحذية الكعب العالي ثم بدأت تقرأ بصوت عالي وهي عارية مقاطع أعجبتها
"أيكون الموت غياب الذاكرة؟
أم صفاً من طيور البطريق"
"فليمعن جياكوميتي ودالي
في غرائبيتهما
ستبقى المياه ،المياه .
فقط المياه"
"لن نتخلى عن المريخ
طالما أن البطاطا هي
القوة الدافعة للوجود "
"حبيبتي فمكِ حمار كهربائي
حيث اسناني تسافر مع الريح "
ثم صمتت لبرهة ثم قالت لي من هو جان دمو ؟
فأجبتها بقصيدة لي من مشروع مجموعة شعرية مهداة إلى الشاعر جان دمو عنوانها "جان دمو في الحدائق المائلة "
في الأيام الأشدُّ جنوناً
تزهرُ أسنانك الضائعة
في
الحدائق المائلة
هناك حيث
يمتزج الحُلم بالأدغال
و تتضاجع الأسماك
داخل
جذوع الأشجار
وتصدأ الخطوة
وتسقط الأمواج
بين مخالب الأثداء
جان دمو
جان
جا
ن
:
ايها الشاعر الذي ظهر للعالم
عندما شعرت الأصداف بالضجر
من أي حطام جئت ؟
من اي عُزلة ؟
من أي رحماً أخطبوطي؟
وعندما أكملت قراءة القصيدة لها أبتسمت لي كزهرة سماوية و قبلتني قبلتين وقالت لي واحدة لك وواحدة لجان
#علي_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟