عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 16:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في ذلك التاريخ كان البيزنطيون والفرس يتنازعون على المنطقة المقدسة وكان اليهود والنصارى مشتتون يرومون العودة للقدس لكنهم ضعفاء ولهذا كان الداهية ورقة بن نوفل الخبير في الأديان والكاهن التصراني في مكة متزعما هذا التوجه مستعملا صعاليك الجزيرة وقبيلتي الأوس والخزرج القويتين لتكوين قوة وبعث النصرانية من جديد وقد كان قيثم (اسم محمد) يلاقي ورقة ويصاحبة وقد سهل له الزواج من خديجة وهي ابنة عمه وهي نصرانية وعندما رجع محمد من الغار بعد أن أتاه كابوسا من كثرة التفكير بما يسمع من أحاديث خيالية عن الديانة اليهودية والمسيحية وأنبيائهم من طرف ورقة فذهبت خديجة لورقة تستشيره فقال لها دون تردد ودون أن يعاينه "إنه الناموس ابشري" وكأن الأمر متفق عليه مسبقا. ثم هاجر محمد للمدينة واتصل باليهود واتفق معهم وكان القرآن في تلك الفترة يمجد أنبياء اليهود والنصارى ولم يذكر شيئا عن مكة وقريش وعمه الذي رباه وأمه وابنته فاطمة وأصحابه الذين ناصروه أبوبكر وعمر وعلي وعثمان وفصل في موسى وزكرياء والمسيح ومريم وكأن هناك من يكتب له ذلك . فمحمد كان نصرانيا ثم بفعل الغزوات والغنائم وتأثير من أصحابه وإحساسه بالقوة تغيرت لهجة القرآن نحو اليهود الذين لم يقبلوا أن يتبعوه ويبايعوه فتم بعث مذهب جديد تبلور في العهد العباسي سموه إسلاما وهو في الحقيقة امتداد للعهد القديم في جوهره ولا يختلف عنه إلا في السرد اللغوي وبعض التفاصيل المتعلقة بالتطور الزمني والعادات والبيئة المحلية.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟