نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 13:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل قاتل " يحيى السنوار" بشجاعة حتى الاستشهاد ؟
على أيّة درجة من الموضوعية يقف الذين يقيّمون الراحل السينوار وفقا للمشهد والرواية التي قدمها جيش الاحتلال، مفترضين أنّه أظهر شجاعة وتضحية في مواجهة جيش العدو ...ويمثل رمزا لانتصار الكفاح المسّلح!
١ المشهد الأخير في حياة وموت السينوار الذي رأيناه وسمعنا عنه من وسائل الإعلام الإسرائيلية يقول بوقوع اشتباك بين إحدى دوريات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين يترددون إلى أحد منازل حي السلطان- رفح - و قد انتهت المعركة دون معرفة نتائجها، ليستهدف العدو منزلا آخر بقذيفة دبابة بعد ملاحظة لجوء بعض المقاتلين إليه ،لتبيّن صور" المُسيّرة" التي أُرسلت في اليوم التالي لمسح المشهد جثث ضحايا في الطابق الأرضي، وجريح يجلس على كرسي في الطابق الثاني، وقد تبيّن لاحقا بعد استهداف الطابق أنّ جثة الضحية تعود ليحيى السينوار!
فأين الشجاعة التي أبداها الرجل في القتال حتى الاستشهاد ؟!
٢ لنفترض جدلا حصول معركة التحام وجها لوجه بين مجموعته وإحدى دوريات العدو الراجلة، أليس من الطبيعي أن يقاتل الرجل بشجاعة، وهو يدرك أنّها معركته الأخيرة !
٣ على أيّة حال ، يسقط البطل شهيدا بعد أن حُسمت الحرب التي أشعل نارها لصالح جيش العدو ، وبعد أكثر من عام من استمرار آلة التدمير والقتل الإسرائيلية تحت ذريعة مطاردة السينوار والبحث عن الأسرى ، و كان يمكن له أن يثبت أنّه قائدا عسكريا شجاعا لو عمل ونجح، رغم ما يمكن أن يتعرّض له شخصيا من مخاطر، في قطع الطريق على استمرار حملة حكومة نتنياهو قبل تحقيق
أهدافها ، منقذا أروح آلاف الفلسطينيين، كأنّ يعلن على سبيل المثال استعداده لإعادة الأسرى عند وقف إطلاق النار، وبشرط وقف إطلاق النار فقط ... !!
٣ الحرص على حماية نفسه حتى لحظة وقوع مجموعته في كمين إسرائيلي مصادفة ، رغم كلّ ما لحق من تدمير في مرتكزات حماس العسكرية، حتى نهاية الحرب ، وقد بات يدرك استحالة الانتصار عسكريا، لا يؤشّر سوى على وجود أمل بأن تنجح جهود الولايات المتّحدة وقطر في فرض " هدنة " مؤقته ، تفتح له أبواب النجاة، الشخصي والسياسي !
٤ علاوة على ذلك ، يتجاهل المروجون لبطولة وشجاعة السينوار للتغطية على عجزهم عن فهم طبيعة الحرب ،حقيقة انّه ، كقائد سياسي ، ينبغي تقييم أدائه سياسيا :
لقد تنطّح وحماس لمسؤولية تحقيق أهداف قضية الشعب الفلسطيني السياسية ، وحماية حقوق ودماء أبنائه في مواجهة جيش العدو والسلطة الوطنية الفلسطينية وقد فشل في مهمّته على صعيد مواجهة جيش الاحتلال، و في علاقاته التصادمية مع السلطة الفلسطينية ، وكانت النتائج كارثية على جميع الصعد والمستويات ، وتركّت عواقب مدمّرة على حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته السياسية الوطنية....فأين الشجاعة في صناعة هذه المأساة الفلسطينية الكبرى ؟
------------------------------
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟